من الفريسة القادم في تعز؟؟

 

عبدالله الاحمدي

اعتقد ان انقضاض الاخوان على جماعة الارهابي ابو العباس في المدينة القديمة لم يأت من فراغ. فأبو العباس مصنف كإرهابي، وجماعته تمارس القتل والارهاب في حق المدنيين والعسكريين منذ ما قبل العام 2014 م وعاثت في المدينة فسادا؛ قتلت وسحلت واغتصبت ونهبت المؤسسات العامة والخاصة والبنوك وقتلت التجار، ونهبت محلاتهم وبالذات اصحاب الذهب. وهل تتذكرون نهب مؤسسة الجمهورية والبنك المركزي والمتحف الوطني والمؤسسة الاقتصادية وكل المؤسسات التي كانت في مربع جماعة ابو العباس؟ كان من الضروري للإخوان ان يثبتوا انهم ضد الارهاب، ويرفعوا عن أنفسهم تلك التهمة، او التعامل مع الجماعات الارهابية. هذا من جهة. ومن جهة اخرى للإخوان حساباتهم، فهم غير مستعدين أن يخرجوا من المولد بلا حنبص – كما يقال – وليس في وارد حسابهم ان يتخلوا عن تعز، او يخرجوا منها كما خرجوا من عدن والجنوب وكثير من محافظات الشمال.
تعز متهمة بانها بؤرة للإرهاب، تجمع اليها كل الارهابيين والخارجين عن القانون من الداخل والخارج تحت مظلة المقاومة، وحماية الشرعية ودول التحالف التي امدتهم بالمال والسلاح والعتاد، ومنحتهم الرتب والرواتب والمناصب لمحاربة من يسمونهم الانقلابيين وعودة الشرعية. والبداية كانت ارسال جماعة دماج الى المحافظة بأوامر من هادي الدنبوع، بما يعني ان الجميع متآمرون على تعز.
اليوم تعيش تعز كارثة بكل معنى الكلمة، تجمعت فيها كل المصائب من فوضى وفقدان الأمن واقتتال بين من يسمون أنفسهم مقاومة، او جيش وطني، ويتهم بعضهم بعضا. نهبت المؤسسات العامة والخاصة وقتل المواطنون وذهب كل ذلك بين اتهام الجماعات لبعضها.
لم تستطع الجماعات المتحكمة في تعز إيجاد أمن، او ضبط حالة شارع من الشوارع. ولم تستطع السلطات المحلية – أيا كان نوعها – ان توفر للمواطن شربة ماء، او جرعة دواء اذ بلغ قيمة وايت الماء 18 ألف ريال. كانت تعز تحت إمرة الجماعات المتأسلمة عبارة عن إمارتين؛ الأولى تتبع الارهابي ابو العباس وتضم المدينة القديمة، والثانية تتبع سالم الدست وتضم شارع جمال وعصيفرة. وبين الإمارتين حدود لا يجوز تجاوزها. الاخوان يشعرون بالاستقواء وهذا جعلهم يطمحون بتوحيد الإمارتين في امارة واحدة يقودها سالم الدست وحشده.
تتهم مليشيا الاخوان عصابة من ابو العباس باغتيال اكثر من ( 200 ) مسلح من جيشها الوطني. وبالرغم ان حملة أمنية سابقة في فترة المحافظ امين احمد محمود قد جردت للقبض على المطلوبين امنيا إلا أن الحملة فشلت في القبض على اي مطلوب لأن طرفي الصراع (اخوان وسلف) يسيسون الامر ويتغاضى كل فريق عن اصحابه.
الحملة الماضية توقفت عند اسوار امارة المدينة القديمة، لكنها حققت بعض اغراض اصحابها بإخراج بعض جماعة ابو العباس إلى الكدحة بما فيهم من كانوا يتحكمون في نقطة الهنجر، وقلعة القاهرة والأمن السياسي، لكن الحملة الحالية استطاعت أن تقتحم المدينة والوصول إلى قيادة ابو العبابيس في مجمع مدرسة هائل في المدينة القديمة.
كما استطاعت إحراق مشفى المظفر وقتل بعض المحسوبين على جماعة الارهابي ابو العباس مثل؛ محمد نجيب الذي قيل أنهم اخرجوه من مشفى الثورة وهو مصاب ثم أجهزوا عليه. كما ادعى بعض الناس باعتداء الحملة على ممتلكات خاصة وانتهاك اعراض.
الصراع العسكري في المدينة يدور بين مليشيا الاخوان وارهابيي ابو العباس كل يريد أن يكون له وجود في المدينة ويتحكم فيها.
وعلى ضفاف هذا الصراع تقف قوى مثل بقايا العفافيش الذين يدعمون ابو العباس، وقد نالوا من الإخوان ما نالوا إذ تقول الاخبار ان يوسف الحياني هو مؤتمري مندس في كتائب ابو العباس ويعمل ضد الاصلاح، وقد تم التخلص منه. كما تقول الاخبار أن مليشيا الحملة الامنية أحرقت مقر المؤتمر الشعبي في المدينة والذي يقوده المرتزق العفاشي عارف جامل. اما جماعة المخبر الإماراتي عبدالله نعمان فيصطفون إلى جانب جماعة الإرهابي ابو العباس. وتبقى جماعة العفاشي المندس في الاشتراكي محمد عبدالعزيز وهي تراوح بين الطرفين. وقد رأينا بيانها المنتحل اسم الاشتراكي انها تؤيد – كما تقول- المحافظ وتتهم الحملة الأمنية بالانحراف لتحقيق أجندة لمن يسيطرون على الامن والمحور.
في الحال يبدو ان مليشيا الاخوان وحشدهم الشعبي قد كسرت الكثير من أسنان الإرهابي ابو العباس الهارب في عدن ويتلقى دعما من الامارات والمجلس الانتقالي الجنوبي.
اما الدور القادم فسيكون – والله اعلم – على المرتزق عدنان الحمادي والذي يقود خليطا من مجاميع متناحرة تسمى باللواء 35 مدرع وقد استعد الاخوان لذلك بإنشاء ما يسمى اللواء الرابع جبولي والذي يتموضع في الاصابح وله انتشار في بعض مناطق الحجرية، كما أن الاخوان يمتلكون جماعات مسلحة في المسراخ ومعسكرا تدريبيا في يفرس جبل حبشي لنفس الغرض.
الحمادي وابو العباس مدعومان من قبل الامارات ويصطف إلى جانبهما جماعة عبدالله نعمان ومحمد عبدالعزيز الصنوي، وقد سبق أن تقدم هؤلاء جنود الاحتلال الاماراتي والسعودي في الصنة في العام الماضي في مهمة لإيجاد معسكر لقوات الاحتلال.
الأخطر من هذا كله ما نشره تقرير منظمة العفو الدولية عن حوادث اغتصاب الاطفال في تعز، ووثقت ذلك عبر النشطاء المحليين واهالي الاطفال المغتصبين. واتهمت المنظمة الدولية أفرادا من مليشيا الاخوان باغتصاب الاطفال، ودعت الى إجراء تحقيق في الامر وحماية أطفال تعز من الاغتصاب.
وأخر الكوارث التي تداهم تعز انتشار مرض الكوليرا الذي ينتشر في المحافظة مدينة وريفا. ولم يجد الناس من يقدم لهم خدمة العلاج في ظل التصارع على النفوذ وغياب دور المنظمات الدولية التي تروج لكارثة اليمن وتلهف ما يقدمه المجتمع الدولي. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

قد يعجبك ايضا