* 2018م أسوأ أعوام التحالف العدواني والسعودية الخاسر الأكبر:
الخسارة الأخلاقية للعدوان على اليمن ترسم نهاية حملته العسكرية
*عام العمليات الإنسانية الشاملة تحول إلى كارثي في المجال الحقوقي والإنساني
الثورة/ جمال الظاهري
نعم لقد نجحت السعودية (قائد التحالف العدواني) على اليمن, واستطاعت بالأموال شراء المواقف الدولية, واستطاعت أن تضلل الرأي العالمي بحملات إعلامية وتسويق مبررات كاذبة لتدخلها في الشأن اليمني وشنت عدوانها البربري على الشعب اليمني تحت غطاء دولي وأممي, كما استطاعت أن تداري وجهها القبيح إلى حد كبير ولكنها لم ولن تستطيع أن تلجم توحشها وتستر وجهها القبيح وما هي عليه إلى ما لا نهاية.
كانت حقيقتها وبشاعة عدوانها, تصدح بالحقيقة مع كل مجزرة يرتكبها تحالف الشر بحق أبناء اليمن ولكننا لم نستطع توظيف واستثمار كل تلك الجرائم بالشكل المطلوب لصالحنا لتأتي جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي لتكشف النقاب وتعري المجرم وتكشف الأقنعة الذي كانت دول العدوان تغطي بها وجوهها ألإجرامية القبيحة, فكانت النتيجة إيجابية وبدأ العالم يعيد حساباته ويقيم مواقفه من جديد وبدأ يتحدث عن السلوك العدواني للسعودية وخطرها على السلم والأمن الدوليين.
جريمة وضحية واحدة وجدت من يكشفها ويطلع العالم على بشاعة وقبح المجرم قلبت كل الموازين وعرت المجرم فترك وحيدا بعد أن تخلى عنه الصديق والحليف والقريب, وهذا هو ما افتقرنا إليه كشعب يمني لم يستطع أن يكسر حاجز العزلة والتعتيم ويخرج إلى العالم رغم هول المأساة وفداحة الخطب، فهل فهمنا الدرس وهل عندنا الاستعداد للتعامل مع العالم كما هو وليس كما نريد نحن حتى نستطيع أن نحدث الفارق ونقلب المعادلة وننتصر لمظلوميتنا؟!
بدأ التحالف الشيطاني عدوانه تحت حجج ومبررات منها مساعدة الشعب اليمني وتحسين وضعه المعيشي, فكانت النتيجة أن حولوا اليمن إلى سجن كبير حشر فيه ملايين من البشر, تحت وطأة القصف تنهش شعبه الأمراض والأوبئة واليوم يتباكون عليه ويقولون عن أوضاعه المأساوية أنه يعيش أسوأ كارثة إنسانية, ومع هذا لم يمدوا له يد العون ولم يوقفوا المجرم عند حده, وجعلوا منه وسيلة للابتزاز ولتحقيق مصالحهم.
أكثر من 22 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات إنسانية بينما يحتاج حوالي 11 مليون نسمة إلى مساعدات عاجلة لضمان بقائهم على قيد الحياة، هذه إحصائيات أعلنتها الأمم المتحدة كنتيجة أولية غير مكتملة لما حققه التحالف العدواني من حربه التي يشنها على اليمن وشعبه منذ صبيحة 26من مارس 2015م.
بالأرقام وكنموذج عن الخسائر الاقتصادية خسرت العملة الوطنية (الريال) أكثر من ثلاثة أضعاف قيمتها على مدى السنوات الثلاث الماضية، في حين تحولت سلطات الشرعية إلى مضارب وشار رئيسي للعملات الأجنبية الصعبة تاركة الشعب في محنته يتضور جوعاً ويعاني الأمرين جراء نهب موارده وسياسة الإفقار التي اتبعتها ولا زالت.
عرت مأساة الشعب اليمني الوجوه وكشفت حقيقة عالم اليوم وبأنه عالم منافق انتهازي مستعد للمتاجرة بأرفع القيم والمبادئ وأن الإنسانية التي يدعيها ليست إلا محض افتراء, هذا ما نقوله نحن, ولكن هل رمينا وكشفنا هذه الحقيقة للعالم؟
حملة علاقات عامة مثيرة للسخرية
مع انتهاء العام الثالث وبداية العام الرابع من العدوان على اليمن وتحت وقع الخسائر الكبيرة التي مني بها التحالف وفشل مشروعه تحت وقع ضربات الجيش اليمني واللجان الشعبية وصمود وتحدي الشعب اليمني للآلة العسكرية وهيمنة الأموال وعنجهية وغباء قادة التحالف الذين ظنوا أن اليمن ستكون لقمة سائغة لأطماعهم, وكنتيجة حتمية لسقوط أقنعتهم وخسارتهم الأخلاقية وانكشاف وجههم القبيح والبشع, ومع إحساسهم بقرب النهاية والخزي والعار الذي ينتظرهم وفي محاولة أخيرة لتسويق بضاعتهم التي ثبت للعالم فسادها, عادوا إلى ما بدأوا به من المبررات، سلاحهم الوحيد (المال) في محاولة اضطرارية وأخيرة لتجميل صورهم، حملة إعلامية تتلوها أخرى تضليلية قوبلت كسابقاتها بالاستهجان والسخرية.
تحت هذه الضغوط أعلنت دول التحالف بتاريخ 22 يناير 2018م عن إطلاق خطة إنسانية شاملة لدعم أعمال الإغاثة في مختلف أنحاء اليمن، مؤكدة إيداع ملياري دولار في البنك المركزي اليمني لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، والمساهمة بمليار ونصف المليار دولار لتمويل خطة الأمم المتحدة الإنسانية ودعم الريال اليمني وأنها جهزت 17 ممرا وجسراً جوياً وميناء برياً في مارب لإيصال المساعدات الإغاثية.
عمل التحالف حملة إعلامية ضخمة لما سموه بـ (جسر جوي للإغاثة) يربط بين دول التحالف ومارب وأعلنوا عن ست رحلات يومية وقالوا إنه سيكون (الجسر الجوي) متاحا للمنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات الضرورية والعاجلة إلى مناطق الكثافة السكانية مثل صعدة وصنعاء وحجة وعمران.
كما أعلنوا عن السماح بفتح مطار صنعاء لطائرات المساعدات الإغاثة والإنسانية، كجزء من العمليات الإنسانية الشاملة للمنظمات الإنسانية الدولية التابعة للأمم المتحدة، في إطار خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لعام 2018م.
هذا الجسر والخطة التي أعلن عنها لم تر النور فلا الممرات الآمنة في المناطق الحدودية فتحت ولا المساعدات وصلت وخاصة إلى المناطق التي تقع تحت سلطات صنعاء .. بل إن التحالف عمد إلى قطع خطوط النقل بين الحديدة – الميناء الأهم والوحيد لأغلب سكان اليمن والعاصمة صنعاء وأغلب محافظات الجمهورية اليمنية ذات الكثافة السكانية الأعلى والأكثر تضرراً من الحصار والقصف, ولا مطار صنعاء فتح, وما حدث هو العكس اشتد الحصار أكثر ووصل بهم الأمر إلى منع طائرات الأمم المتحدة من الوصول إلى صنعاء لنقل فريق التفاوض الذي كان مقررا له الانتقال إلى جنيف برعاية أممية.
المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن هذه الحملة لم يخل من أرقام المبالغ المالية والمشاريع التي لا وجود لها ولم يعرف طبيعتها .. حيث ذكرت أرقام منها 175 مشروعا في اليمن بمبلغ 821.8 مليون دولار أمريكي وذلك بالتعاون مع 77 شريكا من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية لم يسميهم.
أصداء الحملة
“تمرين العلاقات العامة الساخر”، إنه الوصف الذي أطلق على البرنامج السعودي الرامي إلى تخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن. برنامج بغلاف مالي يصل إلى 3.5 مليار دولار، يؤكد منتقدوه أن من أوصل اليمن إلى ما هو عليه لن يسمح بوصول المساعدات إلى 8 ملايين يمني يعانون من المجاعة بسبب الحصار الذي فرضته الحرب العدوانية الظالمة وغير المبررة التي تقودها السعودية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
انتقادات كثيرة وجهت للخطة السعودية خاصة وأنّ حوالي 75 % من سكان اليمن الذي يصل عددهم إلى 29 مليون نسمة حسب الإحصاءات الأخيرة بحاجة إلى المعونة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
المتابعون اعتبروا المحاولة السعودية حيلة جديدة قديمة لصرف الأنظار الدولية عن الخسائر البشرية والدمار الذي لحق بالبنية التحتية والحصار المطبق الذي يدخل عامه الرابع, ونتج عنه تحول شعب بأكمله إلى مساجين في سجن كبير يعيش فيه قرابة 29 مليون إنسان، تاجرت بأرواحهم وأقواتهم وحاضرهم ومستقبلهم دول وأنظمة وهيئات ومنظمات إنسانية وعالمية لطالما قدمت نفسها كطليعية في صون الحقوق والحريات واحترام الثقافات والحريات ومدافعة عن حق البشر في تحديد خياراتهم وتحديد مصيرهم.
التحالف يطلق حملته الثانية
الحملة التضليلية الثانية جاءت في شهر يونيو 2018م تحت ضغوط دولية ناتجة عن التقارير التي تواترت من قبل المنظمات العالمية العاملة في المجال الحقوقي والإنساني ونتيجة لجريمة ضحيان بحق الأطفال الذين سقطوا قتلى بصواريخ طائرات التحالف، أعلن الأخير عن إطلاق مبادرة إنسانية جديدة للتحالف لإيصال المساعدات إلى الحديدة ومن هذه المنظمات “سايف ذي تشيلدرن”، التي أعلنت أن عدد حالات الإصابة المحتملة بالكوليرا ازداد ثلاث مرات تقريبا في المراكز الصحية التي تدعمها في اليمن منذ استئناف القتال في محافظة الحديدة.
وقالت المنظمة البريطانية (غير الحكومية)، إن المرافق الطبية التي تدعمها في اليمن سجلت زيادة بنسبة 170 % في أعداد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا، بواقع 1342 حالة في أغسطس، مقابل 497 في يونيو.
وكانت المنظمة الإنسانية البريطانية “أنقذوا الأطفال” قد حذرت من أن المجاعة تهدد مليون طفل إضافي في اليمن بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وسط استئناف هجوم قوات الحكومة والتحالف العربي على مدينة الحديدة الساحلية.
أوراق الأشجار والقانون الدول الإنساني
أمام هذه الحالة الاستثنائية التي وصفتها الأمم المتحدة بالكارثة الإنسانية الأسوأ في التاريخ, ومع اتساع دائرة الفقر ووصولها إلى حالة تنذر بالمجاعة بعد أن بثت عدد من القنوات ونشرت بعض الوكالات العالمية أخباراً عن تفشي حالة المجاعة في اليمن وأن العديد من سكان المناطق اليمنية قد وصلوا إلى حد اللجوء لأكل ورق الأشجار لسد جوعهم وجوع أطفالهم, خرج على وسائل الإعلام بتاريخ 17 سبتمبر 2018م الناطق باسم تحالف العدوان – تركي المالكي-، ليدلي بتصاريح مضللة جديدة قائلاً إن المنافذ الإغاثة لليمن تعمل بكامل طاقتها الاستيعابية، مشدداً على أن العمليات في اليمن تجري وفق القانون الدولي والإنساني.
الطرف المباشر الثاني في التحالف العدواني المدعوم أمريكيا الإمارات العربية المتحدة, والتي يشار إليها في ما يخص ما تتعرض له منطقة الساحل الغربي ومدينة الحديدة ذهبت هي الأخرى وتحت نفس المنحى التضليلي بذر الرماد على العيون لتحسين صورتها, حيث اشترت إشادات بعض المنظمات الدولية العاملة والمحلية في اليمن كي تتحدث عن دورها التنموي وعما يقدمه الهلال الأحمر الإماراتي من مشاريع دعم تهدف إلى تخفيف معاناة اليمنيين المصابين بحمى الضنك في تعز وعن افتتاح هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لـ(3 مخابز) في مدينة التحيتا بالحديدة، بهدف تخفيف معاناة اليمنيين في الساحل الغربي وعملت حملة في هذا الخصوص في شهر أكتوبر الجاري.
الوضع الكارثي والخطير الذي يتهدد حياة الملايين من الشعب اليمني نتيجة العدوان والممارسات غير الأخلاقية من قبله ومن قبل مرتزقته ليس حكراً على أبناء المناطق التي تقع تحت سيطرة (سلطات الأمر الواقع في صنعاء) حسب آخر توصيف للأمم المتحدة, فالمناطق التي تقع تحت سلطات وسيطرة التحالف وحكومة السلطات المعترف بها من قبل المجتمع الدولي.. بل إن الأخبار والتقارير تقول إن أبناء هذه المناطق يعانون من ارتفاع قيمة السلع بشكل اشد من أبناء المناطق التي تقع تحت سيطرة سلطات صنعاء.
تحت هذه الضغوط الكبيرة ونتيجة لاندلاع المظاهرات المنددة بالاحتلال وبسلطات المرتزقة في المناطق التي يسمونها بـ(المحررة) أعلنت المملكة العربية السعودية عن تقديم مبلغ 2.2 مليار دولار أمريكي إلى البنك المركزي اليمني، غير أن المواطنين لم يلمسوا لهذا أي اثر ولا يرون أي تحسينات ولم يتوقف تدهور سعر الصرف للريال.
ومع استمرار هذا الحال وازدياد التدهور في الوضع الاقتصادي والمعيشي على وجه الخصوص قالت وكالات الإغاثة إنها تخشى من أن انهياراً اقتصادياً خطيراً يؤدي إلى قتل المزيد من اليمنيين بدرجة أكبر حتى من العنف الكامن وراءه.
المرتزقة وتضييق الخناق
بدأت الخطوات الأكثر خطورة وإضراراً بالوضع المعيشي للشعب اليمني بإيعاز من قبل قادة التحالف وكانت أولى خطواتها المضافة إلى جانب الحصار والتضييق بأن قررت حكومة ما يسمى بالشرعية, منذ قرابة العامين نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن, وتلا ذلك أن اتخذ قرار بتعويم الريال، الذي كان ثابتًا عند 250 ريالًا للدولار الأمريكي الواحد، ونتيجة لذلك تدهورت قيمة العملة ووصل الريال اليمني إلى أدنى مستوياته التاريخية ليصل إلى 800 ريال للدولار الواحد.
قرار نقل البنك وتعويم العملة إلى جانب الحصار ومنع دخول ما يقارب 500 صنف تحت مبرر أن لها استخداماً مزدوجاً إضافة إلى عرقلة وصول السفن التجارية وأخذ إتاوات مقابل الحصول على تصاريح الدخول من قبل حكومة هادي والتحالف زادت من كلفة السلع الغذائية والطبية, حيث أن المستلزمات الأساسية – مثل الخبز – أصبحت باهظة الكلفة، بحيث ازداد سعر الطحين لأكثر من الضعف، الأمر الذي زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية والبؤس على أبناء الشعب اليمني.
الحرب الاقتصادية ومفاعيلها لم تتوقف عند هذا الحد حيث هبطت شحنات النفط المستورد التي كانت ترد إلى اليمن بسبب الحصار وبسبب طباعة العملة الجديدة التي ضربت القيمة السعرية للريال ولاستخدامها كسلاح إفقار حيث يتم شراء العملات الصعبة من قبل حكومة هادي ما يعني أن المستورد أصبح غير قادر على توفير قيمة السلع المستوردة من النقد الأجنبي وأنه سيكون مضطراً للشراء من السوق السوداء بسعر أعلى من السعر الرسمي ومن ثم يضيف الفارق على قيمة السلع التي لا غنى للمستهلك عنها.
ومع كل تلك الإجراءات والتي منها الوديعة السعودية وطباعة الأوراق النقدية, وما تتلقاه حكومة هادي من معونات ومساعدات إلا أنه لم يستقر سعر صرف العملة ولم يتم دفع رواتب أكثر من مليون عامل وموظف في القطاع العام لعامين متتاليين.
محطات هامة
جريمة ضحيان كانت إحدى المجازر البشعة التي يتعرض لها أبناء اليمن ولكنها كانت إحدى أهم المحطات التي حركت المياه الراكدة في ما يخص ملف العدوان على اليمن, فقد أجبرت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية على رفع أصواتهم ولو قليلاً, حيث طالبت تحالف العدوان بكف يده عن استهداف المدنيين بما فيهم النساء والأطفال, ولأول مرة دعت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل، السعودية إلى وقف الضربات الجوية على أهداف مدنية في اليمن ومحاكمة المسؤولين عن سقوط أطفال بسبب هجمات غير مشروعة.
كما دعت اللجنة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى رفع الحصار الجوي والبحري الذي يفرضه التحالف والذي قالت إنه يحرم ملايين اليمنيين من الطعام وغيره من الإمدادات الحيوية، وبخاصة عبر ميناء الحديدة, كما أصدرت منظمات إنسانية تقارير عن تفاقم سوء التغذية بين أطفال اليمن التي تقترب من المجاعة والأمراض المزمنة للأطفال بما فيها السكري وارتفاع ضغط الدم والصرع.
وفي هذا الصدد تقول أرقام الأمم المتحدة إن عدد الأطفال المحتاجين للمساعدات نتيجة العدوان المدمر منذ مارس عام 2015م ، 11مليوناً و300 ألف طفل, ويعاني 8 ملايين و100 ألف طفل من خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد والمتوسط فيما يعاني 380 ألف طفل من سوء التغذية الحاد وهو أسوأ حالات الجوع, أما الأمم المتحدة فتقول في أحدث بيانٍ لها إن اليمن لا يزال يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم مع احتياج 22.2 مليون شخص للمساعدة.