عبدالرحمن مراد
آتٍ على صَهْوةِ الأقْدارِ فانْتَظِري
كُوْني هنالكَ كالأشْجَارِ وانْتصَري
تَدَثَّرَ الْغَارُ بالْخَبَّاتِ مُرْتَعِشَاً
ولحْظَة الْوَحيِّ قدْ جاءتْ على قَدَرِ
هذا الصَّهِيْلُ غُبَارُ مِنْ مَعَارِجِهِ
تلك الْحِجَارةُ، في الْكُثْباَنِ كالْوَتَرِ
كمْ لي أُرتِّبُ أشْجاني.. , وتبْعَثني
كعاصفِ الشُّوْقِ في بحْرٍ مِنَ الْحَذَرِ
أنا الْغَرِيْقُ، وحزْن الْعينِ يغزلني
في عقْرب ِالْوقْتِ، شلالاً مِنَ الْمَطَرِ
أنا الْجَريْحُ، وليْلُ الْحَرْبِ يَسْألني
عَنْ خافقٍ لمْ يلنْ.. لِلصَّارِمِ الذَّكَرِ
قلتُ: الْمحبَّةُ في العينين فاضحةٌ
يا وحْشةَ النَّفْسِ إذْ تَحْنُوْ على الْحَجَرِ
غادرْ سُراتكَ.. , فالأشْواقُ قاهرةٌ
وكَبْوَةُ النّفْسِ في الْميدان كالشَّرَرِ
يا سيَّدَ الْكَلِمِ الأقْوَى .., منابرنا
في غفْلةِ الدَّهْرِ لا تقْوَى على النَّظَرِ
حدِّقْ .., ترى في سوادِ الليلِ غفْلتنا
ترى الضَّياعَ الّذي قدْ شاعَ في الْأُسَرِ
ترى المنابرَ في أشْجَانِ ثاكِلَةٍ
غاصتْ على الْحُزْنِ في تَرْنِيْمَةِ الْحُفَرِ
ترى المساكينَ كمْ ضاعوا.. وكمْ قُتِلوا
حُلْمُ الْمَساكين في غابٍ مِنَ الْخَطَرِ
يا سيِّدي , وترابُ الغارِ في يدِنَا
كَشُعْلةِ الْحقِّ في إطْلالةِ السَّحَرِ
ماذا يحدّثُ ذاك “الشِّعْبُ” في وجَلٍ
جوْعُ الْحِصَارِ الّذي قدْ جاءَ بالظَّفَرِ
الحقُّ يمْشي الْهُوِيْنَى في مراجلهِ
وبعْثَةُ الْحقِّ في إيْمَانِ مُقْتَدِرِ
يا هِجْرَةَ النُّوْرِ في مِشْكَاةِ حاملِها
وَعْرُ الْمَسَالِكِ في عَذْبٍ مِنَ السُّوَرِ
وجْه الصَّحِيْفَةِ ما قالتْ محاجرُهُ
غَيْرَ التَّسَامِح في الأقْدَارِ والْقَدَرِ
وبدْرُ تَعْلمُ وَجْهَ اللاتِ في كَبَدٍ
تلك التِّجَارةُ في ماضٍ منَ الْخَبَرِ
يا صاحبَ الْمَبْدَأ الأعْلى ودَيْدَنَهُ
وصانعَ الْحقِّ في دُنْيَا مِنَ الْغِيَرِ
تركْتَ بَعْدَكَ أحْجَاراً مُلغَّمَةً
في مبدأ الْحقِّ لا تمْشي على السَّيَرِ
ضاعتْ مسالُكها في حُزْنِ حالكةٍ
كالطّيْفِ تَلْهُوْ على غابٍ مِنَ النُّذُرِ
يا سيّدي يا رسولَ الحقِّ أمَّتُنا
غُبْنُ الشّقاقِ على أكْتَافِ مُنْتَحَرِ
تاهتْ عَن ِالدَّرْبِ في أفوه ساستها
أضْحَتْ معَ السِّبْقِ في مُسْتَنْقَعِ الْبَشَرِ
يا فَتْحَ مَكَّةَ , هذا الْجُرْحُ يقْتلنا
ضاع التّسامح في صُبْحٍ مِنَ الْعِبَرِ
غادرْ صُراخَكَ .., فالْأيَّامُ قائلةٌ
ظِلاً مِنَ الْخَوْفِ في أحْلامِ مُنْدَحِرِ
قدْ جِئْتُ أشْكُوْ ضَجِيْجَاً منْ عواصفِنا
والْقَبْرُ يَشْكُوْ مِنَ الْأشْجَانِ والْغِيَرِ
الْحزْنُ مُكْتَمِلٌ .., تدْري مساجدُنا
يا رهْبةَ الْخَوْفِ .. كمْ في الْخوْفِ منْ بَشَرِ
حلَّ الْغيابُ، وحُزْنُ الْماءِ يقْذِفُنا
خوْفاً تَدَحْرَجَ في قَعْرٍ مِنَ الْخَوَرِ
نامتْ عصافيرُ أشْجاري على وَجَلٍ
والنُّوْمُ يقْتلُ مَنْ صالتْ ولمْ تَثُرِ
يا سيّدي يا رسولَ الحقِّ أمُّتَنَا
في غَيْهَبِ الْحُزْنِ أكْوامٌ مِنَ الْحَجَرِ
هذا الْقَريْضُ وقدْ ألْقَتْ مَحَاجِرُهُ
في رهْبَةِ الْبَوْحِ , أشْجَاناً مِنَ الدُّرَرِ
***