عفاش.. إجرام وخيانة من المهد إلى اللحد
منير اسماعيل الشامي
اجتاز المجرم عفاش جريمة اغتيال الحمدي أمام العدو السعودي بامتياز، وأدرك نظام الرياض منذ ذلك اليوم أنه وجد ضالته المنشودة لفرض وصايته الكاملة على اليمن بشخصية تمتلك مواصفات لا تتوافر في إبليس نفسه، ذلك هو المجرم عفاش الذي شن عدوانه على اليمن وبدأ باغتيال الوطن من لحظة اغتيال الرئيس الشهيد الحمدي رحمة الله عليه وظل يغتاله كل يوم حتى آخر رمق من أنفاسه الشيطانية.
ومن يعتقد أن العدوان على اليمن بدأ في ٢٦ مارس ٢٠١٥م فاعتقاده خاطئ جملة وتفصيلا، لأن العدوان الصهيو أمريكي بدأ على اليمن حقيقة بيد عفاش في أواخر عام٢٠٠١م وبالتحديد في شهر نوفمبر بعد عودته من زيارة أمريكا استجابة لاستدعائه من جورج بوش رئيس أمريكا آنذاك حيث عاد عفاش بعد أن حصل على دعم أمريكي بشكل منح من البنك الدولي ومن صندوق النقد الدولي تفوق ملياري دولار كمكافأة له عن فتحه الأجواء اليمنية للطائرات الحربية الأمريكية بذريعة محاربة الإرهاب وكمكافأة له على خياناته للوطن التي لم تتوقف ، وفي عام ٢٠٠٤م قام بوش باستدعاء عفاش على وجه السرعة بهدف تشكيل تحالف العدوان على اليمن، إلا أنه كان تحالفا غير معلن وكان المجرم عفاش هو أول من تزعمه وقاده بكل دوله التي تحاربنا اليوم منذ خمسة أعوام وهي من دعمت عفاش وساندته بالمال والسلاح في العدوان على “اليمن” ذلك اليمن الذي تجسد بشخصية الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي عليه رضوان الله وكان هدفه القضاء عليه وعلى مشروعه وأنصاره ومسحهم جميعا من على سطح الأرض.
وهو ما قام به المجرم عفاش فورا بعد عودته من أمريكا بإعلان الحرب الأولى على صعدة في ١٨ يونيو ٢٠٠٤م واستمرت ثلاثة شهور استهدف خلالها المئات من منازل المواطنين بالطائرات والصواريخ والمدفعية وانتهت باستشهاد الشهيد القائد السيد حسين رضوان الله عليه.
النتائج التي أفرزتها الحرب الأولى بقيادة المجرم عفاش فشلت وفشل عفاش في تحقيق أهداف أمريكا بل إن النتائج التي تمخضت عنها كانت عكسية تماما فعلى الرغم من استشهاد السيد القائد حسين بدر الدين رضوان الله عليه إلا أن مشروعه ازداد انتشارا وأنصاره تضاعف عددهم وهذه النتائج كانت مرصودة بدقة للعدو الأمريكي الذي ايقن بعدها أن هذا المشروع سيعم اليمن رغم انفه الأمر الذي دفعه إلى استباق انتشار مشروع المسيرة ووصوله إلى الإمساك بزمام الأمور فرأى ضرورة تدمير أسلحة الدفاع الجوي من منظومات وطائرات خصوصا بعد فشل الطيران الحربي في الحرب الأولى رغم استخدامه بشكل مكثف طوال فترة الحرب، وذلك تخوفا من وصولها إلى أيدي انصار الله، وبحجة الحيلولة دون سيطرة قوى الإرهاب عليها.
كان عفاش في تلك اللحظات مجرد مدير قسم شرطة للإدارة الأمريكية مثله مثل أي زعيم نظام عربي كما وصفهم الشهيد القائد تماما وصدرت له التوجيهات الأمريكية بضرورة تدمير منظومات الدفاع الجوي ومواصلة حروبه الظالمة على صعدة ولم يكن أمامه سوى التنفيذ رغم أنه يعلم علم اليقين أنه يرتكب بهذه الجرائم خيانات جسيمة لا تغتفر.
هو بدوره وتنفيذا للتوجيهات الأمريكية اصدر أوامره إلى المجرم علي محسن بإشعال الحرب الثانية واصدر أوامره إلى المجرم عمار بتدمير أسلحة الدفاع الجوي والذي كان حينها رئيس جهاز الأمن القومي ذلك الجهاز الذي أنشأته أمريكا لحماية الجماعات الإرهابية ورعايتها بإشراف أمريكي وتحرك المجرم عمار فورا لتنفيذ تلك الجريمة رغم أنها تمثل عارا ويستحي أي يمني أن يفتح فمه في ذلك ، وبعد أخذ ورد وضغوط وتهديدات اضطرت قيادة وزارة الدفاع إلى تسليمه الدفعة الأولى من منظومات الدفاع الجوي فهم أولا وأخيرا يدينون بولائهم للمجرم عفاش وهو من صنعهم وتم تدميرها وبعد عدة شهور تلاها تدمير الدفعة الثانية وتحت رقابة مجندات أمريكية، والمشاهد التي بثتها قناة المسيرة وظهر فيها المجرم عمار عفاش متوسطا بين المجندتين الأمريكيتين أثناء جريمة تدمير الدفعة الثانية من صواريخ الدفاع الجوي هي بحق مشاهد قمة العار والخيانة والنذالة والانحطاط ، وتبعها لاحقا تدمير الطائرات الحربية واستهداف قوات الدفاع الجوي استمر حتى بعد سقوطه.
والحقيقة المعلومة أنه مهما بلغت خيانة قيادة أي نظام إجرامي لشعبه فلا يمكن أن تصل إلى مستوى تدمير أسلحة ردع استراتيجية هي ملك الشعب إطلاقا، كما فعل المجرم عفاش، ولا غرابة لمجرم شيطاني كانت أول خطوة له نحو كرسي الرئاسة هي جريمة اغتيال رئيس وطني وشريف حرر الوطن من براثن الوصاية السعودية.. هذه الشخصية الإجرامية وأمثالها هي من مكنت أعداء الأمة من اليهود والنصارى من أرضنا العربية ومقدراتنا ورقاب شعوبنا وبها انتصروا علينا وطغوا فينا وتجبروا واستكبروا وعاثوا في الأرض الفساد.