نائب مدير عام مكتب الصحة في محافظة صنعاء لـ"الثورة":
د.الجبري لـ”الثورة”: استطعنا رغم العدوان إعادة وتأهيل أكثر من (242) مرفقاً صحياً بشكل كامل
صنعاء / عبد اللطيف مقحط
في ظل ما تشهده اليمن من عدوان غاشم وحصار خانق وتأثيره على أبناء المجتمع في شتى جوانب الحياة ومنها الجانب الصحي الذي أدى هذا الحصار الظالم الى تردي الخدمات الصحية وانعدام الدواء وانتشار الأوبئة في ظل غياب الضمير الدولي والصمت المطيق إزاء ما يتعرض له الشعب اليمني من استهداف للبنى التحتية وغيرها من الخدمات الحيوية والإنسانية ، يواجهه صمود أسطوري في شتى المجالات ، ومنها الجانب الصحي ، وفي هذا الجانب ألتقت صحيفة (الثورة) الدكتور طلال حسن الجبري، نائب مدير عام الصحة والسكان بمحافظة صنعاء وناقشت معه جملة من القضايا ،إليكم التفاصيل:
حدثنا عن سير عمل مكتب الصحة والسكان بمحافظة صنعاء خلال العدوان الغاشم؟
– تأثرت المرافق الصحية في محافظة صنعاء أسوة ببقية المرافق في البلد بشكل عام نتيجة العدوان والحصار الجائر على بلادنا، وتوقفت أغلب المرافق الصحية، ولكن تم إعادة تشغليها عن طريق دعم المنظمات والآن يوجد لدينا 242 مرفقاً صحياً عاملاً بشكل كامل بالإضافة إلى 12 مستشفى، ونتيجة لغارات طيران العدوان تأثرت مرافق صحية ومنها مستشفيات دمرت تدميراً كاملاً كمستشفى بني حشيش بالإضافة إلى عدة مرافق تأثرت جزئيا.
كيف تقيمون أداء مكتب الصحة والسكان بالمحافظة وتقديمه الخدمات العلاجية للمواطنين الذين استهدفهم طيران العدوان؟
– تنفيذا لتوجيهات قيادة وزارة الصحة قمنا باستقبال ومعالجة جميع الحالات المستهدفة من طيران العدوان مجانا، وكذلك معالجة أسر المجاهدين والمرابطين في الجبهات وأسر الشهداء مجانا..
وقد ساهم مكتب الصحة والسكان في المحافظة بدعم وزارة الصحة وقيادة المحافظة بالتعاون مع المواطنين الذين تعرضوا لغارات طيران العدوان، وتم تفعيل فريق الطوارئ بشكل كامل ونزول سيارات الاسعاف وتم إصدار تعميم بذلك.
حدثنا عن انجازاتكم للعام 2018؟
– تم في العام 2018م تشغيل 242 مركزا صحيا و12 مستشفى وتم افتتاح الطوارئ في ثلاثة مستشفيات رئيسية هي مستشفى جحانة ومستشفى 26 سبتمبر ومستشفى ضلاع ، أيضا تم تزويد المستشفيات بأثاث ومستلزمات طبية جديدة وغرف عمليات وطوارئ توليدية وسيارات إسعاف ،كمستشفى صعفان لان طاقته الاستيعابية كاملة.
هناك مراكز صحية بالمديريات لم تفعل؟ ما هي الأسباب؟
– نقص الكادر الصحي هو أهم الأسباب لذلك الذي يؤدي الى عدم تفعيل المراكز الصحية وقد تم التغلب عليها بالتعاقد مع كوادر فنية.
ماذا عن دعم هذه المراكز؟
– المراكز الصحية يتم دعمها بالنسبة للنفقات التشغيلية وحوافز للعاملين الصحيين وأدوية ومستلزمات صحية..
كيف تقيمون دور المنظمات في دعم الجانب الصحي؟
– بالنسبة لمحافظة صنعاء الدعم جيد، ولكن دعم المنظمات الملموس هو دعم وقتي بشكل مؤقت.
تقييمكم للوضع الصحي بالمحافظة؟
– الوضع الصحي في المحافظة نعتبره وضعا ممتازا، ومكتب الصحة بالمحافظة يبذل جهدا كبيرا في تقديم الخدمات والرعاية الصحية لأبناء المحافظة بقدر الامكان.. ونؤكد أن الوضع الصحي في المحافظة جيد، فلدينا 12 المستشفى منها ثلاثة مستشفيات رئيسية وكذالك معانا 86 مركزاً صحياً بالإضافة الى 171 وحدة صحية اجمالي عام بجميع المناطق الموجودة فيها المرافق الصحية 269 مرفقاً صحياً وجميعها عاملة بجميع الخدمات.
ما هي الصعوبات والعوائق التي تواجهونها؟
– أهم الصعوبات التي نواجهها نقص الكادر الصحي خصوصا في المناطق النائية، والمطلوب هو عقد دورات تدريبية لخريجي الثانوية للقبالة رغم التوسع في برنامج العامل المجتمعي يشمل بقية المديريات، والذي تم العمل في تسع مديريات …فمدراء المرافق الصحية يقومون باختيار الكادر الصحي وهذا ضمن عمل برنامج العامل المجتمعي.
ماذا عن التلاعب والتهاون في أداء العمل الصحي في بعض المراكز الصحية.. هل هناك مبدأ الثواب والعقاب؟
– لدينا نظام رقابة دقيق بالإضافة إلى نظام إشراف مستمر شهريا على جميع المرافق الصحية في مديريات المحافظة، بالإضافة إلى الاشراف على بعض المرافق من قبل خمسة مشرفين للمديرية شهريا بالإضافة الى فريق إشراف من المحافظة.
ماذا عن توفر الأدوية في المحافظة في ظل الحصار الجائر؟
– نعاني من نقص كبير في هذا الجانب وخاصة الادوية للأمراض المزمنة، ومخازن الوزارة شبه خالية وما يأتينا من المنظمات محدود والطلب عليه كبير..
هل لديكم معالجات بديلة لهذه الاشكالية؟
– نحن نعمل جاهدين لتوفير الدواء وتوزيعه بحصص محدودة لتسيير الوضع ومعالجة إشكالية نقص الدواء .
بالنسبة للأمراض المنتشرة كالكوليرا والدفتيريا .. ما هي الاجراءات التي اتخذتموها للحد من الانتشار؟
– انتشرت الأمراض بشكل كبير في محافظة صنعاء وكانت تقريبا اول محافظة حصرت فيها وتم إنشاء مراكز وتم اعتماد فرق استجابة سريعة على مستوى المديريات لتقصي الأوبئة وفتح مراكز عزل وزوايا أرواء في مكافحة مرض الكوليرا.. وفي مجال مكافحة الدفتيريا تم تجهيز أربعة مراكز عزل للدفتيريا وهي مازالت الى الآن تحت التجهيز من الصحة العالمية وكذلك عناية مركزة لكل عزل ومازالت تحت التجهيز العام الماضي 2018م في مكافحة الاوبئة والترصد الوبائي خاصة في الأمراض ذات الأولوية..
هل لديكم إحصائية لعدد المصابين بالكوليرا والدفتيريا وغيرهما من الأمراض التي انتشرت نتيجة غارات طيران العدوان وحصارهم المطبق على اليمن؟
– لدينا إحصائية لذلك فبالنسبة للكوليرا تم استقبال 44958حالة خلال العام الماضي في مراكز وزوايا الارواء في محافظة صنعاء ..وتم فحص 40044 حالة بالفحص السريع وكانت الايجابية منها 10360 حالة وتم إرسال 515 عينة كوليرا للفحص الزراعي في المختبر ، كانت النتيجة 201 حالة منها إيجابية بالفحص الزراعي في حوالي ثمانية مراكز مدعومة من الصحة العالمية و30 زاوية في النصف الاول في الربع الاخير من العام الماضي ومازال هناك 4 مراكز و6 زوايا مستمر الدعم فيها حتى نهاية فبراير في العام 2018م متأثرة بالكوليرا 34 حالة وفاة .
وفيما يخص مرض الدفتيريا بلغ عدد الحالات التي تم معالجتها والتقصي لها بواسطة فرق الاستجابة السريعة 376 حالة منها 10 حالات وفاة، وتم إرسال 202 عينة منها إلى المختبر المركزي وكانت الحالات الايجابية منها 64 حالة إلى نهاية شهر يناير وتم معالجة 2530 حالة مخالطة لهذه الحالات عبر فريق الاستجابة السريعة ..
وبالنسبة لمرض الحصبة فإجمالي الحالات التي تم رصدها وأخذ عينات لها 641 حالة منها 18 حالة وفاة تم إرسال 555عينة منها إلى المختبر المركزي وكانت الايجابي بالفحص الزراعي 148 حالة منها 8 حالات حصبة المانية..
وهناك مرض الانفلونزا H1N1 بلغ عدد الحالات في محافظة صنعاء خلال الشهرين الاخيرين من العام 2018م وشهر يناير ونصف فبراير للعام 2019م 57 حالة منها 6 حالات وفاة و10 حالات مؤكدة مخبريا وكل ما تحقق ومازال عبر خطط تم تنفيذها بتوجيهات وإشراف رائد الصحة في المحافظة مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور خالد المنتصر والراعي الاول محافظ المحافظة اللواء حنين قطينة وتنفيذا لتوجيهات وزارة الصحة ممثلة بالوزير..
هل لديكم خطط وبرامج مستقبلية لتحسين الوضع الصحي في المحافظة؟
– تم إعداد خطة استراتيجية وتم مناقشتها واستعراضها بحضور الاخ وزير الصحة العامة والسكان وكذلك محافظ محافظة صنعاء .
بالنسبة للتفاعل المجتمعي إزاء حملات التحصين ضد الحصبة وغيرها من الأمراض.. كيف تقيمون مدى التفاعل؟
– الاستجابة كبيرة مع وجود بعض الرافضين ويتم معالجتها في بعض المديريات ولكن يتم التغلب عليها ومعالجتها عبر وجهاء المناطق ومدراء المديريات وفرق الاشراف في المنطقة والحمد لله نسبة التغطية 95% .
رسالتكم للرافضين أو الذين لم يتجاوبوا مع حملات التحصين؟
– نكرر ما تكلم به الاخ وزير الصحة العامة أن أولادنا أمانة في أعناق أولياء الأمور، وأن اللقاحات آمنة، وقد تم مناقشتها على مستوى القيادة العليا عبر وزير التربية بالإضافة الى وزير الاوقاف ووزير الصحة ووزير الإعلام وجميعهم ناقشوها من جميع النواحي وكلهم وجهوا بالتفاعل والتعاون مع إنجاح الحملات.
كلمة أخيرة يريد الدكتور طلال الجبري أن يقولها؟
– أولاً نشكر العاملين في الحيوية هم الجنود المجهولون في الميدان بإنجاح العمل ونتمنى منهم الاستمرار وخاصة في هذه الظروف.