إيمانا بأهميتها وإسهاماً في تحقيق أهدافها: المعلمات المتطوعات.. عطاء بلا حدود في المراكز الصيفية

الثورة / رجاء عاطف
تحقق المشاركة التطوعية دوراً فاعلاً للمواطنين خاصة في ظل ظروف وأوضاع صعبة تستدعي تضافر كافة جهود المجتمع لمواجهتها، وهذا ما وجدناه في المراكز الصيفية التي تعتبر مهرجانا ثقافيا علميا تربويا ابداعيا ترفيهيا يهدف لاستيعاب أبنائنا وبناتنا واحتضانهم وحمايتهم من الفراغ في الفترة الصيفية، ورغم ما تمر به بلادنا من عدوان سافر وجدنا الصمود في كافة الجبهات، والمعلمات يتطوعن بجبهة التعليم والتدريس في المراكز الصيفية دون كلل أو ملل لتقديم خدمات ملموسة لأبناء الوطن، تفاصيل أوفى فيما يلي:
كان لابد لنجاح المراكز الصيفية واستمرارها وتحقيق اهدافها من وجود قوى عاملة وكوادر مؤمنة بقيمتها وأهميتها وقداسة الدور الذي تؤديه الى جانب الكوادر التربوية التي تقف صامدة في جبهتنا التعليمية طوال العام الدراسي وتواصل ثباتها في المراكز الصيفية، هكذا استهلت حديثها سميحة محمد ابو طالب، مديرة مركز الفرات الصيفي للبنات في مديرية التحرير، وأضافت: إن المعلمات المتطوعات في هذه المراكز هن الأيادي البيضاء التي امتدت بالعطاء اللا محدود النابع من نفوس عظيمة تحمل صدقا أخلاقيا وإحساسا رفيعا بالمسؤولية تجاه مجتمعهن وإيمانا قويا بأهمية العمل الجماعي للنهوض بالأمة من خلال الاهتمام بالفرد وصناعته واعداده الإعداد المناسب في تقييم أداء المتطوعات، قالت: من خلال الميدان وملاحظة سير العمل في المراكز الصيفية لا نستطيع إلا أن نقف احتراما وتقديرا للجهود التي تبذلها المتطوعات وتفاعلهن وتعاونهن في جميع المجالات سواء التدريس أو الأنشطة والمهارات الحياتية والاعمال الادارية داخل المراكز، ما اجمل تسابقهن لأداء حصصهن وتنفيذ الأنشطة لقد جعلن من المركز خلية نحل نشاطا وانتاجا وهذا يدل على إيمانهن بعظمة هذا العمل وأهميته واحساسهن بدورهن الجهادي في جبهة التعليم الصامدة في وجه اقبح عدوان في التاريخ، وبمثل هذه الجهود والشخصيات العظيمة سننتصر بإذن الله تعالى”.
كنز ثمين
وختمت سميحة أبوطالب حديثها بالقول: لا نبالغ أنهن بمثابة كنز ثمين احتفظ به الوطن في طياته حتى جاءت هذه الظروف وهذه الاوضاع الصعبة التي فرضها تكالب اعداءنا علينا فكان ذلك الكنز ذخرا وعونا وسندا للوطن وابنائه، وتابعت أن المراكز الصيفية طوق نجاة سننقذ من خلالها ابنائنا من الغرق في بحر الفراغ الذي يعتبر العدو الأول للنشء في هذه المراحل العمرية فلنتجه جميعا للعمل بصدق ومسؤولية ولا نقول عملاً فقط بل عملاً ابداعياً منتجاً فأبناؤنا وبناتنا يستحقون الكثير للحفاظ عليهم وبنائهم فهم آملنا وهم عدتنا وعتادنا في المراحل القادمة، ولندفع بهم إلى المراكز الصيفية حبا لهم وخوفا عليهم وأملا في نجاحهم وتميزهم .
جيل محروم
فيما قالت أمة الباري الحيفي، مشرفة المراكز الصيفية للبنات في مديرية التحرير : نرى في المراكز الصيفية اقبالاً كبيراً من المعلمات المتطوعات ونشاطهن المتميز في جميع المراكز ورغبتهن الحقيقية في العمل لأجل رفع مستوى الطلاب علميا واخلاقيا، وكما هو معروف أن اليمنيين شعب يتحمل المسؤولية، حيث وجدنا توافداً كبيراً من الطلاب والطالبات إلى المراكز.
وأضافت: ولا يخفى أن هذا الجيل مرت عليه أحداث لم تمر على أجيال بسبب العدوان والحصار الذي حرمهم من أبسط الأشياء، فنرى الرغبة الشديدة والنشاط للتعلم والتعليم المستمر للتعويض عن ما حرم منه في المدارس بسبب الاضراب لبعض المعلمين، وأيضا تعتبر المراكز الصيفية متنفساً له بدلا من الشارع، والقيام بتفعيل الانشطة المختلفة والمرغوبة لدى الطلاب والطالبات يجعلهم يقبلون بشغف ونشاط كبير على هذه المراكز.
تقديم الأفضل
من جهتها لفتت بدور الحيفي، متطوعة في مركز مدرسة سالم الصباح الصيفي إلى أن المعلمات لسن فقط من يقوم بهذه المهمة، وقالت: هناك تضافر للجهود من المتعلمين والمثقفين في هذا المجتمع كأطباء ووزراء يقومون بالمشاركة في هذه المراكز ودعم الطلاب بما يمتلكونه من ثقافة ووعي، حيث كان النزول الميداني للمتطوعة رغبة وحباً فيما ستقدمه وما سيتلقاه الطلاب والطالبات على يديها بشغف كبير وبتنافس لتقديم الافضل والامثل والمناسب لهذه الفئة التي سيتم تدريسها.
وأضافت: من الأهمية مشاركة المتطوعات وذلك استشعاراً للمسؤولية الملقاة عليهن ومساعدة للحركة التدريسية للعام القادم خاصة أن العملية التدريسية للنشاط الصيفي تقوم على طريقة التعليم النشط بدلاً من التلقين الذي اعتادوا عليه واعتمد التدريس على خطط واستراتيجيات حديثة للتعليم إلى جانب انشطة يتم توزيعها على مدار الأسبوع وعلى مستويات، وقد لمسنا نشاطاً وتفاعلاً وتزايد اعداد الطلاب الملتحقين بهذه المراكز، والذي نسأل الله أن يتقبل ما جئنا من أجله ونأمل أن يلمس الأهالي والمجتمع الاثر الذي قدمته هذه المراكز الصيفية في لأبنائنا الطلاب”.
تفاعل وحماس
من جهتها أكدت بشرى الناصر، مديرة المركز الصيفي في مدرسة سالم الصباح: أهمية وجود كادر التدريس المتطوع للمساهمة في تغطية النقص من الجانب التربوي، وقالت: هذا ما لاحظناه في المدرسات المتطوعات وحبهن للعمل في المراكز واستشعارهن المسؤولية وسرعة تعليمهن بالطرق الحديثة واستخدام الوسائل في جميع الدروس تقريبا واتباع أسلوب وطرق التعليم النشط بشكل مذهل لم نكن نتوقعه كذلك الالتزام بالمواعيد، وكل هذا ساعد على جذب الطالبات والطلاب للتسجيل في المراكز وتوفير الأنشطة التي يمكن الاستفادة منها في الحياة العملية وكذلك تنمية المهارات و اكتشاف المواهب وتنشيط العقل.
وأضافت: مازلنا الى يومنا هذا في استقبال مستمر للتسجيل من جميع الفئات العمرية، وحقيقة وجدنا المدرسات متفاعلات ومتعاونات بحماس ونشاط واقتراحات للتطوير وتقديم الافضل والعطاء المادي والانفاق على الوسائل المستخدمة والجهد المبذول في التدريس، وتوعية ابناءنا وبناتنا حتى لا تتلقفهم الثقافات المغلوطة، ومن اجل تحسين أفكارهم وسلوكياتهم السيئة وعدم إهدار وقتهم الثمين فيما لا يفيد وتنمية قدراتهم ومهاراتهم وتعزيز الهوية والانتماء الوطني من خلال الانشطة الهادفة التي تعتبر جزءاً من مقاومة العدوان ونحن بهذا نعكس اصرارنا و إرادتنا في مواجهة العدوان وكسر إرادته.
دور كبير
وأخيرا قالت سميرة النجار، مديرة المركز الصيفي في مدرسة عبدالله حنيش: للمعلمات المتطوعات دور كبير في إحياء المراكز الصيفية وذلك من خلال حضورهن اليومي إلى المركز لتغطية الحصص والأنشطة المطلوبة دون أي ملل ونحن نلمس هذا الجهد المبذول والروح المرحة منهن وتحقيق أفضل النتائج والسعي في تنمية القدرات والمهارات في مجال التدريس رغم الظروف التي تمر بها البعض، إلا أن المراكز الصيفية فتحت بكل نشاط والاقبال عليها كبير من الجنسين ذكوراً واناثاً.

قد يعجبك ايضا