شهدت السنوات الأخيرة الماضية _وما حملته من موجة تغيير على بعض البلدان _ طفرة وانفتاح مطلق الحرية في مجال الإعلام وبالذات الصحافة أدى إلى ظهور العديد من القنوات الفضائية والإذاعات والصحف والتي بدورها لعبت دورا هاما على الساحة العربية وكذلك الدولية في تهيئة بيئة خصبة للظهور السياسي للعديد من الأطراف والذين شكلوا أوراق صعبة أمام الحكومات في اتخاذ تدابير لازمة تجاههم , مما جعل حرية الرأي والتعبير أمام الصحفيين عائقا◌ٍ بسبب ما يتعرضون له من انتهاكات واعتداءات من قبل أطراف متعددة.
وذكرت منظمة حقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش في تقريرها ”مهنة خطرة على الحياة ” الذي استعرض خلال المؤتمر الذي عقد في العاصمة صنعاء مؤخرا◌ٍ أنها وثقت تفاصيل 20 حالة اعتداء وقتل وتهديد للصحفيين في اليمن تم رصدها من قبل المنظمة خلال زيارات ميدانية استمرت من شهر فبراير 2012م إلى مايو 2013م , محملة الحكومة في عدم الرد على مثل هذه الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون بإدانتها بتصريحات قوية وتحقيقات جادة .
وأفادت مؤسسة حرية غدا◌ٍ للإعلام اليمني التي يرأسها الزميل خالد الحمادي أنها رصدت في النصف الأول من العام 2013م نحو 144 هجمة وأعمالا عدائية ضد صحفيين وصحف ووسائل إعلام أخرى تأثر بها 205 من الأفراد .
وأفادت حرية أنها وثقت في العام الماضي 260 حالة ضد صحفيين ووسائل إعلام توزعت مابين تهديدات ومضايقات وصولا إلى الأختفاء القسري ومحاولة القتل .
وفي الشأن الدولي وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية أن تركيا هي الأخرى يعاني فيها الصحفيون من الاضطهادات والانتهاكات التي تمارس بحقهم, إذ أن عشرات المراسلين وكتاب الافتتاحيات أو الأخبار فقدوا وظيفتهم ضحايا قمع الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة التي هزت البلاد . وقال مسؤول نقابة الصحافيين الأتراك ارجان ايبكجي أن 85 صحافيا على الأقل ممن يعتبرون مناهضين للسلطة صرفوا من العمل أو دفعوا إلى الاستقالة منذ التظاهرات التي انطلقت من حديقة جيزي في اسطنبول في 31 مايو .
ويعزي مسؤولون سبب الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون ووسائل الإعلام إلى انعدام الأمن السياسي وعدم الاستقرار, الأمر الذي جعل الصحافة مهنة محفوفة بالمخاطر المحيطة بالصحفيين من كل جانب , ومستقبلها مرهون بأمن واستقرار البلاد ..
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا