“الثورة ” ترصد آراء السياسيين والناشطين حول نتائج مشاورات ستوكهولم

البخيتي يوضح حقيقة “حصار تعز ” ومتاجرة وفد الرياض بمعاناة المواطنين
المرتضى:
ست مراحل لتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى
المقطري:
الاتفاق أسقط كل الحجج والذرائع على الطرف الآخر لما فيه مصلحة اليمنيين بلا إفراط ولا تفريط
حظيت مشاورات السويد بين الوفد الوطني القادم من صنعاء والوفد القادم من الرياض باهتمام واسع على المستولى الدولي والمحلي ، نظرا لما تكتسبه هذه المشاورات من اهمية بوضع حد للمعاناة التي يعانيها الشعب اليمني طيلة أربع سنوات من العدوان الذي تقوده السعودية بذريعة دعم ما يسمى بالشرعية ، الشرعية التي فقدت شرعيتها وماء وجهها بعد أن فرطت بسيادة اليمن وتركت القرار للقوات الخارجية التي تبين للجميع أنها تعمل لتحقيق مصالح ومطامع بلدانها في اليمن ، وأنها قوات غزو واحتلال من خلال سلوكها وأعمالها .
“الثورة” رصدت آراء ومواقف العديد من السياسيين والأكاديميين والناشطين حول نتائج مشاورات السويد التي اختتمت الخميس الماضي في العاصمة السويدية ستوكهولم بحضور الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ، والتي كان ابرز اتفاقاتها هو التوقيع على اتفاق لتبادل الأسرى بين الطرفين والاتفاق المبدئي على إطار مفاوضات الجولة التالية والتي من المتوقع أن تعقد أواخر يناير المقبل ويشمل هذا الإطار: فتح مطار صنعاء ، التهدئة في تعز، والعديد من الملفات الاقتصادية المرتبطة بمعاناة المواطنين وبينها دفع المرتبات:
من يحاصر تعز ؟
عضو المكتب السياسي لأنصار الله الأستاذ محمد البخيتي ، سلط الضوء على قضية تعز مفندا الكثير من المعلومات المغلوطة حول حصار المدينة. وقال: نحن من بادر بطرح قضية إطلاق الأسرى و تحييد الاقتصاد وتابعناها بهدف تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني بمختلف انتماءاته، لم يجد ممثلو وفد حكومة الفنادق ما يظهرون به اهتماماتهم الإنسانية إلا بالعودة للمتاجرة بقضية تعز، وبهذه المناسبة اريد توضيح الحقائق التالية:
ـ. في بداية الأحداث تقدمنا بمبادرة لإبعاد تعز عن الصراع ومنحنا خصومنا حق صياغة مسودة الاتفاق وكلما قبلنا بما قدموه تراجعوا وعدلوه حتى انهم اشترطوا في النسخة الخامسة والأخيرة من الاتفاق انسحاب أنصار الله من ابناء تعز نفسها الى إب، وعندما قبلنا بذلك كما سبق وقبلنا بانسحاب مقاتلينا من خارج تعز مع كتيبة الامن المركزي وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الأحداث وتسليم إدارة المدينة للسلطة المحلية برئاسة المحافظ شوقي احمد هائل سعيد انعم وعندما كاد الطرفان يوقعان على الاتفاق في شهر مايو 2015، تواصل عبد الوهاب الآنسي وسلطان العتواني وياسين نعمان بقيادة المشترك في تعز وحذروهم من التوقيع عليه بحجة أن الأمر بيد التحالف.
وهذا ما اعترف به حمود المخلافي في مقابلة على قناة الجزيرة في نوفمبر من نفس العام متفاخرا بأننا كنا نستجدي الاتفاق معهم للانسحاب من تعز وأنهم من كانوا يرفضون. مرفق لكم تسجيل اعترافه.
ـ. في بداية الاحداث كانت تعز تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية وبالتالي واقعة تحت حصار دول العدوان المفروض على اليمن ككل، بعد ذلك سيطر المرتزقة على أجزاء منها وهكذا أصبح لكل طرف مناطق سيطرة وخطوط إمداد خاصة به وتحولت المدينة إلى ساحة معركة مقطعة بخطوط التماس والتي قطعت الخط الرئيسي مما تسبب في معاناه كبيرة للمواطنين.
إذاً تعز كانت ولازالت تعاني بسبب تحولها إلى ساحة معركة وليس بسبب الحصار، والمسؤول عن ذلك هو العدوان ومرتزقته الذين رفضوا تحييدها عن الصراع برفضهم عرضنا الانسحاب من المدينة وتسليمها للسلطة المحلية بهدف استخدام معاناتها للتغطية على معاناة اليمن.
وأضاف البخيتي:. لم يكتف العدوان بخلق معاناة تعز ليغطي بها على معاناة اليمن بسبب الحصار وإنما عمد لاستهداف أسواقها المزدحمة وأحيائها المكتظة بالقصف الجوي المباشر أو عبر مرتزقته بالقصف المدفعي والصاروخي وإلصاق التهمة بالجيش واللجان بهدف التغطية على كل جريمة يرتكبها وتتسبب في إثارة الرأي العام العالمي. لذلك نلاحظ أنه بعد كل جريمة يرتكبها هنا أو هناك يتعمد ارتكاب جريمة بعدها في تعز، وبعد أن كتبت عن هذه المتتالية الاجرامية بدأ العدوان باستخدام مأرب بدلا عن تعز ولكن في جرائم يبدو انها كانت تمثيلية وليست حقيقية.
واستطرد قائلا:. مبادراتنا لرفع المعاناة عن تعز أو تخفيفها لم تتوقف عند اتفاق مايو 2015 بل تلتها مبادرات أخرى، كان اهمها بعد تشكيل المجلس السياسي الأعلى حيث توصلنا لمسودة اتفاق ولكنهم اشترطوا علينا توقيعه اولا، وعندما قام الرئيس الشهيد صالح الصماد بالتوقيع عليه رفضوا التوقيع بحجة أعتراض تحالف العدوان. وكان آخر مبادرة تقدم بها عضو اللجنة الثورية طلال عقلان لفتح الخط الرئيسي قبل شهر بمناسبة المولد النبوي إلا انها قوبلت بالرفض.
بالإضافة إلى معاناة تعز الناتجة عن تحولها إلى ساحة معركة وساحة لارتكاب الجرائم للتغطية على جرائم العدوان في بقية المحافظات أوجدت جماعات المرتزقة معاناة جديدة بسبب سلوكها الإجرامي وصراعاتها الداخلية.
واختتم محمد البخيتي قائلا: إننا لازلنا مستعدين للتوصل لاتفاق لرفع المعاناة كليا عن تعز بتحييدها عن الصراع أو بتخفيفها على الأقل وذلك بتأمين الخط الرئيسي أمام الحركة المدنية والتجارية، وقد تواصلت مع العسكريين التابعين لنا في تعز وأبدوا استعدادهم لذلك.
ملف الأسرى
رئيس لجنة الأسرى في وفد المفاوضات الوطني الأخ عبدالقادر المرتضى ، تطرق إلى تفاصيل الإجراءات المتفق عليها مع وفد الرياض لتبادل الأسرى والمخفيين ، وقال:
اتفاقية تبادل الأسرى الموقعة بيننا وبين الطرف الآخر فيها ست مراحل رئيسية حتى يتم تنفيذها بشكل كامل. وهي:
– التوقيع على الاتفاقية وقد تم قبل الذهاب الى السويد.
– تبادل الكشوفات..وقد تم هذا اليوم.
– الإفادة على الكشوفات المقدمة خلال أسبوعين.
– الملاحظة على الإفادات خلال سبوع.
– الرد على الملاحظات خلال سبوع.
– التحضير للتبادل خلال عشرة أيام..
– وعند استكمال هذه المراحل يتم إجراء التبادل الشامل والكامل لجميع الأسرى دفعة واحدة وفي وقت واحد..
وحول الطفلة بثينة الريمي المختطفة في السعودية ، قال المرتضى:
بثينة الريمي (عين الإنسانية) وعمها وأولاده.. هم مواطنون يمنيون تم اختطافهم من قبل السعودية ووضعهم قيد الإقامة الجبرية ومن حقهم علينا إعادتهم الى بلدهم.
ونحن رفعنا بأسمائهم في الكشوفات وبإذن الله سيعودون الى أرض الوطن..
وفد الرياض يطالب بمطلوبين أمنيا
تجدر الإشارة هنا إلى أن وفد الرياض ـ وبحسب مصادر مطلعة بمشاورات السويد ـ قدم للمبعوث الأممي والصليب الأحمر الدولي أسماء أسرى ومعتقلين من تنظيمي القاعدة وداعش التي تقاتل في صفوف التحالف وتزعم أمريكا محاربتها.
ووفق المصادر فإن بعض الأسماء التي قدمت تعود لمعتقلين مطلوبين للأجهزة الأمنية اليمنية من فترة حكم الفار عبد ربه منصور هادي، وآخرين اعتقلوا لتورطهم بعمليات اجرامية أخلت بالأمن والاستقرار والسكينة العامة في ذلك الحين.
وأشارت المصادر إلى أن مئات الأسماء تم جمعها من قبل ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك، تويتر، وأتس آب، والتلجرام) خلال الأيام الماضية.
وكما هو معروف ، فإن دول تحالف العدوان استعانت بالمئات من العناصر التكفيرية من القاعدة وداعش للقتال في اليمن بعد جلبهم من سوريا والعراق وليبيا ويقاتلون في أكثر من 11 جبهة مختلفة أبرزها تعز البيضاء وشبوة ومارب ضد الجيش واللجان الشعبية. وعلى سبيل المثال فإن ما يسمى بألوية العمالقة والمحضار الذين يقاتلون في الساحل الغربي ضمن ألوية القوات الغازية جلهم من عناصر القاعدة وداعش من جنسيات عربية ودولية وأوروبية ذات التيار السلفي.
وقد اعترف القيادي بتنظيم القاعدة قاسم الريمي في شهر مايو 2017 أنهم يقاتلون في اليمن الى جانب التحالف وأنهم تلقوا دعماً مالياً وعسكرياً وعتاداً حربياً بمختلف أنواعه من قبل أمريكا أثناء تواجدهم بمنطقة يكلأ الواقعة ما بين محافظتي البيضاء ومارب, أواخر يناير من العام نفسه, وهو ما يؤكد مدى الارتباط الوثيق بين تحالف العدوان وعناصر القاعدة وداعش بما فيهم حزب الإصلاح.
إسقاط الحجج دون إفراط أو تفريط
من جانبه ، قال الدكتور وهاج المقطري مستشار بوزارة الصحة: الوفد الوطني برئاسة محمد عبد السلام ابلى بلاء حسنا ،،وظهر حريصا جدا على مصالح اليمن واليمنيين وغاب في مشاوراته مصالح فصيل الانصار الخاصة والتي اثبت بموقفه ان تلك المصالح تندرج ضمن مصالح الوطن وليس لها اجندات اخرى…!!
الحقيقة ان المرونة التي بدا عليها الوفد الوطني أكدت للعالم أجمع حرص سلطة صنعاء على انهاء الحرب وفتح قنوات للسلام والحوار بعكس الطرف الآخر الذي بدا متعنتا بل ومفضوحا من انه فاقد القدرة على اتخاذ القرارات الا بعد الرجوع للمملكة…
اننا في الوقت الذي لانزال فيه حتى اللحظة ينتابنا الشك حول صدق نوايا الطرف الآخر ، لكن اذا سارت الامور كما هي عليه الآن فالأمور مبشرة بخير ان شاء الله…
وحول بنود الاتفاق الذي تمخض عن مشاورات السويد قال الدكتور المقطري: الاتفاقية وان بدت اليوم مجحفة في حقنا الا انها تأتي ضمن تسليمنا للقيادة التي نثق فيها كثيرا،، ولنتذكر ما حصل في صلح الحديبية للرسول عليه الصلاة والسلام حين كانت بنود الصلح فيها إجحاف كبير بحقه وبحق المسلمين في تلك اللحظة لكنه وقع الصلح رغم اعتراض العديد من المسلمين على بنوده لكنهم سلموا لأمر الرسول،،…ثم اتضح بعد ذلك كيف سارت الامور كلها لصالح الرسول والمسلمين!!!
إن من الحكمة القول إن صدق الطرف الآخر وأحسن نواياه وتم بالفعل تنفيذ بنود الاتفاقية فربما يكون هنا الخير كله والذي قد لا ندركه اليوم بعاطفة حنقة ونظرة قاصرة،، أما إن أخلف الطرف الآخر موعده ونكث فحينها سيصبح صوت البندقية هو الخيار الوحيد والأخير…
إن إظهار حسن النوايا الساعية بحق الى انهاء الحرب والتمسك بفرص السلام وأمام العالم أجمع وإسقاط كل الحجج على الطرف الآخر لما فيه مصلحة اليمنيين بلا إفراط ولا تفريط هو الحكمة في أبهى صورها وتجلياتها..
وحول التفاهمات لفتح مطار صنعاء ، قال الدكتور وهاج المقطري: لايوجد اي مبرر لدى تحالف العدوان لإصرارهم على توجه الطائرات الى عدن وحضرموت ومنع الرحلات الى مصر والاردن من صنعاء مباشرة وانما القضية فقط للحفاظ على ماء وجههم الذي اراقه صمود اليمنيين. هم يشعرون بالعار والفضيحة بعد اربع سنوات من العدوان على اليمن بهدف القضاء على الانقلابيين كما يسمونهم ان يأتي اليوم ويتمكن أولئك الانقلابيون من تسيير رحلات جوية من صنعاء الى عمان والقاهرة مثلها مثل عدن، وهذا يعني و” كانك ياتحالف السر ماغزيت”.
ولذلك يضغط تحالف الويل بكل ثقله لإفشال هذا البند لما يراه من اهانة كبيرة وتجسيد لفشله الكبير في هذه الحرب.

قد يعجبك ايضا