تضحيات لا تقدَّر بثمن

 

أسماء البزاز

أم الشهيدين أحمد غالب حسين الأهنومي وأسعد غالب الأهنومي.. استشهد أحمد في 14 صفر 2018م في جبهة جيزان، واستشهد أسعد في الثامن من ربيع الثاني في حجة، وهما يقومان بواجبهما الإنساني في عملية الإسعاف الحربي وقد تمزق جسداهما الطاهران إثر غارة جوية لم ترحم واجبهما.
أم الشهيدين تحدثت قائلة : بالرغم من هول الصدمة تلقيت نبأ استشهادهما بفخر واعتزاز لأنهما مثلا نموذجا حيا للبذل والعطاء وإحياء النفس التي من أحياها كأنما أحيا الناس جميعا، ونثمن الدور الذي تقوم به المؤسسات المجتمعية في رعايتنا والاهتمام بنا وعلى رأسها مؤسسة الجرحى التي تعلم منها شهداؤنا معنى الفداء والتضحية من أجل انقاذ حياة الآخرين مهما كلفهم ذلك من ثمن التضحية ولو على حساب أرواحهم.
أم الشهيد الدكتور صدام عبدالجليل المتوكل الذي استشهد في 30 /9 في محافظة الحديدة بالساحل الغربي قالت: كان مجاهدا ومخلصا منطلقا في كل الجبهات لإسعاف وإنقاذ الجرحى ومنه تعلمنا معنى الجهاد والصبر والثبات والإيمان بالقضية الوطنية وضرورة التضحية في سبيلها ومن أجلها.. انطلق صدام بكل عزة وشجاعة إيمانا بدوره الإنساني في اسعاف المصابين من المجاهدين وإنقاذ العشرات منهم حتى فدت روحه أرواحهم بعد أن استهدفته نيران العدوان بقصف جوي .
واضافت قائلة : الحمدلله الذي اصطفى ابني شهيداً وفي حب الله يهون كل غالٍ، فقد بعنا من الله ارواحنا ودماءنا وما عند الله هو خير وأبقى.
اما أم الشهيد الطبيب زيد علي الشرفي الذي كان يعمل في مجال الاسعاف الحربي في مستشفى البساتين في محافظة عدن فقد قصف نيران طيران العدوان المستشفى وأصيب زيد بنزيف داخلي شديد افقده حياته ولم يتمكن المسعفون آنذاك من إنقاذ، وهو الذي كان من اوائل المسعفين للجرحى والمصابين نظرا لكثافة القصف.
وقالت أم الشهيد : حاولت مرة أن أمنعه من العودة والعمل في هذا المجال الجهادي بالمقام الأول لكنه رفض ورد قائلا : ما بالك يا أماه تمنعينني من عمل قال الله فيه “من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا” .. فلزمت بعدها الصمت واستودعته الله لإيماني بعظيم الرسالة التي يؤديها هذا الشهيد.
وقدمت أم الشهيد رسالة شكر واعتزاز لمؤسسة الجرحى التي تربى وتعلم فيها هؤلاء الأطباء المسعفون روح الاستبسال والشجاعة والكرامة والدفاع عن الوطن.
أما أم الشهيدين الصحيين علي الرحوي وفيصل الرحوي من محافظة حجة اللذين استشهد الاول في جيزان والآخر في حرض فتحدثت قائلة: لا نقول إلا ما يرضي ربنا.. لله ما أخذ وله ما أعطى.. أنتم السابقون ونحن اللاحقون.
وتابعت حديثها قائلة : عظيم أن تتبنى مؤسسة حكومية ومجتمعية ذكرى الشهيد السنوية بالالتفات إلى أسر هؤلاء الأبطال المجاهدين إكراما وإجلالا لتضحياتهم الكبيرة.
أما أخت الشهيد الدكتور أكرم غثاية الذي كان يعمل في مستشفى السبعين استشهد في شهر مايو 2018م في مديرية التحيتا في الساحل الغربي وقد كان مسعفا حينها فنال الشهادة التي ظل يحلم بها بغارة للعدوان على المنطقة.
واضافت : ذهب الدكتور وترك خلفه أربعة أيتام هم نورة وسارة ونوال وفردوس، يعولهن الله قبل وبعد كل شيء وتحن عليهن هذه الأيادي الرحيمة من مؤسسة الجرحى التي ينطلق منها، ملائكة رحمة قولا وفعلا.

قد يعجبك ايضا