مدير عام الصحة المدرسية الدكتور عبدالباسط الجولة(( الثورة )): نعمل على إيجاد ثلاثة كوادر صحية في كل مدرسة ولدينا نقص في الإسعافات الأولية
يجسد اهتمام الحكومات المتعاقبة بطلاب المدرسة المسؤولية الوطنية في أوضح معانيها؛ فالوطن قبل أن يكون فكرة، قضية، وانتماء هو نبض امتنان في قلوب الصغار، والكبار الأنقياء ، وحلم جميل لمستقبل واعد يتلألأ في أعينهم سيزهر بالعطاء.«الثورة» التقت مدير عام الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم الدكتور عبدالباسط جولة لتخوض معه في سياق هذا اللقاء نقاشاً حول صحة أبنائنا الطلاب.. الحاضر المستقبل .. والأمل لغد يستحقه اليمن، فإلى التفاصيل:الثورة/ سارة الصعفاني
هل من جهات داعمة للصحة المدرسية؟
– نعم يوجد لدينا تمويل ولكن في برامج محددة، الآن نقوم بتدريب ميسرين للتوعية الصحية داخل المدارس لنشر التوعية الصحية وتطبيق الاشتراطات الصحية .. خطتنا تتمثل في بناء كادر في الميدان لتنفيذ أهداف الصحة المدرسية وفي مقدمتها الرعاية الصحية للطلاب؛ لأنه لا قيمة للموارد المالية ما لم تكن لدينا قوة بشرية مؤهلة في الميدان.. بدأنا الخطوة في البيضاء، الأمانة، وذمار وسنستكمل الفكرة في جميع المحافظات، حددنا ثلاثة مشرفين صحيين داخل كل مدرسة عدد طلابها أكثر من 300 طالب فكانت النتيجة كادراً يلبي الاحتياجات؛ في محافظة عمران وحدها 700 مشرف صحي .
ما الذي توصلت إليه أبحاث الصحة المدرسية في ما يخص المشكلات الصحية للصغار في عمر المدرسة؟
– ترفع إلينا مكاتب التربية تقارير بصورة يومية، لدينا هيكل تنظيمي، في كل محافظة إدارة صحة مدرسية، وفي كل مديرية قسم صحة مدرسية، وبداخل كل مدرسة مشرف صحي ؛ ترفع إلينا تقارير عن حالة الطلاب الذين تعرضوا لوعكة صحية في المدرسة كأساس لتكثيف جهودنا في التوعية، ومعرفة توجهاتنا في المستقبل، وتحديد احتياجات الطالب صحياً ، ولدينا لوائح تنظيمية للمقاصف، وموظف مختص لمتابعة الشروط الصحية؛ فأغلب حالات المشتبه إصابتهم بالمرض يفتقرون للنظافة لشخصية، وحقيقة تنقصنا الإسعافات الأولية.
يقال إن الأخصائي الصحي مدرس أراد التخلص من أعباء التدريس .. هل يكفي أن يكون معلماً؟
– الحماس هو الأساس لكن مدرس العلوم الأقرب للصحة المدرسية، وبالفعل كانت المدارس تختار معلماً غير مؤهل يرغب في التخلص من التزاماته لكنه اليوم يدرك أن عليه الإنجاز ورفع تقارير حول تطبيق الشروط الصحية والنظافة الشخصية والتوعية الصحية، سنعرف إذا ما كتبت من البيت، كما أنه يخضع لدورات في التوعية والإسعافات الأولية.
ألا ترون أن فرض إدارة المدرسة التنظيف كعقوبة في واقع لا يجد الطالب معه احتياطات السلامة مخالف للصحة المدرسية ؟
– البيئة النظيفة أساس الصحة الجسدية والنفسية والذهنية، وجميع المدارس بها كادر للنظافة يتبع المدرسة ومسؤولية الرقابة من اختصاص مكاتب التربية في المحافظات، نحن كإدارة للصحة المدرسية نختص باشتراطات الصحة المدرسية في المقاصف والتوعية وتوفير الإسعافات الأولية بدرجة أساسية بقدر المتاح من الإمكانيات لكن الفكرة الأهم أن تتحول النظافة لسلوك.
هل من دور لوزارة الصحة وإدارة صحة البيئة في المدارس مساند للصحة المدرسية ؟
– لا علاقة لنا بهم، عملهم خارج أسوار المدرسة، وربما كان هناك ترابط قديم ويفترض أن يكون بيننا تنسيق وكل يأخذ دوره المكلف به بحيث تتم إحالة الطالب الذي تتطلب حالته الصحية تدخلاً طبياً لأحد المراكز الصحية الخاضعة لإشراف وزارة الصحة بإرسالية من الصحة المدرسية ليجد هناك تسهيلات أو يعالج مجاناً كطالب.
ما مدى صحة وجود لقاحات فاسدة وأخرى لم تعد متداولة عالمياً في مدارسنا؟
– لا صحة لهذا الكلام؛ فالإشاعات تسبق كل الحملات، لم تصلنا بلاغات، وليس من اختصاصنا فحص الأدوية واللقاحات، هذه مسؤولية وزارة الصحة، نحن نقدم لها العون عبر المشرفين الصحيين، ونحترم قرارات أولياء الأمور.
التغذية أساس الصحة .. لماذا تعمل إدارة التغذية المدرسية بمعزل عن إدارة الصحة المدرسية؟
– بعد توقف الدعم صارت كل إدارة تهتم بشؤونها، وصار برنامج الغذاء العالمي يصرف عبر إدارة التغذية المدرسية، ولم تعد إدارة الصحة المدرسية تجد تغذية مدرسية لتتأكد من سلامة الطعام، لذلك تتكفل كل إدارة مدرسية بالتأكد من سلامة ما تستطيع توفيره للطلاب المحتاجين للدعم.
لماذا لا يتعدى دور الصحة المدرسية فعاليات غسل اليدين وفحص مقصف المدرسة من حين لآخر بالعين المجردة؟
– لدينا لائحة تنظيمية للمقاصف، ويخضع العمال في المقاصف لفحص طبي بداية كل عام دراسي يتجدد كل ثلاثة أشهر فضلاً عن تفقد المشرف الصحي لنظافة المقصف والنظافة الشخصية والاحتياطات الصحية للعمال صباح كل يوم مع تعميم منع بيع الأطعمة عدا المطبوخة صباحاً والمعلبات، وما لا يرى من الكائنات المتناهية في الصغر كالبكتيريا لا يشكل تهديداً لحياتنا ولا خطراً على صحتنا ؛ مصانع الأدوية ذاتها بها بكتيريا؛ الفكرة في درجة تواجدها.
هل من حملات مباغتة فجائية تكشف الخفايا؟
– لدينا مشرف صحي مقيم داخل كل مدرسة وفي المدارس يصل عددهم لثلاثة، وحالياً تتشكل الأندية الصحية من طلاب المدرسة الراغبين في إيجاد بيئة مدرسية صحية، هؤلاء مشرفون إضافيون بعد تدريبنا لهم يراقبون إدارة المدرسة وأصبحوا أفراداً فاعلين في محيطهم.
الأطعمة المكشوفة والحلوى المضرة بالصحة متاحة للصغار في مقصف المدرسة وأمام بواباتها بعيداً عن رقابة الأهل .. هل تعي الصحة المدرسية خطورة ذلك؟
– الذين تجدونهم عند بوابات المدارس هم باعة متجولون يطلبون الرزق، يصعب السيطرة عليهم، حاولنا منعهم عبر المشرف الصحي لكنه يتعرض للاعتداء، لهذا نسقنا مع وزارة الداخلية لإلزامهم بوضع مسافة وهكذا من سيذهب إليهم من الطلاب وكأنه ذهب للشارع، فالفكرة لا بأس بها لكننا لا نمتلك ميزانية لإعطائهم مقابل تواجدهم وجهودهم، فاكتفت الصحة المدرسية بالتأكيد على مدير المدرسة بضرورة منعهم، وكحلوى في المقاصف علينا التوعية وتبقى المشكلة كيف دخلت البلاد؟.
كيف يمكن تفعيل دور الصحة المدرسية ؟
– مثلما ذكرت بتدريب الكوادر في الميدان واشركنا المشرف الصحي ومدير المدرسة والوكيل والأندية الطلابية وجماعات الصحة المدرسية .. فالموارد المالية والأدوية دون كادر ليس لها أهمية.
لماذا لا تتبنى الصحة المدرسية فكرة محاكاة البلدان باعتماد منهج صحي ؟
– كنا في سنوات مضت نحتفي بيوم الصحة المدرسية وكان لدينا مقرر “ التربية الصحية “، اليوم طرحنا فكرة أن يكون هناك يوم للصحة المدرسية مرة، كل أسبوع زمن محدد للتوعية الصحية عبر الرسوم الكاريكاتورية والكارتونية في شاشة عرض كخطوة في طريق تأليف منهج صحي؛ فالتربية الصحية مثل التربية الوطنية من حيث الأهمية.
منذ سنوات لا إمكانيات تذكر ولا وجود لأخصائي صحي يعي أبجديات الرعاية الصحية الجسدية والنفسية.. أين يكمن الخلل؟
– كانت الفكرة الشائعة أن دور الصحة المدرسية يتمثل في توزيع الأدوية للمدارس والتحضير لورش صحية كفرقعات إعلامية ومع ذلك لا ننكر جهود أحد لكننا اليوم سنغير المنظومة، فما جدوى تسليم الصيدلية- وبالتأكيد ليس بها أدوية لا تصرف إلا بوصفة طبية- لشخص غير مختص ولا مسؤول؟ ؛ زرت مراكز امتحانية وكان بعض مدراء المراكز يسألونني في ما يستخدم دواء ما يمتلكونه:
باهتمامنا بالكادر في ست محافظات في مجال التوعية الصحية ستنظم بقية المحافظات وسيلمس الجميع الفرق ؛ بدأنا بمسيري التوعية الصحية ولاحقاً سنؤهل غيرهم كميسرين للدعم النفسي وآخرين للتوعية بمخاطر الألغام والأجسام المشبوهة ، وعبر تطبيقات في الهواتف الذكية سنربط الصحة المدرسية مع مركز الترصد الوبائي ؛ بقدر المستطاع سنحافظ على أبنائنا طلاب المدارس لأنهم المستقبل، ولا فرق بين طالب مدرسة خاصة أو دار رعاية للأيتام أو مدرسة حكومية أو إصلاحية سجن.
ما الإجراءات القانونية التي سبق اتخاذها تجاه المخالفين .. هل من تقارير تكشفونها هنا لردع المتورطين؟
– تعينت في بداية العام ولم تصل إلينا مشكلة ربما لحماسة طاقم الصحة المدرسية لكن من باب المسؤولية الأخلاقية وحتى لا يتحول الأمر لابتزاز الناس لا بد من عمل آلية عمل موحدة للمقاصف كمثال، وتأهيل الكوادر، وتشديد الرقابة على الجميع قبل اتخاذ الإجراءات القانونية.
كلمة أخيرة أو رسالة كمساحة حرة في ختام هذا الحوار؟
– أوجه رسالة ودعوة لجميع القطاعات الحكومية إلى أنه بالتكامل نصنع المعجزات ، الأوطان لا تتطور بدون تكاتف الجميع ، وليس بإمكان الوزارة والإدارة أن تعملا بشكل منفرد؛ فالبرامج لا تكتمل دون مشاركة.