البروفيسور عبدالعزيز الترب- مستشار رئاسة الجمهورية لـ”الثورة” : الرؤية الوطنية بحاجة إلى رجال يتنافسون لمصلحة اليمن
التقاه/
احمد السعيدي
أكد الخبير الاقتصادي المعروف البروفسور عبدالعزيز الترب – مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية على ضرورة التمسك بمشروع الرؤية والعمل على تنفيذه بما يكفل النهوض بمؤسسات الدولة ومنها المؤسسة الاقتصادية.
كما طمن الترب المواطنين بانه في شهر رمضان لا اختفاء او ارتفاع او احتكار للاسعار بعد تشكيل لجنة من وزارة الصناعة والتجارة والتي أشعرت الجميع بأنه لا غرامات مالية وإنما إغلاق المحلات والمتاجر ووضع أصحابها في القوائم السوداء مع المساءلة القانونية والنظامية.
وألمح الدكتور الترب عن خطوات مستقبلية قادرة على بناء الإنسان ووضع الخطط والبرامج التنفيذية لاقتصاد وطني يعتمد على موارده وامكانياته.
ووجه الترب في ختام حديثه رسائل عاجلة للشعب واللجان الشعبية والعدوان والقيادة السياسية.. كل ذلك واكثر في سطور اللقاء التالي:
في البداية دكتور حدثنا عن الرؤية الوطنية.. أهميتها.. دورها.. آليتها التنفيذية.. الثمار التي سيجنيها البلد والمواطن؟
– الرؤية الوطنية لم تأت من فراغ بل فرضتها الظروف الموضوعية الذاتية خاصة واليمن تعيش هذا الوضع من عدوان وحصار أساسه التدخل في الشأن الداخلي بعد انتصار ثورة 21 سبتمبر الذي أرادت أن تعيد للثورة وجهها الحقيقي في بناء الأنسان وسيادة الوطن ورفض التدخل الإقليمي والدولي في شؤونها وهذا الوضوح عجل في التحرك بالقوة وعبر الخلايا النائمة للتمرد واسقاط الثورة في الداخل فكانت قوى الظلام تشير بأن قيادة أنصار ألله(ثورة 21سبتمبر 2014) لا تمتلك رؤى.. برامج او خطط لإدارة شؤون البلاد معتبرة أن الثورة ما هي إلا ميليشيات وعناصر انقلابية لا تستطيع الاستمرار في الحكم.
لذا استطاع الرئيس الشهيد الصماد يد أن يرفع شعار يد تحمي ويد تبني مع وضع الخطوط الأولية للتاسيس لدولة مدنية حديثة. ك وقد استطاعت اللجنة المكلفة برئاسة عضو المجلس السياسي الأعلى الأستاذ محمد النعيمي العمل الجاد والمتواصل مع كوكبة من الأكاديميين والمفكرين وضع مسودة مشروع الرؤية الذي أحيلت للأجهزة والوزارات والمصالح ومنظمات المجتمع المدني لتقديم الملاحظات والاقتراحات والرؤى
طالما وإن الرؤية الوطنية قد أقرت ودشنت من قبل المجاهد رئيس الجمهورية رئيس المجلس السياسي الأعلى وبحضور أعضاء المجلس السياسي الأعلى ورئيس الوزراء وأعضاء الحكومة ورئيس مجلس النواب والشورى دليل على عزم القيادة السياسية ترجمة توجيهات وأقوال قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي لبناء اليمن الجديد بدولة ونظام.. وان العام الخامس للعدوان والصمود والتصدي في مناهضته يسير ويؤسس لهذا الحدث التاريخي العظيم الذي لم يعيشه اليمن منذ ثورة 26 سبتمبر الذي ظلت تعمل وفق الأهداف الستة للثورة والذي واكبتها الكثير من المعوقات والمؤامرات حتى لا ترى اليمن أي تقدم او ازدهار
لذا أتوقع أن تواجه الرؤية الوطنية الكثير من المتاعب في التنفيذ من الداخل قبل الخارج
الأهم ان إقرارها والبدء في تنفيذها رسالة للخارج وخاصة دول العدوان ومرتزقته إننا رغم العدوان قادرين على بناء الإنسان والاهتمام بقضايانا.
إن البدء في تنفيذه الرؤية الوطنية يعني فرض هيبة الدولة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الأفراد والأجهزة اولا.. وان البدء في ترجمتها والعمل في تنفيذها ليس كما كان الحال في الفترات السابقة.
استخدم العدوان الورقة الاقتصادية لإركاع الشعب اليمني. ما هي أبرز الوسائل التي استخدمها في حربه الاقتصادية على البلاد وكيف صمد اليمنيون أمام هذه التحديات؟
– ظلت دول العدوان ومرتزقته تخطط منذ بداية العدوان في مارس 2015 على تجويع الشعب واستخدام الورقة الاقتصادية للتجويع وازدادت حدة مع الصمود المطلق والاعتصامات العسكرية.
إن وضع الاقتصادي المتخلف لعدم إيجاد خطط وبرامج تنموية في الماضي جعل فاتورة الاستيراد تتضاعف مما أثر على حياة الناس وغياب الكثير من السلع الغذائية والمنتجات ومنها الأدوية إلا أن مراجعة القيادة السياسية لكل الإجراءات اللازمة خفف من السقوط وعلى الأخص بعد نقل البنك المركزي الذي ظل حتى قرار نقله يدار بمهنية عالية مستخدما كل الودائع والأرصدة لدفع الرواتب وكل الالتزامات المالية لأغراض فتح الاعتمادات بالنقد الأجنبي لتغطية فاتورة الاستيراد للأدوية وكل السلع والخدمات.
تقييمكم لأداء المجلس السياسي وحكومة الانقاذ في الجانب الاقتصادي خلال الفترة الماضية وما هو ابرز ما تحقق؟
– رغم الوضع الصعب إلا أن المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني استطاعت إدارة الأزمة بحكمة ورؤى وتشخيص للمشاكل ومعالجتها بحزم بالمتاح من الموارد المالية والإمكانيات.
أبرز ما تحقق توفير المشتقات النفطية والغاز رغم منع دخول البواخر إلى ميناء الحديدة وكذا الادوية ودفع نصف الراتب وان كان ليس منتظما..
ونحن في شهر رمضان المبارك كيف ستتعاملون مع السوق السوداء واختفاء بعض السلع وارتفاع أسعار سلع أخرى؟
– وزارة الصناعة والتجارة حثت القطاع الخاص على التعاون في توفير متطلبات شهر رمضان وفق الأسعار المحددة واشعرت الجميع أن لا غرامات مالية وإنما إغلاق المحلات والمتاجر ووضع أصحابها في القوائم السوداء مع المساءلة القانونية والنظامية.
على الأجهزة الإعلامية والمستهلك الإبلاغ عن أية مخالفات لردع أصحابها ونقوم بمعالجة الأوضاع ومنع استيراد او دخول السلع الكمالية حتى يتعافى الاقتصاد الوطني ووقف العدوان ورفع الحصاروهناك أطراف حاولت توظيف رموزها في إخفاء السلع والمتاجرة بالعملة وإحراق الأوراق النقدية للضغط على الشعب اليمني الصامد.
تابعنا جميعاً اللقاء التلفزيوني الأول للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.. برايك ما هي ابرز الرسائل التي وصلت للشعب اليمني والدولة من خلال هذا اللقاء؟
– ما تضمنه اللقاء التليفزيوني الأول مع السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي قائد الثورة حمل الكثير من الرسائل والمؤشرات الذي توضح اننا مع احترام وسيادة الدول ولا نريد لدول الجوار التدخل في شؤوننا ونضمن الاحترام المتبادل وتعزيز أواصر الجوار ووضع العهود والمواثيق لذلك.
كما طالب دول العدوان ومرتزقته مراجعة شاملة لكل جرائمهم منذ بداية العدوان إن أرادوا الاستقرار في المنطقة مالم فإن قواتنا المسلحة واللجان الشعبية قادرة علي مفاجأة العالم ودول العدوان بالرد الموجع حيث نقلب المعادلة وضرب المواقع الإستراتيجية وعواصم دول العدوان حتى نحقق للشعب اليمني العزة والفخر بأن اليمن بعد هذا الصمود الأسطوري لا يمكن أن يحافظ على كرامتة وانتصاره وبناء مستقبله السياسي بعيدا عن التدخل الخارجي.
وطالب المغرر بهم العودة والاستفادة من قرار العفو العام والتأكيد ان اليمن يتسع للجميع.
كلجنة اقتصادية وخبراء اقتصاديين.. كيف تواجهون ارتفاع اسعار العملات الأجنبية وتدهور العملة الوطنية؟
– بالنسبة لارتفاع أسعار العملات تجاه العملة الوطنية (الريال) الأمر عرض وطلب وهم انزلوا كل ما طبع من أوراق المضاربة وشراء العملات الاجنبية وتهريبها.. عبر سماسرتهم وخلاياهم النائمة.
ماذا عن الرواتب هل هناك آلية لمحاولة حل كلي او جزئي لهذه المشكلة؟
– رغم أن الراتب واجب وحق علينا سرعة تقليص النفقات والسعي الى تفعيل دور المصالح الإيرادية وتقديم الحوافز والمكافآت للعاملين حتى تحصيل الموارد رغم أن شرعية صنعاء لا تجني أكثر من 6% من المطلوب في ظل استمرار الحصار ومنع التجارة وإغلاق الموانئ والمطارات.
ماذا عن خططكم المستقبلية للنهوض بالوضع الاقتصادي الراهن؟
– أقول بصدق وأمانة إننا قادرون على بناء الأنسان ووضع الخطط والبرامج التنفيذية لاقتصاد وطني يعتمد على موارده وامكانياته..
ندفع رجال المال والأعمال الاستفادة من الاستثمار في القطاع الزراعي والسمكي وقطاع ألغاز والطاقة..
نعيد النظر في أذون الخزانة حتى تسهم البنوك الوطنية في الائتمان والاستثمار في القطاعات الإنتاجية والصناعات التحويلية.
تأسيس الشركات المساهمة وجعل الموظف مالك ومساهم وليس عامل وموظف.
تطوير وتحديث المعامل والمصانع للتخفيف من فاتورة الاستيراد في الأدوية والمأكل.
رسالتكم للشعب اليمني أولاً وللجيش واللجان الشعبية ثانياً والعدوان ثالثاً؟
– رسالتي للشعب اليمني ثق بان النصر قادم بعون الله وتوفيقه وما عليك الا اليقظة والصمود وتجاوز الشائعات والإبلاغ عنها.
للجيش واللجان الشعبية اضربوا بيد من حديد طالما والانتهاكات مستمرة.
دول العدوان ومرتزقته راجعوا أنفسكم واعترفوا أن الشعب اليمني لا ولن يركع إلا لخالقه.. وأننا أصحاب قضية وحق وقررنا النصر أو الشهادة.
للقيادة السياسية الاختيار وتعين القادرين ومن يخسرنا.. حرب او مؤسسة لا يمكن أن يقودنا إلى انتصار
ترجمة الأقوال إلى أفعال ومحاسبة كل مسؤول لا يحترم الأطر العليا مهما كان وضعه في البنيان التنظيمي للدولة.
ان الرؤية الوطنية بحاجة لرجال من طراز جديد يتنافسوا لصالح اليمن وعزته واليمن غنية بالرجال وما علينا إلا الصبر واليقظة وإتاحة الفرصة لهم للإسهام في بناء اليمن الجديد ترجمة لأفكار قائد الثورة.
كلمة أخيرة تود إضافتها؟
– شكراً جزيلا لصحيفة الثورة اهتمامها في قضايا المجتمع والنزول لمعرفة هموم الناس ونقلها لكي تتمكن القيادة السياسية سرعة المعالجات ومحاسبة كل الأجهزة.