جمال الخولاني
يلاحظ في الفترة الأخيرة تزايد وتوفر الملاعب الخماسية المعشبة اصطناعيا في مختلف مناطق أمانة العاصمة تحت مسميات أكاديميات تحمل شعارات ودلالات وعبارات على الهواء الطلق وفي باطنها جني الأموال الهدف من إنشاء هذه الملاعب هو الترويج لتشجيع الآباء على دفع أبنائهم وانخراطهم في تلك الأكاديميات خاصة خلال الإجازة الصيفية.
بالتأكيد الجميع يؤيد فكرة إنشاء مثل هكذا أكاديميات خاصة في ظل الوضع الراهن بما يسهم في إبعاد الشباب من دائرة الانحراف والأفكار الهدامة والانخراط مع الجماعات الإرهابية والغوص في معترك السلوكيات السيئة بالشوارع، واستغلال الإجازة الصيفية أحسن استغلال، لكن يتجلى ذلك على أسس علمية وعملية وأهداف واضحة الملامح تعزز من تنمية قدرات وإبراز واكتشاف وصقل المواهب وتأهيلهم فنيا وبدنيا ونفسيا واجتماعيا وثقافيا وتوعويا بما يخدم الصالح العام في مختلف المجالات.
التقيت أحد مدربي هذه الأكاديميات ودخلنا في نقاش مستفيض وسألته عن كيفية اختياره ضمن كوادر الأكاديمية وما هي شروطها وأهدافها وخططها وبرامجها، ليخبرني أنه تم الاتصال به عن طريق أحد المسؤولين بالأكاديمية وتم الالتقاء به للشروع في توقيع العقد وبدء العمل دون النظر لمستواه التدريبي ومؤهلاته وما هي الخطة التي سينفذها لتطوير وتنمية قدرات المشاركين في دلالة واضحة وممنهجة على اقتصار الأكاديمية على العمل الربحي وهكذا تدور الدوائر.
مصطلح أكاديمية أصبح هامشيا لدى ملاك هذه المنشآت دون دراية بمستوياتها الفكرية والعلمية والعملية والمعرفية والدلالات الواقعية النابعة من أسس وطرق وأساليب منهجية في العمل الإداري المستند على لوائح وقوانين ومواثيق تسير العمل وفق احترافية مهنية تعكس نتائجها ومخرجاتها على الواقع العملي في مختلف المجالات منها الأكاديميات الرياضية التي تنهج الخطط والبرامج الإستراتيجية بما يعود بالنفع على المنتخبات الوطنية، وأكاديمية إسباير القطرية خير دليل، وشاهدنا كيف تمكن العنابي من انتزاع بطولة كأس آسيا الأخيرة بفضل اللاعبين المنضوين تحت لواء هذه الأكاديمية رغم التحفظ على جنسياتهم.
السؤال الذي يضع نفسه ويدور في خاطر الجميع: أين دور الجهات المعنية وما هي المعايير والآليات في منح التراخيص التي يفترض أن تنشأ على أسس واضحة الملامح وشفافة خاضعة لتصنيفات تبدأ بالتدرج من المدرسة حتى تصبح أكاديمية، وكان الأحرى بوزارة الشباب والرياضة وبتمويل صندوق النشء والشباب تبني مدرسة تربوية رياضية تضم فئات البراعم والنشء والشباب مع مراعاة اختيار الكوادر والكشافين بدقة وتأهيلهم خارجيا لنقل تجارب الآخرين في مختلف المجالات وعكسها على أرض الواقع، بما يعزز من تنمية قدرات الشباب ورفدهم للمنتخبات الوطنية والأندية على غرار باقي الدول.
لفتة .. بطولة أبطال موهوبي مديريات أمانة العاصمة هي فرصة مواتية لمدربي الفئات العمرية بالأندية والمنتخبات والكشافين في اختيار دماء جديدة بما يعود بالنفع على مستقبل البنية التحتية للكرة اليمنية.