حروب أمريكا الخاسرة..من فيتنام إلى سوريا واليمن (9)
أحمد الحبيشي
في الخامس من فبراير 2011 تمت الدعوة عبر موقع فيس بوك إلى «يوم غضب سوري» ، وقبل ذلك بأربعة أيام ، وبناءً على تقديرات فاروق الشرع أدلى الرئيس بشار الأسد بتصريح في 1 فبراير قال فيه أنه لا مجال لحدوث تظاهرات في سوريا، لأنه لا يَسودها أي سخط على النظام الحاكم حسب قوله. بالرغم من ذلك، بدأ بعض الناشطين بمُحاولة تنظيم عدة مظاهرات تضامنية مع ثورة 25 يناير المصرية بدأت في يوم 29 يناير واستمرت حتى 2 فبراير بشكل يومي في مدينة دمشق، وخلال يوم 5 فبراير2011 لم تشهد سوريا أي مظاهرة أو احتجاج على الرغم من الدعوة الموجهة عبر الفيسبوك.
في أواخر شهر فبراير عام 2011م بدأ ناشطون سوريون وجهات معارضة مختلفة تدشين الحرب الكونية على سوريا ، بالدعوة إلى «يوم غضب سوريٍّ» في أنحاء البلاد وتصدرت كل من قناة (الجزيرة) القطرية وقناة (العربية) السعودية والقناة (العاشرة) الاسرائيلية والقنوات التركية تغطية إعلامية تحريضية لاسقاط النظام في سوريا في إطار ما كانت تُسمّى بثورات (الربيع العربي).
في يوم الثلاثاء 15 مارس 2011م، خرجَ العشرات في مُظاهرة بعد صلاة الظهر من الجامع الأموي في دمشق وساروا عبرَ سوق الحميدية ومنطقة الحريقة المُجاورة له، مردِّدين شعارات وهتافات تطالب باسقاط النطام ، ثم خرجت مسيرة مضادة وهتفت تأييداً للنظام ثم فضت المتظاهرين المناهضين له بالقوة. وفي اليوم التالي 16 مارس خرجت مُظاهرة أخرى في الوقت والمكان نفسيهما اتجهت من الجامع الأموي وعبرَ الشوارع المُحيطة نحو مبنى وزارة الداخلية السورية في ساحة المرجة، وهناك احتشدَ قرابة 150 متظاهراً هتفوا ضد نظام الرئيس بشار الأسد، لكن سُرعان ما تفرقت هذه المظاهرة.
في يوم الجمعة 18 مارس، بلغت حركة الاحتجاجات وفقَ ناشطي المعارضة مدن درعا (من المسجد العمري) ودمشق (من الجامع الأموي) وحمص (من جامع خالد بن الوليد) وبانياس (من مسجد الرحمن).
في يوم الجمعة التالي 25 مارس، خرجت الاحتجاجات من رقعتها الضيقة في محافظة درعا وانتشرت في أنحاء سوريا لتشمل العديد من المدن والبلدات المختلفة تحتَ شعار «جمعة العزة»، ومنها درعا والصنمين وداعل والشيخ مسكين ودمشق (في كفرسوسة وسوق الحميدية) وحمص وحماة وبانياس واللاذقية.
في 31 مارس، ألقى الرئيس السوري بشار الأسد خطابه الأوَّل منذ بدء الاحتجاجات، وتحدَّث فيه عن بعض الإصلاحات الموعودة التي أعلن التزامه بتنفيذها عمَّا قريب لإرضاء المحتجين. وقبلها بيومين كانت قد قدَّمت الحكومة السابقة استقالتها، فقبلها الرئيس، ثمَّ أعلن عن تشكيل حكومة جديدة في أواسط شهر أبريل.ثم صدر مرسوم رئاسيٌّ يَقضي بمنح الجنسية للمواطنين الأكراد الذين نزحوا من تركيا الى سوريا بسبب القمع بعد أن كانوا قد حرموا منها لعقود فيما مضى كما أمر بحلِّ “محكمة أمن الدولة”.
في يوم الجمعة 3 يونيو، اعتصم خمسة آلاف متظاهر في ساحة العاصي بمدينة حماة وساحة الحرية بمعرة النعمان مُطالبين بإسقاط النظام تحتَ شعار «جمعة أطفال الحرية»، وبذلك كانت هاتين المظاهرتين أضخم المظاهرات في سوريا منذ بدء الاحتجاجات وبعد دخول القوات السورية للمدينة وجدت مقبرة جماعية تضم رفات 120 جنديا سوريا قتلوا بشكل غامض.
كان مقرراً في 16 يوليو عقدُ ما يُعرف بمؤتمر الإنقاذ الوطني السوري، وهو مؤتمر يَهدف إلى تشكيل حكومة ظل للمعارضة السورية تتحد تحتَ جناحها. وكان يُفترض أن يَكون المؤتمر مقسوماً إلى جزئين، مؤتمر في الداخل بالعاصمة دمشق ومؤتمر في الخارج بمدينة إسطنبول التركية بمشاركة 400 معارض ، لكن المؤتمر فشل بسبب خروج مظاهرات كبيرة تؤيد الرئيس بشار الأسد.
في 4 أغسطس، أصدرَ الرئيس بشار الأسد مرسوما قضى باعتماد التعددية الحزبية الذي كان قد وعدَ به منذ شهور مضت، وبعدها بيومين تعهَّد بإجراء انتخابات نزيهة قبل نهاية 2011 ، لكن قناة (الجزيرة) وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية أعلنتا ان المطلوب هو تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة!!
في 9 أغسطس 2011م بدأ تصعيدٌ غير مسبوق في مستوى الضغوط الدولية على نظام الرئيس بشار الأسد، إذ أعلنت السعودية وقطر والامارات والكويت والبحرين سحبَ سفرائها من سوريا، ، وفي اليوم ذاته أصدرت الجامعة العربية أوَّل بيان لها فيما يخص الاحتجاجات منذ بدئها، وقد دعت فيه إلى وقف العنف في البلاد.
وفي 17 أغسطس سحبت الأمم المتحدة العديد من موظفيها في سوريا وقيدت الولايات المتحدة حركة الدبلوماسيين السوريين فيها وعلى رأسهم الدكتور بشّار الجعفري، فيما استدعت تونس السفير السوري لديها. أما اليوم التالي 18 أغسطس فقد كان يوماً محورياً في تحوُّل الخطاب الدوليِّ المناهض لنظام الرئيس بشار الأسد بشأن الاحتجاجات، حيث أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وكندا ومجلس التعاون الخليجي أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيَّته بالكامل وطالبته بالتنحي الفوري عن الحكم.
كما شهدَ يوم الأحد 28 أغسطس حدوث أوَّل انشقاق جماعي في الغوطة (أرياف دمشق) منذ بدء الاحتجاجات، وهي المنطقة المحيطة بالعاصمة. إذ أفادَ بعض السكان بانشقاق عشرات الجنود عن الجيش في بلدة حرستا شرق العاصمة بتمويل من قطر والسعودية اعترف به لاحقاً وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني!!
في 24 سبتمبر، أعلنت تركيا عن حجز سفينة سورية محملة بالأسلحة كانت تتجه من روسيا الى سوريا في تدهور إضافي للعلاقات بينها وبين النظام السوري، وجاءَ ذلك بعد تعهَّد سابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمصادرة أي شحنات أسلحة تمرُّ عبر المياه الإقليمية أو الأجواء التركيَّة.
في أوائل شهر يونيو، أعلن المقدم حسين هرموش انشقاقه عن الجيش السوري، وأسَّس أوَّل تنظيم عسكري للمنشقين هو ما أسماه «حركة الضباط الأحرار»، ونفَّذت هذه الحركة عدة عمليات لها خلال اجتياح جبل الزاوية أدت إلى مقتل 120 رجلاً من الأمن. وفي 29 يوليو وُلدَ تنظيمٌ ثانٍ هو الجيش السوري الحر بقيادة العقيد المنشق رياض الأسعد. لكن لم يَخض الجيش الحر معركة حقيقيَّة حتى 27 سبتمبر عندما اندلعت معركة الرستن وتلبيسة بينه وبين الجيش النظاميّ، واستمرَّت المعركة قرابة أسبوع موقعة 130 قتيلاً و200 جريح من المدنيين والجيش الحر مقابل عشرات القتلى من الجيش السوري. ثم انتهت في 3 أكتوبر عندما أعلن الجيش الحر انسحابه من المدينتين. وقد أدت المعركة إلى تهدم 20 منزلاً في مدينة الرستن نتيجة القصف المتبادل والاشتباكات.
في 2 أكتوبر2011م تمكنت جميعُ أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج من الاتحاد تحتَ مظلة المجلس الوطني السوري، وذلك بعدَ خلافات وجدالات دامت لشهور قبلَ هذا الإعلان ، وأقرت اعتماد علم الانتداب الاستعماري الفرنسي بدلا من علم الاستقلال عن فرنسا ، واللافت للنظر أن عرّاب ثورات الربيع العربي برنارد هنري ليفي أشرف شخصياً على إنشاء المجلس الوطني السوري واختيار علم الانتداب الاستعماري الفرنسي علما للثورة السورية ، فيما كانت توكل كرمان أول من ارتدى هذا العلم الاستعماري في اليمن أثناء زيارة برنارد هنري ليفي في نوفمبر 2011 لما كانت تُسمّى ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء.
وفي 4 أكتوبر، بدأ أكبر تحرُّك في مجلس الأمن الدولي منذ بدء الاحتجاجات، حيث حاولت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال التحرك لطرح مشروع قرار يُدين النظام السوري لقمعه الاحتجاجات السلمية ويُطالبه بوقف القمع واحترام حقوق الإنسان وبدء إصلاحات سياسية فورية، لكن روسيا والصين استخدمتا حق الفيتو وهو ما أثارَ استنكاراً شديداً من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية !!
في 2 أكتوبر أيضاً، أعلنت السلطات السورية مقتل «سارية أحمد حسون» ابن مفتي سوريا، وذلك بعدَ أن أطلق عليه النار مجهولون في محافظة إدلب وقد عدَّ والده الاغتيال من عمل «جماعات إرهابية مسلحة تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد»، وفي اليوم التالي شيَّعَ آلاف المتظاهرين في مدينة حلب سارية حسون، كما ندَّدت الحكومة الروسية بالاغتيال بشدة.
في 11 أكتوبر، أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي اعترافه بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري، وأغلق السفارة السورية في طرابلس، وبذلك أصبحت ليبيا أوَّل دولة في العالم تعترف رسمياً بالمجلس.
في 16 نوفمبر، أعلن الجيش السوري الحر عن أوَّل هجوم له على منشأة عسكرية نظامية منذ بدء الاحتجاجات، حيثُ هاجم مقر المخابرات الجوية في بلدة حرستا قربَ دمشق وقصفه بالصواريخ والرشاشات.
في 16 نوفمبر 2011، اتخذت الجامعة قراراً بأغلبية ساحقة يقضي بتعليق عضويَّة سوريا في الجامعة العربية وإعطائها مهلة ثلاثة أيام للتوقيع على بروتوكول لإرسال مراقبين عرب إلى البلاد، وهو ما أثار سخطاً شديداً من جانب الحكومة السورية، وتبعته هجمات واقتحامات لسفارتي قطر والسعودية في دمشق وقنصليتي تركيا وفرنسا في حلب واللاذقية.] ثم تمددت المهلة حتى مساء يوم الجمعة 25 نوفمبر، ومع إصرار سوريا على عدم التوقيع فرضت عليها عقوبات اقتصادية عربية في 27 نوفمبر2011.
في 23 يناير – وقبل أيام من انتهاء تفويض المراقبين العرب في البلاد طرحت الجامعة العربية بالإجماع مبادرة جديدة لحل الأزمة في سوريا، تقضي بأن يبدأ النظام والمعارضة حواراً لتُشكيل حكومة وطنية، على أن يُسلم بشار الأسد لاحقاً كامل صلاحياته إلى نائبه فاروق الشرع بالتعاون مع هذه الحكومة لإنهاء الأزمة. وقد رحَّب المجلس الوطني السوري المعارض بالمبادرة من مقره في اسطنبول ، غيرَ أن سوريا رفضتها.
اندلعت في 13 يناير عام 2012 معركة جديدة في الزبداني بعدَ أن سيطرَ الجيش الحر على المدينة بالكامل، فحاصرها الجيش السوري أربعة أيام حتى 17 يناير تحتَ قصف عنيف، ثمَّ انتهى الأمر بمفاوضات أدت إلى إبرام اتفاق وقف لإطلاق النار بين الطرفين المتنازعين. وقد شاعت أنباءٌ عن سيطرة الجيش السوري الحر لاحقاً على مدينة دوما قربَ دمشق في ليلة 21 يناير، غيرَ أنه انسحبَ منها لاحقاً. لكن في 28 يناير وبعد اشتباكات عنيفة دامت يوماً كاملاً في غوطة دمشق الشرقية، أفادت وكالة رويترز بأن بلدات كفربطنا وسقبا وحرستا وحمورية وعين ترما باتت كلها تحتَ سيطرة الجيش السوري الحر، وفي وقت لاحق اتضح ان جماعات ارهابية هي التي سيطرت على هذه المناطق قبل إجلائها الى أدلب عام 2018م.
في 4 فبراير استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض “الفيتو” للمرة الثانية ضد قرار عربي يدين العنف ويدعم خطة الجامعة العربية لتسوية الازمة السورية.
في 27 فبراير 2012 ، أعلن وزير الداخلية السوري محمد الشعار أن حوالي 90 % من السوريين المشاركين بالاستفتاء وافقوا على الدستور الجديد الذي طرحه الرئيس بشار الأسد للاستفتاء عليه، مضيفا ان نسبة المشاركة بلغت 57 %، وشهد الدستور الجديد عدة تعديلات ابرزها تعديل المادة الثامنة التي تنص على أن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع كما تم تحديد مدة الرئاسة بسبع سنوات ولولايتين فقط ، لكن المعارضة رفضت هذه النتيجة وأصرت على إسقاط النظام.
في 15 مايو، أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات السورية نتائج انتخابات مجلس الشعب السوري 2012، مضيفا ان نسبة المشاركة بالانتخابات البرلمانية كانت أكثر من 56 %، يذكر ان الانتخابات كانت قد جرت يوم 7 مايو 2012م.وعلى الفور أعلنت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية وسعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وحمد بن جاسم وزير خارجية قطر ضرورة تسليح المعارضة السورية التي كانت تهاجم مواقع وثكنات الجيش العربي السوري.
في 22 يونيو 2012م، قامت دفاعات جوية سورية باسقاط مقاتلة تركية شرق البحر المتوسط بعد اختراقها للأجواء السورية، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان تركيا سترد بشكل حازم بعد اتضاح كل التفاصيل ،وقد طلبت تركيا بصفتها عضوا بحلف الناتو عقد اجتماع طارئ لاعضاء الحلف لبحث موضوع اسقاط الطائرة التركية، كما ادان وزير الخارجية البريطاني الحادثة قائلا إن النظام السوري سيحاسب على تصرفاته.
في اواخر يونيو: دعا المبعوث العربي والدولي إلى سوريا كوفي انان الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن إضافة للكويت وقطر والعراق والاتحاد الأوروبي والأمين العام لكل من الامم المتحدة والجامعة العربية لعقد مؤتمر دولي في مدينة جنيف السويسرية بهدف انهاء العنف والاتفاق على مبادئ انتقال سياسي يقوده السوريون، بينما اعلنت روسيا عن اسفها لعدم دعوة إيران والسعودية لهذا المؤتمر.. وبدأ الاجتماع التحضيري للمؤتمر في 29 يونيو في وقت لم يتمكن فيه المجتمعون من التوصل إلى رؤية مشتركة حول كيفية تطبيق خطة انان لحل الازمة في سوريا.
وبدأت أعمال المؤتمر بشكل فعلي يوم السبت 30 يونيو وتم الاتفاق على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية سورية تضم عناصر من الحكومة الحالية وآخرين من المعارضة، إلا أن المجتمعين اختلفوا حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة المقبلة، ففي الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الاتفاق لا ينص على رحيل الاسد، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الاتفاق يمهد الطريق لمرحلة ما بعد الأسد وأن الرئيس السوري يجب أن يعرف بأن أيامه معدودة، وأضاف كوفي انان قائلا: إن الحكومة الانتقالية التي يجب تشكليها ستكون مبنية على أساس التوافق المتبادل ، إلا أنه لم يشر صراحة إلى تنحي الاسد قائلا ان مصيره شأن يخص السوريين وحدهم وهم فقط يختارون من يحكمهم.
في 5 يوليو، أعلن العميد مناف طلاس قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري ابن وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس والصديق المقرب للرئيس بشار الاسد انشقاقه عن النظام، وذكر مصدر امني ان طلاس وصل إلى تركيا برفقة 15 من ضباطه.
في يوم 11 يوليو، أعلن السفير السوري في العراق نواف الفارس انشقاقه عن النظام السوري، كما أعلن استقالته من عضويته بحزب البعث العربي الاشتراكي، ودعا الفارس في بيان اذاعته قناة ( الجزيرة) الشعب السوري لرص الصفوف لإنجاح الثورة ودعا أيضا كافة العسكريين والضباط السوريين إلى الانشقاق عن النظام.
في 12 يوليو 2012م قالت وكالة الانباء السورية سانا ان الجهات الأمنية المختصة تدخلت بعد مناشدات من الاهالي واشتبكت مع مجموعات مسلحة في حماة، كما تحدث التلفزيون السوري ان الجيش ضبط كميات كبيرة من الاسلحة وانه اوقع خسائر كبيرة في صفوف المسلحين.
في 15 يوليو، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والجيش الحر في عدة مناطق بدمشق، وقد وصف المرصد السوري لحقوق الإنسان الاشتباكات بأنها الأعنف منذ بدء الثورة في العاصمة، مضيفا ان الاشتباكات تركزت في احياء التضامن وكفرسوسة ونهر عيشة وسيدي قداد وان القوات السورية تعجز عن اقتحام هذه الأحياء بسبب المقاومة التي تبديها المعارضة، وفي اليوم التالي أعلن الجيش السوري الحر انه شن هجوما شاملا على العاصمة السورية تحت اسم “بركان دمشق وزلزال سوريا”، في وقت خرجت فيه مظاهرات في عدة أحياء بدمشق تنديدا بالقصف الذي تعرض له حي الميدان وطالب المتظاهرون بدخول بعثة المراقبين الدوليين إلى الأحياء الساخنة.
في 18 يوليو، أعلن التلفزيون السوري مقتل كل من وزير الدفاع داود راجحة ونائبه آصف شوكت وهو صهر الاسد وحسن تركماني معاون نائب رئيس الجمهورية في تفجير استهدف مبنى الأمن القومي السوري في حي الروضة بدمشق، وقد تم اصدار مرسوم رئاسي على الفور بعد التفجير بتعيين العماد فهد جاسم الفريج وزيرا جديدا للدفاع في وقت اصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية بيانا بثه التلفزيون الرسمي قالت فيه ان هذا العمل الإرهابي الجبان لن يزيد رجال القوات المسلحة إلا إصرارا على تطهير الوطن من فلول العصابات الإرهابية، كما قال وزير الإعلام عمران الزعبي إن التفجير هو آخر فصول المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية على سوريا، على صعيد آخر أعلن رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر مسؤوليته عن الهجوم، مضيفا ان الثوار قد وجهوا “ضربة قاصمة للنظام”، أما على الصعيد الدولي، فقد تم تأجيل التصويت على مشروع قرار بشأن سوريا بمجلس الأمن، في وقت اعتبرت فيه روسيا أن معارك حاسمة تجري في سوريا، منتقدة الدول التي تدعم المعارضة، كما قالت كل من فرنسا وبريطانيا ان التفجير يؤكد ضرورة حدوث انتقال سياسي للسلطة في وقت عبرت فيه أمريكا عن قلقها وقالت ان الوضع في سوريا يخرج عن السيطرة.
في 19 يوليو، استخدمت كل من روسيا والصين وللمرة الثالثة حق الفيتو (النقض) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار غربي يدعو إلى فرض عقوبات تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة على النظام السوري إذا لم يسحب آلياته الثقيلة من المدن السورية في فترة لا تتجاوز 10 أيام.
خلال عام 2012، بدأت دول مجلس التعاون الخليجي توريد مئات الدبابات والمدافع والأسلحة الثقيلة الى سوريا بالتوازي مع استجلاب عشرات الآلاف من الارهابيين الأجانب ، ومثلهم عدد كبير من الجماعات الارهابية المسلحة التي مارست أبشع أنواع القتل والذبح ضد المواطنين والجنود وتخريب الآثار التاريخية وتدمير الاقتصاد السوري وتهجير المسيحيين والأقليات الدينية في سوريا ، وسبي النساء والأطفال الإناث في مختلف المحافظات السورية ، فيما كانت ماكنة الدعاية الأميركية والاسرائيلية والغربية والخليجية تتحدث عن انهيار الجيش السوري لتحل محله قوات تقتل المواطنين باسم (شبيحة الأسد) ، على غرار ما كانت تفعله وسائل الإعلام الأميركية والغربية أثناء حرب فيتنام عندما كانت تصف قوات الحكومة العميلة برئاسة الخائن فان ثيو باسم (الشرعية) فيما تطلق على قوات جيش التحرير الفيتنامي صفة (الفيتكونج) وهي المنطقة التي ولد فيها الجنرال نجوين جياب قائد المقاومة الوطنية الفيتنامية ، وما تفعله اليوم حين تصف قوات الجيش واللجان الشعبية التي تقاوم العدوان السعودي الاماراتي الأميركي على اليمن باسم (قوات الحوثيين) !!