الصورة البالستية!
عبدالملك سام
نحن نعيش في عالم المعلومات الذي جعل العالم الفسيح الذي نعيش فيه مترابطا بشكل لم يسبق له مثيل عبر التاريخ، وقد أصبح بإمكان أي واحد منا أن يطلع على خبر حدث في الصين أو البرازيل في غضون دقائق إن لم يكن أقل.. ولكن مع تطور هذه الوسائل أصبح بالأمكان أيضا أن يشارك كل شخص في صناعة الخبر مما أدى لحدوث نوع من الفوضى وظهور الخبر الواحد ملايين المرات وبعدة أوجه وفق نظرة وتوجه من قام بصياغة الخبر، ويكفي أن نعرف أن هناك وكالات اخبارية عالمية ليس لديها أي مراسلين في مواقع الأحداث بل تعتمد على بعض النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي لنقل الأخبار!
في ظل هذه الطفرة الإعلامية نلاحظ أنه مازال هناك أخبار تحظى بالاهتمام أكثر من غيرها، فنجد فجأة خبرا واحدا فقط من بين سيل الأخبار المتدفقة يحظى باهتمام غير عادي ويتم تناقله ليطغى على بقية الأخبار، والسؤال هو لماذا هذا الخبر بالذات؟ وكيف يمكن أن يحظى خبر ما بجميع العوامل الأساسية لانتشاره؟ ولماذا نشعر أحيانا بأن هناك تعتيما وعدم وضوح رغم هذه الطفرة الإعلامية التي حصلت مع وجود الشبكة العنكبوتية في حياة البشر؟
ما يهمنا نحن في اليمن هو أن نظهر مظلوميتنا للعالم للضغط على دول العدوان أمام الرأي العام العالمي، وثانيا إبراز الانتصارات بهدف ردع الحرب النفسية التي تشن علينا وأيضا للتأثير على معنويات قوى العدوان، ولنترك بقية هذا الموضوع للمتخصصين في هذا المجال ونكتفي بما يمكن أن يهمنا حاليا بهذا الخصوص..
علينا في البداية أن نعرف أن الكلمة مؤثرة، ولكن الصورة ومقاطع الفيديو قد يكون تأثيرها أبلغ من آلاف الكلمات، فالصورة التي يتم اختيارها بدقة تتحول لأيقونة تحظى بالاهتمام وسهولة التداول في المواقع الإعلامية المختلفة، وكلنا شاهدنا كيف استطاعت صورة الطفلة بثينة مثلا أن تلحق ضررا بالغا بسمعة النظام السعودي ودفعته للارتباك وارتكاب الأخطاء بما اساء أكثر لسمعته السيئة أصلا.. وللأسف فالملاحظ أن هكذا وسيلة بسيطة ومؤثرة لا تحظى بالاهتمام كما يجب!
نحن نمتلك مواد كثيرة يمكن أن تستخدم بهذه الطريقة، بعكس الطرف الآخر الذي يحاول اختلاق مقاطع وصور مفبركة، والعملية لا تحتاج للكثير من المهارة بقدر ما تحتاج إحساسا لإظهار الفكرة، وبإمكان أي هاو أن يؤدي لنتيجة أفضل من وكالات إعلامية كبيرة بصورة واحدة فقط، مثال على تلك الصور التي تم التقاطها من قبل أشخاص عاديين صادف أنهم كانوا يصورون في موقع الحدث أو الغارات فانتشرت بشكل كبير رغم أن الذي قام بالتصوير لم يكن متخصصا في مجال الإعلام..
يتم عرض فيديو اقتحام لأحد مواقع العدو، فنجد عينا حساسة تلتقط لقطة لأحد المقاتلين وهو حافي القدمين وتتحول تلك اللقطة الى أيقونة يفوق تأثيرها عما يمكن أن يكون الحال لو شاهدنا الفيديو كاملا!
هل وصلت الفكرة؟ بإمكان أي واحد منا أن يطلق صاروخا أعلاميا يفوق في أثره ما يحدثه صاروخ بالستي.. ولنبدأ من الآن جميعا.. شاهد، ركز، التقط، أرسل.. ألف مبروك وشكرا، فقد أرسلت للتو صاروخا بالستيا، والأهم أنه لم يكلفك شيئا يذكر، ولكنك حولت هاتفك لمنصة إطلاق وشاركت في معركة شعبك وبلدك.. فلنبدأ من الآن..