> مآثر الفداء للوطن وحفظ ترابه من دنس الأعداء
الأسرة / خاص
سقط “محمد” شهيدا في احدى جبهات قتال العزة والكرامة دفاعا عن بلده .. وسقط أخوه في الجبهة الأخرى دفاعا عن ارضه .. واستشهد كل من ماجد وأسعد وخالد ومراد وانسابت دماؤهم الطاهرة على تراب هذه الأرض التي ستكون شاهدة على بطولتهم والاستئثار بحياتهم في سبيل الدفاع عنها ..
يستشهدون ولسان حالهم يروي ما قاله الشاعر:
سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق
وإما ممات يغيظ العدا
اخبار كالصاعقة تصل الى امهات هؤلاء الشهداء عن وفاة فلذات اكبادهن يعتصرهن الحزن والألم غير أن عزاءهن الوحيد ان ابناءهن قد ذهبوا شهداء .
تلك هي أم الشهيد التي تحبس دموعها وهي تودع ابنها وتلقى النظرة الأخيرة عليه وهو يغادر عتبة داره يغطيه علم بلاده الذي قدم روحه لأجلها.
صبر عظيم
وتقول والدة الشهيد ماجد الذيب الذي استشهد في احدى جبهات الشرف والبطولة : اشعر بالفخر والاعتزاز كون ولدي قدم روحه دفاعا عن الوطن رغم اني افتقده كثيرا فهو اكبر ابنائي وقد استشهد وهو لم يكمل الثامنة عشرة من العمر سقط ماجد وسقطت روحي معه غير ان استشهاده خفف عني بعض الحزن فسيرته البطولية في الجهاد والدفاع عن ارضه وعرضه ستظل شامخة امام اخوته الصغار واقرانه وابناء بلدته جميعا واشارت الى ان ولدها كان منذ الصغر متشوقا الى الجهاد في سبيل الله والدفاع عن وطنه .
وتقول أم الشهيد لطف القحوم إنها تفتخر كون ولدها شهيدا في سبيل الله وانها قدمت بقية ابنائها لجبهات العزة والكرامة وتضيف والدة الشهيد القحوم : احمد الله كثيرا على نعمه وعلى ما قدر وأحمد الله على هداية أولادي وانا سعيدة كوني ربيت ابنائي احسن تربية وعلمتهم حب الوطن والدفاع عنه وهاهم يدفعون ارواحهم في سبيل الدفاع عن اوطانهم وقد رحل ابني وترك لأطفاله الروح الجهادية والتربية الجهادية الذي كان ينتهجها والدهم قبل استشهاده .
وتقول ريهام محمد اخت الشهيد الحسن الزبيدي الذي استشهد قبل عام من الآن في احدى الجبهات إنها تتذكر اخاها ليل نهار وتفتقده ولكنها تطمئن وهي تتذكر انه سقط شهيدا ونال العزة والبطولة.
وتقول : لقد كنت بمثابة الأم لأخي الحسن بعد وفاة والدتي وكان رحمة الله تغشاه يردد دائما بأنه سينال الشهادة وانه سيقاتل حتى الموت وسيدافع عن بلده وعندما كان يعود لزيارتنا يردد وهو امام المنزل لقد رجعت هذه المرة وفي المرة الثانية سأعود شهيدا الى ان جاءنا خبر استشهاده فقلنا جميعا رحمك الله يا اخي لقد تمنيت الشهادة ونلتها .
يتوق للشهادة
والدة الشهيد محمد الوصابي : استشهد ابني البكر محمد الذي كان يوصي بأن لا نبكي عليه وأن الشهادة حلمه التي ينتظره استقبلناه شهيدا والحزن يعتصر قلوبنا ولكننا حمدنا الله وشكرناه على الطمأنينة والصبر اللذين بثهما الله في قلوبنا ونحن نودعه
وتبقى الأم اليمنية صاحبة المواقف المتقدمة في التصدي والنضال وبذل أغلى التضحيات فداء للوطن ودفاعا عن استقلاله وسيادته وكرامة أبنائه فهذه المرأة هي المدرسة الوطنية الأولى التي يعود لها الفضل بعد الله عزً وجلً في تخريج كل هذه الأفواج من المجاهدين الأبطال الذين يسطرون أروع ملاحم الصمود والتضحية للوطن وهي التي قدمت دروسا عظيمة في حب الأوطان ..
وام الشهيد هي تلك الأم الصابرة التي انجبت بطلا قدم روحه فداء للوطن وتحمل في داخلها مزيجاً من المشاعر مشاعر افتخار واعتزاز بأن ابنها شهيد ومشاعر حزن بأنها فقدت جزءاً منها ولكن عزاءها الوحيد انها أم الشهيد وام صانعة للأبطال هن اجمل الامهات لأنهن علّمن اولادهن ان النصر لا يأتي بالكلام والشعارات بل بالدم القاني وهن اسمى الأمهات لأنهن لقنّ اولادهن ان الارض لا تحرر إلا إذا ارتوت بدماء ابنائها بل بخيرة هؤلاء، لذلك ضحين بأولادهن..
مدارس في تخريج الأبطال
وإذا كانت الأم مدرسة لإعداد الأجيال فأمهات الشهداء صاحبات مدرسة خاصة في تخريج الأبطال الذين اعزّوا امتهم ووطنهم وكل من ينتمي اليهم ويسير على دربهم، في وقت بات القابض على سلاحه كالقابض على الجمر.
وتبقى المرأة اليمنية الصامدة واحدة من ملايين النساء اللائي يدركن حجم المسؤولية الوطنية الكبرى المناطة على عاتقهن في هذا الظرف العصيب الذي يتعرض له الوطن ليسطرن إلى جانب إخوانهن الرجال الأفذاذ أجمل صور التلاحم والصمود في وجه اعتى الهجمات التي تواجهها الأرض اليمنية في تاريخها الحديث.
وعاشت المرأة اليمنية دور المناضلة الحقيقية على جميع المستويات الأسرية والاجتماعية وكانت عبارة عن منظومة أخلاقية رغم المعاناة التي عاشتها على مدى سنين طويلة فانتقلت من المرأة الضعيفة إلى القوية والقدرة على التحمل فكانت المحامي والمدافع عن العرض والشرف وهو ما أثبتته خلال الانتفاضات المستمرة وأصبحت قادرة على التعامل مع الواقع المعاش بقوة ومسؤولية واكتسبت الخبرة والقوة وبرز تيار نسائي قوي يمتاز بقدر كبير من المسؤولية الوطنية والوعي وبالإضافة إلى ذلك قامت المرأة بدروها الأسري على أكمل وجه وتحملت المسؤولية في الإنجاب والتربية وتحمل الأعباء المادية والمعنوية والتربية النضالية لأبنائها فكانت جزءاً من المجتمع الذي تعيش فيه وعليها حماية وحدته وصونه وتحمل النضال والتضحية ومن هنا تبوأت المرأة المكانة المتميزة طيلة مسيرة الكفاح المسلح فلم تعد ضعيفة أو خائفة بل باتت قادرة على القيام بالمهام التي يعجز عن أدائها الرجال فلا تزال بعض النساء تحتفظ بسلاحها الذي شاركت به في القتال لاعتبار أن ذلك السلاح هو الشاهد المنصف على نضالهن ومبعث الفخر والاعتزاز لهن أمام الأبناء والأحفاد كما انه يركز لهن كما يقلن مرحلة عزيزة في حياتهن شاركن فيها في تحرير الوطن .