استطلاع / أسماء البزاز
شهدت المراكز الصيفية المنتشرة في مختلف محافظات الجمهورية إقبالاً كبيراً يعكس وعياً مجتمعياً نواته وعي متنامٍ لدى الأسرة بأهمية هذه المراكز ومدى نفعها وفائدتها الكبيرة لأبنائها وبناتها في مجالات عدة.. “الثورة” التقت عدداً من الأسر حول هذا الموضوع وخرجت بالحصيلة الآتية.. نتابع:
زينب الشهاري، أم لثلاثة أبناء ألحقتهم جميعهم بالمراكز الصيفية وقالت إن ما دفعها الى الاهتمام بتعليم أبنائها في المراكز الصيفية هي والعديد من الأسر “هو الوعي الكبير الذي أصبح الشعب اليمني يتحلى به، وثقته بأن بناء الأجيال الصاعدة بناء صحيحاً هو ما سيحصن الشعب من الاختراق وما سيجعله صلباً أمام محاولات الأعداء لغزوه والتأثير عليه فكريا وثنيه عن الجهاد والصمود، فالأعداء لم يتركوا وسيلة إلا واستخدموها من أجل تفكيك وإضعاف النسيج الاجتماعي ليصبح المجتمع مفككا منهاراً ومن تلك الوسائل العمل على نشر الفساد والرذائل والثقافات المغلوطة والأفكار المسمومة والترويج للسلوكيات المنحرفة”.
إدراك المنافع
وأضافت: تعلم الأسر ما يقدم في المراكز الصيفية من علم نافع ومن عودة قويمة وقوية للقرآن وتعلمه قولاً وعملاً، وغرس الأخلاق والأدب وحسن السلوك، بالإضافة إلى الأنشطة المختلفة التي تقدمها المراكز الصيفية فتعمل على تنشيط العقل والجسم وتكسب الطلاب الخبرة و تعلمهم الحرفة لحاضرهم ومستقبلهم، وهكذا تحفظ الأسر أبناءها من الضياع ومن الحرب الناعمة التي تفتك بالعقول والقيم وتدمر الأخلاق، وتعلمهم استثمار اوقاتهم وعدم تضييعها في غير المفيد من اللعب في الشوارع، ومجالسة أصدقاء السوء أو مشاهدة التلفاز وتصفح مواقع الانترنت وتضييع الوقت في التنقل في مواقع التواصل الاجتماعي، وتحميهم من محاولات استقطابهم من بعض العناصر التخريبية والعصابات المشبوهة كتجار المخدرات أو الجماعات التكفيرية إلى أعمال تهدد حياتهم وحياة الآخرين و تهدد أمن الوطن.
الشهاري اعتبرت المراكز الصيفية بمثابة المكان الآمن الذي يضع الوالدان أولادهم فيه بكل ارتياح واستبشار، وأضافت : هناك القرآن وعلومه وتجويده ودروس فقهية وثقافة قرآنية عظيمة ، ولغة عربية تدَّرس فهما وكتابة وخطابة، وفنون الخط وتحسينه، والكثير من العلوم والفوائد والأنشطة، ليخرج الطالب ولديه بصمته ويكون فرداً ناجحاً ومؤثراً في المجتمع، يستفيد ويفيد من حوله، يكون إنساناً مؤمناً مجاهداً محباً لدينه متمسكاً بتعاليمه ومتخلقاً بالقيم والمبادئ والفضائل، يسير على نهج الصالحين من أعلام الهدى ليناصر الحق وأهله ويقاوم ويناهض الباطل وحزبه.
الطريق المعتدل
كذلك أمة الملك ـ ربة منزل- قالت من جانبها : في الحقيقية لقد اقتنع الأهالي بأن المراكز الصيفية تحصين للأجيال من الضياع بسبب الهجمة الشرسة التي يوجهها العدو لاستهداف ابنائنا وبناتنا خاصة في العطل الصيفية، فانتشار الهواتف الذكية وبرامج وسائل التواصل الاجتماعي إن لم يكن لها ضبط في الاستخدام تؤدي لضياع الأبناء فالألعاب الإلكترونية خطيرة عليهم ولها مضار عديدة على الصحة وعلى التفكير.
واضافت : ولأن وعي أبناء الشعب اليمني زاد بفضل الله، وبعد العدوان ادركوا حجم مخططات العدو لم يجدوا أمامهم من وسيلة لتحصين ابنائهم والحفاظ عليهم غير دفعهم للمراكز الصيفية التي تثقفهم بالثقافة الصحيحة المعتدلة وتتيح لهم الفرصة ليخرجوا طاقاتهم الكامنة في الرحلات الصيفية وممارسة الرياضة وحفظ القرآن الكريم ودراسة اللغتين العربية والانجليزية.
ومضت قائلة : هناك كثير من الجيل السابق نشأوا وتثقفوا بثقافات الشحن والكراهية ضد إخوانهم المسلمين ونتج لنا عن هذا أشخاص تكفيرون يفجرون أنفسهم ويلبسون الأحزمة الناسفة كي يزهقوا أرواحاً بريئة بدون أي ذنب ،والمصيبة الأكبر أنهم يعتقدون أن هذا العمل يرضي الله وأنهم يتقربون الى الله به أي بالقتل والظلم!! لقد غزت شبابنا ثقافة وهابية لا تمثل الاسلام المعتدل الحنيف دين العدل والمساواة الذي يدعو للتعايش ولا يأمرنا إلا بقتال من يقاتلونا ومن يكنون لنا العداء، أما بقية الأمم التي لا تعتدي علينا ولا تقاتلنا فنحن مأمورون بالتعايش معهم مهما كانت ديانتهم والإحسان إليهم.. مؤكدة انه لابد من تحصين الأجيال وتثقيفهم والأخذ بأيديهم لأنهم أجيال المستقبل من سيبنون اليمن الجديد القوي العزيز المستقل.
سلاح قاصم
من جهتها قالت أم محمد الكبسي: الإقبال الكبير للطلاب على المراكز الصيفية يدل على وعي أولياء الأمور الذي يبعث الأمل في نفوس الجميع ويرعب الأعداء، ويعكس إدراك أولياء الأمور وفهمهم المخططات الهدامة لقوى الضلال في استهداف فكر الإنسان وثقافته ووعيه، ومدى استشعار المجتمع لهذا الخطر الداهم هو ما جعل الأسر اليمنية تدفع بأبنائها وبناتها للالتحاق بهذه المراكز التي ستسلحهم بالوعي والمعرفة الصحيحة والمفاهيم النيِّرة؛ ليتحركوا متحمّلين المسؤولية بوعي وبصيرة وبخطوات موثوقة، محصنين إيمانيا بالمنعة الثقافية، والمعرفة الفكرية الصحيحة؛ ليواجهوا الحملات الفكرية التضليلية والأفكار الظلامية وغيرها من المفاهيم المغلوطة والثقافات الخاطئة التي تهدف إلى الانحراف بأجيال الأمة والسيطرة عليها.
وفي تفسير للحملة التحريضية ضد المراكز الصيفية، قالت: إنها كشوكة في نحر الأعداء لعلمهم اليقين أن ما يتم تدريسه في هذه المراكز الصيفية هو السلاح القاصم لهم على مر الأزمان، والعائق للمخطط الأمريكي الهادف لتمييع الشباب وتضييعهم وإفقادهم هُوِيَّتَهم، حيث يبذل الأمريكي والصهيوني جهوداً كبيرة لاستهداف الأجيال في قيمهم ويدفعون بهم نحو الانحطاط والانسلاخ عن كُــلّ روابطهم الثقافية والدينية والأخلاقية، باعتبار ذلك أحد أهداف دول الاستكبار من أجل الاستمرار في الهيمنة على الشعوب ومنها الشعب اليمني، ولكن هيهات فما يحدُثُ في اليمن هو العكس من ذلك، في ظل التوجّـه الكبير للاهتمام بالدين، والاهتمام بالقُــرْآن الكريم، والهُوِيَّة والقيم التي تعزز من كرامة الإنْسَــان ومكانته وحريته.
خير فرصة
منى القرضي ـ تربوية وأم لأربعة أبناء ألحقتهم بأحد المراكز الصيفية في منطقة الروضة بصنعاء – قالت : أدخلت ابنائي هذه المراكز الصيفية لثقتي بأنها تمثل خير فرصة لتنمية قدراتهم ومواهبهم وستفيدهم وستزيدهم خلقا ودينا وأدبا.
واضافت قائلة: الحمدلله هذا العام بالذات انا فخورة ومطمئنة بأن أبنائي استغلوا اجازتهم الصيفية الاستغلال الأمثل عوضا عن الأعوام السابقة! !
تصحيح وتهذيب
الناشطة دينا الرميمة قالت: الناس الآن اصبحوا اكثر وعياً بكل أساليب الحرب الناعمة التي جيشت لها دول العدوان للنيل من الشعب اليمني الذي واجه عدوانها بكل شجاعة، هذا الوعي المستمد من ثقافة المسيرة القرآنية التي صححت كل الثقافات المغلوطة التي وصلت إلينا نتاج الإسلام الوهابي الذي غرس في الناس ثقافة العداء والقتل والذبح والأفكار الداعشية وموالاة اليهود والتطبيع معهم، وكل هذه الأفكار مازلنا نتلقاها في المناهج الدراسية والتي لابد على وزارة التربية والتعليم من تغييرها وتصحيح كل تلك الثقافات ،لذلك فالأسر الآن تدفع بأولادها ليستقوا الثقافة الصحيحة من خلال هذه المراكز حتى لا يقعوا فريسة للتضليل من الفكر الوهابي .
صحوة ووعي
وأشارت الرميمة إلى أن الجوانب الإيجابية تتمثل في نشوء جيل جديد لديه صحوة ووعي بكل المؤامرات التي تحاك ضد الاسلام والمسلمين، جيل يعي حقيقة الأحداث والعدوان الذي يشن على اليمن وعلى بقية الدول العربية، جيل لديه رؤية حقيقية عن سعي اليهود لاستهداف عقول المسلمين من خلال الغزو الفكري الذي كان هو سلاحه المستخدم بعد فشله في حربه العسكرية على المسلمين وبدأ باستخدام الغزو الفكري منذ الحروب الصليبية، وللأسف تمكن من الانتصار على الكثير من المسلمين، ولذلك هذا الجيل سيكون لديه حصانة قوية ضد كل هذه المخططات التي تحاك ضد المسلمين فلن يتمكنوا منه.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا