الذكريات الزائفة “تعزز انتشار” الأخبار الكاذبة

كشفت دراسة عن الذكريات الكاذبة مخاطر انتشار “الأخبار الزائفة” عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأطلع الباحثون مجموعة من المتطوعين على تقارير إخبارية زائفة في الأسبوع الذي سبق إصلاحات قانون الإجهاض في أيرلندا عام 2018.
وزعم نحو نصفهم أنهم يتذكرون واحدا على الأقل من الأحداث المختلقة التي عرضت عليهم.
وأضافت الدراسة أنه كان من المرجح بصورة أكبر أن يتكون لدى المشاركين في الدراسة، وعددهم 3140 شخصا، ذكريات زائفة إذا كذبت التقارير بشأن الجانب الذي يعارضونه.
وتدعم الدراسة أبحاثا سابقة عن الظاهرة ذاتها، ولكن معديها يقولون إنها المرة الأولى التي يجري فيها بحث القضية في ما يتعلق باستفتاء حقيقي وقت إجرائه.
وقال باحث ممن شاركوا في إعداد الدراسة لبي بي سي إن البحث يؤكد مدى صعوبة “التخلص” من الذكريات الزائفة بعد تكوينها.
وقالت الباحثة غليان ميرفي من جامعة يونيفرسيتبي كوليدج كورك “الذاكرة عملية تعتمد على جمع أجزاء وصور وأنباء مع بعضها البعض، ونحن عرضة لما قد يحرف ذكرياتنا دون أن نعي ذلك”.
وأضافت “ما يعنيه ذلك لأي انتخابات قادمة هو أن الناخبين عرضة ليس فقط لتصديق أخبار كاذبة بل أيضا لتذكر وقوع أحداث كاذبة لم تقع في أرض الواقع”.
وكان فيسبوك يضع تحذيرا في صورة راية حمراء بالقرب من الأخبار التي خلص طرف ثالث إلى أنها زائفة. ولكنه تخلى عن تلك الاستراتيجية، قائلا إنها قد تؤدي إلى التمسك ببعض المعتقدات بدلا من التفكير فيها وبحثها.
ويسعى فيسبوك، وغيره من شبكات التواصل الاجتماعي، الآن إلى الحد من انتشار الأخبار الزائفة وتوفير سياقات أكبر للأخبار وإغلاق حسابات الدعاية المدعومة من الدول.
وعلى الرغم من ذلك قالت مؤسسة بريطانية غير حكومية متخصصة في تقصي الحقائق والتأكد من صحتها إن الأمر يحتاج بذل المزيد من الجهد.
وقالت إيمي سيبيت، مديرة البحث في منظمة “فول فاكت” “هذه النتائج مقلقة وتتصل بنتائج دراسات سابقة توضح أنه يصعب تصحيح أمر إذا كان من بين ذكرياتنا”.
وأدرك الباحثون خطورة أن تؤدي الأنباء الكاذبة إلى ذكريات كاذبة منذ أعوام. وأشارت دراسة أجريت عام 2012 إلى أن المشاركين فيها تم تضليلهم لتكوين ذكريات كاذبة عن مصافحة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، على الرغم لعدم وجود ما يشير إلى حدوث ذلك في أرض الواقع.
كما تذكر البعض أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش استضاف لاعب بيسبول في مزرعته في تكساس إبان وقوع إعصار كاترينا عام 2005، على الرغم من أنه كان في البيت الأبيض آنذاك.
وأضافت “لهذا من الهام التعامل مع مسببات المعلومات الكاذبة لمنع ظهورها في المقام الأول”.
وبحثت الدراسة الجديدة امكانية استغلال هذا التأثير في الاستفتاء الذي جرى عام 2018. وكانت نتيجة الاستفتاء السماح بالإجهاض في جمهورية أيرلندا.
وعُرض على كل مشارك في الدراسة ستة تقارير إخبارية، من بينها تقريران كاذبان.
وشمل ذلك تقرير عن إزالة ملصقات للدعاية للاستفتاء وتدميرها لأنها تم شراؤها بصورة غير مشروعة بتمويلات أجنبية
وكان الناخبون يميلون بصورة أكبر لتصديق هذا النبأ الكاذب إذا كانت تشتمل على إدانة الطرف الذي يعارضونه في الاستفتاء، والعكس صحيح.
كما أن البعض زعموا أنهم يتذكرون تفاصيل إضافية لم يرد ذكرها في التقرير الإخباري الكاذب.
وقالت سيبيت “يوضح الأمر ضرورة أن نفهم أن الأخبار المنفردة يمكن استخدامها في بناء سردية أكبر”.
وأضافت “ولهذا من المهم عدم التعامل مع مدى صحة كل خبر منفردا بل يجب أن ننظر إلى الصورة الكبرى التي تتكون منها هذه الأخبار”

قد يعجبك ايضا