انعقد في صنعاء تحت عنوان "رفض صفقة ترامب وحرمة التطبيع مع العدو الصهيوني" وبمشاركة علماء عرب

مؤتمر علماء اليمن يدين التآمر الامريكي لتصفية القضية الفلسطينية ويدعو إلى دعم حركات المقاومة

مفتــــي اليمــن : القضيــــة الفلسطينيـــة إحــدى ابتــــلاءات الله للأمــــــة

أدان المؤتمر الموسع لعلماء اليمن خطوات التطبيع مع الصهاينة من قبل بعض الانظمة العربية، ودعا المؤتمر في بيان حصلت “الثورة” على نسخة منه إلى دعم حركات المقاومة والجهاد للاحتلال الصهيوني بالمال والرجال والسلاح حتي تطهير القدس من اليهود الغاصبين.
وبارك علماء اليمن في بيانهم الانتصارات الكبيرة التي تحققت مؤخرا على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية متمثلة في عمليتي (البنيان المرصوص)العسكرية و(فأحبط أعمالهم) الامنية.
الثورة /

وفي المؤتمر الذي عُقد بالعاصمة صنعاء امس بعنوان” رفض صفقة ترامب وحرمة التطبيع مع العدو الصهيوني “، وحضره كوكبة من علماء اليمن ودول عربية، أشار مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين، إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل الأوضاع والمستجدات على الساحة المحلية والإقليمية والدولية والتآمر الدولي على القضية والشعب الفلسطيني.
وتطرق إلى المواقف المخزية لبعض الأنظمة العربية والخليجية إزاء إعلان صفقة ترامب التآمرية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، واستمرار العدوان والحصار على الشعب اليمني من قبل تحالف العدوان السعودي الإماراتي.
وقال “إن القضية الفلسطينية إحدى الإبتلاءات التي ابتلى الله بها الأمة العربية والإسلامية، ليرى إن كانت ستقوم بواجبها في الدفاع عن فلسطين والقدس من دنس اليهود”.
وأضاف “إن ما يسمى بصفقة القرن، أمر لا وجود له”.. لافتا إلى أن الأمة الإسلامية تمر اليوم بأزمة ثقة مع الله جل وعلا، وهو ما يتجلى ذلك في حركة التطبيع الجارية لعدد من الدول العربية والإسلامية مع الكيان الصهيوني الذي أخرج أبناء الشعب الفلسطيني من أرضهم واحتلها.
وأكد العلامة شرف الدين أن الأمة مطالبة بأن يكون لها موقف من الولاء لإسرائيل، وأن تلتف حول القيادات الحرة لا القيادات التابعة للنظام الأمريكي .. وأضاف ” لا ثورة حقيقية إلا بالخروج من العباءة الأمريكية والإسرائيلية والسعودية والإماراتية.

مفتي سوريا
وعبر الأقمار الصناعية، قال مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ بدر الدين حسون” ليس لترامب ولا من يخطبون وده من العملاء والخونة من الأعراب الحق في أن يقرر مصير فلسطين التي نعيش مأساة ضياعها “.
وأضاف” ما كان الهدف يوماً يمنٌاً ولا شامٌاً ولكن الهدف كان القدس ومكة أن يتحكم فيهما أعداء الله والإسلام “.
وأثنى العلامة حسون على موقف علماء اليمن الواضح تجاه القضايا التي تمس العالمين العربي والإسلامي .. وخاطب أبناء اليمن بالقول” أنتم روح الأمة وأملها الذين تحملون التاريخ قيماً وحضارة وأخلاقاً وأنتم من ستعلمون الأبناء شجاعة وشرفاً وإباء”.
وتابع” ستبقى الشام واليمن مشرق النور والإيمان والإسلام وستنتصر على من جاءوا إلى اليمن ليأخذوا طريقاً إلى الخليج ويصدروا بترولهم من أرضهم ونسوا أن في اليمن أمة تحمل أزكى رسالة وأشرف إيمان للعالم الإنساني”.
وقال “تحية من الشام إلى اليمن الأرض التي فيها نفس الرحمن إلى يوم القيامة” .. مضيفا “في زماننا حكام يدلسون على الأمة أنهم طلاب سلام وما هم بذلك، ولكنهم طلاب إذلال لشعوبهم “.
ووجه رسالة لكل من يخطط للنيل من الأمة الإسلامية بأنها أمة حملت وستبقى حاملة لرسالة “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ “.
من جانبه ثمن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمود الزهار، موقف اليمن قيادة وشعبا تجاه قضية فلسطين .. وقال: ” نشكر الشعب اليمني، البلد الذي وقف ويقف معنا دوما، ورفض الاحتلال على مدار التاريخ وعلماؤه الذين كانوا في مقدمة من قادوه للتحرر من الاستعمار الأمريكي والصهيوني”.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية لن تتنازل عن ثوابتها في الدفاع عن الأرض والمقدسات والدين والعقيدة حتى تتحقق معركة وعد الآخرة وتتطهر فلسطين من دنس اليهود الغاصبين.
وأضاف” إن التاريخ لن يرحم الذين يهرولون للتطبيع وسيحاسب الخونة والعملاء عن كل ما اقترفوه بحق الشعب الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية”.
وأشار الزهار إلى أن التطبيع مع الكيان الصهيوني، يعني التأييد والسماح لاحتلال جسم غريب لجزء من جسد الأمة والذي لن يقبل أن يظل هذا الجسم الغريب فيه وسيتم استئصاله .. لافتا إلى أن الدين الإسلامي يرفض الكيان الصهيوني وكذا يرفض التنازل عن الأرض الفلسطينية والمقدسات الفلسطينية والعربية والإسلامية.

علماء العراق
إلى ذلك أكدت كلمة علماء العراق التي ألقاها الشيخ خالد الملا الرفض القاطع لما يسمى بصفقة القرن .. معتبرة هذه الصفقة لا قيمة لها ولا تخص المسلمين.
ولفت الملا إلى أن هذه الصفقة تأتي ضمن المشاريع الأمريكية الصهيونية في المنطقة العربية والإسلامية الهادفة إلى زرع الفرقة والشتات والخلاف بين المسلمين وتقسيم البلدان ونهب ثرواتها وخيراتها وضمان وجود الكيان الصهيوني التنسيق مع عملائها وأدواتها بالمنطقة.
وأبدى الشيخ الملا التضامن مع الشعب اليمني وما يمر به من أوضاع صعبة جراء العدوان والحصار .. وقال “قلوبنا في العراق يعتصرها الألم والحسرة لما يتعرض له اليمن ونحن نشاركهم الأوجاع والهموم “.
من جهته حيا حسين غبريس من تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشعب اليمني وصموده الأسطوري في وجه العدو وانتصارات جيشه ولجانه الشعبية المتوالية ووقوفهم ورفضهم القاطع لصفقة القرن.
وقال ” أحيي أهل اليمن الصامد الذين رفعوا رؤوسنا عالية بمواقفهم المشرفة نصرة للوطن ولفلسطين”.
وأضاف” هذا ليس جديدا على أبناء اليمن الشرفاء الذين أسعدونا بمواقفهم وشجاعتهم وتضحياتهم وانتصاراتهم المتلاحقة “.
وتابع ” من هنا نقطع الطريق ونقول لا للمطبعين الذين يهرولون ويتسابقون لشراء ولاء اليهود والنصارى، ونعرب عن ثقتنا في أن وقفتكم مع فلسطين ستؤتي ثمارها ونقول لأهلنا في فلسطين نحن معكم صابرون وصامدون حتى النصر”.

علماء المقاومة
رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، عبَّر عن سعادته لانعقاد المؤتمر لعلماء اليمن رغم الظروف القاسية التي يمر بها الشعب اليمني، إلا أن أبناء اليمن يتحركوا من أجل فلسطين والعراق والأمة أكثر من تحرك الآخرين.
وقال” إن صفقة القرن مدانة وكاذبة ولا يمكن تنفيذها والهدف منها هو إخراج ترامب ونتنياهو من مأزقيهما “.. منددا بسعي بعض الأنظمة العربية إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ووصف الشيخ ماهر حمود بعض الدول التي هرولت للتطبيع مع الكيان الصهيوني بالآثمة التي رمت خلف ظهرها كل المبادئ والقيم وجاهرت بتولي أعداء الدين وخيانة المسلمين.
في حين أوضح عضو رابطة علماء اليمن الشيخ عبدالباسط عبيد أن صفقة القرن تأتي ضمن سلسلة المخططات والمؤامرات على الاسلام والمسلمين.
وقال” إن هذه الصفقة كشفت زيف كثير من الأنظمة العربية والإسلامية والتي سارعت لبسط الولاء والطاعة لأمريكا والكيان الصهيوني وأيدت الصفقة الملعونة”.
ورأى الشيخ عبيد أن من أسباب النصر على الأعداء إعادة التسلح الأخلاقي لأبناء الأمة والإخلاص للقضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين .. مؤكدا أن فلسطين لن تعود إلا على اكتاف الأبطال الظاهرين على الحق.
الشيخ علي صومل من علماء محافظة الحديدة أكد أهمية الدور الكبير للعلماء في توحيد الأمة وجمع كلمتها .. لافتا إلى أن حالة الفرقة والاستعمار والفتن سببها عدم التمسك بكتاب الله.
وقال” العلماء هم الذين يوحدون الأمة وعليهم تبيين الحق وألا يخافوا في الله لومة لائم، وتقصيرهم في أداء واجبهم الذي كلفوا به سبب فيما يحدث للأمة من أزمات وحروب وعداوات “.
ودعا الشيخ صومل كافة العلماء إلى الاضطلاع بدورهم في تعزيز الوعي المجتمعي والتحرك لمواجهة مشاريع قوى الهيمنة الأمريكية الصهيونية وأدواتها في المنطقة ممن سارعوا لتأييد صفقة العار ومن ساعدوا على تمريرها.

القيادي في حركة حماس الدكتور محمود الزهار :المطبعون مع الاحتلال سيحاكمهم التاريخ ولن نخذلكم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أولاً: الشكر من بعد الله تبارك وتعالى لليمن، البلد الذي رفض الاحتلال على مدار التاريخ، والعلماء الذين قادوا اليمن إلى تحرير أراضيهم، العلماء والأبطال والمجاهدون الذين الآن يرفضون التدخلات الصهيونية العربية في اليمن التي يحاولو أن يفرضوها على شعب اليمن، اليمن الذي وصف في أذهاننا باليمن السعيد؛ لأنه ليس فيه فساد.
اليمن الذي وقف معنا دائماً، وخصوصاً في هذه الأيام الصعبة، لكم منا الدعاء الخالص لله تبارك وتعالى أن يحفظكم؛ لكن نعدكم أننا لن نخذلكم، نحن سنحقق معركة وعد الآخرة بإذن الله تبارك وتعالى، وستصلُّون في المسجد الأقصى محرراً وسنذكر هذه الأيام الصعبة التي مرت علينا وسنكتبها في تاريخ أبنائنا لندرسها حتى لا تتكرر هذه التجربة الحزينة في تاريخ حياة الشعب الفلسطيني والشعب العربي واليمني على الأخص.
* * *
أما الذين يهرولون في التطبيع مع الاحتلال فسيحاسبهم التأريخ كما حاسب الخونة والعملاء في تأريخهم الماضي.
التطبيع ليس شيئاً من الطبيعة، هذا شيء شاذ، الاحتلال جسم غريب، الجسم الصحيح السليم يلفظ هذا الاحتلال، ولذلك سيحاسبكم ربنا سبحانه وتعالى على أنكم قبلتكم باحتلال أرض إسلامية وعربية، سيحاسبكم أن بررتم لهذا المجرم الاحتلال الإسرائيلي أن يقتل أبناءنا، سيحاسبكم على تدنيس المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، سيحاسبكم على تدنيس الأرض الفلسطينية كل الأرض الفلسطينية، ولذلك اعرضوا بضاعتكم على الله سبحانه وتعالى حتى تعلموا أنكم خرجتم عن الصف وأنكم ستخسرون الدنيا وستخسرون الآخرة.
* * *
«المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله» المسلم سواء كان في بولندا أو بولانيا أو في الاتحاد السوفيتي أو في أمريكا أو في أي مكان عربي أو إسلامي المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يسلمه ولا يتوانى عن نصرته، هذا ما عودنا عليه العلماء، أما علماء السلاطين فحسابهم عند الله تبارك وتعالى، هم نعم سيحشرون مع من يحبون، أما أنتم فنحن وإياكم إن شاء الله سنعرض على الله تبارك وتعالى لنقول له: إنا رفضنا أن نتنازل عن ثوابتنا، عن حق الإنسان العربي المسلم في كل مكان بغض النظر عن الجغرافيا السياسية أو الجغرافيا التي يعيش فيها، إن الأرض الفلسطينية الأرض الإسلامية لا ننتقص منها شبراً واحداً، وإن مقدساتنا ثوابت لا نتخلى عنها، وإن ديننا وعقيدتنا الإسلام الذي يرفض هذا الكيان، ويرفض هذا الوضع، ويرفض التنازل عن الأرض الفلسطينية وعن المقدسات الفلسطينية والعربية عموماً والإسلامية على وجه الخصوص؛ لأنها مستهدفة.
* * *
نقول لكم نحن وإياكم منسجمون تماماً مع عقيدتنا، مع ثوابتنا، وإن شاء الله نحن وإياكم نستمتع بمعركة وعد الآخرة ونستمتع بتحرير فلسطين كل فلسطين، ونأمل مجلسنا إن شاء الله في المسجد الأقصى لنقول: أن معركة وعد الآخرة كانت حقاً، آمنا بها حقاً، ونفذناهاً حقاً، وهذا هو اليوم الذي ننتظره نحن وإياكم.
بوركت جهودكم، ونسأل الله تبارك وتعالى لكم الأمن والأمان، والانتصار على الخونة الذين يريدون أن يزعزعوا أمنكم، ويحتلوا أرضكم، ليكونوا أداةً من أدوات الاستعمار الصهيوني والمسيحي في بلادكم.

الشيخ ماهر حمّود رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة:اليهودي اليوم لا يزال يتمنى ما كان عليه يهود موسى


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الأنام محمد وآله وصحبه أجمعين.
سماحة العلامة الشيخ شمس الدين شرف الدين.
الأخوة الكرام في مؤتمر علماء اليمن
أيها الأحبة الذين رغم ظروفكم القاسية تتحركون من أجل فلسطين ومن أجل العراق ومن أجل الأمة أكثر من الآخرين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفقة القرن أصلاً اسمها خطأ، الصفقة تكون بين طرفين والذي أعلنها طرفٌ واحد الأمريكي الصهيوني، هي صفقةٌ مدانة من جهة، خاطئة من جهة، كاذبة من جهة، ومن الجهة الأخرى لا يمكن أن تنفذ، هي فقط من أجل إخراج ترامب من مأزقه الداخلي، وإخراج نتنياهو من مأزقه الداخلي أيضاً.
لنتوقف كثيراً عند تفاصيل هذه الصفقة كما تسمى لأنها ليست قابلة للتطبيق لأن الفلسطينيين جميعاً من انخرط في أوسلو ومن أدانه، ومن تبنى المقاومة ومن صمت عنها أو أدانها، الجميع ضد هذه الصفقة الخيانية الخيالية الكاذبة.
لا نتوقف كثيراً ولكن نتوقف عند حركة التطبيع العربية الآثمة التي تلقي خلف ظهرها كل القيم، كل المبادئ، بل تلقي الإسلام نفسه.
وقد صدق فيهم قوله تعالى من سورة المائدة ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِين* وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِين﴾[المائدة:52، 53] ، نعم هذه الآيات جربناها وكانت شعاراً واجهنا به انتخاب بشير جُمَيِّل ومجيئه إلى الرئاسة اللبنانية على الدبابات الإسرائيلية وما هي إلا عشرون يوماً حتى قضى الله قضاءه فكانت الآية ناطقة ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ﴾ جاء الفتح سريعاً، ونحن نقول بإذن الله لهؤلاء المطبعين على جميع المستويات سيأتي فتح الله أو أمرٌ من عند الله فستصبحون قريباً نادمين على ما تسارعون به من أجل إرضاء اليهود والنصارى ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾[البقرة:120] وندين خاصة الذين يرتدون ثياب العلماء ويتحلون بألقاب توهم المستمع أنهم علماء رابطة العالم الإسلامي، إسمٌ برّاق، إسمٌ كبير، تنفق من خلاله الأموال، تبنى المساجد والنوادي والمراكز وتُعطى الهبات السخية لعلماء الدين من أجل تزوير الدين، عندما يذهب رئيس ما يسمى رابطة العالم الإسلامي أو أمين عام إلى بولندا، إلى أوشفتز من أجل أن يعتذر لليهود عن محرقة هتلر، ومن أجل أن يصلي كما زعموا لراحة أو يشارك اليهود في الصلاة على أنفسهم لراحة أنفسهم كما يزعمون، وهو لم يطلب بالمقابل أن يعتذر اليهود عن مذابحهم من دير ياسين إلى قانا وما بينهما وما سيأتي، وهي لائحة تطول .. لا نستطيع أن نسردها كلها، نقول له: هذه الصفقة الخاسرة ستودي بك إلى نار جهنم إلا أن تتوب، وستفضحك في الدنيا قبل الآخرة ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِين﴾[الأعراف:152] أنت مثلك كمن اتخذ العجل من دون الله تعالى، أنت مثلك كمن عبد الصنم من دون الله تعالى؛ لأنك تهمل، اقرأ القرآن أيها الجاهل، هذه المجازر اليهودية إنما هي جزءٌ من وعد الله تعالى وليس لنا يدٌ فيها أصلاً، نحن لم نأمر هتلر ولم يتشاور معنا ولا غير هتلر، ولا فردنان ولا سورليكان ولا فلان ولا فلان .. مجازر مستمرة كلها تحت عنوان رباني واحد ذكره الله في الآية 167 من سورة الأعراف ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيم﴾[الأعراف:167] ، طالما أن اليهودي لا يزال يتمنى ما كان عليه يهود موسى من اختراق السبت، من تزوير التوراة، من قتل الأنبياء، والسرور بقتلهم والترويج لقتلهم، من تشويه صورهم، فهذا زانٍ، وهذا قاتل، وهذا سارق، طالما أن اليهود لا يزالون على هذا المنوال دون أن يتوبوا إلى الله تعالى فسيبقى هنالك من يعذبهم ومن يقتلهم بحقٍ أو بغير حق بغض النظر؛ لأن هذه مجزرة كتبها الله على اليهود حتى يتوبوا، ﴿إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللهِ﴾ وهي التوبة، ﴿وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ﴾ يعني أن تتضافر جهود الناس لرفع هذا الذل عنهم، وهذا ما يحصل في فلسطين الآن، وسينتهي حبل الناس وحبل الله لم يمدّ لهم أصلاً، ليأتي ا ليوم القريب بإذن الله تعالى ﴿وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا﴾[الإسراء:7] ، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون * بِنَصْرِ اللهِ﴾[الروم:4، 5] أما المطبعون، وأما البائعون، وأما الخائنون، وأما المتاجرون في الدين فسيلقيهم رب العزة والمسلمون في مزبلة التاريخ.
إلى لقاء آخر وقد انتصر اليمن وحقق ما يريد، إلى لقاء آخر وقد انتصرت فلسطين وتوحدت الأمة، وتطهر العراق وتغير شكل الأمة، إلى الوصف الرباني الذي وصف الله تعالى به المؤمنين ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون﴾[الأنبياء:92] والذي أيضاً في وصفهم ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُون﴾[المنافقون:8] ، فليبقوا على غيهم وجهلهم، ولنبق على مقاومتنا وعلمنا حتى يأتي وعد الله، فيندم النادمون ويفرح المؤمنون بنصر الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق: التفرقة والتقسيم.. اهداف أمريكا في المنطقة


بسم الله الرحمن الرحيم
يا شعبنا، يا أهلنا، يا إخواننا في اليمن السعيد، في اليمن الحبيب.
أيها السادة العلماء، أيها الإخوة الكرماء.
سماحة العلامة مفتي الديار اليمنية السيد شمس الدين شرف الدين، جميعاً السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
كان بودنا أن نكون معكم، أن نكون الآن في هذا المؤتمر الكبير؛ مع إخواننا العلماء لنشهد هؤلاء الذين جاهدوا وصبروا وصمدوا في أرض الرباط، أمام ضربات العدو من جنسنا ومن غيره؛ ولكن حال بيننا وبين هذا المجيء الظروف التي تمر بها صنعاء ويمر بها اليمن من حصارٍ خانقٍ ظالمٍ يوجّه إلى شعبٍ مسلمٍ مؤمنٍ كريمٍ مجاهدٍ عزيز.
والله يا أيها الإخوة؛ والله إن قلوبنا يعتصرها الألم، ويعتصرها الحزن، ونحن نتابع أوضاع اليمن؛ مع أننا في العراق عندنا أوجاع مشابهة إلى هذه الأوجاع، عندنا هموم إلى همومكم.
نحن قبل أيامٍ قليلة ماضية فقدنا قائداً وفقدنا قادة النصر على داعش الحاج أبو مهدي المهندس، والحاج قاسم سليماني، الذين كان لهما الأثر الكبير في هذا الانتصار الكبير على عصابات داعش، مع أننا فينا جرحٌ عميق؛ لكننا نتحسس بوضعكم وبآلامكم وباحتياجاتكم فصبراً صبراً إن النصر قريب إن شاء الله تعالى.
في وجهة نظرنا أيها السادة العلماء ومن تجربةٍ واقعيةٍ ومن دراسة تأريخية فقط أريد أن أقول لكم هذه الكلمة، وأنتم تجتمعون بخصوص صفقة القرن أو صفعة القرن للمتخاذلين، أما للأبطال والمجاهدين فلا قيمة لهذه الصفقة.
أمريكا اليوم عندها مصالح تعرفونها، عندها أهداف ومشاريع تعرفونها، المشروع الأول في المنطقة، في منطقتنا العربية والإسلامية، المشروع الأول والأهم هو: زرع التفرقة والخلاف والشقاق بيننا، فانتبهوا لهذا.
زرع الخلاف والشقاق بيننا، وتقسيم بلداننا، وهذا ما تسعى إليه في اليمن عبر حلفائها من العرب، من المحسوبين على العرب والمسلمين مع شديد الأسف.
مشروعهم الأول في اليمن أن تُقَسَّم اليمن، المشروع الثاني في المنطقة بعد زرع الخلاف والفرقة والتقسيم هو نهب الثروات، انتبهوا جميعاً؛ وأنا أصغركم علماً وأقلكم دراية، لكن أقول لكم هذا حتى نتذاكر فيما بيننا، زرع التفرقة، نهب الثروات التي منَّ الله تعالى على بلداننا، التي منَّ الله بها على اليمن وعلى العراق و .. و إلى آخره من دول عربية وإسلامية.
الهدف الثالث وهو الهدف الأسمى، هو ضمان وجود الكيان الصهيوني؛ كل هذه المجازر التي تقوم بها أو بطريق حلفائها إنما هو لضعف هذه الأمة؛ حتى تكون أمة منقسمة، أمة متخلفة، أمة ضعيفة، أمة مقتولة، مجروحة، وهي ترعى وتنظم وتطور وجود الكيان الصهيوني.
نحن باسمكم الآن؛ نحن باسم هذا التجمع العلمائي الكبير نحن نرفض وإياكم (صفقة القرن) أو صفعة القرن، ونعتبرها لا قيمة لها أمام ضرباتنا وضربات المسلمين في كل مكان.
نبارك لكم هذا الاجتماع، ونسأل الله تعالى أن نكون في العاجل القريب بينكم ومعكم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الشيخ الدكتور أحمد بدرالدين حسون مفتي سوريا:العرب يسمحون لطيران العدو الصهيوني المرور في أجوائهم ولا يسمحون لطيران صنعاء نقل الجرحى


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من ربوع بلاد الشام، من الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، أرسل تحية إيمانٍ وحب، وأمنٍ وأمان، إلى أرضٍ فيها نفس الرحمان وفيها أمةٌ أحبها الرسول عليه الصلاة والسلام، وشعر بأنفاسها تأتيه من اليمن إلى طيبةَ الطيبة، من بلاد الشام التي تُمتحن اليوم بأشد أنواع الامتحان، وإلى أرض اليمن أرض الطهر والنقاء، التي تسلط عليها من يريد أن يدمر الإيمان في أرض الإسلام.
نعم نحن اليوم نعيش ما بين الشام واليمن مأساة ضياع فلسطين، فما كان الهدف يوماً يمنٌ ولا شام، ولكن الهدف كان القدس ومكة، أن تصير في ظلال يتحكم فيها أعداء الله وأعداء الإسلام.
لذلك سادتي أصحاب السماحة والفضيلة إنني إن عدت إلى رياض القرآن وسألته من نحن؟ وأين سنكون؟ سأجد قول الله عزوجل ينير لي ولكم الطريق ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾، إنها أمة وليست دولة، إنها أمة وليست جماعة، إنها أمة وليست أعراق، إنها أمة وليست مذاهب متقاتلة، فما الذي حدث لهذه الأمة التي أنارت الكون بأجمل رسالات السماء، وعنوانها ﴿لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ﴾، لماذا ونحن الذين جمع لنا القرآن كل رسالات السماء، توراةً وإنجيلاً وزبوراً وصحف إبراهيم عليه السلام، لماذا اليوم نحن دولٌ ومذاهبٌ وجماعاتٌ وأعراقٌ وحدود؟ أهكذا كنا! ما الذي أوصلنا إلى اليوم لـمَّا نسينا خطاب الأمة الواحدة، ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون﴾ وإذا بنا نُقسّم في حدودٍ سياسية، وفي حدودٍ عِرّقية، وفي قبائل متقاتلة، وفي مذاهب وطوائف متشاحنة، من كان يقود هذا الفكر؟ ومن الذي دخل علينا بالإعلام الذي مزّق أمتنا، وبالحروب التي دمّرت الكثير من تأريخنا، وهي تعمل اليوم عن طريق من يرأس الولايات المتحدة الأمريكية ليدمر مستقبلنا.
أيها السادة .. أصحاب السماحة والفضيلة أنتم روح الأمة، أنتم أمل الأمة، أنتم من تحملون التأريخ قيماً وحضارةً وأخلاقاً، وأنتم من ستعلمون الأبناء شجاعةً وشرفاً وإباء، لذلك وأنتم تلتقون اليوم واليمن يئنّ من جراح إخوته، وسوريا تئنّ مما صنعت بها مائة دولةٍ ودولة، والنبي الحبيب أخبر عالمنا الإسلامي وحكّام المسلمين بالذات أن الشام واليمن سيبقى بهما نورُ الشريعة إلى يوم القيامة، وذلك مصداق دعاء رسول الله صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ «اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا».
نعم ستبقى الشام واليمن هي مشرق النور والإيمان والإسلام، وستنصر على من جاؤوا إلى اليمن ليأخذوا طريقاً إلى الخليج ليصدروا بترولهم من أرضهم ونسوا أن في اليمن أمة حملت أزكى رسالة وأشرف إيمانٍ للعالم الإنساني.
نعم ستبقى الشام تقول بكل صدقٍ لكل ما يخطط للقدس وما يخطط للأمة، لا، ولو بقينا وحدنا، فليس ترامب وليس بعض حكّام العرب من يتحالفون اليوم مع الصهاينة، ولا أقول إسرائيل، فإسرائيل إسم نبيٍّ من الأنبياء هو بريءٌ مما يفعل هؤلاء الصهاينة، كما رسولنا الحبيب صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ بريءٌ مما يفعل باليمن وبالشام، وبليبيا، وبالصومال، وبفلسطين التي يحاولون نسيانها.
نعم إننا أمةٌ حملت رسالة، وستبقى رسالتها ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ فليس ترامب من يحقق ويقرر أمر فلسطين، وليس بعض الأعراب الذين يذهبون إلى ألمانيا وإلى أوربا ليمسحوا مسحة الحنان على قلب الصهاينة بما دمّروه وبما حرقهم به على ما يدعون «هتلر» وكلها مآسٍ نحن ننكرها ولا نرضى بها، ولكن الذين تباكوا وصلّوا هناك من أجل مجزرة بني صهيون، أنسو أن يصلوا في دير ياسين، أنسوا الصلاة في ربوع فلسطين التي ذبح فيها الآلاف من أبناء المسلمين وهدّمت مساجد وكنائس يذكر فيها اسم الله.
لماذا ذهبوا يتباكون هناك؟ ويسمحوا لطيران العدو الصهيوني أن يمرّ في أجوائهم ولا يسمحون لطيران صنعاء أن ينقل الجرحى إلى عمّان، ولا يسمحون لطيران بلاد الشام أن يمر فوق أرضهم، لذلك نقول لمن ارتضوا أن يبيعوا رسالتهم، قد جاء قبلكم أبو رغال فدل الأحباش على طريق مكة فقصفه الله بالأبابيل، وما أكثر أبي رغال في زماننا حُكّاماً يدلسون على الأمة أنهم طلاب سلام، وما هم طلاب سلام! إنهم طلاب إذلال لشعوبهم، وإذلال لرسالتهم، ولكن أبشركم أصحاب السماحة والفضيلة، أقسم لكم أن اليمن سيبقى فيه نفس الرحمان إلى يوم القيامة، يحمله رجال صدقوا ما عاهدوا عليه، يحمله رجالٌ مؤمنون صادقون، لا يخونون، ولا يبيعون، وستبقى الشام هي عمود الإسلام إلى يوم القيامة، هكذا حدثنا الصادق المصدوق صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ.
لكم كل التحية وللقائكم دعاءٌ إلى الله عزوجل أن يؤلف بكم القلوب، ويجمع بكم الشمل، وأن نرى اليمن والشام جناحا الإسلام والإيمان، بركة دعاء رسولنا الحبيب صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ تفيض على كل الأقطار العربية والإسلامية وننشر الرحمة للإنسانية جمعا.
وفقكم الله وجعل لقاءكم لقاء الأبرار الأخيار أهل الجنة، وجمعنا بكم عن قريب بنصرٍ إنه سميعٌ مجيب للشام وأهلها ولليمن ولجبالها، تلك القمم التي حافظت على القيم، وتلك السهول التي سقت الجزور، سلامٌ عليكم من ربوع الشام التي سيبقى بها عمود الإسلام إلى يوم القيامة ليعانق في اليمن نفس الرحمان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ حسين غبريس – مسؤول العلاقات العامة والسياسية في تجمع العلماء المسلمين، لبنان:موقف أبناء اليمن تجاه فلسطين أبهر العالم


بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
التحية والمحبة والاحترام لكم يا أبناء اليمن، يا أهلنا في اليمن الصامد، يا من رفعتم رؤوسنا عالياً في كل مواقفكم المشرفة، بدءاً بموضوع فلسطين، مروراً بقضايا أمتنا العربية والإسلامية، انتهاءً بخروجكم المظفر والموفق المليوني في صنعاء وغيرها في مواجهة صفقة القرن، الصفقة السرقة المشبوهة التي أراد عدونا الأمريكي ومعه الصهيوني أن يمررها تحت جنح الظلام.
وقوفكم، خروجكم، صوتكم المدوي كما أصوات أهلنا في أكثر من قطرٍ عربيٍ وإسلامي، سواءً في إيران، أو في العراق، أو في سوريا، أو في البحرين المظلومة، في مواقع مختلفة كلها خرجت نصرةً لفلسطين، وقضية القدس.
ليس جديداً على أبناء اليمن الشرفاء، اليمن السعيد، الذي أسعدنا يوماً بعد يوم في مواقفه وأبهر العالم كله في وقفاته المشرفة، في شجاعة أبنائه، في تضحيات شعبه، في صمود أهله، وانتصاراته المتلاحقة.
أيها الأحبة في اليمن إن وقفتكم هذه ووقفات الآخرين معنا ومع فلسطين، مع قضايا الأمة تقطع الطريق وتقول لا لأولئك المطبعين، أولئك الذين يهرولون ويتسابقون، من أنظمة متهالكة لتعلن وقفتها ولتقول للناس بأنها مع هذا التنافس والتسابق استباقاً لأي محاولة لقطع الطريق على هذا التطبيع.
أيها الأحبة يا أهلنا في اليمن الصامد، نحن واثقون أن وقفتكم ووقفات الآخرين مع فلسطين سوف تؤتي ثمارها، وما تلك الأشكال النافرة والسلبية التي يلجأ إليها بعض ضعاف النفوس وحثالة المجتمعات من أنظمة متهاوية، من أنظمة ساقطة، للأسف بعض الذين يلبسون عِمَّةً هنا أو هناك، وكان آخرها تلك المحاولة الخسيسة الدنيئة التي وقف فيها بعض المعممين من سعودي وغيره وحتى هناك فردٌ للأسف من لبنان، لجئوا لإقامة صلاة عند نصب (الهولوكوست) المزعوم في بولونيا.
إن كل تلك الأشكال التي نراها ما هي إلا مواقف ضعف وجبن، مواقف رخيصة لا تؤدي إلى شيء، بل ستسقط أصحابها عاجلاً أو آجلاً .
نقول لأهلنا في فلسطين الذين وقفوا ولا يزالون يقفون في وجه هذه الصفعة أو هذه السرقة الموصوفة؛ نحن معكم.
وصدقوني عندما خرجتم إلى شوارع اليمن لتقولوا: لا، سُرَّ كل الشرفاء في عالمنا العربي والإسلامي لاسيما أبناء فلسطين؛ سمعنا الزغردات، والصرخات، والهتافات، وشعارات التكبير.
نعم إنكم بوقفتكم وبأصواتكم المدوية أيها الأحبة حتماً سوف نعمل جميعاً ونستمر، لن نترك وسيلةً إلا ونلجأ إليها من أجل إسقاط هذه السرقة وإنهائها إلى الأبد.
على كل حال نحن وإياكم صابرون، صامدون، مستمرون في تحركاتنا لنسقط كل أولئك الطغاة والظلمة الذين يتربصون الشر بأبناء أمتنا.
التحية والإجلال لكم يا أهل اليمن، أيها الصابرون، إنكم منتصرون فعلاً، والله معكم، وشعوب الأمة الشرفاء إلى جواركم يرفعون معكم وجميعنا نرفع لواء (النصر للإسلام، والعزة للمؤمنين، والذل والعار للفجرة والكفرة والمطبعين والخونة) والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نص بيان مؤتمر علماء اليمن بعنوان: رفض صفقة ترامب وحرمة التطبيع مع العدو الصهيوني

الحمد لله القائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * والقائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.
وصلاة الله وسلامه على إمام الرحمة وقائد الخير ومفتاح البركة سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن أصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار..
وبعد
فنظرا لما يجري على الساحة الإقليمية والدولية من أحداث أليمة ومستجدات خطيرة وتآمر عالمي لتصفية القضية الفلسطينية من خلال الإعلان عن ما يسمى بصفقة ترامب التآمرية والمواقف المتواطئة المخزية من قبل بعض الأنظمة العربية والدول الخليجية على وجه الخصوص وإزاء استمرار العدوان الظالم والحصار الآثم على الشعب اليمني من قبل تحالف الشر السعودي – الإماراتي تحت قيادة وإدارة الحلف الأمريكي الصهيوني.
وعملاً بما أوجب الله على العلماء من البيان تجاه أحداث كهذه في قوله تعالى ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾ .
وخوفا من الوقوع تحت طائلة وعيد الله المتمثل في قوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ ولما يجب أن يكون عليه العالم الرباني تحقيقا لقول الله تعالى ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾.
بناءً على كل ذلك اجتمع علماء اليمن في مؤتمرهم المنعقد بعنوان: (رفض صفقة ترامب وحرمة التطبيع مع العدو الصهيوني) بمشاركة كوكبة من علماء دولٍ عربيةٍ لتدارس الأحداث والمستجدات والوقوف أمام التحديات والمؤامرات الخطيرة التي تتعرض لها الأمة الإسلامية وخرجوا بالبيان الآتي:-
أولًا: يدعو علماء اليمن الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها الرؤساء والحكام إلى الرجوع إلى الله وتحكيم شرعه والوقوف عند حدوده والعمل بهدي رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإلى جمع الكلمة ووحدة الصف وترك الخلافات البينية والصراعات المناطقية والمذهبية والعمل بما أوجب الله وترك المحرمات والابتعاد عما يسخط الله سبحانه وتعالى.
ثانيًا: يدعو علماء اليمن علماء الأمة الإسلامية جماعات وأفرادا إلى القيام بواجبهم في هذه الظروف الحالكةِ السوادِ للقيام بدورهم وواجبهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدع بكلمة الحق , والتوضيح والبيان والتوعية لأبناء هذه الأمة وتحذيرها من المخاطر المحدقة بها والعمل على إحباط كل المكائد والدسائس والمؤامرات والتصدي لها وإذكاء روح الجهاد والمقاومة للاستكبار العالمي وانتهاج السبل الكفيلة لذلك ومنها تفعيل المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والدول المتآمرة على الإسلام والمسلمين .
ثالثًا: يدين علماء اليمن ما يسمى بصفقة ترامب التآمرية التي يراد منها تصفية القضية الفلسطينية وبيعها في سوق النخاسة ويرفضونها رفضا قاطعا جملة وتفصيلا ويدعون الدول العربية والإسلامية كافة حكوماتٍ وشعوبًا إلى ردها ورفضها والوقوف حائلا دون تمريرها ويؤكدون على حرمة التعاطي معها أو القبول بها أو الترويج لها من أي كان. ويثمنون مواقف الدول الإسلامية الحرة التي رفضت صفقة ترامب ووقفت ولا زالت مع مظلومية الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وقدمت له الدعم السخي والصريح وفي مقدمتها الجمهورية الإسلامية في إيران.
رابعًا: يؤكد علماء اليمن على وجوب نصرة الشعب الفلسطيني وسائر المستضعفين من المسلمين ودعم حركات المقاومة والجهاد للاحتلال الصهيوني بالمال والرجال والسلاح حتى تحرير فلسطين وإخراج وطرد اليهود الغاصبين وتطهير القدس والأرض المباركة من رجسهم وفسادهم وإرهابهم. مع الاستعانة بالله وضرورة توحد حركات وفصائل المقاومة وتوحيد الجهود وتوجيه العداء وسلاح الأمة صوب العدو المشترك الصهيوني الأمريكي.
خامسًا: يدين علماء اليمن خطوات التطبيع مع الصهاينة التي قامت بها بعض الأنظمة العربية ومنها ما قام به رئيس هرم السلطة في السودان عبدالفتاح البرهان من فتح للأجواء السودانية أمام الطائرات الصهيونية والتقائه بالمجرم نتنياهو ومنها ما أقدم عليه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من تحريف لمعانيه باللغة العبرية خدمةً للصهيونية، ومنها ما قام به ما يسمى بأمين عام رابطة العالم الإسلامي ومن معه من علماء السوء من ترحم على أرواح اليهود والصلاة عند نصب الهولوكست المزعومة ويؤكدون أن السلم إنما يكون مع دولة غير معتدية ولا غاصبة في حدود ما أقره الشارع الحكيم في قوله تعالى ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.
سادسًا: يدعو علماء اليمن إلى المطالبة بحجر سلمان وابنه ومحمد بن زايد ومن على شاكلتهم من التصرف في أموال الأمة التي جعلها الله لها قياما لثبوت سفههم وتسخيرها لمصلحة اليهود والنصارى والترف والملاهي عملا بقوله تعالى ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾.
سابعًا: يدين علماء اليمن التدخل الأمريكي السافر في شؤون المنطقة واعتداءاته المتكررة بحق أبناء الأمة والتي كان آخرها اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس ورفاقهما ويؤكدون أن وجود أمريكا في المنطقة مرفوض إذ هي رأس الكفر ومنبع الشر ومصدر الأزمات والمشاكل والحروب , ويدعون أبناء الأمة للتعاون والوقوف صفاً واحداً لإخراج الأمريكيين وكل المستعمرين من المنطقة.
ثامنًا: يبارك علماء اليمن الانتصارات العظيمة والكبيرة التي تحققت بفضل الله وعونه ونصره على أيدي الجيش واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية و يحمدون الله تعالى على ما مَنَّ به مؤخراً من نصر في عمليتي (البنيان المرصوص العسكرية) (فأحبط أعمالهم) الأمنية ويحيون رجال الجيش واللجان الشعبية والأمن والقبائل الأبية ويؤكدون دعوتهم للشعب اليمني لرفد الجبهات بالمال والرجال وتعزيز عوامل الصمود والثبات.
تاسعًا: يشيد علماء اليمن بالقرارات الحكيمة في محاربة الفساد بكل أشكاله ويعدون ذلك خطوة في الطريق الصحيح لمحاربة الفساد وقيام الدولة العادلة ويدعون الدولة لمواكبة وتعزيز الانتصارات في المجال العسكري والأمني ببذل المزيد من الجهود لتحقيق الانتصار الحاسم على الفساد والتصحيح المالي والإداري وتغليب مصلحة الوطن على المحاصصة والولاءات واختيار الكفاءات ورفع المظالم وخدمة الشعب و الاهتمام بالزراعة والصناعة حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي.
عاشرًا: يدعو علماء اليمن إلى الحفاظ على الهوية الإيمانية وتعزيزها وبذل الجهود في ترسيخها عن طريق الإرشاد والتوعية ومواصلة بناء الكوادر العلمية والاهتمام بالهجر والمدارس والأربطة وحلقات العلم الشريف.
حادي عشر: يشيد علماء اليمن بالجهود المبذولة من قبل الدولة والخيرين من أبناء البلد في إصلاح ذات البين ومعالجة قضايا الثأر وتعزيز اللحمة الداخلية ويدعون إلى الاستمرار و بذل المزيد من الجهود في رأب الصدع وإصلاح ذات البين. كما يدعون من زلت بهم القدم وغرر بهم للالتحاق بصف العدوان أن يعودوا إلى رشدهم وأن يحكموا كتاب ربهم وأن يعملوا عقولهم بأنه لا خير لهم في البقاء مع العدوان، فالخير كل الخير لهم في الدنيا والآخرة هو الرجوع إلى إخوانهم في الوطن والدفاع عن عزة وكرامة الشعب اليمني وطرد الغزاة والمحتلين.كما يشيدون بالتحرك البطولي الجاد من قبل أبناء الشعب بالمهرة لرفض تواجد الاحتلال السعودي ودعوة سائر المحافظات اليمنية للاحتذاء بهم والعمل الموحد على طرد المحتل.
وفي الختام نسأل الله أن يجمع كلمة الأمة ويوحد صفها وأن يعز الإسلام وأهله ويذل الكفر وأهله وأن يخزي الظالمين وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويفرج عن الأسرى وأن يختم للجميع بالإيمان والعفو والمغفرة والرضوان وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد.
صادر عن مؤتمر علماء اليمن
بتاريخ 26 جمادى الآخرة 1441هــ الموافق 20/2/2020م

قد يعجبك ايضا