ما بعد تنفيذ اتفاق السويد من طرف واحد
منصور البكاري
خطوةُ الوفد الوطني المفاوض للبدء بتنفيذ المرحلة الأولى من اتّفاق السويد من طرف واحد بعد تنصُّلِ وفد المرتزِقة عن الموافقة على بدء تنفيذ المرحلة الأولى في موعدها المحدّد يضع مجلس الأمن والأمم المتحدة وقوى العدوان ومرتزِقتهم في موقف محرج أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي.
وأيضاً يعريهم من كُــلّ أساليب التضليل والكذب والخداع حول جدية المساعي السلمية لتجنيب 24 مليون يمني المحتاجين للمساعدات الغذائية العاجلة المزيد من كارثة المجاعة، وضمان إيصال المساعدات الإنْسَانية والإغاثية إليهم ودخول البضائع والعلاجات عبر ميناء الحديدة إلى مختلف محافظات الجمهورية.
ويعكس مدى حرص قيادتنا السياسيّة على تجنيب سكان مدينة الحديدة المزيد من القتل والدمار والتشريد والنزوح، ونزع الذرائع الإنْسَانية من أفواه منظمات المجتمع الدولي وقوى العدوان ومرتزِقته ووسائلهم الإعلامية المختلفة التي لم تتحدث عن مضاعفة الأزمة الإنْسَانية بسبب تحكم قوى العدوان بمخازن الغلال ومنع توزيعها للمواطنين، أَو إيصال المساعدات الغذائية إليها، وتسخير ذلك للمقايضة بالانسحاب من المناطق المحدّدة في المرحلة الأولى لإعادة الانتشار من الاتّفاق.
كما يعكسُ التعاملَ الواضح والصريح لفريقنا المفاوض الساعي للانتقال إلى المراحل التالية وإنعاش مختلف الملفات المتعثرة؛ انطلاقاً من روح الحلول القُــرْآنية التي حثت على الجنوح للسلم إن جنح العدوّ له، بغض النظر عن نواياه المبيتة للمكر والخداع والغدر للتهرب عن الالتزام بالمواثيق والقيم والمعايير الأخلاقية والإنْسَانية والقانونية.
ومن هذه المنطلقات تدرك قيادتنا السياسيّة والعسكريّة بأن دخول قوى العدوان ومرتزِقتهم في اتّفاق السويد ومختلف المشاورات السابقة مُجَـرّدُ قناع زائف؛ للبحث عن الحلول السياسيّة ومحاولة للتنصل من تبعات استمرار الجرائم الإنْسَانية المرتكبة بحق شعبنا اليمني، ومحاولة أُخْرَى لرسم خطط واستراتيجيات هجومية جديدة على مدينة الحديدة بتزامن مع افتعال تحركات للخلايا النائمة التابعة للعدوان في عدد من المديريات الريفية للمحافظات القريبة من خطوط الإمداد إلى جبهات الساحل الغربي وجبهات الحدود، والتأثير على الجبهة الداخلية وزعزعة الأمن والاستقرار، وإضعاف مستوى الحشد والتعبئة الداعم للجبهات بالرجال والمال.
فعلى المستوى العسكريّ تعتبر مبادرةُ الوفد الوطني وتأييد قائد المسيرة- في خطابه الأخير- مبنية على الكثير من خطوط العودة والسيطرة إلى ما هو أبعد مما كان بيد جيشنا ولجاننا الشعبية قبل التنفيذ على مستوى مدينة الحديدة وموانئها أَو المديريات الأُخْرَى.
ومن يدرك دقة معلومات الرصد والاستطلاع للسلاح المسيّر لمواقع العدوان ومرتزِقتهم وتعزيزاتهم الحديثة في جبهة الساحل الغربي، أَو التي تم استهداف الكثير منها في مختلف الجبهات الداخلية والخارجية، إضافةً إلى الكثير من المعطيات التي تمتلكها أجهزتنا المخابراتية، وقدراتها العالية في اختراق صفوف قوى العدوان ومرتزِقته بمستوياتهم المختلفة يستطيع أن يفهم ويعي الثقة التي يتصرف بها وفدنا الوطني وقيادتنا السياسيّة في تعاملاتهم مع هذا الاتّفاق أَو مع العدوّ على الميدان، وأَسْبَاب تلك الثقة ومنابعها الدينية أَو الميدانية المرتبطة باستراتيجيات خططنا العسكريّة الدفاعية والهجومية المختلفة.
ومن يعود إلى تصريحات وزير خارجية الإمارات المدعو قرقاش، ويربطها بالتحركات العسكريّة لمرتزِقتهم على الأرض وتلكؤ فريقهم المفاوض من جانب، وقراءة الخطوات الصادقة لفريقنا الوطني في البدء بتنفيذ الاتّفاق من طرف واحد يستطيع التنبؤ بمآلات الاتّفاق والمعركة العسكريّة في محافظة الحديدة ومعرفة المصير المنتظر لحشودهم ومعداتهم خلال الأيام والشهور المقبلة.
فعلى شعبنا اليمني الاستمرارُ في ثقته بالقيادة السياسيّة والعسكريّة وَرفد الجبهات بجهود مضاعفة والتعاون مع الأجهزة الأمنية في مختلف المدن والقرى والأرياف التي لها السبق في إسناد الجيش واللجان الشعبية منذ أربعة أعوام، وبدأ العدوان مؤخراً استهدافها والتحرّك فيها بنشاط، كمكمن قوة أراد إضعافَه واستغلالَه في آن واحد.
فتحية لكل الشرفاء من أبناء شعبنا اليمني في الريف والحضر.. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).