ثورة 21 سبتمبر كانت ضرورة فرضتها الأوضاع الكارثية التي وصل إليها اليمن

قراءة في خطابات قائد الثورة في ذكراها
– ثورة 21 سبتمبر كانت ضرورة فرضتها الأوضاع الكارثية التي وصل إليها اليمن
– ثورة تصحيحية لإعادة الكرامة للإنسان وتخليص بلادنا من الارتهان للخارج
– الـ”21 من سبتمبر” أكدت أننا شعب يأبى الإذلال والهوان.. والعبودية لغير الله تعالى
– الشعب اليمني تحرك من أجل ضمان وجوده في الحياة واستقلاله وضمان كرامته وحريته
– الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة مثلا أهم استحقاق سياسي تم الانقلاب عليهما وإعلان الحرب على اليمن
– نمد أيدينا للسلام العادل ونؤكد على أهمية حُسْنِ الجوار وعدم التدخُّــل في شؤون الدول وندعوها للتعاطى الإيجابي مع الـيَـمَـن

لم تكن ثورة 21 سبتمبر 2014م وليدة اللحظة أو خلطا للأوراق السياسية او انقلابا على نظام قائم لغرض الاستحواذ على السلطة وإلغاء للآخر .. بل جاءت كضرورة فرضتها كثير من العوامل والأحداث التي عصفت بالبلاد، وجعلته مرتهنا للخارج بقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، ولم يعد يملك من أمره شيئا .. وتحولت اليمن الى ساحة صراع لتصفية حسابات اقليمية ودولية ، دفع اليمنيون ثمنها غاليا حتى اليوم ، كما أصبحت مأوى ومرتعا خصبا للتنظيمات الإرهابية التي تمولها وترعاها الدول التي تدعي أنها تكافح الإرهاب ، ناهيك عن الأخطاء والمؤامرات التي حرفت مسارات ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر طوال العقود الخمسة الماضية .. ونتيجة لكل ذلك كان لابد من ثورة تصحيحية تعيد للإنسان اليمني حريته المفقودة وكرامته المسلوبة .. فجاءت ثورة 21 سبتمبر ، التي لم يشأ اعداؤها في الداخل والخارج نجاحها فواجهوها بعدوان غاشم لوأدها ، دمروا فيه على مدى خمس سنوات كل مقومات الحياة ، واحتلوا الجزء الجنوبي من البلاد ، وحولوه الى سجون لتعذيب المواطنين وحاضنة للتنظيمات الإرهابية.
وحتى لا نستغرق في سرد الأحداث والوقائع التي ادت الى قيام ثورة 21 سبتمبر سنستعرض هنا محطات من خطابات قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك بدر الدين التي أوضح فيها الكثير من الحقائق عن الثورة والمخاضات التي سبقتها ،وكشف فيها أباطيل وادعاءات تحالف العدوان ،وقوى العمالة والارتهان:

عبدالملك الشرعبي

ففي خطابه في الذكرى الأولى للثورة ، سرد السيد عبدالملك بدر الدين الكثير من العوامل والأسباب التي أدت الى قيام الثورة . وقال ” ان هذه الثورة الشعبية ، لم تأت من فراغ بل هي تحرك مشروع استحقاقي مسؤول وواعٍ وهي ضرورة فرضتها تلك الأوضاع الكارثية التي عانى ويعاني منها الشعب اليمني ، وهي نتاج لمعاناة حقيقية لكل أبناء هذا الشعب وهي نتاج للإحساس بالظلم ونتاج للشعور بالمسؤولية ،للسعي نحو التغيير ، فكان هذا التحرك الشعبي الواسع ،من حيث طبيعة الاستهداف والتركيز الخارجي على هذا البلد والذي كشفه بوضوح تام العدوان في نهاية المطاف وأدواته في الداخل التي كانت نافذة وكانت مسيطرة وكانت متحكمة بمقدرات هذا البلد.
وأكد قائد الثورة أن هذا المستوى من النفوذ والتحكم والطغيان والاستبداد الذي عانى منه شعبنا العزيز استدعى بالفعل ثورة شعبية واسعة وتحركاً جاداً وقوياً وصابراً بمستوى ذلكم التحرك الذي قام به شعبنا العزيز في ثورته الشعبية وتوجه بذلك الانتصار في يوم الحادي والعشرين من سبتمبر.
رسائل لقوى الداخل
وطمأن قاد الثورة قوى الداخل بأن هذه الثورة لا تعبر عن فئة معينة في البلاد وانما هي ثورة شعبية تحركت فيها جميع اطياف الشعب من أجل التغيير وصنع مستقبل افضل للوطن والمواطن .. وهو ما اكده بقوله ” هذا التحرك مثل خطوة قوية في السعي نحو التغيير وصنع مستقبل أفضل قائم على الاستقلال والحرية والعيش الكريم فكان بفضل الله تعالى محطة مهمة من محطات العمل والتحرك الجاد والمسؤول الذي لن يتوقف إن شاء الله حتى تتحقق الأهداف المشروعة والمطالب العادلة لشعبنا العزيز ولم يكن هذا اليوم المجيد نهاية الثورة الشعبية وإنما كان بالفعل خطوة كبيرة تخطى به الشعب عوائق هي من العوائق التي كان يعتمد عليها الطغاة في الداخل والخارج في وجه الشعب ومطالبه العادلة وقدم درساً مهماً يعزز الأمل في نفوس اليائسين ويثبت قوة التحرك الشعبي وجدوائيته وفاعليته وأهميته والثورة الشعبية التي تحرك فيها شعبنا العزيز بكل أطيافه، بكل مكوناته، بكل فئاته بمطالب مشروعة وعادلة جاءت من واقع معاناة وأوجاع الشعب كل الشعب ومطالب الشعب فيما يعنيه جميعا .
وفي خطابه في 2017م في الذكرى الثالثة للثورة : اكد السيد عبد الملك بدر الدين ان التحَـرّكٌ الثوري عبّر عن كُلّ اليمنيين وتبنى مطالب اليمنيين جميعاً، وتحَـرّك لمصلحة اليمنيين جميعاً، وكان تحَـرّكاً قوياً وفاعلاً ومؤثراً أعاد الاعتبار للشعب اليمني أنه لا يمكن أن يتحول إلى شعبٍ مدجنٍ للوصاية الأجنبية والسيطرة الأجنبية من أعداء هذا الشعب لا يمكن أن يخضعه أي طرف آخر لسيطرة أعدائه حتى يتمكنوا من سحقه وإذلاله وقهره وتدميره وهو خاضع وخانع ومستسلم.
منظومة الحكم
ولأن البلد كان قد وصل الى مستوى الحضيض من الارتهان ، ولم يعد قراره بيده ، وهو أمر لم يعد التغاضي عليه أو السكوت عنه مقبولا وخصوصا بعد ان تحولت منظومة الحكم إلى مجرد أداة ودمى تحركها قوى الخارج كيفما تشاء .. وهو ما اشار اليه قاد الثورة بأن الوطن وصل الى مرحلة خطيرة لم يكن بالإمكان الصبر عليها ولا التغاضي عنها ولا التجاهل لها تتمثل بفقدان السيادة وفقدان القرار وذلك خطر يتهدد البلد واستقلاله ، وكان يتجه نحو الفقدان الكامل للاستقلال ونحو التحكم الكامل في كل شؤونه ،في كل أموره لصالح تلك القوى المعتدية والطاغية والمتجبرة والمستكبرة وعلى مستوى القرار السياسي كانت منظومة الحكم قد تحولت إلى مجرد أداة لا تمتلك بشأنها هي لا أمرا ولا نهيا أصبحت مجرد دمى يتحرك بها او تتحرك بها قوى الخارج لتفرض كل ما تشاء وتريد على هذا الشعب وفق مصالح تلك الدول وفق مصالح الأمريكي ووفق مصالح الإسرائيلي ووفق مصالح السعودي والضحية، الكل ذلك هو شعبنا اليمني العزيز الذي كانت مصالحه وأولوياته واستحقاقاته خارج الاهتمام وخارج الأولويات بالكامل .
تهديد دولي لوقف التصعيد الثوري
وكشف قائد الثورة انه تعرض للتهديد اثناء التصعيد الثوري من قبل ممثلي الدول العشر الذين طلبوا منه السكوت وعدم التخاطب مع الشعب والدعوات له بالتحرك الجاد والمسؤول.
وقال : لقد وجهوا رسالة لي وهددوني وطلبوا مني أن أسكت، ولا اتكلم او اتخاطب مع هذا الشعب ليتحَـرّك بمسؤولياته التي تفرضها عليه إنْسَانيته وهويته وانتماؤه وأصالته وقيمه وحريته وعزته وكرامته ومصلحته. وسخرت من تهديدهم؛ لأني أنتمي إلى هذا الشعب وأنتمى إلى الهوية وإلى الأصالة لهذا الشعب، أنا في هذا البلد أعيش إحساسَ اليمني، هُوية الإنْسَان اليمني الأصيل، الذي يأبى العبودية لغير الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى “.
ولفت قاد الثورة الى حجم المعاناة التي وصل اليها شعبنا وفقد معها حريته واستقلاله وكرامته بفعل الاخطاء الكارثية لأنظمة الحكم التي اوصلت البلاد الى الهاوية ..
وقال ” كانت معاناة هذا الشعب تزداد سوءاً يوما إثر يوم على كل المستويات، كان البؤس والحرمان يتزايد يوما إثر يوم وكان الشعب يلمس ذلك في واقعه اليومي ،وكان المسار الذي تتحرك فيه منظومة الحكم بإشراف تلك القوى الخارجية، مسار يذهب بالبلد نحو فقدان الكرامة ونحو التهيئة في نهاية المطاف للغزو الخارجي على مستوى الترويض للشعب على القبول بالانتهاك الذي لم يكن يتوقف للسيادة، كانت الطائرات بلا طيار لا تتوقف عن أن تجوب أجواء هذا البلد وأن تقتل من أبناء هذا الشعب في معظم المحافظات اليمنية ، كان هدفاً مستباحاً ورخيصاً أرخصته منظومة الحكم أرخصته أيضا قوى العمالة وكان رخيصا لدى القوى الخارجية المعتدية ،العمل على إيجاد قواعد عسكرية داخل هذا البلد للنيل من هذا الشعب ،وهكذا كانت سيادة البلد واستقلال البلد على مهب الريح .
اقتصاديا
وعلى المستوى الاقتصادي كان حجم الفساد في البلاد قد وصل الى اعلى مستوى له بعد ان اصبحت فئة محدودة تنهب ثرواته وتفتك بمقدراته لصالحها فقط على حساب الغالبية العظمى من الشعب الباس .. وهو ما اكده قائد الثورة في خطابات كثيرة بهذه المناسبة بقوله ” كان الفساد يتعاظم ويزداد ويفتك بمقدرات وثروة البلد لصالح فئة قليلة مستأثرة متخمة تزداد أرصدتها في البنوك، تزداد ثروتها، تنمو شركاتها بينما تتسع رقعة الفقر وتتعاظم المعاناة في معيشة الناس، في احتياجاتهم الغذائية حتى تتسع وتزداد رقعة الفقر والمعاناة بين أوساط هذا الشعب ، وغياب كامل لأي مشروع يهدف إلى بناء الاقتصاد الوطني .
أمنيا
أما في الجانب الامني فقد وصلت البلاد الى الحضيض مع تصاعد وتيرة التفجيرات الارهابية التي كانت تستهدف الابرياء في المساجد والمدارس والجامعات والساحات وأفراد الامن وتزايد الاغتيالات التي استهدفت أكاديميين ومسؤولين وغيرهم في أمانة العاصمة وغيرها من المحافظات واختراق للأجهزة الأمنية وتفكيك للجيش .. وهو ما لفت اليه قائد الثورة مرارا بقوله: ” كان هناك تصاعد لوتيرة الاغتيالات حتى في العاصمة بشكل كبير وتفجيرات وانتشار متزايد مقصود ومدروس ومدعوم للقاعدة في كثير من المحافظات اليمنية وفي نفس الوقت كان هناك اختراق كبير للأجهزة الأمنية وتقييد لها عن القيام بدورها كما ينبغي في حماية الناس من القتل وحماية الناس من الذبح وحماية الناس من التفجيرات التي استهدفتهم في المساجد والأسواق واستهدفت الجيش واستهدفت قوى الأمن واستهدفت النخب واستهدفت الأكاديميين واستهدفت مختلف مكونات وفئات هذا الشعب”.
وبين قاد الثورة أن “الأحرار والشرفاء داخل الأجهزة الأمنية كانوا مقيدين بالقرار السياسي عن أي عمل جاد لحماية أبناء الشعب ولحماية حتى أنفسهم إضافة إلى الاختراق الكبير لتلك الأجهزة التي أفاد قوى الإجرام التي تفتك بأبناء هذا البلد قتلا بكل وسائل القتل من الاغتيالات إلى التفجيرات إلى الذبح إلى الانتشار العسكري لقوى الإجرام وفي مقدمتها القاعدة”.
وأوضح قائد الثورة في عديد خطاباته بهذه المناسبة أن الحالة السائدة حينها والمسار العام الذي تدار به شؤون هذا البلد من قبل منظومة الحكم التي هي مجرد أداة بيد قوى خارجية تستهدف هذا البلد وتتجه به نحو الانهيار تماماً على كل المستويات الاقتصادية والأمنية وغيرها إضافة إلى تمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء الشعب اليمني وإدخالهم في دوامة لا تنتهي من الفتن تحت عناوين طائفية خططوا لها وأضافوا إليها سيطرة كبيرة للقاعدة بما يتيح لها ممارسة أبشع الجرائم ثم الوصول إلى الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه قوى الشر وثلاثي الشر المتمثل بأمريكا وإسرائيل والنظام السعودي مع أذيالهم في المنطقة الذين يمثلون الغزو الخارجي لبلدنا والسيطرة التامة على ثرواته ومقدراته والاستفادة من موقعه الجغرافي.
الحوار الوطني أهم استحقاق سياسي
ولم يغفل قائد الثورة في خطاباته الحوار الوطني والأهمية التي اكتسبها كأهم عملية سياسية جامعة والمخرجات التي خرج بها وكانت في معظمها محل اجماع وطني ، ولكن تم الالتفاف والانقلاب عليها بعد ذلك بإملاءات من الخارج بهدف تمزيق وتقسيم اليمن ، بمباركة عدد من القوى السياسية المرتهنة للخارج والتي لا تحمل على عاتقها آمال ومطالب الشعب ..
وقال : “القوى السياسية بالأساس لم تعد آمال ومطالب الشعب ولم تكن في مستوى مواجهة التحديات البعض منها كانت قد انخرطت تماما ضمن هذا المشروع بعض القوى السياسية كانت قد أصبحت أداة من تلك الأدوات التي يمرر بها هذا المشروع الخطير على شعبنا وبلدنا، والبعض من القوى السياسية لم يكن قد انخرط في ذلك المشروع لكنه كان ضعيفا مغلوبا على أمره لم يكن لا في مستوى التحدي ولا في مستوى مواجهة تلك القوى المتكالبة والمتآمرة”.
وأضاف قائد الثورة : “أهم عملية سياسية تمت في هذا البلد كانت هي عملية الحوار الوطني والتي خرجت بجُملة من المخرجات المتفق عليها، تلك المخرجات المتفق عليها كان هناك سعي دؤوب عقب ذلك لتلك القوى ذاتها في الخارج والداخل للانقلاب عليها وتضييع كل ما هو مهم داخل تلك المخرجات كل ما يتناسب أو يلبي مطالب هذا الشعب أو يحقق شيئاً من أهدافه وأرادوا أن تقتصر مخرجات الحوار الوطني على ما يحقق لهم فقط آمالهم وأهدافهم حصريا أما كل ما له صلة أو علاقة بحقوق هذا الشعب أو مطالبه فكانوا يريدون تضييعه نهائيا وخططوا لذلك وعملوا أشياء كثيرة على المستوى الأمني وعلى المستوى العسكري وعلى المستوى السياسي ..
ثورة تصحيحية وتحديات كبيرة
ونتيجة لكل ذلك كان لابد من ثورة شعبية تصحيحية لمواجهة كل تلك المؤامرات والمخططات الخطيرة على البلد والشعب المظلوم والمغلوب على أمره، فمثل يوم الحادي والعشرين -كما قال قاد الثورة- خطوة قوية إلى الأمام وانتصاراً مهماً للشعب لفرض التغيير المنشود .
لكن هذا التحرك الشعبي قوبل بالكثير من المعوقات والتحديات منذ الوهلة الاولى من قبل الخارج الذي وقف موقفاً سلبياً وندد بهذا التحرك الشعبي وواجهه بأشكال متعددة ووقف إلى جانب أدواته بكل الوسائل ولم ينصف هذا الشعب ، بالرغم من أن الذي توجه يوم الحادي والعشرين هو اتفاق السِّلم والشركة وهو اتفاق منصف لأدوات ذلك العدوان حتى لأولئك العملاء والمرتزقة بمعنى أن الثورة الشعبية حرصت على أن تتسع أهدافها ومطالبها ومسارها السياسي لكل أبناء هذا البلد حتى المتآمرين على بلدهم وعلى أنفسهم بغبائهم اتسع لهم اتفاق السِّلم والشراكة لكنهم هم لم يتسعوا لهذا الشعب.
وأضاف قائد الثورة في هذا الصدد في جانب من خطابه في الذكرى الثالثة للثورة: “رغم ان اتفاق السِّلم والشراكة قدَّم درساً مهماً عن ثورة شعبية مدت اليد لكل المكونات في هذا البلد حتى مع كُلّ أولئك الذين وقفوا ضدها واختلفوا معها وسعوا بكل ما يستطيعون للقضاء عليها، ومع كُلّ هذا المستوى العظيم من الإيْجَابية العالية جداً، من التفاهم والحرص الكبير على استقرار هذا البلد كان البعض غير إيْجَابي، تعاطوا آنذاك مع اتفاق السِّلم والشراكة وقعت كُلّ المكونات في الداخل، اعترفت به القوى الخارجية بما في ذلك الدول العشر نفسها، النظام السعودي آنذاك اعترف بهذا الاتفاق ورحب بهذا الاتفاق مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، ودول كثيرة.. أَصْبَح هذا الاتفاق معترفاً به لدى الجميع في الخارج وفي الداخل، ومع ذلك تنكر له الآخرون وعملوا بكل جهد على إفشال هذا الاتفاق والتآمر على هذا الشعب تآمراً كبيراً في مسعى منهم لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق، إعادة الوصاية والسيطرة الأجنبية.
واستطرد قائد الثورة ” وبعد أن أَصْبَح هذا الاتفاق ملزماً في الأخير افتضحوا اليوم لأنهم باتوا صريحين في تنكرهم لهذا الاتفاق وفي موقفهم السلبي منه، ويتهمون القوى الثورية بأنها تحاول الالتفاف على الاتفاق، ولكن انكشفت الحقائق بعد وباتوا صريحين في موقفهم السلبي من اتفاق السِّلم وَالشراكة ولذلك هم يتحملون المسؤولية أمام التاريخ وأمام هذا الشعب في أنهم هم الذين سعوا إلى إفشال ذلك الاتفاق وتعطيله والالتفاف عليه والتآمر من جديد وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، وعقَّدوا المشكلة من جديد ودخلوا في مؤامرات جديدة توجوها بالعدوان، وكل هذا في مسعى منهم أن لا يتحرر هذا البلد وألا نعيش كشعب يمني أحراراً دون وصاية أجنبية وسيطرة خارجية.
إعلان الحرب
وتدخلت قوى الاستكبار والطغيان المتمثلة بثلاثي الشر والعدوان والإجرام والاستبداد والطغيان أمريكا وإسرائيل والنظامين السعودي الإماراتي وحشدوا معهم ما حشدوا من أذيالهم ومرتزقتهم وأياديهم الإجرامية لعدوان كبير على هذا البلد والتنكيل والانتقام من هذا الشعب فكان عدوانهم الكبير الذي لا يزال مستمراً حتى الآن .
ورغم العدوان الدولي الغاشم على بلدنا منذ خمس سنوات إلا أنه فشل في تحقيق اهدافه ومآربه الخبيثة ، وها هو اليوم يجر اذيال الخيبة والذل والمهانة بفعل الصمود الاسطوري لشعبنا وجيشه ولجانه الشعبية ، وبات النصر حليف هذا الشعب الصابر والصامد في مواجهة آلة الدمار الرهيبة لحلفاء العدوان وأذنابهم ، ولا تزال الثورة مستمرة حتى تحقيق النصر .. وذلك ما أكد ويؤكد عليه السيد عبد الملك بدر الدين بقوله ” ثورتنا قائمة وثروتنا مستمرة وتحركنا مستمر ، نحن نتحرك كشعب يمني من أجل ضمان وجودنا في الحياة، من أجل ضمان استقلالنا من أجل ضمان كرامتنا، من أجل ضمان حريتنا، وهي مرتكزات لا يمكن المساومة عليها ، ولن ننحني لقوى الطغيان والاستكبار أو نستسلم لهم ،ونسلمهم بلدنا على طبق من ذهب” ..
وشدد على ان الثورة ستستمر حتى ينعم هذا البلد بالاستقلال والاستقرار وينعم هذا الشعب بثرواته وخيراته، وأن هذه هي الأهداف التي حينما تتحقق يمكننا حينها القول إن أهداف الثورة الشعبية قد تحققت “استقلال واستقرار على المستوى الأمني والاقتصادي والسياسي” .
ويجدد قائد الثورة دعواته باستمرار لمكونات شعبنا ونخبه من علماء ووجاهات قبلية وأكاديميين وإعلاميين وناشطين في الجانب الإنساني وكل فئات هذا الشعب إلى الاستمرار في التحرك الجاد والعملي في كل المجالات التي لهم صلة بها للتصدي لهذا العدوان الإجرامي ولهذا الاحتلال قائلاً: “أدعو كل الأحرار والشرفاء إلى الاستمرار في رفض جبهات القتال في الداخل لمواجهة الاحتلال ورفد الخيارات الاستراتيجية التي بدأت فعليا بعمليات تمهيدية وأن نتحرك لمواجهة هذا الاحتلال والغزو مع الثقة بالله سبحانه وتعالى بالنصر”.
الحلول السلمية
ولا يعني الاستمرار في التحرك الثوري والصمود في مواجهة العدوان والاحتلال رفض أو إغفال الحلول السلمية وإنهاء العدوان والحصار ، وذلك ما يؤكد عليه قائد الثورة في معظم خطاباته بهذه المناسبة وغيرها من المناسبات الوطنية والدينية بقوله “الحلول السياسية السلمية متاحة تجاه المشكلة الداخلية في البلد والعدوان الأمريكي السعودي الهمجي لا مبرر له ، ونرحب بأي مساع للحلول السلمية بالقدر الذي لا يمس بالسيادة الوطنية ولا يشرعن العدوان ولا ينتقص من حقوق الشعب اليمني واستحقاقات ثورته الشعبية ومطالبه المشروعة”.
تحرك واع فاجأ الجميع
ولا ننسى هنا أن نشير الى انه اثناء التحرك الثوري كان الكثيرون في الداخل والخارج يتوقعون أن تكون تكلفة هذا التحرك الثوري كبيرة وباهظة وانه سيحصل سلب ونهب للممتلكات العامة والخاصة وسفك للدماء ، وأن نتائجها ستكون وخيمة كما تم الترويج له آنذاك من قبل المغرضين وأعداء الثورة والوطن ، لكن ما حصل فاجأ الجميع .. وفي ذلك قال قائد الثورة ” كان الكثير يتوقع أن تكون الكلفة كبيرة جداً لتلك الخطوة أن تسفك الدماء ويقتل الآلاف وتدَّمر الأمانة صنعاء، وتحدث مجازر كبيرة وأحداث كارثية ونهب لكل المتاجر والمستودعات والبنوك ونهب لمباني ومُؤَسّسات الدولة و… و… إلخ. ولكن لأن الموقفَ شعبيٌّ بكل ما تعنيه الكلمة وتعاون فيه كُلّ أبناء هذا الشعب ودخلت في ذلك معهم المُؤَسّسة العسكرية والأمنية، كان النجاح كبيراً وعظيماً وحاسماً وبأقل كلفة ، فكانت عملية اندهش منها كُلّ العالم وتوجت تلك الخطوة الكبيرة التي أعادت الاعتبار للشعب اليمني في مقابل كُلّ أولئك الذين أرادوا النيلَ من عزة هذا الشعب وحريته واستقلاله”.
احتلال الجنوب .. الخفايا والأبعاد
وكشف قاد الثورة عن المآرب الخبيثة من أجل احتلال الجنوب وسرقة ثرواته وإقامة ،قواعد عسكرية . وقال : “امريكا تريد قواعد في العند، في حضرموت في شبوة، في مناطق كثيرة وقواعد في الجزر ولكن تحت قناع إماراتي وتقدم أهم الجزر اليمنية وفي مقدمتها جزيرة ميون في باب المندب، وجزيرة سقطرى أيضاً في البحر العربي من أهم الجزر على الإطلاق إضَافَة إلى بقية الجزر هناك جزر كثيرة اليوم سلَّمها العملاء والخونة من أبناء هذا البلد للإماراتي عمل له فيها قواعد وبعضها قواعد مشتركة مع الأمريكي؛ لأنه كما قلنا الإماراتي قناع للأمريكي وبات اليوم يسرق الغاز اليمني مع معاناة الشعب اليمني سواء في صنعاء أَوْ في عدن الكل يعاني في مسألة الغاز الكل يعاني في مسألة البترول سواء في الحصول على البترول أَوْ بالاستفادة من عائداته المالية.
وحذر قائد الثورة من كُلّ المستهترين والساخرين الذين لا يتحلون لا بمثقال ذرة لا من الإنْسَانية ولا من الانتماء ولا من الإحساس بالهوية ولا من الأصالة ولا من العزة ولا من الكرامة، الذين لديهم كُلّ القابلية لهيمنة وسيطرة الأجنبي واذلال الشعب .. وقال “نحن معنيون أن نجعلَ من هذه الذكرى ذكرى الحادي والعشرين من سبتمبر دافعاً وحافزاً كما كانت في يومها وفي حينها، للتصدي للسيطرة الأجنبية والهيمنة الخارجية وأن نتحَـرّك من جديد، بفاعلية ومسؤولية ونوجَّه رسالة قوية بأننا شعبٌ يأبى الإذلال ويأبى الهوان، ويأبى العبودية لغير الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، إننا شعب حر ونأبى إلا أن نكون أحراراً ولن نضحيَ أبداً بحريتنا ولن نقبَلَ بأن نكون عبيداً لأعدائنا من المستكبرين وقوى الطاغوت”.
رسائل طمأنة للخارج
وعلى الصعيد الخارجي وجَّه السيد عبدالملك بدر الدين في خطاباته بالمناسبة رسائل اطمئنان وتحديدا لدول الجوار عن ثورة 21 سبتمبر وأكد أهمية حُسْنِ الجوار وعدم التدخُّــل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية، وأنَّ الشعبَ الـيَـمَـني يمُــدُّ يدَه للسلام والإخاء، ويطالبُ الدول بأن تتعاطى بإيجابية مع الـيَـمَـن وألا تتدخل في شؤونه الداخلية.
ولفت الى أن الثورة لا تستهدف أحداً ولن تُضر أي طرف دولي، وقال : “نحن أكَّدنا مرارا أننا نسعى إلى تحقيق انتقال سلمي للسلطة على قاعدة الشراكة، ومرجعيتُه تكون وثيقة الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، وبالتالي ليس هناك في المسار الثوري الشعبي ما يبرر لأي طرف داخلي أَوْ خارجي أن يقلقَ أَوْ أن يتحرك باتجاه مضاد وسلبي لمواجهة هذا المسار الشعبي الثوري”.
وجدد التأكيد على أن ثورة 21 سبتمبر هدفها الأساس أن يكون الـيَـمَـن بلداً مستقراً وليس منهاراً وخاضعاً للتنظيمات الارهابية بكل ما تمثله من خطورة على الأمن الدولي والإقليمي والمحلي وبالدرجة الأولى ما تمثله من خطورة على وطننا العربي وعلى مجتمعنا في العالم الإسْلَامي، مؤكداً أن الـيَـمَـنَ بثورته هو أقوى وهو أكثر انعتاقاً من هيمنة القاعدة وداعش.
وتجلى الحرص الكبير لقيادة الثورة في تجنيب دول الجوار مهما كانت سيئة ومعادية لنهضة الـيَـمَـن واستقلاله واستقراره بأن لا تكون الـيَـمَـن مصدر خطورة على أحد، وعلى رأس مشاريع التهديد التي تستهدف العالم العربي والإسْلَامي انطلاقا من موقع الـيَـمَـن الجيوسياسي وتأثيراته على كُلّ من حوله في نهج سلمي صادق تجاه الجميع لا يطمح إلا لنماء وتطور ونهضة الدول العربية في مواجهة مشروع أَمريكي صهيوني لا يريدُ أن تقومَ لدولة قائمة في المنطقة.
القضية الفلسطينية
ولا يمكن ان يكون اليمن في أشد الضرورات وأعظم المعاناة التي يمر بها جراء العدوان وتبعاته بعيدا عن قضايا الأمة الرئيسية او ينسلخ عنها ، كما هو الحال في القضية الفلسطينية التي تعتبر بالنسبة لليمن كأولوية قصوى لن تحيد عنها أو تماري فيها حتى استعادة كامل أرض فلسطين المحتلة واستعادة مقدسات الأُمَّــة وعلى رأسها الأقصى الشريف، واعتبار العدو الإسرائيلي الغاصب لفلسطين عدواً لكل الأُمَّــة وخطراً على الأمن والاستقرار في العالم أجمع، واعتبار كُلّ أشكال التطبيع للعلاقات معه من كافة الأنظمةِ المحسوبة على المسلمين خيانةً عظمى ، وهو ما يحصل اليوم في ظل حملات الهرولة والتطبيع مع إسرائيل التي تقودها بعض الدول العربية ومحاولات أَمريكا حرف مسار العداء العربي الإسْلَامي باتجاه بعضه البعض .
ودائما ما يؤكد السَّيِّـد في خطاباته بهذه المناسبة وغيرها على ضرورة تحرك “شعوبَ أمتنا كافة والتحلي باليقظة والتَحَـرّك الجاد والمسؤول تجاه المؤامرات الأَمريكية والإسرائيلية التي تستهدفُ الجميعَ بلا استثناء من خلال أدواتها العميلة وأياديها الإجْــرَامية المتمثلة ببعض الحكومات، وفي مقدمتها النظام السعودي وَالجماعات التكفيرية التي تتَحَـرّك ضمن مشروع هدام وتدميري؛ بهدف تفكيك كُلّ مكونات الأُمَّــة والوصول بها إلَى الانهيار التام والخضوع المطلق لقوى الطغيان والاستكبار العالمي .

قد يعجبك ايضا