, اللجوء إلى تقسيط سعر الأضحية عكس حال الناس المعيشي
, خبير اقتصادي:
استيراد الماشية تسبب بإهمال الثروة الحيوانية المحلية
المؤسسة الاقتصادية: المستورد فقط يخضع للتقسيط
❊ .. في هذا الوقت من كل عام تشهد أسواق المواشي إقبالا واسعا خلاف هذا العام الذي يشهد تدنيا نسبيا لإقبال الناس وتراجعا ملحوظا نظرا لارتفاع أسعار الأضاحي وانعدام القدرة الشرائية عند المواطنين بسبب الغلاء وقلة دخل الفرد اليومي الحائل دون قدرته على شراء أضحية العيد.
❊ محمد الشرعبي أحد المواطنين الذين اتجهوا إلى شراء الأضحية بالتقسيط يقول: أسعار مرتفعة وغلاء يسحق الناس حيث إن سعر الكبش في الأسواق يفوق الراتب كون سعره يصل إلى ما بين 60-40 ألف ريال وهذا هو الحديث المتداول بين الناس داخل الأسواق الخاصة بالمواشي قبيل عيد الأضحى المبارك.
❊ رقية الشايف تقول: عندما كانت الأضحية في الماضي بأسعار معقولة كان بمقدورنا شراءها ولكن خلال السنوات الأخيرة أصبحت أسعار الأضاحي تفوق الراتب ونعجز عن شرائها وعندما قدمت المؤسسة الاقتصادية توفير الأضحية بالتقسيط وجدنا أن ذلك أفضل خاصة وأن متطلبات العيد كثيرة لا نستطيع إغفالها وهذا قد يفي بالغرض إلى حد ما .. وإن كان لذلك عيوبه من ناحية أن الأضحية ليست بالمواصفات التي كما لو نختارها نحن من الأسواق العامة إلى جانب أنها مستوردة وليست أغناماٍ بلدية حيث يظهر ذلك في الطبخ لأن المستوردة لاتنضج سريعا بل تحتاج إلى الكثير من الوقت.
شراكة الأضحية
❊ يقول “نسيم علي”: نحن مضطرون لشراء الأضحية بالتقسيط لأنه كل ما قلنا يمكن الوضع سيتغير إلى الأفضل.. للأسف يزداد سوءاٍ ومع ذلك نعتبر أنفسنا أفضل حالا من غيرنا بكثير فهناك من يتشارك قيمة الأضحية مع مجموعة من الناس وهمه الوحيد أن يحيي سنة عيد الأضحى المبارك ويدخل الفرحة إلى قلوب أسرته.
نعمان سعيد يرى أن سعر الأضحية في المؤسسة الاقتصادية الذي يصل إلى 25 ألف ريال يتناسب مع مرتب الموظف العادي كونه بالتقسيط على مدى 6 أشهر أما من يقوم بشرائها نقدا من المؤسسة فإن سعرها يبلغ 22 ألف ريال وهذا ما شاهدناه داخل الحظيرة الخاصة بالمؤسسة الاقتصادية التي تم شراء أضحيتنا منها لهذا العام.
رفع الأسعار
❊ الباعة في سوق المواشي يشكون من ارتفاع الأسعار خاصة للمستورد لأن الجمارك التي تفرض كبيرة بالإضافة إلى الضرائب حيث أوضح أحمد مهيوب -بائع مواش- أن شحة الديزل والأمطار وغلاء العجور والجمارك لهذا العام اضطرنا إلى رفع الأسعار على المواطن ولذا أعرب المواطن المسكين عن عدم قدرته هذا العام على شراء الأضحية من الأسواق رأسا ولجأ إلى تقسيطها من راتبه.
❊ مريم ..تبيع أضاحي العيد في سوق المواشي تقول: بدل أن تدعمنا الدولة وتساعدنا في تربية المواشي حاربتنا بالمواشي البربرية المستوردة من الخارج فبدل أن كان يمتلك مربي المواشي المحلي 150 رأساٍ على الأقل من المواشي – مثلا – تقلص العدد مابين 30-40 رأساٍ كحد أقصى.
دون فحوصات
❊ من جهته يرى أسامة سيف ناشر -دكتور بيطري- أن ازدياد أسعار الثروة الحيوانية ترجع أسبابه إلى عدم تربية المواطنين للحيوانات في الأرياف خوفا من الأمراض الموجودة في اليمن والتي تأتي عن طريق الحيوانات المستوردة من المحجر دون فحوصات.
وقال: إن الحكومة غائبة عن معاناة المواطنين فأقطابها التقليدية توافقت على التقاسم والتحاصص دون العمل على رفع المعاناة عن كاهل المواطن الأمر الذي ضاعف من معاناة الناس في وقت كانوا ينتظرون فيه ثمار التغيير.
روابط اجتماعية
❊ نهى سالم الفقيه -مرشدة دينية- تقول: إن الأضحية جعلها الله سبحانه وتعالى للترابط الاجتماعي بحيث إن الغني يعطي الفقير بحيث يساهم المجتمع في غرس الفرحة عند الفقراء ونبذ الأحقاد التي تتسبب بتخلخل الروابط الاجتماعية والإسلامية في أوساط المجتمع ..لذا لا بد من التعاطف والتراحم كي نحاصر الفقر..وندخل البسمة إلى شفاه المحتاجين.
أضاح صومالية وربح بسيط
❊ شفيق غالب الحميدي -مدير مبيعات قطاع اللحوم بالمؤسسة اليمنية الاقتصادية- يوضح أنه في ظل سياسة المؤسسة لتوفير الأضاحي لموظفي الدولة والقطاع العام قامت المؤسسة بتوفير الأضاحي من المصادر مباشرة عبر التقسيط المباشر للجهات أو عبر البريد أو عن طريق أحد البنوك تحت عقود وضمانات يخضع لها المواطن في كل جهة.
وأكد أن الأضاحي المتوفرة ليست محلية كونها مستوردة من الصومال ويصل سعرها إلى حدود الــ25 ألف ريال وهذا يعتبر ربحاٍ بسيطاٍ جدا يغطي تكاليف التشغيل.
وعن دراستهم لأسعار السوق يقول: إن أسعار المواشي في المؤسسة مناسبة جدا خاصة وأن أسعار أسواق المواشي أصبحت باهظة الثمن لا يقدر على شرائها الموظف العادي فنحن بدورنا قدمنا له المساعدة عبر سياسة المؤسسة حرصا منا على حصول الفقير قبل الغني على أضحية العيد.
سياسة اقتصادية خاطئة
❊ ويؤكد محمد الحميري الخبير الاقتصادي أنه في كل عام ينتظر عامة الناس مناسبة عظيمة تطل عليهم بفرحة ولهفة يتعزز فيها التقارب والألفة وأواصر العلاقات الاجتماعية الطيبة إلا أن السياسات الاقتصادية الخاطئة جعلت من حياة المواطن اليمني مثيرة للشفقة بما فيها من الآثار السلبية على مختلف القطاعات الاقتصادية وخصوصا على الثروة الحيوانية.
يقول : ازدادت أسعار المواشي في السوق هذا العام بفارق يصل إلى 15 ألف ريال مقارنة بالعام الماضي في وقت يعيش فيه الناس أزمة اقتصادية وقد فاقم من الأمر استيراد الماشية من الخارج ما نتج عن ذلك تردي الوضع الاقتصادي داخل اليمن وتسبب بإهمال الثروة الحيوانية المحلية الأمر الذي زاد من معاناة وتذمر تجار المواشي خاصة هذا العام.
وأرجع تردي الأمر إلى اتباع الحكومة سياسات خاطئة لإنعاش الاقتصاد عبر استيراد المواشي من الخارج خاصة وبعضها تحمل أمراضا تؤثر على الثروة الحيوانية المحلية وعلى الناس وهذا فيه خسارة للاقتصاد اليمني.
عبدالله حويس