القدس المحتلة/سانا
كثفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمليات الاستيطان والتهويد في القدس المحتلة من خلال إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية والاستيلاء على عقارات ومنازل الفلسطينيين حيث أعلنت مؤخرا عن مخططات لإقامة 20 ألف وحدة في بلدتي العيزرية وأبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة وآخر مخططاتها إعلانها أمس الأول عن إقامة 640 وحدة في بلدة شعفاط شمال القدس.
أبناء القدس المحتلة قابلوا عمليات الاستيطان والتهويد والتهجير بالصمود ومقاومة كل تلك المخططات الرامية لاقتلاعهم من أرضهم مؤكدين تشبثهم بأرضهم وبالحفاظ على عروبة مدينتهم باعتبارها عنوان الحضارة والتاريخ للفلسطينيين والعرب.
ويقول رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف لمراسل سانا إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمدت لتشديد الخناق على مدينة القدس المحتلة عبر ثلاثة أطواق استيطانية الأول بمحاصرة محيط المسجد الأقصى المبارك من خلال الاستيلاء على عقارات ومنازل الفلسطينيين وإقامة بؤر استيطانية في محيط الحرم القدسي والطوق الاستيطاني الثاني هو تنفيذ مخطط اخراج الكتل السكانية الفلسطينية مثل مخيم شعفاط وكفر عقب وضاحية السلام التي يقدر عدد سكانها بنحو 140 ألف فلسطيني خارج نطاق حدود القدس أما الطوق الثالث فيتمثل بإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية وآخرها الإعلان عن مخططات لإقامة 20 ألف وحدة في بلدتي العيزرية وأبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة إضافة إلى محاولة تهجير سكان الخان الأحمر والتجمعات الفلسطينية التي تقع في غلاف القدس.
وأكد عساف أن الخطوات التي يقوم بها الاحتلال لتهويد مدينة القدس ما كانت لتحصل لولا الدعم الأمريكي اللامحدود ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة ومحاولة إنهاء عمل المؤسسات الفلسطينية من خلال إغلاق تلك المؤسسات التي كان آخرها اقتحام مبنى محافظة القدس وإغلاق الأندية والجمعيات وباتت سلطات الاحتلال تلاحق كل ما هو فلسطيني وتضييق الخناق عليه.
وأشار عساف إلى أن الاحتلال يحاول السيطرة على كامل مدينة القدس المحتلة إما عبر مخططات الاستيطان أو من خلال نزع ملكية الفلسطينيين عنها ورفض السماح لهم ببناء منازل جديدة في القدس.
من جانبه أوضح الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا أن سلطات الاحتلال عمدت إلى وضع عدد من المخططات الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة مقابل العمل على تخفيض عدد السكان الفلسطينيين فيها عبر تهجيرهم وطردهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم.
وأشار الخواجا إلى أن الاحتلال يخطط لهدم 84 منزلاً للفلسطينيين في حي البستان ومحاصرة الأحياء الفلسطينية بالبؤر الاستيطانية والعمل على تغيير أسماء الشوارع العربية بهدف طمس معالمها العربية وتزييف تاريخها وحضارتها مؤكدا أن استهداف الاحتلال لمدينة القدس وسكانها الفلسطينيين لن يكسر إرادة صمود أهلها فهم سيواصلون الدفاع عنها ولن يسمحوا للاحتلال بتنفيذ مخططاته.
ويبلغ عدد البؤر الاستيطانية التي أقامها الاحتلال في مدينة القدس 29 بؤرة تنتشر على شكل تجمعات استيطانية مكثفة تتخذ الشكل الدائري حول المدينة وضواحيها ممثلة بمراكز استيطانية كبيرة المساحة.
وتشير تقارير فلسطينية إلى أن جدار الفصل العنصري عزل نهائيا نحو 37 تجمعاً فلسطينيا يسكنها ما يزيد على ثلاثمائة ألف فلسطيني وتتركز أغلب التجمعات في القدس بواقع 24 تجمعاً يسكنها ما يزيد على ربع مليون فلسطيني والتي كان آخرها تجمع الخان الأحمر شرق القدس الذي يخوض الفلسطينيون فيه صمودا أسطوريا في وجه عمليات التهويد والتهجير.
وطالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي مرارا بالتحرك لوقف الاستيطان الذي يهدد الوجود الفلسطيني ويأتي ضمن الهجمة الاحتلالية التي تدعمها الإدارة الأمريكية في ظل صمت عربي ودولي مريب بينما أعلنت الخارجية الفلسطينية أنها ستواصل مساعيها في كل المحافل الدولية من أجل نقل ملف الاستيطان إلى محكمة الجنايات الدولية.