اليمن ثاني دولة بعد افغانستان في سوء التغذية


يعاني أكثر من 10.5 مليون شخص يمني من انعدام الأمن الغذائي في اليمن.. ويؤثر هذا الرقم سلبا على الجانب الاجتماعي والاقتصادي للبلد حيث تزداد نسبة البطالة والفقر والتسرب من التعليم بالإضافة إلى نسبة زيادة عمالة الأطفال.. ومن ضمن البرامج العاملة في مجال الغذاء والأمن الغذائي برنامج الأغذية العالمي والذي لديه مكتب في اليمن.
“الثورة” أجرت حوارا مع السيد بيشو براجولي الممثل المقيم والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي باليمن حول سوء التغذية وأضرارها وأسبابها.. فكانت الحصيلة التالية:

* بداية.. هل لكم أن تتحدثوا عن برنامج الأغذية العالمي في اليمن¿
– البرنامج يساعد خمسة ملايين شخص في اليمن ويهتم بجميع النشاطات وركزت الجهود على الأعداد المستهدفة حاليا من هذا المشروع والمقدرة بخمسة ملايين شخص مستهدف في اليمن وتم اختيار المستهدفين على ضوء مسوحات ميدانية تكفل بها برنامج الغذاء العالمي ضمن معايير دولية ومقاييس تم الاتفاق عليها ومؤشرات تؤخذ من واقع الميدان.. ويركز البرنامج على موضوع الأمن الغذائي والأعداد التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في اليمن تقدر بـ10.5 مليون شخص من إجمالي عدد السكان.. كما أن البرنامج يركز على الأطفال المواليد والأمهات الحوامل والمرضعات ويركز على النازحين الذين هم دون خط الأمن الغذائي حيث يعاني أكثر من نصف مليون طفل من سوء تغذية ويوجد في اليمن تقريبا 600 ألف نازح من النزاعات الحاصلة باليمن في مختلف مناطق الجمهورية.. ولدينا إجمالا 3.8 مليون شخص مستفيد من هذا البرنامج إضافة إلى الحوامل والأطفال الذين تم ذكرهم سابقا.
دعم مباشر
الجزء الثاني من المشروع دعم مباشر ليس ضمن خطة المشروع يتمثل في دعم الاقتصاد المحلي في اليمن.. حيث أن جميع المواد الغذائية التي يأخذها البرنامج من السوق المحلية أو يستوردها.. وفي الآونة الأخيرة بدأ التركيز على شراء المواد محليا وهذا يدعم التجارة والاقتصاد الوطني بالإضافة إلى ذلك موضوع النقل كما أن البرنامج يعتمد على التجار والإمكانيات الموجودة في البلد وهذا يدعم أيضا مستوى الاقتصاد المحلي.
وهناك مشروع آخر تم إضافته مؤخرا مشروع تعليم الفتاة وهذا يشمل كل أراضي الجمهورية اليمنية حيث يعتبر الفرق بين الإناث والذكور في الجانب التعليمي الأسوأ في العالم حيث نسبة هروب الفتيات وعدم التحاقهم بالمدارس يعتبر أعلى نسبة في العالم وسوء التغذية هي من المشاريع التي يركز عليها برنامج الغذاء العالمي اليمن تعتبر ثاني دولة بعد أفغانستان تعاني من سوء التغذية.. ولذلك قام البرنامج بعمل خطة لإيجاد البدائل والحلول لمناقشة هذه المشاكل وهناك مشروع جديد سيتم تنفذه خلال العام القادم يشمل أكثر من فعالية ويهدف المشروع إلى إيجاد وظائف والإكثار من الحضور إلى المدارس والتغذية المدرسية وتشجيع البنات على الالتحاق بالمدارس في عموم أراضي الجمهورية ودعم اللجان المحلية والتنمية الريفية في مناطق الريف في اليمن من ضمنها بناء المدرجات ودعم زراعة البن ودعم الزراعة ونوع المنتوج كماٍ ونوعاٍ بالإضافة إلى دعم مشاريع إدرار الدخل على مستوى الفرد ضمن نطاق اللجان.. والبرنامج يركز على مشروع تجميع مياه الأمطار لمكافحة أزمة الجفاف التي يعاني منها اليمن.
260 مليوناٍ
* كم هي ميزانية البرنامج.. وهل هي قابلة للزيادة¿
– 260 مليوناٍ قيمة المشاريع المنفذة والدعم المقدم من برنامج الغذاء العالمي في عام 2013م.. وستكون قيمة المشاريع التي سينفذها البرنامج خلال عامي 2014م و2015م بنفس المبلغ المخصص 260 مليوناٍ.
مسوحات
* في بيان صادر عن مكتبكم ذكرتم أن 10.5 مليون شخص في اليمن يعانون انعدام الأمن الغذائي.. كيف أخذتم هذا الرقم¿
– بناء على تقرير تم إعداده قبل عامان وتم تحديثه في شهر يوليو الماضي قام به أكثر من 400 مساح حول البلد.. الذين قاموا بالنزول الميداني إلى القرى والمناطق اليمنية المختلفة وسألوا العمال والفلاحين وأصحاب البيوت وجمعوا البيانات عبر الاستقصاء الميداني وتم عكسه على ضوء التقرير السنوي الذي يقدم وعلى ضوء هذا هذه التقارير نعتمد المؤشرات.
مجاعة وفقر
* ما هي التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة¿
سنفقد جيلاٍ كاملاٍ .. وجود سوء تغذية يؤثر على مستوى الذكاء وسيظهر جيل غير مؤهل لمواكبة العلم كما أنه تزداد نسبة المجاعة والفقر مما يؤثر سلبا على المجتمع حيث تنساق بعض أفراد هذه الفئة إلى مجالات لا تخدم المجتمع كالإرهاب والتخريب أو أي جهة غير مرغوب فيها ومجالات أخرى خارجة عن التعليم والصحة.. بالإضافة إلى ضعف الاستقرار والأمن داخل البلاد جراء الفقر والمجاعة وارتفاع نسبة سوء التغذية وضعف الصحة والأمن والتربوي.. وقد تم مناقشة هذه المواضيع خلال زيارة مدير الغذاء العالمي في العالم والتقت ومدير البرنامج باليمن مع الرئيس عبدربه منصور هادي وقد كانت أولويات السيد الرئيس موضوع الفقر والأمن.. ويعتبر الفقر أحد المؤثرات على الهيكل الاجتماعي في اليمن وعدم الاستقرار وسوء التغذية.
فالفقر والجوع يؤثراٍ سلباٍ من خلال قيام الأسر بعدم إرسال أبنائها إلى المدارس مما يجعل أولادهم يذهبون إلى (الشحت) وهروبهم من المدارس أو تقوم الأسر بدفع أطفالها إلى العمل في مجالات وهناك مليونا طفل يمني في مستوى العمالة المفترض أن يكونوا في المدارس وهذا الرقم يعتبر عالياٍ وإذا قامت الأسرة الفقيرة بدفع أولادها إلى المدارس يذهبون وفيهم سوء تغذية أو جائع مما يؤدي إلى ضعف مستوى الذكاء وضعف قبوله للمادة العلمية وبالتالي لا تستطيع أن ترتقي الدولة بمستوى التنمية في اليمن وينخفض مستوى التعليم والأكاديمي الذي يهدف إليه أي بلد.. وهذا يعطينا مجموعة من التحديات في تبني التنمية الصحيحة والسياسات الرشيدة والإرادة للدولة والمجتمع.. للوصول إلى مجتمع راق.
سياسات رشيدة
* كيف يمكن أن نحد من هذه المشكلة¿
– حتى تحل هذه المشكلة تحتاج أولا إلى سياسات رشيدة ودعم متوافر وإرادة حثيثة لتحقيق الأمن الغذائي بالإضافة إلى تنفيذ المشاريع بطريقة صحيحة كما يجب أن يكون دور الحكومة دور فعال.. البرنامج القادم الذي سينفذه البرنامج هو مساعدة الناس حتى يساعدو أنفسهم وهناك مشروع الصمود ومواجهة الأزمات يعتمد على الذات بمساعدة الآخرين وهذا يتدرج في الاعتماد على النفس والاستقلالية.
والمشاكل الأخرى التي تعاني منها اليمن ارتفاع نسبة البطالة والوظائف قليلة وارتفاع أعداد النازحين بسبب المشاكل النزاعات الحاصلة في اليمن.. إضافة إلى الأعداد العائدة من السعودية في الآونة الأخيرة سبب نقصاٍ في المبالغ المرسلة من المانحين وهذه المشاكل تشكل عبئاٍ على المجتمع كما أن الدعم الحكومي محدود وفقا لإمكانيات اليمن ومع هذه المشاكل ترتفع نسبة سوء التغذية وسوء التغذية لا يشمل الغذاء فحسب بل يشمل أيضا المياه الصحية وتوفر البيئة السليمة من حيث توفر شبكة المجاري والوحدات الصحية وهناك جهل كبير من الأمهات وأرباب الأسر في معرفتهم للقيمة الغذائية وانعكاساتها على المستوى القريب والبعيد.
ممتازة
* تحدثت عن أهمية دور الحكومة.. ما هي أوجه التعاون بين البرنامج والحكومة.. وتقييمك لاستجابة الحكومة في تنفيذ مشاريع البرنامج¿
– علاقتنا ممتازة.. دور الحكومة فعال جدا.. وعلاقتنا بها ممتازة جدا.. ونحن نحاول تعميق هذه العلاقات للوصول إلى أهداف أفضل ونحن لا نستطيع العمل في الجمهورية اليمنية بدون الحكومة.. وبرامجنا جزء من برامج الحكومة نحن نقوم بالمساعدة في تنفيذها وتطويرها وتكون أوسع وأشمل بطريقة أفضل.
الدول المانحة
* ما هي المشاريع التي نفذتموها.. وهل عملتم لهذه المشاريع تقييماٍ لمعرفة أثرها على الفئة المستهدفة¿
– المشاريع كثيرة.. منها مشروع تعليم الفتاة.. عدد الفتيات الملتحقات في التعليم كان 35 ألفاٍ .. ولوحظ بعد تنفيذ المشروع أن العدد بدأ يزيد من خلال إقبال الفتيات على المدارس حيث وصل العدد إلى ثلاثة أضعاف وهذا يعتبر مؤشراٍ على نجاح البرنامج وكثير من الأسر الفقيرة ترسل بناتها إلى المدارس.. وهناك مشروع التغذية المدرسية في مدارس مخصصة لرفع المستوى التغذوي عند الأطفال.. وهناك مشاريع مواجهة الأزمات الذي يهدف إلى إيجاد الوظائف ورفع مستوى الدخل على مستوى الأسرى ثم على مستوى المجتمع.
من ضمن المؤشرات الطيبة والعلاقات الطيبة مع الدول المانحة في الآونة الأخيرة لدينا دعم ممتاز جدا من قبل كثير من الدول الرئيسية المانحة من ضمنها أميركا والألمان واليابان وكندا واستراليا والاتحاد الأوروبي.. ومن ضمن سياساتنا توسيع الدعم عن طريق دول الجوار من ضمنها السعودية وقطر والإمارات والكويت.. وهذا يساعد في جوانب كثيرة من المساعدات لليمن من بعد السياسات الرشيدة والنتائج التي الإيجابية ظهرت.

** قام بالترجمة خلال إجراء الحوار السيد أثير نجم مدير مكتب صنعاء لبرنامج الأغذية العالمي باليمن.

قد يعجبك ايضا