المؤامرة الأمريكية على اليمن
محمد صالح حاتم
ما يتعرض له اليمن من حرب وعدوان منذ خمسة أعوام بقيادة تحالف العدوان السعوصهيواماريكي، لم يكن وليد اللحظة ولم تكن مبرراته ما حدث في نهاية 2014م بدخول أنصار الله صنعاء، وهروب هادي إلى عدن وبعدها السعودية.
فالمؤامرة على اليمن قديمة وكان مخططا لها مسبقا ً،فأمريكا عينها على اليمن وتسعى للسيطرة عليها نظرا ًلموقعها الاستراتيجي ،وسواحلها الطويلة وإشرافها على مضيق باب المندب ، وما تحتويه في باطنها من ثروات هائلة.
فما كشفته الأجهزة الأمنية من وثائق والفيديوهات، مؤخرا ًحول تدمير منظومة الدفاع الجوي ،من قبل أمريكا بداية ًمن عام 2004م،فترة حكم علي عبدالله صالح، وبإشراف من ابن أخيه عمار صالح وكيل جهاز الأمن القومي في حينها، يثبت بما لا يدع مجالا ًللشك أن المخطط قديم، وان المؤامرة مخطط لها من سابق ،وأن أحداثاً ما سمي بالربيع العربي في 2011م،ليس إلا ّمن ضمن المخطط.
فاليمن ليس ذلك البلد العادي سواء ًموقعها وأهميتها، وثرواتها ،ومكانتها بين دول المنطقة، بل أنه بلد له دور كبير، في تغيير خارطة المنطقة، وسياستها.
فأمريكا وإسرائيل تسعيان لتغيير خارطة المنطقة العربية، وتعملان على وضع سياسة جديدة، وثقافة جديدة، فنشرت الفوضاء في الدول العربية ،تحت مسمى ثورات الربيع العربي، والهدف هو وجود الشرق الأوسط الجديد، وإعلان صفقة القرن، وإنهاء شيء اسمه القضية الفلسطينية ،ولكي يتحقق هدفهم هذا، فقد تم صناعة أنظمة عميلة لأمريكا وخاضعة لإسرائيل، ومنها حكام دويلات الخليج وخاصة ًبن سلمان وبن زايد، ولكن المعضلة التي ستقف أمامهم هي الشعب اليمني ،الذي سيرفض مخططهم ،وسيقف حجر عثرة أمام مخطط الشرق الأوسط الجديد، وهو من سيبطل صفقة القرن، لما يتمتع به الشعب اليمني من قيم وأخلاق، ونخوة وحمية وعروبة وقومية ،فكان المخطط والمؤامرة التي حيكت عليه.
فالعدوان الذي شُن ّعلى اليمن في 26مارس 2015م،بقيادة السعودية وتحالفها ،كان مخططاً له منذ عدة سنوات، ومنها تدمير الدفاعات الجوية، وهيكلة الجيش، واغتيالات القيادات العسكرية الوطنية، ورجال الفكر ،والنخب السياسية والثقافية، وإسقاط الطائرات الحربية ،كلها تندرج ضمن المؤامرة على اليمن.
ولهذا فإن أمريكا عين على اليمن لازالت مفتحة ،ومحدقة، وان العدوان على اليمن لن يتوقف ،إلا ّبأوامر من أمريكا، وذلك متى ما شعرت أمريكا أنها فشلت في حربها وعدوانها على اليمن، ومتى ما تضررت مصالحها ،لكن إلى الآن لازالت أمريكا هي المستفيد من الحرب والعدوان ،لأنها بسبب هذه الحرب تجني مئات المليارات من الدولارات إلى خزينتها من مبيعات الأسلحة للسعودية والإمارات، وأن علينا أن نكون على استعداد أن الحرب قد تطول ولسنوات قادمة، ولهذا يجب تهيئة أنفسنا وشعبنا على الصمود والمواجهة لعشرات السنين لأن اليمن يتعرض لمؤامرة عالمية كبرى، تقودها دول الاستكبار العالمي.
وعاش اليمن حراً أبياً، والخزي والعار للخونة والعملاء.