*الجبهة الداخلية تزداد متانة ولدينا قدرات أفضل مما كان عليه الحال
أجرى الحوار / رئيس التحرير
دعا رئيس المؤتمر الشعبي العام صادق أمين أبو راس جماهير الشعب اليمني للاحتشاد والحضور المشرف لإحياء مناسبة مرور أربعة أعوام من الصمود في وجه العدوان.
وقال في حوار لـ (الثورة) أن موضوع الاحتفال بمرور أربع سنوات لمواجهة العدوان ليس احتفالا بمن يضربنا أو بمن يعتدي علينا وإنما نحن نحيي هذه المناسبة ونحتفل بأنفسنا وبصمودنا ونعتز بما نحققه من انتصارات وأن على كل يمني أن يفتخر بهذا الصمود.
مشيرا إلى أن الآخرين في الخارج يحسدوننا على الصمود والثبات الموجود هنا حتى وإن حاولوا أن يخفوا ذلك ونؤكد أننا نحتفل بهذه المناسبة لنقوي من عزائمنا وقدراتنا لمواجهة ما هو قادم إن كان سلام فنحن لها وإن كانت حرب فنحن لها.
وقال: أن هذه المناسبة تحتم على اليمنيين أن يعرفوا قوة تحملهم وصبرهم في مواجهة عدوان همجي يشن على البلد طيلة أربع سنوات تعرض فيها الشعب لضرب وحصار جوي وبري وبحري وهي رسالة للعالم بصمود اليمنيين وفي نفس الوقت رسالة تكشف الأهداف الخفية للعدوان بأنها ليست إعادة ما يسمى بالشرعية التي هي بمثابة قميص عثمان الغرض منه السيطرة على البلاد وتقسيم اليمن والاستيلاء على موانئه وجزره وبحاره بشكل كامل.. إلى التفاصيل:
بمناسبة مرور أربعة أعوام من العدوان والصمود كيف تقيمِّون كأحد قيادات البلد مسار المعركة الوطنية في مواجهة العدوان والحصار؟
– المناسبة تحتم على اليمنيين أن يعرفوا قوة تحملهم وصبرهم في مواجهة أضخم عدوان يشن على البلد، أربع سنوات ونحن في عدوان بري وبحري وجوي وحصار جائر لكل الموانئ البحرية والجوية والبرية ، هذا يوجِّه للعالم رسالة صمود الشعب اليمني وفي نفس الوقت أظهر الأهداف الرئيسية للعدوان وكشفه أمام العالم ،واتضح أن ما يدعى بالشرعية، وأنهم يحاربون باسم الشرعية أو لإستعادة الشرعية – كما يقولون – إنما هو قميص عثمان، الغرض منه السيطرة على البلد وتقسيمه والاستيلاء على موانئه وجزره وبحاره بشكل كامل، هذا هو الهدف على مدى أربع سنوات، ولولا صمود الشعب اليمني لكانوا قد وصلوا إلى أهدافهم الرئيسية لكن فضحهم هذا الصمود.
– نعم الأربع السنوات كشفت نواياهم وخبثهم وأهدافهم التي يتكلمون أنهم يحافظون على الشرعية على أساس أهدافهم الباطنة لكن الأهداف الحقيقية هي السيطرة على البلاد وتقسيمها، وما نشهده هذه الأيام دليل واضح- عندما نشاهد ما يدور في تعز، عندما نشاهد ما يدور في عدن، وعندما نشاهد ما يدور في مارب سنجد أن أهدافهم أخرى، ولولا الصمود الذي سطره الشعب اليمني خلال أربع سنوات لكانوا استمروا على نفس الداعي لكن أوراقهم حرقت .
الأهداف الحقيقية للعدوان المتمثلة بالتقسيم أو بالسيطرة على المناطق الاستراتيجية للبلاد المطلة على البحر الأحمر أو المناطق الشرقية التي تتركز فيها الثروات تم كشفها .. أنتم كقيادة، ماذا أعددتم من خطط عملية سواء على المستوى العسكري أو السياسي لمواجهة هذا المسار الذي يسير عليه العدوان؟!
– طبعاً المهمة ليست على أساس أنها مهمة القيادة فقط وإنما هي مهمة الشعب اليمني بشكل كامل أيضا وخير دليل ما نشاهده اليوم هذا الصمود في الجبهات وفي مواجهة العدوان بمختلف الأشكال.. لولا صمود الشعب اليمني ما استطاعت القيادة أن تصمد وصمود القيادة هو صمود الشعب لكن ومع ذلك من يوم إلى يوم القدرات اليمنية تتحسن وتزيد قوة أما قولهم بأن هناك أسلحة تأتي لنا من الخارج هذا طبعاً كلام غير صحيح لأنه كيف ستدخل أسلحة والحصار البري والبحري والجوي قائم ومشدد لكن لدينا خبرات وكفاءات يمنية تستطيع أن ترد الصاع صاعين وأثبتت ذلك ميدانيا وعلى الواقع.
التطوير في مسار التصنيع العسكري برأيكم هل ذلك يحصن البلاد من أي تهديد أو تقسيم؟
– نحن لا ننظر إلى الجانب العسكري فقط من أجل أن نصل إلى السلام يجب أن نكون في الجانب العسكري أقوياء ومع ذلك نحن نمد أيدينا للسلام إلى كل من يطلب منا السلام وأخص بالذكر دول الجوار ، نحن في جزيرة واحدة تجمعنا أهداف ومبادئ واحدة فإذا انهارت اليمن أو حدث لليمن شيء فإنهم اكبر من سيتضرر إذا كانوا يجاملون أنفسهم في هذا الأمر نحن تجمعنا أواصر قربى وجيرة ولا نريد منهم شيئاً إلا أن يكفوا الأذى عنا والشيء الثاني أن نعيش كدول تحترم سيادة بعضها البعض ولا تتدخل في الشؤون الداخلية مثلما لا نتدخل في الشؤون الداخلية لهم والشيء الثاني أننا في اليمن نشعر أنهم لا لن يدركوا الخطر الذي يواجههم إلا بعد وقوعه وما حدث في اليمن سيحدث عندهم.
* في المسار السياسي أربع سنوات منذ جنيف الأول ثم الكويت ثم السويد وبعد السويد اتفاق الحديدة مسار معقد وفي كل مرة تأتي مدخلات جديدة للمفاوضات ويزداد المسار السياسي تعقيداً.
إلى أي مدى يمكن القول إن الأمور تتجه إلى تصعيد عسكري؟ وفي نفس الوقت ماذا عن اتفاق الحديدة اليوم؟
– طبعا الجانب السياسي لو نظرنا منذ بداية الحرب الجانب السياسي كان طاغياً وكان ظالماً لليمن وكان على أساس انه في انسداد كامل في هذا الاتجاه الموجود بشكل كامل، لكن مع مرور الأيام ومرور السنوات بدأت الحقائق تتكشف ومن سنة إلى سنة وفترة إلى فترة بدأوا على أساس أنهم ينفتحون، الآن صارت وفودنا تذهب إلى كل بقاع العالم ولم يعد هناك مشكلة سواء من مجلس الوزراء أو من المجلس السياسي أو من القوى السياسية الموجودة داخل اليمن سواء كانت من المؤتمر الشعبي العام أو من أنصار الله هناك دول محددة هي التي تحدد موقفها وهي التي نعتبرها دول الاستكبار الموجودة ولها أهداف ومبادئ وأغراض، أما الدول الأخرى فإن التحالف بدأ بـ16 دولة وربما أكثر، لكن الآن لو نظرنا إلى الواقع لم يعد هنالك غير دولتين رئيسيتين هي السعودية والإمارات أما الدول الباقية فقد انسحبت ولولا الدعم الأمريكي لما استطاعوا أن يستمروا كل هذه المدة.
إذا ما تحدثنا عن الجبهة الداخلية الآن وبعد أربع سنوات هل هي أقوى مما مضى على المستوى الشعبي وكذلك على المستوى الرسمي؟
– الجبهة الداخلية تزيد قوة ومتانة يوماً عن يوم رغم ما نعانيه من حصار وفقر وجوع، لكن سنظل صامدين أمام مواجهة عدوان متكبر والدليل على ذلك نحن الآن نخوض تجربة انتخابات وهذه التجربة الانتخابية لا تتم إلا في وضع آمن ومستقر فالدوائر التي تجرى فيها الانتخابات هذه الأيام في وضع آمن ومستقر وهذا دليل على متانة الجبهة الداخلية رغم المشاكل الموجودة، رغم التقصير، لا نقول إننا وصلنا إلى مستوى الكمال لا، لكن هنالك قصور وهنالك عيوب في إدارة الدولة من الداخل ونحن نعمل على إزالة هذه الشوائب التي تحدث، وبطبيعة الأمر في هذا الوضع ضروري أن تحدث مثل هذه الأخطاء الموجودة ولكن تحدث ونتلافاها يوما عن يوم.
وقد تحدثتم عن موضوع الانتخابات.. هل كانت الانتخابات خياراً لسد الفراغ الموجود في المجلس لغياب بعض أعضائه أم أنه اجراء لتعزيز وضع مؤسسات الدولة وكذلك شرعية مؤسسات الدولة؟
– أولاً في ما يتعلق بالانتخابات هي أساساً ليست لغرض ما ينزل من دعاوى فيه أننا نسد الشواغر في مجلس النواب أو وإننا شعرنا بأن هنالك نوعاً من النقص في عدد أعضاء مجلس النواب لا، وإنما لاستيفاء جزء دستوري ورد على أساس نص في الدستور وفي قانون الانتخابات أنه يتم اجراء الانتخابات للدوائر الشاغرة الموجودة بشكل كامل، ومادامت الأجواء مهيأة لأجرائها فلتتم ، ليس لها أي علاقة بما يفكرون فيه لأن مجلس النواب مهما حاولوا حتى لو انعقد في الخارج فشرعيته هي أصلاً تحت قبة البرلمان في صنعاء حتى لو حاولوا أن يوجدوا أي مبررات فهي لعبة مفضوحة وفاشلة بشكل كامل.
* هل تعتقدون أنهم فشلوا في هذا المسار؟
– حتى الآن هم فاشلون وسيستمر فشلهم إلى ما لا نهاية لأنهم لا يسعون لمصلحة بلدهم وهم يدعون لانعقاد مجلس النواب لأهداف تضر باليمن وتضر بالوطن ومن ثم ربما تتحول إلى أشياء شخصية مكاسب ومكاسب ذات مناطقية وهذا ما نرفضه.
تحدثتم عن الدولة ومؤسسات الدولة وإدارة المؤسسات، المجلس السياسي الأعلى وتجربته في إدارة مؤسسات الدولة منذ تشكيله وحتى الآن، ما الذي أضافه تشكيل المجلس السياسي الأعلى للوضع بشكل عام وكذلك ما هي الإيجابيات التي انعكست على مسار المعركة سواء سياسياً أو إدارياً أو عسكرياً؟
– طبعاً المجلس السياسي هو مجلس يقوم بأعمال رئاسة الدولة وينعكس عليه نجاح ما دونه في الوزارات والمصالح والهيئات والحكومة والدفاع الموجودة، فإن كانت هذه الأجهزة قوية فالمجلس السياسي سيكون قوياً لأن المجلس السياسي هو أساساً لا يتدخل في أمور الوزارات والمصالح لكنه يشرف ويراقب ويحاسب ويوجه ضمن توجيهات محددة ..هذه مهام رئاسة الدولة رغم عدم قولنا إننا حققنا كل ما نصبو إليه لكن نقول إننا نسير في هذا الاتجاه ولا استطيع أن أقول لك إننا في المجلس السياسي على كلمة واحدة أو على رأي واحد، نحن نختلف داخل المجلس السياسي ووجهات نظرنا تختلف في داخل المجلس في إطار اتجاه الرؤية لإصلاح البلد لكن فيما بعد نحن نرجح الرأي الأسلم والرأي الذي توجد فيه مصلحة البلد، ونمشي في اتجاهه.
كيف أثَّر استشهاد الرئيس صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى السابق على وضع مؤسسات الدولة بشكل عام؟
– الرئيس صالح الصماد -رحمة الله تغشاه- وبعد صمت- باستشهاده فقدنا زعيماً كان ممكناً في عهده إصلاح كل شيء وهذه إرادة الله سبحانه وتعالى والبركة في خلفه خلال الفترة القادمة، ونأمل إن شاء الله أن نسير على نهجه وفكره ونحن في المجلس السياسي نسير على سير الشهيد المرحوم صالح الصماد.
مستقبل اليمن بعد أربع سنوات من الصمود ومواجهة العدوان، برأيكم إلى أين تسير البلاد.. هل نستطيع أن نقول إن سيناريوهات التقسيم ستنجح؟
– بعد الأربع السنوات التي مضت يجب أن نعمل في مسارات عدة، المسار الأول هو تعزيز صمودنا وتعزيز مواجهتنا للعدوان لأنه من يوم إلى يوم والجبهات تزيد ومع ذلك النصر يتحقق أكثر من أي وقت آخر حتى لو تم فتح جبهات أخرى، الشيء الثاني أن نسير في الاتجاه الآخر وهو اتجاه السلام، تحقيق السلام ،السلام لا يحققه أحد إلا اليمنيون كيف نجمع اليمنيين.
ونناشد كل الدول وخصوصاً الجيران أن يتركوا الفرصة لليمنيين بحيث يجتمعون ويناقشون أمورهم ويحلون مشاكلهم بأنفسهم لأن مشاكلهم لن تحل إلا إذا تحاوروا في ما بينهم أما أن يطغى أي طرف على الطرف الآخر فهذا بعيد ولن تحسم اليمن بمعارك أو حروب وإنما تفاوض سلمي يخرج فيه كل الناس متحدين ولا يطغى طرف على طرف آخر هذا بالنسبة للأطراف الداخلية، أما بالنسبة للأطراف الخارجية (تحالف العدوان) فهو أمر آخر.
أصلاً دول العدوان وزبانيتهم يتمسكون بغطاء على أساس المبادئ الثلاثة أو بالمرجعيات الثلاث كعذر منها، اتفاقية المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية لها والثانية مخرجات الحوار وما شابهه ومن ثم قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باليمن.. هذه المراجع الثلاثة أساساً انتهت في الواقع وإذا كنا نفذنا الاتفاقية الخليجية ومؤتمر الحوار لماذا قامت الحرب، لذلك هذه الأسياسيات انتهت، بأن الحرب شنت علينا واستمرت أربع سنوات ولهذا لم تعد صالحة ويجب أن نعي ونستشعر الأهداف ونعمل على إيجاد حلول ومخارج أخرى.
الموضوع الثاني الذي ربما لم تتطرق إليه نحن لسنا دعاة فرض الأمر الواقع على الجنوب .. نحن حريصون على الجنوب أكثر مما يحرص عليه الآخرون، ولهذا يجب أن نعيد النظر في آلية تعاملنا فيما بيننا ويجب أن نبحث عن آلية تجمعنا جميعاً وتفيد أبناء المحافظات الجنوبية في حكم انفسهم بأنفسهم، في إدارة سلطتهم المحلية بأنفسهم في عملية وضع آلية لكيفية توزيع الإيرادات والمصاريف كحكم محلي واسع الصلاحيات.
هناك تجربة في هذا الجانب يفترض أن تنفذ؟
– حتى التجربة إذا لم تكن غير مناسبة لهم نفكر في صياغة تجارب أخرى.
* كالفيدرالية مثلاً؟
– لا.. حكم محلي واسع الصلاحية لأن الحكم المحلي الذي نحن ابتدعناه كان ناقصاً وأنا كنت من ضمن المساهمين الأساسيين فيه وصاحب القانون الذي أعد “قانون السلطة المحلية” لكن أجد أن هناك أشياء أوسع من الموجود وفي النهاية القضية بعموميتها لن تتم إلا ما بين الشمال والجنوب وباتفاقية الوحدة عام 90 كونها هي المسجلة في الأمم المتحدة وهي المسجلة في جامعة الدول العربية تصلح هذه الاتفاقية كون الوحدة هدف ومصير، ولا يمكن أن يتنازل عنها اليمنيون.
ما يتعلق بالمفاوضات .. برأيكم ما أسباب فشل المفاوضات بشكل متكرر ودورانها في نفس الدوائر منذ بدايتها حتى النهاية وخصوصاً ما حصل في الكويت أكثر من 55 يوم تفاوض دون الخروج بأي شيء.. برأيك أو من خلال موقعكم ما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الفشل وهذه المراوحة؟
– لا نستطيع القول إنه فشل حتى الآن لكن الأمر يمكن أن يعاد إلى التفسير.. كل يفسر ما ورد في السويد وما تم الاتفاق عليه من وجهة نظره لكن مهما كان هي بداية خطوة للانطلاق.
بالنسبة للسويد؟
– السويد خطوة بداية للاتفاق، مدخل للسلام، إذا انجزنا اتفاقية الحديدة واتفاقية مطار صنعاء واتفاقية تعز كاملة ستبنى عليها مرحلة السلام فيما بعد كاملة، أي يجب تهدئة المتشنجين لأن هناك أناس متشنجون في الخارج ليس لأجل الوطن وإنما لأجل مصالح ويرتبطون بهذا الجانب.
في نفس الوقت موقفكم انطلاقاً من موقف القيادة مع السلام وعدم الرغبة في استمرار الحرب؟
– هم أساساً لا يريدون أن يتحقق أي شيء لأنهم مستفيدون بينما من يرعاهم بدأوا يفكرون في السلام أكثر منهم وبدأوا يعملون تواصلات.
* هل هناك تواصلات من الرعاة؟
– من خلال تصريحاتهم ومن خلال ما يقوله المبعوث الدولي للأمم المتحدة يتكلم بصراحة.
يعنى لم تصلكم رسائل منهم بصفتكم قيادة عليا في الدولة كعضو مجلس سياسي أعلى؟
– لا لم تصل، لكن مع ذلك نحن نرحب بأي تواصل في هذا الجانب إذا كان في إطار دولة لدولة، وما يحقق السلام ويحفظ الأمن للجزيرة العربية.
* المواطن يعيش اليوم همين وربما أكثر وبعد أربع سنوات من العدوان ونحن على مشارف العام الخامس، هم مواجهة العدوان وهم المعيشة وانقطاع المرتبات منذ أكثر من عامين، الموظف في مؤسسات الدولة وأيضا كثير من العمال في المصانع في القطاع الخاص فقدوا أعمالهم؟ ماذا عن الجانب الاقتصادي بالتحديد لديكم في المجلس السياسي الأعلى؟ وهل هناك ما يمكن أن نفرح به اليمنيين أنه سيكون متغيراً بخصوص هذا الموضوع؟
– أي واحد يزايد في موضوع مثل هذا ويقول إننا في بحبوحة وإننا نعيش في سهود ومهود، المواطن والمسؤول الكبير والصغير يعاني، لكن هذه المعاناة أمام الكرامة وأمام العزة تهون لأنك تعاني الآن من حرب اقتصادية هي ليست حرباً عسكرية فقط حرب اقتصادية عندما يمنع عليك كل الواردات، وعندما يغلق عليك الموانئ، عندما يغلق عليك كل الإيرادات حتى الذي يريد أن يتعالج في الخارج لا يستطيع أن يذهب للعلاج في الخارج هذا الموجود ويجب أن يكون هنالك خطة لمواساة الناس لإنشاء جمعيات استهلاكية لمساعدة الناس.
في هذا الجانب سواء على مستوى المدن الرئيسية، لأنه لو نظرنا الآن صنعاء كان فيها ثلاثة ملايين نسمة الآن الموجودون داخل صنعاء تجاوزوا الستة ملايين نتيجة إحصائيات، ويجب أن نعي كيفية إعاشة هؤلاء الموجودين في هذه المناطق ونعمل بقدر مجهوداتنا ثم يجب أن نرفع من أداء أجهزتنا الإيرادية حيث يجب أن نرفع أداءها من أجل نستطيع أن نقدم للناس ولو نصف مرتب كل شهر أو نصف مرتب كل شهرين، وهذا ما نسعى إليه في المجلس السياسي ونوجه به بحيث على الأقل لو صرف مرتب كل شهرين يساعد الناس على المعيشة.
بالنسبة للجانب الإنساني والمنظمات “المجلس السياسي” له علاقة بهذا الموضوع؟
– هذ الأمر ليس لنا علاقة في المجلس السياسي به هو يخص الحكومة يخص الأجهزة التي أنشئت.
خلال أربعة أعوام من العدوان، المؤسسات تعرضت للاستهداف والتدمير.. برأيكم هل أرادوا تحويل اليمن إلى دولة فاشلة؟
– بالنسبة للاستهداف منذ بداية العدوان كان لا يفرق لا بين مستشفى ولا بين مدرسة ولا بين طريق، وهو عدوان ممنهج يستهدف كل ما حققه الشعب اليمني رغم قله، والآن إذا أردنا إعادة بناء ما تم تدميره فلن تكفي عشرون سنة ،ثلاثون سنة يمكن أن تعطينا فرصة لإعادة البناء فعندما تشوف المراكز المهنية دمرت كاملة لكن الصمود خلال الأربع السنوات أدى إلى أن الجيل اليمني انتعش، أنت الآن رغم الحالات والأمراض الداخلية رغم عدم السفر للخارج للعلاج تجد أن في صنعاء كادر طبي ظهر يعمل في كل مكان، لولا الكادر الطبي الذي ظهر لما استطعنا أن نواجه العدوان بهذا الشكل والصمود الحاصل، إذا كنت في صنعاء الآن وهناك من يأتي من عدن للعلاج في صنعاء من المناطق الموجودة خارج حكومة الإنقاذ يتعالجون في صنعاء ويعودون إلى مناطقهم بأمن وسلام.
اليوم واليمنيون يحيون مناسبة مرور أربعة أعوام ومن الصمود في مواجهة العدوان.. ما رسالتكم لليمنيين وثانياً للإعلاميين؟
– أولاً الرسالة التي أوجهها للشعب اليمني وللمواطن اليمني هي أربع سنوات وأنت صامد .. أربع سنوات وأنت تواجه أنواع الفقر والمرض وكل ما ترتب عليه من حصار، لكن رأسك مرفوع في دفاعك عن بلدك ووطنك، وسيذكرك التاريخ عبر الزمن ،والحكاية أنه ليس من يحارب ومن يناضل فئة معينة سواء كانوا أنصار الله أو المؤتمر أو القوى الوطنية كاملة، هؤلاء هم مكونات الشعب اليمني ويؤدون دورهم ومسؤوليتهم تجاه الشعب اليمني، ولا يقدمون دوراً لفلان أو علاَّن وإنما للشعب اليمني ،ورسالتي هي مواصلة الصمود حتى يتحقق لك النصر بإذن الله وأنت رافع الرأس حتى عندما تذهب إلى الخارج تمر هناك وأنت مرفوع الرأس ويضرب بك المثل كما أجدادك الأولون في فتوحاتهم الإسلامية حتى وصل الاسلام إلى حدود فرنسا وربوع الصين، أولئك هم أجدادك وأجداد اليمنيين جميعاً ،الآن اليمن تعتبر مقبرة الغزاة، وأنت يجب أن تسلك ما سلكه أجدادك ولكل حدث حديث.
أما رسالتي بالنسبة للإعلاميين ليس لصحيفة الثورة فقط وإنما رسالتي لكل الإعلاميين هم من يوقد النار وهم من يخمدها ،لو أن الإعلاميين الموجودين في التنظيمات السياسية عبر تشكيلاتها وقفوا أمام المرآة ينظرون إلى أنفسهم ماذا يحققون لكانوا قد حققوا السلام والتقارب بين كل القوى الوطنية من أجل أن تجتمع ،لكن المشكلة أن الإعلاميين، هناك إعلاميون صامدون وتنحني لهم الرؤوس وهناك إعلاميون بياعون همهم انفسهم والاسترزاق، الثانية النعرة التي بدأنا نسمعها، النعرة الطائفية النعرة المناطقية السلالية والعرقية هذه أساساً نحن في اليمن لا نؤمن بها بل إن أهدافنا ومبادئنا تحارب هذه النعرات، انا يمني وأي يمني له حق العيش بالتساوي في الحقوق و الواجبات كالآخرين والحاكم بيننا القضاء أو العدل إذا وجد، أما من يدعي بهذه النعرات فنحن أكبر من هذه الأشياء رغم أن هناك فلتات لكن النادر لا حكم له ويجب أن نتجاوزه والقضايا عندما تثار داخلياً تعتبر على الأشخاص نفسها لا تعتبر على جماعة أو حزب وإنما على الشخص نفسه، لكن يجب ان نلجم هذه الأصوات.
*كلمة توجهونها للجماهير المحتشدة بمناسبة إحياء الذكرى الرابعة من الصمود في مواجهة العدوان؟
– الاحتفال بمرور أربع سنوات من مواجهة العدوان نحن لا نحتفل بمن ضربنا أو من اعتدى علينا.. نحن نحتفل لأنفسنا بصمودنا نعتز بما نحققه من انتصارات، وعلى كل يمني أن يفتخر بهذا الصمود ورغم أن الآخرين الذين في الخارج يحسدوننا على هذا الكلام وعلى الصمود الموجود هنا، رغم أنهم يحاولون إخفاء ذلك، ولهذا أنا أقول إننا نحتفل بصمودنا ونحن نحتفل بأن نقوي عزائمنا لمواجهة ما هو قادم فإن كان سلاماً نحن له وإن كانت حرباً نحن لها.