هناء_الوزير
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هي ثورة المستضعفين ضد عتاولة الفساد والطغيان، ثورة الفقراء ضد جشع الظلمة.. كانت المرأة اليمنية الحرة الثائرة حاضرة فيها بكل تفاصيلها ، فإن لم تكن قد اقتحمت الفرقة الأولى مدرع فقد ربت أسودا ملأ زئيرها سماء صنعاء ،يوم أجبرت الطاغية علي محسن على الفرار متخفيا في زي امرأة، جبانا ذليلا ،وسقط نظام الأسرة التي جثمت على صدر اليمن عقودا من الزمن ليتلقفها أولئك الأطهار الذين حملوا على عاتقهم حماية صنعاء وحفظ أهلها وأمنها.
-فهي ثورة الأمهات الصابرات المحتسبات دماء أولادهن الذين قضوا في حروب صعدة الظالمة .
-ثورة أمهات وأخوات وزوجات من قضوا نحبهم في جمعة الكرامة يوم 18 مارس 2011م حرقا وقنصا وغدرا على أيادي بلاطجة وجلاوزة نظام فاسد عميل.
-ثورة كل حرة شهمة أبية ترفض الظلم ولا تقبل الضيم، أرضعت أولادها لبنا خالصا من كل دنس وخسة ودناءة، فكانوا هم الأباة الأحرار.
– ثورة أم الشهيد اسماعيل البخيتي الذي تفجر جبينه الازهر دما برصاصات الغدر التي أزهقت روحه في مسيرة الأحرار أمام رئاسة الوزراء وهو يهتف: سلمية.. سلمية.
وثورة أم الشهيد إلياس الشامي ذي الـ 17 ربيعا، الذي هشمت بنادق الطغاة رأسه في مجزرة يوم الأحد الدامي أمام الأمن القومي وهو يصرخ بشعار “الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل”، وكل من قضى في ذلك اليوم من زملائه ورفاقه.
-ثورة أهالي من سقطوا في مجزرة السبعين يوم الاستعداد للعرض العسكري احتفالا بأعياد الوطن الدامي .
ثورة أمهات الشباب الذين سقطوا في كل المجازر المفتعلة عمدا في بوابة كلية الشرطة والعرضي والقيادة والتحرير، وإسقاط الطائرات وتفجير الباصات المحملة بالضباط للضغط على اليمن لترضخ لمكائد الظلمة واستكبارهم.
-ثورة كل أم وأخت وزوجة حلمت يوما بالقضاء على الفاسدين فكان مصير الثوار القتل أو الخطف أو السجن وهم مرابطون في ساحة المطار ومخيمات طوق صنعاء وكل المسيرات الشبابية السلمية التي واجهها النظام الفاسد العميل بالرصاص الحي.
-ثورة الجياع الذين أنهكتهم مطامع الجشعين، وأثقلت كاهلهم أقدام المتسلقين الذين لم تشبع بطونهم، ولم يلتفتوا يوما لحجم المعاناة التي يعيشها الشعب.
– ثورة أمهات وزوجات أولئك الذين غابت الحياة عنهن بعد غيابهم في غياهب سجون النظام السابق، فغابت معهم معاني الحياة.
ثورة أمهات أولئك الشباب الذين خرجوا بصدورهم العارية يتطلعون لحياة أفضل ومستقبل أجمل، فداست دبابات النظام السابق أحلامهم المبعثرة، وأحرقت تطلعاتهم نحو بناء يمن جديد خال من الطغاة والجبابرة.
– ثورة صنعتها المرأة اليمنية الحرة الصامدة، وهي تعجن وتخبز وترفد المخيمات التي وقفت حارسة شامخة على طوق صنعاء، وتعد الطعام لأبناء اللجان الشعبية الذين كانوا الحماة الحقيقين لصنعاء في زمن الاغتيالات وانتشار عمليات التفجيرات، فكانوا درعها الأمين في وجه أيادي الخبث والعمالة.
-ثورة كل أم وزوجة حثت زوجها وابنها على الخروج للمخيمات، والوقوف في صف الوطن حبا وكرامة.
-ثورة قدمت فيها المرأة اليمنية بوعيها نموذجا رائعا في التحدي والإصرار والمواجهة الصادقة والثبات مع الله وفي سبيله نصرة للمستضعفين.
-ثورة الباذلات المنفقات أموالهن وحليهن في سبيل الله والعزة والكرامة .
فلا نقول إن ثورة 21 من سبتمبر 2014م كانت ثورة وقودها الرجال، فقد كانت تقف خلف كل رجل ثائر أم تدعو له، وأخت تتطلع لعودته ، وزوجة تنتظره ليتقاسما الحياة معا ..بل وابنة ترى في أبيها الوطن ..كل الوطن ،فظلت باكية أو متضرعة لله أن يعود لها سالما غانما .
إنها ثورة المرأة التي ترى في اليمن أماً، وفي صنعاء حضنا دافئا حانيا لكل أبنائها.
* ملتقى الكتَّاب اليمنيين