الثورة نت /
دشن فخامة الأخ المشير مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم، الخطة الإستراتيجية للعام 2020م من المرحلة الأولى لتنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
وفي التدشين الذي حضره عضوا المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي وأحمد الرهوي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل ورئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس ورئيس المحكمة العليا القاضي عصام السماوي، والنائب العام القاضي نبيل العزاني وعدد من قيادات الدولة، ألقى الرئيس المشاط كلمة، اعتبر فيها “الخطةُ المرحليةُ الأولى، الإطارَ الذي يُوَجِّهُ عمل مؤسسات الدولة لتحقيقِ الغايات والأهدافِ الوطنيّةِ العُليا التي تتجسَّدُ مرحلتُها الأولى في وضعِ الأُسُــسِ المتينةِ لبناءِ الدولةِ اليمنيّةِ الحديثةِ؛ باعتبَارِها خطةَ تحوُّلٍ نوعيةً تهدِفُ لتحقيقِ مستهدفاتِ الرؤيةِ الوطنيّةِ وغاياتِ وتطلعاتِ الشعب اليمنيِّ”.
وأكد أن وثيقةَ الرؤيةِ الوطنيّةِ وخططَها المرحليةَ وثائقُ إستراتيجية للتنفيذِ وليست للمزايدةِ السياسيّةِ والإعلاميةِ .. وقال “سنعملُ بِـكُــلِّ عزمٍ وإصرارٍ على نقلِ هذهِ الإستراتيجية إلى حَـــيِّــزِ التنفيذِ الفعليِّ، مستمِدِّينَ العونَ من العليِّ القديرِ، ومستلهمينَ روحَ الصمودِ والتحديْ والإنجازِ من تجربةِ قِيادتِنا الثوريةِ ومجاهدينا الأبطالِ”.
وأضاف ” لقد آثرنا على أَنْ تكونَ الرؤيةُ الوطنيّةُ لبناءِ الدولةِ اليمنيّةِ الحديثةِ 2030م وآليتُها التنفيذيةُ، وثائقَ يمنيّةً خالصةً تمَّ إعدادُها بكفاءاتٍ يمنيّةٍ متميزةٍ بِـكُــلِّ تفاصيلِها سواءً مِن حيثُ الفكرةِ أَو عمليةِ الإعدادِ الموضوعيِّ والتنظيميِّ، بما يُعَبِّرُ عن مِلكيةِ اليمنيّينَ لمصيرِهِم وتجسيدِ ريادتِهم وإرادتِهم في بناءِ دولتِهِم “.
وتابع” إن أبلغَ دليلٍ على جدوى الأفكارِ الجادةِ والرؤى المدروسةِ هو تحويلُها إلى واقعٍ ملموسٍ “.. مؤكدا بهذا الصدد القدرة على تحقيقِ ذلك رغمَ الصعوباتِ والأخطارِ المحدقةِ والتحدياتِ التي تم توارثها من أنظمةٍ كان نهجُها في الحُكمِ تمكينَ الأوصياءِ على البلدِ وتجويعَ الشعبِ وتجهيلَه لصالحِ أهدافِ القوى الأجنبيةِ على حسابِ مصالحِ وأَولويّاتِ أبناءِ اليمنِ.
ولفت الرئيس المشاط إلى أن عمليةُ التخطيطِ الاستراتيجيّ، تمثل ضرورةً مُلِحَّةً فَرَضَت نفسَها بقوةٍ على كافةِ الأُطُــرِ والمستوياتِ.
وقال” فمنذُ إطلاقِ الرؤيةِ الوطنيّةِ لبناءِ الدولةِ اليمنيّةِ الحديثةِ في الـ 24 مِنْ إبريلَ 2019م وجميعُ الوحداتِ التنظيميةِ لإدارةِ وتنفيذِ الرؤيةِ ومعَها كافةُ وحداتِ الجهازِ الإداريِّ للدولة تشهدُ حراكاً استراتيجيًّا كبيراً وتعملُ بجهودٍ حثيثةٍ للقيامِ بدورٍ مؤثِّـــرٍ في المساهمةِ بتحقيقِ هذه الرؤيةِ، لا سيما أنها وَضَعَتْ جميعَ أجهزةِ الدولةِ أمامَ تَحَــدٍّ كبيرٍ وامتحانٍ عسيرٍ نحوَ إعدادِ وتنفيذِ خططٍ واقعيةٍ وتحقيقِ إنجازاتٍ ملموسةٍ، وباتَ اليومَ على جميعِ الوزاراتِ والمؤسّساتِ والمحافظاتِ دورٌ كبيرٌ في تنفيذِ هذهِ الرؤيةِ والمُضِيُّ قُدُماً في تحقيقِها على أرضِ الواقعِ”.
وأهاب بالجميعِ مضاعفةَ الجهودِ وأَن يكونَ 2020 عامَ البناءِ والعملِ والجِدِّ والاجتهادِ والبذلِ والعطاءِ، عامَ الانتصارِ والحريةِ من خلالِ شراكةٍ فاعلةٍ بين الحكومةِ وكافةِ أصحابِ المصلحةِ من شركاءِ التنميةِ من القطاعِ الخاصِّ والمجتمعِ المدنيِّ؛ وفاءاً للأبطالِ الذينَ ضَحَّوا بأنفسِهم وبذلوا أرواحَهم في سبيلِ أَن يحظَى أطفال اليمن بمستقبلٍ أفضل.
وأشاد الرئيس المشاط بالإنجازاتِ والجهودِ التي تحقّقتْ في العامِ 2019 م، على مستوَى تعزيزِ القُــدُراتِ الدفاعيةِ وتطويرِ الصناعاتِ العسكريَّةِ في مختلفِ المجالاتِ والانتصاراتِ الكُبرى التي حقّقها الشعب اليمني، والضرباتِ الموجِعةِ التي تلقاها العدوّ، والتي عززت من صمودَ وعزيمةَ الشعبِ اليمني، وجعلتْ كُـلَّ القوى الشريرةِ المعاديةِ لليمن في قلقٍ وتوجُّــسٍ من قدراتِ الشعب اليمني في الدفاعِ عن نفسِه وقلبِ كُـلِّ المعادلاتِ والاستراتيجيّاتِ العسكريّةِ والجيوسياسيّةِ في المنطقةِ.
وأضاف “إننا جميعاً نعيْ ونُدرِكُ العلاقةَ الوطيدةَ بينَ تحقيقِ البناءِ والتنميةِ، وبسطِ الأمنِ والاستقرارِ وتعزيزِ السكينةِ الداخليةِ “.
وعبر الرئيس المشاط عن سعادته بتدشينِ الخطةِ الإستراتيجيّةِ للعامِ 2020 من المرحلةِ الأولى لتنفيذِ الرؤيةِ الوطنيّةِ لبناء الدولة اليمنية الحديثة .. وقال” هذهِ الفعاليةُ الهامةُ تنطلقُ من صنعاءَ عاصمةِ الجمهوريةِ اليمنيّةِ، وقلعةِ الصمودِ والتحدِّي لأبشعِ وأعتى عدوانٍ في التاريخِ الحديثِ والمُعَاصِرِ”.
وأشار إلى أن التدشينُ يأتي مع بدايةِ عامٍ جديدٍ .. وأضاف” نحنُ على ثقةٍ، أَن يكونُ عامَ الانتصارِ الكبيرِ، سواءً على مستوى البناءِ والإصلاحِ المؤسّسيِّ، أَو على مستوى الجبهةِ العسكريّةِ ، وفرضِ استقلالِ وسيادةِ بلدِنا وردعِ العدوانِ الأمريكيِّ الصهيونيِّ السعوديِّ الإماراتيِّ”.
ولفت رئيس المجلس السياسي الأعلى، إلى أن الدولة قطعت في ذلك شوطاً كبيراً بتضحياتِ الشرفاءِ وصمودِ الأبطالِ، وما يزالُ أمامَـــنا الكثيرُ لمواجَهةِ التحدياتِ، مما يقتضي تضــافُــرَ الجُهُــودِ حتى تحقيقِ النصرِ الناجِــزِ .
وتابع” ثقتُنا بالانتصارِ نابعةٌ من إيمانِــنا وتوكُّلِـــنا المطلَقِ على اللهِ عزَّ وجَــلَّ، وإدراكِــنا لحجمِ الجهودِ المبذولةِ والطاقاتِ الكامنةِ لدى أبناءِ هذا الشعبِ، وقدراتِه وتصميمِه الكبيرِ على النهوضِ والحريةِ، وما هذا الصمودُ المشرِّفُ لخمسةِ أعوامٍ إلا ثمرةٌ من ثمارِ هذا التصميمِ وهذه الروحيةِ المشتعلةِ بالإباءِ والعزةِ والكرامةِ في أعماقِ كُـلِّ مُواطِـنٍ”.
وأكد أن دماءَ الشهداءِ من الجيشِ واللجانِ الشعبيّةِ وآلامِ الجرحى والأسرى والظروفَ المعيشيةَ القاسيةَ التي يُعانيها المُواطِنُ اليمنيّ وكافةَ التضحياتِ الجسيمةِ التي يقدِّمُها الشعبُ اليمني لمواجهةِ العدوانِ والحصارِ، تُحَتِّــمُ على الجميع المُضِيَّ بِـكُــلِّ جِــدٍّ واهتمامٍ وبروحيةِ المقاتِلِ اليمنيّ باتّجاهِ بناءِ الدولةِ اليمنيّةِ الحديثةِ.
ولفت الرئيس المشاط، إلى ضرورةِ تضافُـــرُ الجهودِ وتكثيفُ العملِ لمسابقةِ الزمنِ وُصُولاً للأهدافِ التي نصبوْ إليها .. وقال “لا شَكَّ أننا اليومَ نحقّقُ خطوةً هامةً في هذا الاتّجاهِ من خلالِ تدشينِ تنفيذِ الخطةِ المرحليةِ الأولى “.
وأضاف “نقف اليوم بفخرٍ واعتزازٍ أمامَ المنجزاتِ التي يحقّقُها شعبُنا وسطَ تحدياتٍ غيرِ مسبوقةٍ، فكما صنعت سواعدُ يمنيّةٌ صواريخَ باليستيةً بعيدةَ المدى، وكما طوَّرت عقولٌ يمنيّةٌ طائراتٍ مسيَّرةً تسافِــرُ آلافَ الكيلومتراتِ رغمَ الحِصارِ وتبايُنِ القُدُراتِ، ومهما كانتِ التحدياتُ فلنْ يكونَ هناكَ عائقٌ أَو مانعٌ بعَونِ اللهِ منْ تنفيذِ خطةٍ عمليةٍ مدروسةٍ تنهَضُ بكافةِ مؤسّساتِ البلدِ ويعودُ نفعُها على كُـلِّ مواطنٍ يمنيٍّ”.
وأفاد الرئيس المشاط أنَّ هذا المشروعَ الوطنيَّ اليومَ هو غايةُ نضالاتِ الآباءِ والأجدادِ وأبسطِ استحقاقاتِ الانتصاراتِ اليمانيةِ الفَذَّةِ .. وقال ” لننفضَ عن أنفسِنا غُبارَ الوصايةِ والهيمنةِ والإذلالِ التي أرادت قوى الشرِّ والاستكبارِ إغراقَنا فيها إلى الأبدِ ونحنُ قادرونَ على ذلكَ حتما”.
كما أكد أن الجميع معني بإنجاحِ هذا المشروعِ الوطنيِّ الكبيرِ والمساهمةِ الفاعلةِ في تحقيقِه ..وأضاف” نحنُ على سفينةٍ واحدةٍ والوطنُ وطنُنا جميعاً والمستقبلُ مرهونٌ بالتكاتُفِ والتعاوُنِ والإخاءِ، ونحن جادُّونَ على ضمانِ ذلكَ؛ مِـنْ أَجْــلِ الجميعِ ولصالحِ الجميعِ ومِنْ موقعِ المساواةِ في الحقوقِ والواجباتِ وإنفاذِ القانونِ على الكبيرِ قبلَ الصغيرِ وتحقيقِ العدالةِ الاجتماعيةِ والاستعانةِ بالكفاءاتِ وبالمفاضَلةِ حسبَ القدراتِ لا حسبِ الأهواءِ والمصالحِ”.
وقال”وحتّى لا تبقى هذه الخططُ في الأدراجِ، بل تُترجَمُ عملياً في كُـلِّ يومٍ بالجدِّ والعملِ حسبَ الجدولِ الزمنيِّ المُقَرِّ، وبما يُحَوِّلُ هذهِ الرؤيةَ إلى واقعٍ ملموسٍ، فَإِنَّنا سنراقبُ الأداءَ عن كَثَبٍ ونُقيِّمُ الإنجازَ على مستوى كُـلِّ جهةٍ وعبرَ الأُطُرِ المعنيةِ بذلك، وستلقَّى الجهاتُ المتفوقةُ والسبَّاقةُ والمتميزةُ في تحقيقِ الإنجازِ وفقَ المعاييرِ المطلوبةِ التقديرَ والتكريمَ التي تستحقُّ، في حينِ أَن الجهاتِ التي ستتخلَّفُ عن رَكْبِ البناءِ والتطويرِ والإنجازِ ستتمُّ مساءَلتُها ومحاسبةُ المسؤولين عليها واستبدالُهم بآخرينَ قادرينَ على العملِ وفقَ آمالِ الشعبِ”.
وأعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى عن جائزةٍ رفيعةٍ ستُمنـَحُ لأفضلِ جهةٍ حكوميةٍ تقومُ بتنفيذِ خططِ الرؤيةِ الوطنيّةِ لتكونَ نموذجاً وقُدوةً لباقي الجهاتِ.
وقال “كما قَبِلْنَا التحديَّ وخُضنا معركتَنا العسكريّةَ ضدَّ العدوانِ والحصارِ، فبهذا التدشينِ نعلنُ اليومَ لدولِ العدوانِ وللعالِمِ أجمعَ، عَزَمْنا على خوضِ معركةِ بناءِ الدولةِ اليمنيّةِ كاملةِ السيادةِ والاستقلالِ، حيثُ وهي الرافِعةُ الأَسَاسيةُ لإنهاءِ الاحتلالِ وتحريرِ كُـلِّ شبرٍ من دنسِ الغزاةِ واستعادةِ اللُّحمةِ الوطنيّةِ وترسيخِ الوَحدةِ اليمنيّةِ وتحقيقِ الاستقرارِ والرخاءِ والازدهارِ لشعبِنا اليمنيِّ”.
وأضاف “ويتمثّلُ التحديْ الحقيقيُّ الذي واجهه شعبُنا منذُ اللحظةِ الأولى لانتصارِ ثورةِ الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدةِ في الاستهدافِ المباشِرِ والعدوانِ الذي سعى إلى كسرِ عزيمتِه وضربِ وَحدتِه ووأدِ ثورتِه ومَنْعِ بناءِ دولتِه الحرةِ المستقلةِ”.
وتابع “وها هي الحقيقةُ واضحةٌ وضوحَ الشمسِ في رابعةِ النهارِ التي تكشفُ وتؤكّـدُ أَن دولَ العدوانِ تسعى بِـكُــلِّ ما تَمْلِكُ إلى إعاقةِ قيامِ هذهِ الدولة وتفتيتِها وتجزئتِها وما يحصُلُ في المحافظاتِ والمناطقِ الخاضعةِ لسيطرةِ الاحتلالِ ومرتزِقتِهم خيرُ دليلٍ وشاهدٍ على ذلك، فعنْ أيَّةِ دولةٍ يتحدثون؟ وَأيةُ شرعيةٍ مزعومةٍ يدّعون؟ وأيةُ مؤسّساتٍ يمكنُ لهؤلاءِ المرتزِقةِ الحفاظُ عليها أَو الدفاعُ عنها من فنادقِ الرياضِ ودبي ناهيكُم عن إقامتِها “.
وأكد الرئيس المشاط على مجموعةٍ من الموجِّهاتِ لعمليةِ تنفيذِ المرحلة الأولى من الرؤية الوطنية، تتمثل في التركيزُ على الإصلاحاتِ المؤسّسيةِ؛ باعتبَارِها الخطوةَ الأولى نحوَ إرساءِ مداميكِ بناءِ الدولةِ اليمنيّةِ الحديثةِ، والتزامُ كافةِ قياداتِ مؤسّساتِ وأجهزةِ الدولةِ بتجسيدِ قِيَـــمِ الرؤيةِ وتقديمُ النموذجِ وتجسيدُ الموجِّهاتِ القيميةِ، ومن أهمِّها الالتزامُ بالعدلِ الذي ينبغيْ أَن يكونَ سلوكَ الجميعِ، والإحسانُ في العملِ وإتقانُه مبدأٌ أَسَاسيٌّ للنجاح، والالتزامُ بالحكمةِ والرُّشْــدِ في اتِّـخاذِ القرارِ وتعزيزُ روحِ التعاوُنِ والإنتاجِ.
وشدد على ضرورة استكمالِ إعدادِ وتطبيقِ مدوَّنةِ قواعدِ السلوكِ الوظيفيِّ وأخلاقياتِ الوظيفةِ العامةِ، بما يجسِّــدُ التعامُلَ مع المسؤوليةِ كواجبٍ شرعيٍّ في خدمةِ الناسِ، لا مقاماً للاستعلاءِ عليهِم، ولتصحيحِ الدوافع الذاتيةِ للقيامِ بالمسؤولياتِ والنهوضِ بها.
وأكد الحرصُ على تضـافُـــرِ الجهودِ، كون العملُ يحتاجُ إلى إرادةٍ جَمْعيةٍ توازيْ تلك الإرادةَ التي يمتلكُها المقاتِلُ في جبهاتِ العزةِ والكرامةِ وبما يحقّقُ تلك الغاياتِ والأهدافَ ويليقُ بتضحياتِ الشعبِ اليمنيّ.
وشدد الرئيس المشاط على ضرورة الالتزامُ بمبادئِ العملِ المؤسّسيِّ وتفعيلُ دورِ القيمِ المؤسّسيةِ في إدارةِ مؤسّساتِ الدولةِ، وترسيخُها كسلوكٍ وممارسةٍ في إدارةِ التغييرِ والتطويرِ وكذا العملُ على تنظيمِ مشاركةِ المجتمعِ وقُوَاه بِـكُــلِّ مستوياتِها؛ لتكونَ هذه المشاركةُ حاملةً لتأمينِ التطويرِ ومعزِّزةً ومراقبةً لإدارتِها لتكونَ فاعلةً وناجحةً وتحاسِبُ المُقَصِّرَ في تنفيذِ تلكَ المهامِّ والخططِ.
ووجه بتطوير نَمَطِ إدارةِ الدولةِ بأساليبَ حديثة وفعّالة، والتحوُّلُ مِن ثقافةِ الوظيفةِ العامةِ إلى ثقافةِ الخدمةِ العامةِ، والاستفادةُ من التجارِبِ المماثلةِ التي واجهت وتجاوزت تحدياتِها؛ نتيجةَ إرادةِ التغييرِ والتطويرِ من خلالِ إرادةِ وسلوكِ القيادةِ السياسيّةِ ومسؤولي الدولة.
وقال “إنَّ على جميعِ مَن هم في مواقعِ المسؤوليةِ اليومَ في كافةِ مؤسّساتِ الدولةِ بمختلفِ مستوياتِها أن يتحمَّلوا مسؤولياتِهم في عمليةِ التنفيذِ والمتابعةِ بما يضمَنُ تحويلَ الرؤيةِ إلى واقعِ التنفيذِ، كُــلٌّ بحسَبِ خطةِ جهتِه ومؤسّستِه، وأن تقييمَ أدائِهم سيتمُّ بناءً على مستوى التزامِهم بإنجازِ غاياتِ الرؤيةِ وأهدافِها”.
وحث الرئيس المشاط على التركيزُ في عمليةِ التنفيذِ على المبادراتِ والبرامجِ ذاتِ الأَثَرِ الاستراتيجيِّ المتعلقةِ بترسيخِ مبدأِ الإحسانِ والعدلِ ومكافحةِ الفقر وتحسينِ سُبُلِ العيشِ وترسيخِ القِيَمِ الروحيةِ والمبادئِ والأخلاقِ في أوساطِ المجتمعِ.
وتطرق إلى ضرورة تركيزُ مؤسّساتِ الدولةِ وقياداتِها على استنهاضِ المجتمعِ وتعزيزِ عواملِ الصمودِ والسعيِّ نحوَ تحقيقِ التكامُلِ بينَ كافةِ هيئاتِ وأجهزةِ ومؤسّساتِ الدولةِ وعلى كافةِ المستوياتِ في مواجهةِ العدوانِ وتعزيزِ التماسُكِ وتوعيةِ وتحصينِ المجتمعِ لمواجَهَةِ الأنشطةِ المُعاديةِ التي تستهدفُ القِيَمَ والمبادئَ الأخلاقيةَ والدينيةَ والوطنيّةَ.
وقال “وِفْـقَ هذهِ الموجِّهاتِ سيسجِّلُ اليمانيون قصةَ نجاحٍ لإنجازِ بناءِ الدولةِ المنشودةِ رغمِ العدوانِ والحصارِ، وإذ نَحُثُّ الخُطَى نحوَ تحقيقِ غاياتِنا وأهدافِنا فَإِنَّنا نَمُدُّ أيديَـــنا للشراكةِ والتعاونِ مع كافةِ الأحزابِ ومنظماتِ المجتمعِ المدنيِّ والنقاباتِ والقطاعِ الخاصِّ ووسائلِ الإعلامِ نحوَ تحقيقِ مشارَكةٍ واسعةٍ ومُسَاءَلةٍ مجتمعيةٍ فاعلةٍ لمختلفِ مراحلِ التخطيطِ والتنفيذِ والمتابعةِ والتقييمِ للرؤيةِ الوطنيّةِ بما يُفضِيْ إلى تعزيزِ عملِ مؤسّساتِ الدولةِ، ويرتقيْ بالخدماتِ التي تقدِّمُها”.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى في ختام كلمته أَنَّ اليمنَ سيستمرُّ بالنهوضِ بدورِه التاريخيِّ في الدفاعِ عن قَضَايا الأمة العربيةِ والإسلامية وفي المقدمة القضيةُ الفلسطينيةُ وإقامةُ الدولةِ الفلسطينيةِ المستقلَّةِ على التُّرابِ الوطنيِّ الفلسطينيِّ وعاصمتُها القُــدْسُ الشريفُ .. داعيا المولى تبـاركَ وتعالى إلى الإلهام في الإرادةَ والعزيمةَ والتوفيقَ في تحمُّـــلِ المسئولية وخدمةِ الشعب اليمني والأمة بصورة عامة.
من جانبه أشاد رئيس الوزراء بجهود المكتب التنفيذي للرؤية الوطنية في انجاز العمل وإعداد إستراتيجية المرحلة الأولى من الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
وشدد على أهمية تحمل كافة المسئولين في الوزارات والمؤسسات مسئولية تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة.
وأكد الدكتور بن حبتور أهمية تقديم الأنموذج المشرف للعالم من خلال تنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة والتي تنبثق من روح المعاناة التي تسبب بها العدوان والحصار.
وقال ” ندشن اليوم المرحلة الأولى من خطة الرؤية الوطنية، بعد خمسة أعوام من العدوان من العاصمة صنعاء وليس من فنادق الرياض”.. لافتا إلى أن الرؤية ستنتشل مؤسسات الدولة وترتقي بها من واقع المعاناة.
وأشار رئيس الوزراء إلى حرص قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة الأخ المشير مهدي المشاط على تنفيذ الرؤية والنهوض بمؤسسات الدولة .
من جانبه قدم رئيس الجهاز المركزي للإحصاء وعضو الفريق الاستشاري للرؤية أحمد إسحاق عرضا للنظام الالكتروني تحت الإعداد.. موضحا دور الجهات المعنية في استخدام النظام وآليات المتابعة والتقييم لكافة الجهات في تنفيذ خطة الرؤية الوطنية 2020.
وأكد إسحاق على أهمية ربط ومتابعة وتقييم مستوى التنفيذ لدى جميع الجهات ودور الوحدة الفنية للمتابعة والتقييم بمكتب الرئاسة في هذا النظام حيث سيسهل لها الاطلاع على كافة أنشطة وأعمال الجهات لتتمكن من متابعتها وتقييمها أولا بأول.