الثورة/ جميل القشم
ينفرد المعهد العالي للعلوم الصحية بمحافظة المحويت ببصمات مشهودة وملموسة في الأداء والكفاءة في جودة التعليم وتأهيل الدارسين رغم ما يعانيه من صعوبات مالية وتحديات جمة منذ توقف الدعم الحكومي قبل أربعة أعوام جراء استمرار العدوان والحصار على اليمن.
ورغم ما خلفته سنوات الحرب والحصار من تداعيات اقتصادية صعبة وأزمة مالية غير مسبوقة ما يزال المعهد يسجل حضورا فاعلا متكئا على جراح المعاناة وتكنيك الإرادة لتجاوز المعضلات، حريصا على إنجاح العملية التعليمية بشقيها النظري والتطبيقي في قسمي التمريض والمختبرات للإسهام في رفد البلاد بمخرجات نوعية للنهوض بالقطاع الصحي خصوصا في ظل تحديات الوضع الراهن.
وعلى مدى سنوات طويلة منذ تأسيس هذا الصرح العلمي يصف أبناء المحويت المعهد الصحي بالأنموذج في تأهيل الدارسين من خلال التزامه بتطبيق اللوائح والمعايير العلمية الأكاديمية في الأداء النظري والتطبيقي وزخم التفاعل الطلابي خلال سنوات دراستهم والحصيلة المثمرة في تخريج كوادر مدربة وطموحة.
حيث وصفت مديرة إدارة المرأة بمكتب الصحة في المحافظة ابتسام الصنعاني المعهد برقم فاعل في مضمار العملية التعليمية رغم مجمل الصعاب والتحديات إلا أنه ما يزال صامدا ويمضي بكل تميز وحرص في تأهيل الطلاب والطالبات بأسس وضوابط منهجية تخدم عجلة التعليم..لافتة إلى أن المعهد يعد أهم منشآت التعليم الجامعي في المحويت ويستدعي تضافر الجهود لإنجاح رسالته.
وعكس الأداء الجيد لسير العملية التعليمية في أقسام المعهد انطباعا ايجابيا لدى عامة أبناء ومجتمع المحويت، وتتجلى صور الصمود والصبر على التحديات في الإدارة الفاعلة ومستوى الإصرار والتحدي للحفاظ على النجاح مستندا على رسوم رمزية بسيطة لمواصلة رحلة البذل والعطاء التعليمي لتلبية تطلعات الدارسين والمجتمع والوطن.
وما يثير إعجاب الزائر للمعهد العالي للعلوم الصحية في محافظة المحويت في ظل تراكمات الوضع الاقتصادي البالغ التعقيد زخم وتنوع البيئة الأكاديمية ومستوى التنظيم والحراك المتميز لأقسام المعهد وأنشطته المتعددة التي تتوج حصاد الدبلوم بتخريج نماذج واعدة ومقتدرة في العمل الصحي.
ويزدان المعهد بلوحة جمال طبيعية وبيئة تعليم مثلى تصر قيادة المعهد على إيجادها بما ينسجم وتفوق ونجاح الدارسين، وتتسم القيادة ممثلة بالدكتور أحمد القهدة بفاعلية الأداء والحضور الواعي لإدارة شؤون العملية التعليمية، فليحظه الزائر يوميا رمزا حتى في سقاية أشجار وبساتين المعهد بنفسه والمشاركة في رفع المخلفات وتنظيف المعدات وترتيب القاعات والأقسام وعملية تنظيم وتهيئة أجواء العملية التعليمية للطلاب والطالبات وتيسير الإجراءات وتذليل الصعوبات أمام الطلاب والطالبات.
وضمن صور الصمود وعوامل النجاح التي تتجسد للتغلب على الصعوبات، تستيقط طالبات القسم الداخلي للمعهد في أوقات الإجازات مبكرا لجمع الحطب كبديل لمادة الغاز لتجهيز وجباتهن ، فيما تلحظ أخريات يمارسن أشغال يدوية وأعمال خياطة بما يساعدهن على توفير احتياجاتهن الأساسية أثناء سنوات الدراسة خصوصا وأغلبهن من أسر فقيرة من مختلف مديريات المحويت.
وبالرغم من غياب الإمكانات ودعم المنظمات ما تزال قيادة معهد العلوم الصحية تبذل جهود قوية في مواجهة التحديات من خلال عناء البحث لتوفير متطلبات التطبيق واحتياجات المعامل وإقامة الأنشطة المساندة للتدريب والتأهيل وتذليل صعوبات العملية التعليمية، فاستطاعت خلق وعي عام لمواصلة وتحفيز البيئة التعليمية بأقسام المعهد حرصا على إنشاء جيل متعلم يواجه متطلبات العصر.
وتتجسد صور نجاح العملية التعليمية في دقة الترتيبات وخطط إنجاح العام الدراسي ومستوى الانضباط وتهيئة الأجواء وفاعلية الأنشطة التدريبية ومشاريع التخرج النوعية والأداء الأكاديمي المتميز للرقي بالمسيرة التعليمية.
واستطاع المعهد خلال سنوات العدوان أن يقدم خدمة تعليمية أنموذجية دونما انحسار أو تدهور في تأدية رسالته ولا يزال بإصرار وعزم رغم مؤشرات الأضرار التي لحقت بالتعليم في بلادنا وانقطاع المرتبات ومحاولة التأثير السلبي على العملية التعليمية ، يمضي بنجاح وفقا للخطة المرسومة ليثبت مدى القوة في تحمل المسؤولية لتعليم الأجيال وتطوير عجلة التعليم بمختلف البدائل والإمكانات المتاحة أمامه.
وفي هذا السياق أكد عميد المعهد الدكتور أحمد القهدة الإصرار على مواصلة العطاء والاستمرار في المسيرة التعليمية ومواجهة تحديات العدوان والحصار.. منوها بأن العملية التعليمية تمضي وفقا للخطة المرسومة رغم التداعيات الصعبة والعوائق التي تقف أمام إدارة المعهد في توفير الاحتياجات المهمة لتسيير إجراءات ومتطلبات التعليم.
من جانبه أكد أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة الدكتور علي الزيكم الحاجة الملحة لتوفير الدعم للمعهد بما يعزز من دوره في استيعاب وتأهيل الملتحقين في أقسامه على النحو الأمثل..منوها باحتياجات المعهد الضرورية والطارئة في مجالات الأنشطة والتدريب والحوافز لاستمرار وتشجيع كوادر وأعضاء هيئة التدريس.
وأشار الزيكم إلي تخرج مئات الصحيين من المعهد ساهموا في تشغيل العديد من المراكز والوحدات الصحية..لافتا إلى احتياج القسم الداخلي للمعهد لنفقات ودعم لتوفير الغذاء والمتطلبات الضرورية للطالبات.
بدوره نوه وكيل أول محافظة المحويت عزيز عبدالله الهطفي بنجاح وتفوق رسالة المعهد الصحي ومستوى الضوابط والإجراءات العملية لإنجاحها..مشيدا بجهود عمادة ومعلمي المعهد ومنهجية الأداء وجودة التعليم رغم التحديات التي فرضها استمرار العدوان والحصار.
وأكد الهطفي أن مخططات تحالف العدوان وأهدافه فشلت في محاولة تعطيل المؤسسات التعليمية والمعاهد والجامعات..لافتا إلى ثمار الصمود في نتائج ومخرجات التعليم العام والجامعي.
إلى ذلك اعتبر مسؤول وحدة التعليم الجامعي بالمحافظة الدكتور خالد القزحي اداء ومخرجات المعهد بأنها تجسد إحدى صور الصمود والثبات في ظل تداعيات العدوان والحصار على اليمن..مثنيا على جهود إدارة المعهد في تقديم خدمات تعليمية صحية وإسهامات نوعية لرفد الدولة بالمخرجات الواعدة في القطاع الصحي.
كما أشار الدكتور القزحي إلى ما يتميز به المعهد رغم شحة الإمكانات من حرص على إكساب الدارسين مهارات صحية من خلال تكثيف الجوانب التطبيقية والعملية بما يكفل تخريج كوادر مؤهلة لرفد المحافظة بالاحتياجات المتخصصة.
فيما أشار مدير مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بالمحافظة الدكتور عبد الملك مزارق إلى دور المعهد في تدريب وتاهيل خريجي الثانوية العامة في المجال الصحي بما يسهم في تلبية الاحتياجات والارتقاء النوعي بتخصصات التمريض والمختبرات لتطوير خدمات المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية.
وأكد أن استمرار العملية التعليمية في المعهد وصمود كوادره يجسد استشعارهم للمسؤولية في أداء واجبهم في ظل ظروف المرحلة التي يمر بها الوطن..منوها بضرورة إيلاء المعهد الرعاية والاهتمام لمواصلة مشواره في تخريج كوادر صحية لتلبية احتياجات التنمية في البلاد.