في ذكرى الـ 30 من نوفمبر علماء وأكاديميون لـ"الثورة ":
أبناء اليمن يخوضون معركة النصر والسيادة الوطنية
استطلاع/ أمين العبيدي
عيد الاستقلال المجيد هو يوم تحرر في جنوب اليمن وانتصر اليمنيون بعزمهم وصمودهم على أعظم انبرا طورية كانت لا تغيب عنها الشمس إنها قصة انتصار يخلدها التاريخ، ولكن اليوم يعاني الجنوب اليمني من الاحتلال السعودي الإماراتي حول هذه المفارقة .. وما هو واجب المجتمع والعلماء وكذلك مؤسسات الدولة في استنهاض الهمم لنيل السيادة والحرية والكرامة التي يحاول العدو سلبها من ابناء الوطن الواحد كل هذا وأكثر تجدونه في ثنايا الاستطلاع التالي:
في البداية استهل العلامة محمد عبدالله الكبسي خطيب جامع الأنوار بقوله: انها مفارقة عجيبة فما ندري نحتفل أم نحزن اليوم على جنوب اليمن الذي أصبح وكراً للعملاء والمرتزقة الذين باعوا جنوب اليمن بثمن بخس دراهم معدودة..
مختلف أساليب التعذيب
وأشار الكبسي بقوله: أصبح المواطن اليمني اليوم في الجنوب يعاني من مختلف أساليب التعذيب و الاستعباد السعودي الإماراتي الذي لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة ولكن على إخوننا في الجنوب أن يتذكروا هذه المناسبة العظيمة ويجعلوا منها دروساً في العزة والكرامة وارجاع سيادة الوطن المنهوبة من أيادي المحتل السعودي الإماراتي الذي قتل الأطفال الآمنين وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها والذي هو اليوم يحرص على أن يجعل اليمن وشعبها خادماً لسياساته التي تتبع أمريكا واسرائيل..
“رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه”
وأضاف الكبسس قائلاً: اليمن فيها رجال صدقو ما عهدوا الله عليه يقدمون الأموال والأنفس رخيصة في سبيل الله أولاً ثم العزة والكرامة التي لها الآن نعيش أو في سبيلها نموت، أن اليمن فيها رجال يحبون الموت في سبيل الله كما يحب آل سعود ومكتوم الحياة ونقول: لهم سنرجّع سيادة الوطن المنهوبة مهما حاكوا من المكايد «ويمكرن ويمكر الله والله خير الماكرين » وعليهم أن يتذكرو كيف كانت قوات بريطانيا كانت دولة لا تغيب عنها الشمس ومع ذلك أخذ اليمنيون حقهم المسلوب واسترجاع أرضهم المغتصبة فمهما كان عدوانهم ومهما كانت ترسانة سلاحهم الإعلامي والحربي فقوّة الله الأقوى قد جعلها في صمود هذا الشعب الأبي الذي تعجز الكلمات أن تتكلم عن قصة صموده إنها حكاية شعب مظلوم مكلوم اعتدي عليه ولكنهم كما قال تعالى: «يُريدونَ أَن يُطفِئوا نورَ اللَّهِ بِأَفواهِهِم وَيَأبَى اللَّهُ إِلّا أَن يُتِمَّ نورَهُ وَلَو كَرِهَ الكافِرون»
كرامة شعب
ودعا الكبسي المجتمع وكل مؤسسات الدولة بقوله: إن الواجب عظيم والخطب جسيم فلهذا هو شعب له مكانته الكبيرة بين أمم العالم .. شعب نصر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم له حضوره الكبير في التاريخ الذي يشهد به العدو قبل الصديق ومع هذا يريد أشباه الرجال ان يمسحوا تاريخه وحاضره لكن أنىّ لهم ذلك ..
وفينا عين تطرف ولسان يلهج بذكر الله فباطن الأرض خير من ظاهرها ومهما كانت التضحيات فالنفوس فداء والأموال ترخص وكما قال :السيد عبد الملك بدر الدين رضوان الله عليه” كل التضحيات في سبيل عزة وكرامة شعب اليمن تهون وترخص ” واكمل حديثه رضوان الله عليه أن حتى رأسه يرخص في سبيل هذه المسيرة، وعلى العلماء والوجهاء وكل فرد في المجتمع أن ينظروا إلى خطر العدو وكيف يريد تغييبهم عن العالم بأسره بسلبهم حقوقهم وحريتهم في استثمار بلادهم وبفرض إملاءات تخدم أمريكا وإسرائيل فعلى كل مواطن يحب هذه الأرض أن يغير على حقه في العيش الكريم فمنذ زمن والسعودية تحارب اليمن حرباً باردة بقتلها الحمدي وكل الرموز الوطنية إلى اليوم بقتلها الأطفال وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها إنها حرب لمحو الثقافة اليمنية المشبعة بهدي القرآن وحرب على الثروة الغنية التي تمتلكها اليمن ولكن بفضل الله ثم قائد المسيرة عرف الشعب طريقه وتجلت مطامع الأعداء ونحن بمختلف شرائح المجتمع لهم بالمرصاد.
بيئة طاردة للاحتلال
الدكتور مفضل عبدالجليل الوزير أشاد بحيوية الشعب اليمني في مقاومة الاحتلال الخارجي عبر التاريخ وقال إن الأرض اليمنية هي بيئة طاردة للاحتلال بما حباها المولى سبحانه وتعالى من رجال أشداء وعزيمة إيمانية لا تقهر.
وأضاف، بكل عنفوان الاعتزاز والانتماء يحتفل الشعب اليمني بذكرى الاستقلال الناجز في الـ 30 من نوفمبر عام 1967م والتحرر من براثن الاستعمار البريطاني البغيض الذي هيمن على أرض الجنوب أكثر من مائة عام وهو ينكل بالأحرار وسيخر الجغرافيا اليمنية لخدمة أطماع وطموحات الاستعمار العالمي.
وهذه الذكرى هي فرصة رائعة لنؤكد مجدداً أن الإرادة الوطنية هي ذاتها لم تتغير وستظل هذه الإرادة هي الباعث لنيل الحرية والاستقلال من المستعمر الجديد الذي يطمع في بلادنا وفي ممراتها المائية الاستراتيجية الهامة ويطمع في ثرواتنا المتنوعة الزراعية والنفطية إن الأرض اليمنية على مر التاريخ لا تقبل الغزاة وترفض المستعمر ولنا في التاريخ تجارب عديدة حيث لم يستطع احد من المستعمرين البقاء في هذه الأرض الحرة وذلك لما حباها الله من رجال أشداء وبيئة طاردة للاحتلال الخارجي وستظل أرضنا طاهرة ومقدسة ولن تنالها أطماع المحتلين الجدد.
إرادة يمانية لا تقهر
الدكتور طاهر نور الدين أوضح أن الغزاة المحتلين مهما كانت قوتهم ومهما كان جبروتهم فإن إرادة الشعوب هي الأقوى والأمضى في معركة الاستقلال ونيل الحرية والكرامة.
وأضاف: احتفالنا بهذه المناسبة الغالية على قلب كل يمني حر يعشق الحرية ولا يقبل بالتسلط ولا يرضخ للهيمنة هي دليل قاطع بأن إرادة الشعوب لا تقهر مهما كانت قوة وجبروت الأعداء وأن الحق دائماً هو المنتصر حيث يقول الله ( إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ) ويقول المولى عز وجل (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) فبعزيمة الأبطال من أبناء شعبنا العظيم انهارت بالأمس جحافل الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ومزقتها بعد كفاح اسطوري دام أربعة أعوام 1963 – 1967م كانت هذه المرحلة مليئة بالعزم والإصرار والتضحية والانتصار للإرادة اليمنية وحرية وكرامة واستقلال الوطن هذه الحقائق التاريخية تؤكد أن الغزاة والمحتلين مهما كان جبروتهم وغرورهم فإن إرادة الشعوب هي الأقوى والأمضى وما يسعى إلى تحقيقه المستعمرون الجدد الحاقدون على بلدنا وحضارتنا وتاريخنا هو ما يسعى إليه أسلافهم الاستعماريون، ولكننا نعدهم بأنهم لن ينالوا من اليمن إلا ما ناله من سبقهم من الطامعين من قوى الهيمنة والاستكبار.
إرادة الحرية والاستقلال
الدكتور أحمد الغيلي أشار إلى أن ذكرى الـ 30 من نوفمبر عيد الجلاء تهل على شعبنا في ظل تصاعد وتائر الغضب والرفض ضد التواجد الأجنبي في بلادنا وأكد أن إرادة أبناء اليمن الشرفاء هي إرادة النصر والاستقلال .
وأضاف: تأتي ذكرى عيد الجلاء الـ30 من نوفمبر وأحرار شعبنا اليمني وكل شرفاء الوطن على قلب رجل واحد في مناهضة التواجد الأجنبي الاحتلال السافر ورفض تحويل مدن الجنوب اليمني إلى سجون سرية ومعتقلات سيئة الصيت يمارس فيها شتى صنوف التعذيب والامتهان.
كل أحرار الوطن يرفضون أن تتحول المحافظات والجزر اليمنية إلى قواعد عسكرية لحماية الكيان الصهيوني كل الأحرار والشرفاء يشكلون اليوم صورة اليمن الجديد المقاوم والرافض لمشاريع الهيمنة والاستكبار وعلى الخونة وبائعي الضمائر في أسواق الخليج المرتهن للإرادة الاستعمارية أن يستفيدوا من التاريخ القريب حيث كان الخزي والذل يلاحق كل من تعاون مع الاحتلال البريطاني وظلت وصمة العار تطاردهم حتى الرمق الأخير وعلى المستعمر القادم من الصحراء ان يدرك أن شعبنا الرافض لكل أشكال العبودية والاسترزقاق يمتلك إرادة الحرية التي لا تقهر، إنها إرادة الحياة الحرة الكريمة في وطن الأجداد.. وطن الحكمة والإيمان.
وفي نفس السياق يقول: الأستاذ التربوي علي محمد الأشول مدير مدارس النبلاء
ذكرى عيد الاستقلال المجيد الـ30من نوفمبر ورحيل آخر جندي من قوات الاستعمار البريطاني لجزء غال من اليمن بعد احتلال دام عقوداً من الزمن قهر اليمنيون بعزائمهم أقوى وأعتى جيوش الأرض وخارت أمام إيمانهم ترسانة الإمبراطورية التي قيل عنها بأن الشمس لا تغرب عن أراضيه..
والمفارقة أن البريطانيين خرجوا خاسرين مندحرين وكذلك العدو السعودي الاماراتي فلا شيء يهون أمام سواعد اليمنيين وعلى القوى المشاركة في العدوان أن تعلم انهو استمر الاحتلال البريطاني للجزء الجنوبي من اليمن 128عاما لكنه انهزم في النهاية وكان لتلك الهزيمة النكراء في اليمن تداعيات كثيرة على عظمة وأركان تلك الإمبراطورية العظمى وشكل انسحابها النهائي من اليمن بداية نهاية لهذه القوة الاستعمارية الأولى في العالم..
رحل آخر جندي بريطاني من اليمن في يوم الـ30 من نوفمبر من عام 1967م ليكون ذلك النصر اليماني الكبير تتويجا لمسيرة حافلة من النضال الوطني المقدس..
فقد استمر اليمنيون لسنوات وهم يدافعون عن تراب هذا الوطن في صفوف واحدة بين شماله وجنوبه تحت شعار التحرر والانعتاق من تحكم قوى الهيمنة والتكبر والتخلف واستعباد اليمن وشعبه ونهب ثرواته..
وهي اليوم دعوة لكل اليمنيين ليعيدوا التاريخ ويجددوا ملحمة الصمود بهذا الشعار على العدو الغاشم والظالم والمستكبر على أطهر شعب إنها مفارقة أن يأتي عيد الاستقلال هذا العام وجزء غال من الوطن وهو نفسه الذي ظل لعقود طويلة تحت هيمنة الاستعمار البريطاني يرزح اليوم تحت وطأة الاحتلال مجددا لكنه هذه المرة بأدوات أكثر تخلفا وهمجية وأقل شأناً من أسياد الأمس الذين أوكلوا إليهم مهمة تدنيس الأرض اليمنية بعد أن عجزوا عن المغامرة من جديد بتدنيس تراب اليمن بصورة مباشرة بالنظر الى الخسائر الباهظة التي دفعوها في مخاطرتهم القديمة ولكنه الغباء السعودي الاماراتي والاستحمار فهم لا يقرأون التاريخ أولا يعلمون من الدروس التي يلقنها المجاهدون لهم كل يوم فهذا العام الخامس من الصمود والانتصارات العظيمة في مختلف الجبهات وعلى مختلف الأصعدة.
ولكن السعودية والإمارات بقصفها الهستيري والقتل والدمار، لم تفرق بين هدف مدني وآخر عسكري، بين رضيع وشيخ، وامرأة، غارات الطائرات المعتدية التي تستهدف كل شيء متحرك وجامد في اليمن، بصواريخها وقنابلها المتعددة، ومنها المحرمة دوليا، تفتك بكل شيء يكون في دائرة انفجاراتها..
واختتم الأشول حديثه بالقول: إنه لم يكتف العدوان خلال هذه الأعوام بتشديد الحصار ومنع الأدوية اللازمة من الوصول الى وزارة الصحة فحسب، بل انه دمر بطائراته عدداً من مصانع الأدوية في اليمن ولكن نقول لهم كما فعل بأسيادكم البريطانيين سيفعل بكم أعظم وأشد والله غالب على أمره.