بعد مرور اربعة اعوام من العدوان..
الوضع الكارثي في الجنوب المحتل كشف المستور وأزال الأقنعة وأسقط الشعارات الزائفة
إعداد/ادارة الاخبار
المشهد العام وتفاصيله الدموية المرعبة في المحافظات الجنوبية والشرقية من الوطن اليمني الخاضعة لسيطرة قوات العزو والاحتلال السعودي الامريكي الاماراتي وادواتهم من الخونة والعملاء بات مع انقضاء العام الرابع من العدوان الوحشي الهمجي على اليمن يلخص الى حد كبير بعضا من المشروع الخبيث الذي يحمله الغزاة الاعراب ومن ورائهم اسيادهم في واشنطن ولندن وتل ابيب لليمن وشعبه الكريم.
بعد اربعة اعوام كاملة من انطلاق عاصفة الحقد والانتقام والجنون على ابناء اليمن وبعد قرابة ثلاثة اعوام على سيطرة قوى الغزو والاحتلال السعودي الاماراتي على محافظات الجنوب اصبحت تلك المناطق مسارح للرعب والعنف والفوضى العارمة ولا يكاد يمر يوم في عدن او شبوة وغيرهما من المحافظات الجنوبية المحتلة دون ان تكون هناك ممارسات اجرامية واحداث عنف واغتيالات وتصفيات سواء بين الفصائل المتناحرة التابعة لقوى العدوان متعددة الولاءات والانتماءات أو بين تلك المليشيات المدعومة من قبل الرياض او ابوظبي وبين مواطنين ومسلحين غاضبين من الممارسات التخريبية التي تمارسها المجاميع التابعة للعدوان ومرتزقته.
مع بدء العام الخامس من العدوان على اليمن اصبحت اوضاع المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة تحت سيطرة المحتل السعودي الاماراتي في وضع كارثي ومأساوي بكل معنى الكلمة وصار الانفلات الامني المتصاعد عنوانا رئيسيا في الحياة اليومية للناس هناك مما اوجد حالة من التذمر المتصاعد والاحتقان المتنامي في الشارع الجنوبي ما جعل ذلك الاستياء الذي بدأ على نطاق ضيق في الاسابيع الاولى للاحتلال يتوسع ليشمل جهات ومؤسسات رسمية محسوبة على حكومة الفار الهادي التابعة للعدوان ومنها ما تم اعلانه رسميا من قبل مسؤولين محليين ممن باتوا يضيقون ذرعا بممارسات وجرائم المحتل الاعرابي ويدينون علانية تلك الجرائم المشهودة التي تغذيها قوى الاحتلال وخاصة تلك التابعة لابوظبي والتي باتت تجاهر بمساعيها لتجزئة اليمن والاضرار بالوحدة وبمصالح الشعب اليمني الموحد عبر التاريخ.
الفوضى الامنية العارمة التي تعيشها عدن والتي بلغت ذروتها مؤخرا باشتباكات دموية بين مسلحين محتجين وما تعرف بقوات الحزام الامني التابع للعدو الاماراتي على خلفية جريمة قتل شاب هو الشاهد الوحيد في قضية اغتصاب طفل في المكلا قبل اسابيع بمديرية المعلا ماهي إلا واحدة من عشرات ومئات الجرائم الارهابية شهدتها عدن ومختلف المحافظات الجنوبية المحتلة منذ سيطرة قوات الغزو والاحتلال عليها اما بقية تلك المحافظات وفي مقدمتها شبوة فقد صارت مسرحا لمواجهات يومية بين المواطنين ورجال القبائل الرافضين للوجود الاماراتي بأرضهم من خلال ميلشياته المسماة بـ”النخبة الشبوانية” وعادة ما تخلف قتلى وجرحى وخسائر في العتاد بين الجانبين.
التدرج في التخريب والعبث
بدأت قوات الاحتلال الاعرابي للجنوب في تنفيذ جرائمها الارهابية وممارساتها التخريبية بشكل متدرج إذ باشرت فور احكام سيطرتها العسكرية على عدن ومحافظات الجنوب بتنفيذ سلسلة من جرائم الاغتيالات والتصفيات والتي طالت سياسيين وعسكريين وعلماء وخطباء مساجد وحتى مدنيين وناشطين حقوقيين وذلك فقط لمناوئة هذه الشخصيات للمشروع الاماراتي الخبيث وراح ضحية هذه الجرائم عدد كبير بالعشرات وربما المئات من هذه الشخصيات والكوادر ولم تتوقف آلة القتل الاماراتية بالاغتيالات بل اقامت سجونا ومراكز اعتقالات سرية وغير قانونية مارست خلالها ابشع انواع التعذيب والاضطهاد بالمواطنين ناهيك عن الاختطاف والاخفاء القسري لكل من يعارض هذا المخطط الخبيث قبل ان تقوم بإنشاء مجاميع مسلحة خارج اطار القنوات الرسمية وبالتالي احكام القبضة الامنية على المدن واخضاع رقاب الناس بالقوة لتوجهاتها التوسعية واطماعها غير المحدودة في اليمن وخيرات ابنائها.
مخططات خبيثة
منذ ان وطات اقدام الغزاة الجدد المتشحين بعباءة “العربي الخليجي “وبقلوب اليهود والنصاري مناطق شاسعة من اراضي الجنوب اليمني وبسطت قوات الغزو والاحتلال السعودي الاماراتي وادواتهما من المرتزقة والعملاء السيطرة على العاصمة الاقتصادية عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية والشرقية تحولت تلك المناطق الى اماكن للرعب الدائم وما تلبث تعاني الفوضى والصراع الدموي بين قوي العدوان والاحتلال ناهيك عن الانتهاكات الانسانية الجسيمة بحق اليمنيين من سكان تلك المناطق ليفضح كل ذلك التوجهات الخبيثة التي تسعى اليها قوى الغزو والاحتلال والتي رفعت شعارات الشرعية والحفاظ على اليمن ووحدته واستقراره لتبرير عدوانها السافر على اليمن وشعبه لكن تلك الشعارات لم تعد تنطلي على احد سواء في الشمال أو الجنوب وهو ما يفسر حالة الاستياء والتذمر التي باتت سائدة في الشارع الجنوبي عموما الامر الذي يجعل من الثورة الشعبية العارمة أمراً محتوماً لاقتلاع المحتل وادواته من كل ارجاء الجنوب .
شهادات دولية
هذه الجرائم الصارخة بحق الانسان اليمني لم تعد سرا وباتت مكشوفة امام العالم لتعتبرها منظمات حقوقية دولية بأنها ترقى الى جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش السعودية والإمارات بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، محذرة من أن تراجع الحكومات المدافعة عن حقوق الإنسان يخلف فظائع جماعية.
وقالت المنظمة غير الحكومية -في تقريرها السنوي لعام 2018م- إن الانتهاكات التي ارتكبتها السعودية والإمارات في اليمن يرقى بعضها إلى جرائم حرب.
وجاء في التقرير إن القوى الكبرى واصلت دعم التحالف العربي -الذي تقوده السعودية- المسيء في اليمن كما تطرق التقرير الحديث للمنظمة الدولية عن السجون السرية في الجنوب والتي تديرها القوات الاماراتية حيث يتعرض المعتقلون اليمنييون فيها لأقسى انواع التعذيب والاضطهاد ناهيك عن الاخفاء القسري الذي تقوم به القوات الغازية ضد عدد كبير من المدنيين.
ويطالب هذا التقرير وهو واحد من سلسلة تقارير دولية بوقف ممارسات السلطات الاماراتية في الجنوب اليمني ضد المواطنين وفتح تحقيقات دولية في تلك الجرائم التي وصفتها بالانتهاكات الافظع لكنها تُرتكب دون ضجيج وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش.
الامر لا يتوقف عند تقارير هيومن رايتس عن هذه الانتهاكات فقد تعالت دعوات حقوقية في مختلف انحاء العالم تطالب بوقف عمليات القتل والتعذيب التي تنفذها السلطات الاماراتية المحتلة في السجون السرية التابعة لها في اكثر من منطقة يمنية ويقول تقرير أمريكي حديث إن الامارات تحاول النأي بنفسها عن الجرائم التي ترتكبها ضد المدنيين في الجنوب بل وتسعى دوما الى تحميل المسؤولية السعودية فقط وذلك في اطار حرب المصالح والنفوذ الدائرة بين ابوظبي والرياض باعتبارهما قطبي تحالف العدوان.
وتتوالى الشهادات القادمة من دول ضليعة في العدوان عن انتهاكات الاحتلال الاعرابي للجنوب الجسيمة لحقوق الانسان والانسانية في اليمن وهو الاعلامي شهيد أحمد وهو مراسل الشؤون الخارجية للنسخة الأمريكية لـ “هاف بوست” في العاصمة واشنطن، ها هو هذا الاعلامي يؤكد في مقال له أن بعض الحكومات الموالية للولايات المتحدة الأمريكية، تواجه تهماً بتعريض مئات المدنيين للاحتجاز القسري في ظروف شديدة الصعوبة، في واحدة من أشد البلاد فقراً في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تهم التورط بالتعذيب الذي يشمل تقييد الأشخاص إلى بعض الأسياخ المحمية والحرق بالنار، ناهيك عن الغارات الجوية التي أسفرت عن مقتل الآلاف في المدارس والمستشفيات والأسواق.
كل ذلك، حسب شهيد مع عرقلة تسليم المساعدات، إذ يشرف أكثر من 5 ملايين شخص على مجاعة كبيرة، بالإضافة إلى معاناتهم من وباء الكوليرا التي باتت منتشرة في مختلف مناطق البلاد وبصورة لم يسبق لها مثيل من قبل.
صنعاء والهم الوطني
العاصمة صنعاء وعلى الرغم من الاستهداف الكبير لها من قبل العدوان وآلته الحربية ظلت ممثلة في قيادتها السياسية والنخب السياسية والمجتمعية الحية مستشعرة حجم المعاناة التي يعيشها المواطن في تلك المناطق الخاضعة لقوى الاحتلال ولطالما كان الهم الجنوبي حاضرا في انشطة وبرامج المجلس السياسي الاعلى وحكومة الانقاذ الوطني ومجلس النواب وكذلك مجلس الشورى وكل المؤسسات الوطنية التي اعطت حيزا كبيرا للشأن الجنوبي والذي توج قبل اشهر بإعلان اللجنة التحضيرية لإنشاء كيان لأبناء المحافظات الجنوبية في صنعاء يكون على رأس اولوياته دعم الحركة الشعبية الرافضة للوجود السعودي الاماراتي في الجنوب ومساندة كل التوجهات الجماهيرية المناهضة للاحتلال وتحقيق الاستقلال الوطني تحت رأية الجمهورية اليمنية الموحدة ارضا وانسانا، ولا شك أنه وبعد مرور أربعة أعوام من العدوان باتت الاهداف الخبيثة للعدوان واضحة للعيان وأصبحت مواجهته واجباً وطنياً واخلاقياً يقع على عاتق جميع اليمنيين وليس أبناء الجنوب فقط.