بن سلمان.. ومستقبل السعودية!!؟

أحمد يحيى الديلمي
في خضم الأحداث المتتابعة وعملية التكالب الدولي على الثروة وسباق التسلح المُريب، سقطت الاعتبارات الأخلاقية والقيم والمبادئ الإنسانية أمام بريق المال والمصالح الذاتية، بحيث أصبح من يملك المال سيد الموقف يجد الناس إلى جواره حتى أن تعرض لوعكة بسيطة، بينما الفقراء المعدمين الضحايا في نظر الناس مجرمين إرهابيين بحسب التوصيف الأمريكي الجديد الذي أفصح عنه جون بولتون مسؤول الأمن القومي الأمريكي في تعليقه على الضربات الصاروخية من قبل اليمنيين التي طالت بعض المواقع في نجد والحجاز، مع أنه على يقين تام بأن اليمنيين في حالة دفاع عن النفس بعد أن طالهم عدوان همجي شرس، مع ذلك يحمّلون الضحية المسؤولية وهو بالكاد ينهض من تحت الأنقاض بعد أن استهدفته الصواريخ وهدمت منزله على رؤوس أبنائه، لكن من يتشدقون بحماية حقوق الإنسان والدفاع عنها يعتبرون فعله مُجرم.
تحت ايقاع المصالح المادية تسقط كل المبادئ والمعايير الإنسانية وتصبح مجرد شعارات للتسلية أمام صفقات الأسلحة بمئات المليارات، ويصبح أنين الفقراء لا قيمة له ، بل أنه يواجه بالشجب والاستنكار الذي تعالى بالصوت وتحول إلى صخب غاضب يخرس أسماع المعتدين.
هذا ما يحدث اليوم مع الأمير الغر محمد بن سلمان، فالرجل بعد أكثر من 60ألف غارة صب فيها كل الأسلحة الفتاكة على اليمن، خرج إلى العلن يناشد العالم لإنقاذه من المقذوف اليمني بحسب وصفه ، يا لها من سخرية ويا له من إنحطاط !! هذا الرجل الذي تشدق بأنه سينقل المعركة إلى داخل طهران، اليوم يطلب من العالم نجدته وأن على سبيل المغالطة، حيث يرى في دفاع اليمنيين عن أنفسهم استكمالاً للدور الإيراني، وهي رؤية مغلوطة لا أساس لها أكدت الشواهد والمعطيات أنها مجرد فرية فاليمنيون إنما يدافعون عن أنفسهم ويبحثون عن الحياة الحرة الكريمة، ولا علاقة لهم بصراعات المنطقة، مع ذلك يقول بن سلمان إنه لن يسمح بوجود مليشيات على حدوده ، لا أدرى عن أي حدود يتحدث ، ولماذا لم يتطرق إلى الميليشيات التي غذّاها بالفكر والمال والسلاح وسخرها لاستهداف الآمنين في الدول العربية والإسلامية ومارست أبشع الجرائم ضد الآمنين؟؟ وهذه هي الميليشيات، والسؤال المُلح هو متى يستيقظ هذا الرجل من سباته الأمريكي العميق ويُدرك أنه يقود بلاده والعرب والمسلمين إلى هاوية سحيقة؟ وهذه هي النتيجة المحتومة لكل نزواته الشريرة وشذوذه الفكري الذي تجاوز كل الحدود ، والنتيجة بالفعل ستكون السقوط المريع ، وإن غداً لناظره قريب.. والله من وراء القصد..

قد يعجبك ايضا