تعليقا على تحذيرات قائد الثورة/ الإعلام الصهيوني: تحذيرات لا ينبغي الإستخفاف بها
الملايين يحضرون في مناسبة المولد النبوي الشريف و”إسرائيل على المهداف”
التحذيرات التي وجهها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى كيان العدو الصهيوني في خطابه بمناسبة المولد النبوي الشريف أمس السبت ، أثارت داخل كيان العدو الصهيوني ردودا إعلامية متفاوتة ، حيث عبر ناشطون إسرائيليون ووسائل إعلام عبرية عن مخاوف كبيرة مما اعتبرته واعتبروه تهديدات جدية تعرضهم للأخطار ، وأكدت بأنها تهديدات “لا يجب على الإسرائيليين الاستهانة بها”.
الثورة/ عبدالرحمن عبدالله
ورصدت الثورة عقب انتهاء الخطاب مباشرة جملة من التعليقات والتناولات الإعلامية من “وسائل إعلام إسرائيلية ، وناشطين صهاينة على حسابات تويتر” ، حيث قال منتدى الأخبار الإسرائيلي، “هذا بيان لا ينبغي الاستخفاف به في هذا الوقت ، البروكسي الإيراني في اليمن ، والذي كان بمثابة غطاء للهجمات الإيرانية بعيدة المدى في أكثر من حالة (وأبرزها الهجوم على محطات النفط السعودية في أرامكو) ، يأتي في إعلان علني جريء ومركّز ضد إسرائيل”:
أما صحيفة يديعوت أحرنوت فعلقت “هدد عبد الملك الحوثي ، الزعيم الحوثي المدعوم من إيران في اليمن ، بأن رجاله “لن يترددوا في إعلان الجهاد ضد العدو الإسرائيلي – ويؤذونه بشدة إذا قاموا بعمل أحمق ضد شعبنا” . وأضاف الحوثي أن “الراحة التي تظهرها إسرائيل والولايات المتحدة في ضوء الوضع في العراق ولبنان تكشف عن موقفهما. موقفنا من العدو الإسرائيلي هو التزام مبدئي وأخلاقي وديني” ، ونقلت قناة “كان” الإسرائيلية تحذيرات قائد الثورة ، وكتبت على حسابها في تويتر “وقال القائد الحوثي في اليمن: “إذا شارك العدو الإسرائيلي في أي عمل من أعمال الغباء ضد شعبنا – فلن نتردد في إعلان الجهاد ضده وضرب أكثر الأهداف حساسية ، بقوة أكبر”.
• لماذا على الصهاينة القلق من تهديدات قائد الثورة ؟
في خطابه التاريخي الذي ألقاه أمس السبت ، أمام ملايين المحتشدين في عشر ساحات احتضنت فعاليات الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبه وأله أفضل الصلوات والتسليم ، قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ” تكررت تصريحات مجرمي الحرب الصهاينة، وعلى رأسهم المجرم الصهيوني اليهودي نتنياهو، التي تتحدث عن اليمن كتهديدٍ لإسرائيل، وتسعى لربط ذلك بإيران، كما هي العادة الإسرائيلي ، إننا في هذا المقام نؤكِّد على أنَّ موقفنا في العداء لإسرائيل ككيانٍ غاصب ومعادٍ لأمتنا الإسلامية، هو موقفٌ مبدئيٌ إنسانيٌ أخلاقي، والتزامٌ ديني، نلتقي فيه مع الأحرار والشرفاء من أمتنا الإسلامية، وإذا تورَّط العدو الإسرائيلي في أيِّ حماقةٍ ضد شعبنا؛ فإنَّ شعبنا لن يتردد في إعلان الجهاد في سبيل الله ضد هذا العدو، كما لن نتردد في توجيه أقسى الضربات الممكنة لاستهداف الأهداف الحسَّاسة جداً على كيان العدو الإسرائيلي”.
الكلام النوعي الذي قاله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، وبما أنه زامن مع احتشادات مليونية هي الأكبر احتفالا بمناسبة المولد النبوي الشريف ، وبما أن هذه المناسبة دالة على مفصلية المعركة مع اليهود باعتبارهم الخصوم والأعداء للنبي الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله ، وللدين الإسلامي الحنيف ، فإن النبرة التي تحدث بها السيد عبدالملك لم تكن تعبير عن الموقف الحاسم والحازم تجاه أي حماقة صهيونية في اليمن ، بل وهي تعبير عن التحول في مسار المعركة وانتقالها من حرب مع الوكلاء ، إلى حرب مباشرة مع الأصلاء.
في الثلاثين من أكتوبر المنصرم زعم المجرم نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير المالية الأمريكي ستيفن منوتشن “بأن ايران نصبت مؤخرا صواريخ بعيدة المدى في اليمن من اجل أن تهدد أيضا من هناك اسرائيل” ، ومنذ خمس سنوات ونتنياهو الذي يواجه فشله في تأليف حكومة داخل كيانه بسبب هزيمته في الانتخابات ، وإخفاقاته وهزائمه في لبنان وغيرها ، يستدعي اليمن في كل تصريحاته ، فهو كمن يستثير النار المشتعلة ويحركها بأعواد الثقاب.
مدى الصواريخ الايرانية يصل إلى كيان العدو الصهيوني من راضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، ولا تحتاج إلى منصات صواريخ في اليمن لتستهدف بها الكيان الصهيوني ، لكن نتنياهو يستخدم الذريعة الإيرانية عنوانا يتشاركه مع النظام السعودي وبن سلمان للحرب على اليمن ولاستهداف إيران وللتحرك في المنطقة وفق انماط تحالفية تحمل عناوين وشعارات خادعة تأخذ مناحي طائفية وتقسيمية ، غير أن على المجرم نتنياهو وكل قادة الكيان الصهيوني ، أن يحسبوا المسافة الفاصلة بيننا في اليمن وبين ميناء إيلات مثلا ، وأن يسحبوا حساب السفن الإسرائيلية التي تمر بباب المندب ، ولتقريب المعلومة فإن المسافة من الحديدة الى ايلات، وهي النقطة التي تقع في اقصى جنوب فلسطين المحتلة ، تبلغ 1800 كم، ربما عليهم أن يعرفوا أيضا بأن صاروخ قدس1 المجنح يصل مداه إلى 2500 كيلو متر ، وهو بهذا المدى يعني أن اليمنيون قادرون على الوصول إلى أهداف كثيرة جدا داخل الأراضي المحتلة.
الإمريكيون والسعوديون والصهاينة في مهمة إعادة ترتيب التحالفات وتوحيد الخيارات.. من “وارسوا” إلى “مارك إسبر”..
لا يقتصر دور الصهاينة في “العدوان على اليمن” ، على تهييج دوائر صنع القرار في أوربا وأمريكا ، على اعتبار واحدية الاهداف وتشارك السعودية وإسرائيل فيها ، بل يتعداه إلى المشاركة الفعلية في الحرب ، وهو ما انكشف جليا في معركة الساحل الغربي التاريخية ، وعودا على هذا الدور الفعلي المنطلق من أهداف مشتركة بين آل سعود والصهاينة ، فإنه ونتيجة للخلافات العاصفة بين تحالف العدوان ، ومع الإنعكاسات الخطيرة على مملكة العدوان عقب ضرب أرامكو ، وعملية نصر من الله ، تدخل الأمريكيين والصهاينة مباشرة في إعادة ترتيب حشد العملاء والمرتزقة ، وتوحيد خياراتهم ضمن الإطار الأقليمي ، واليمني ، وقد كان اتفاق الرياض إحدى الإنعكاسات الناتجة عن اللقاءات الصهيونية والسعودية والأمريكية الأسابيع الماضية.
نشطت في الأونة الأخيرة رسائل التهدئة ووسائطها ، وكان من المقرر أن تعلن الأمم المتحدة عن هدنة بموجبها يتوقف العدوان على اليمن والرد عليه ، غير أن تلكؤ مملكة العدوان وقادتها جاء عقب زيارة سرية للمجرم نتنياهو إلى الرياض ، ونقل موقع «إينتل تايمز» العبري أنه وثّق رحلة تنفيذية غامضة ليلة الـ23 من الشهر الماضي ، انطلقت من تل أبيب فعمّان وصولاً إلى الرياض ، وبعد الفحص والتتبع، تبيّن أنها طائرة أميركية تؤمن خدمات رحلات تأجيرية، وربما كان ركابها أفراداً من نظام الاتصال والتنسيق الأمني الأميركي ، وتحدث معلّق الشؤون الأمنية والاستخبارية في موقع «واللا»، أمير بوخبوط ، من جهته، عن رحلة جوية لطائرة مدنية من طراز تشالنجر 50 أقلعت في اليوم ذاته من مطار بن غوريون وحطت في الرياض وهناك بقيت على المدرج حوالي 55 دقيقة ، ثم عادت إلى مطار بن غوريون ، وأشار بوخبوط إلى أن وزير الدفاع الأميركي، مارك أسبر، كان يومي 23 و 24 من أكتوبر في الرياض ، مرجحا أن الطائرة قد أقلّت مسؤولاً صهيونيا رفيعاً ، (بنيامين نتنياهو)، أو رئيس الموساد (يوسي كوهين) ، على خلفية بحث مواضيع مشتركة في السعودية.
جاءت تحذيرات السيد القائد لمجرمي الحرب الصهاينة ، مترافقة مع إنذارات أخيرة وجهها إلى أمراء النظام السعودي لدفعهم إلى وقف الحرب على اليمن ، ما يؤشر في أن سياق التحشيدات العدوانية مرتبطة بمثلت أضلاعه الثلاثة هي “تل أبيب ، وواشنطن ، والرياض” ، وأن مصير الحرب في اليمن وغيرها يرتبط بمصير حلف وارسو الخياني التامري الذي ظهر رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو ، وإلى جانبه وزير خارجية المرتزقة السابق خالد اليماني ، وأنما نواجهه لا تعدو عن كونها حرب يهودية إستعمارية بتمظهر سعودي.