الألعاب النارية تبتر أصبع زيد‮.. ‬وتحول الأفراح إلى أتراح‮


‮> ‬انتهت فرحة العيد وفرحة العرس الذي‮ ‬حل موعده في‮ ‬خامس أيام عيد الفطر الماضي‮ ‬عندما أبت إحدى القنابل النارية لتحل محل الأر بي‮ ‬جي‮ ‬الذي‮ ‬يشتمل على أكثر من عشر قنابل‮.‬
هناك حيث ارتفعت أصوات الألعاب النارية المرافقة لموكب نقل العروسة إلى بيت عريسها‮ ‬فقد زيد علي‮ ‬أحد أبناء مديرية الشغادرة بمحافظة الشغادرة احدى أصبع‮ ‬يده اليمني‮ ‬على إثر انفجار إحدى القنابل النارية بين‮ ‬يديه‮ ‬لانعدام باروت الصعود‮.. ‬لتخرج في‮ ‬ذلك الوقت أحد السيارات من الموكب وتعكس مسارها باتجاه المستشفى السعودي‮ ‬الواقع بمدينة حجة‮.. ‬ليكتشف زيد عجز الأطباء عن إعادة نصف أصبعه المتمسكة بالجلد بعد أن انفصل نصفها الآخر عن العظم والشرايين‮.‬
يصف زيد هذه الحادثة‮ »‬بالجريمة التجارية‮« ‬حيث‮ ‬يقول‮: »‬جعلتني‮ ‬ابتعد عن الألعاب النارية التي‮ ‬يجب أن تمنع الحكومة دخولها وتداولها في‮ ‬الأسواق والمحلات التجارية‮”.‬

ويقسم زيد على عدم استخدام هذه الألعاب النارية مرة أخرى مهما كانت أهمية المناسبة‮ ‬ليس من أجل التشوه الذي‮ ‬لحق بيده أو النقص في‮ ‬عدد أصابع‮ ‬يده‮ ‬الذي‮ ‬سيلازمه طوال حياته بل لما شاهده في‮ ‬المستشفى من صور بشعة لضحايا هذه الألعاب أثناء إسعافه‮.‬
زيد ليس إلا واحداٍ‮ ‬من ضحايا الألعاب النارية المنتشرة بشكل مخيف في‮ ‬شوارع البلاد‮.‬
‮> ‬استخدام الألعاب النارية‮ ‬يعتبر من طقوس الأعياد والأعراس وغيرها من المناسبات حسب قول المواطن عبده علي‮ ‬السلعة‮ ‬والذي‮ ‬أشار إلى أن نسبة استخدامها ترتفع من فترة لأخرى‮ ‬نظراٍ‮ ‬لتواجدها في‮ ‬المحلات التجارية بشكل كثيف‮ ‬‮ ‬وكذلك لرخص قيمتها وسهولة استخدامها من قبل الكبار والصغار‮.‬
واعتبر السلعة هذه الألعاب النارية من العادات والتقاليد السيئة والدخيلة على مجتمعنا اليمني‮ ‬لما تخلفه من أضرار صحية لمستخدميها خاصة الأطفال‮.. ‬داعياٍ‮ ‬كل أولياء الأمور إلى منع أبنائهم من استخدامها سواء في‮ ‬المناسبات الدينية أو الأسرية مثل الأعراس وأعياد الميلاد وغيرها من المناسبات الوطنية‮.. ‬مطالباٍ‮ ‬الجهات المختصة والرسمية بالقيام بمهامهم تجاه هذه الظاهرة‮ ‬للحد من استخدامها والتقليل من الأضرار التي‮ ‬تخلفها‮.‬
تباع على الأرصفة
التجار‮ ‬يعتبرون المناسبات الدينية‮ »‬الأعياد‮« ‬مواسم لبيع هذه الألعاب كما‮ ‬يقول وليد علي‮ ‬مهدي‮ ‬أحد التجار‮.. ‬حيث‮ ‬يحولون الرصيف‮ “‬أمام أبواب محلاتهم‮” ‬إلى بسطات لبيع هذه الألعاب من المواطنين الذين لم‮ ‬يعيروا أي‮ ‬اهتمام لدعوات الجهات المختصة ممثلة بوزارة الداخلية والصحة‮ ‬والتي‮ ‬تنشر في‮ ‬وسائل الإعلام المختلفة‮ ‬التصريحات تدعو جميع أولياء الأمور بمنع أطفالهم من اقتناء هذه الألعاب‮.‬
وليد اضطر على طلب دفعة جديدة من الألعاب النارية المختلفة‮ ‬بعد أن أوشكت الدفعة الأولى على الانتهاء قبل‮ ‬يومين من‮ ‬يوم العيد‮ ‬نظراٍ‮ ‬للإقبال الكثيف عليها من قبل المواطنين عامة والأطفال خاصة‮.. ‬منوها بأن أولياء الأمور لم‮ ‬يستطيعوا منع أطفالهم من استخدامها‮ ‬نظراٍ‮ ‬لتواجدها بكثرة في‮ ‬المحلات التجارية‮.. ‬مبدياٍ‮ ‬استعداده لتجنب المتاجرة بهذه الألعاب التي‮ ‬تخلف الكثير من الأضرار‮ ‬بشرط أن تمنع الحكومة جميع التجار من استيرادها وبيعها‮.‬
15‮ ‬حالة
حاولنا أن نجد إحصائيات من وزارة الصحة لضحايا هذه الألعاب حتى نقوم بدورنا المتمثل بتوضيح خطورتها من خلال إعداد وأرقام رسمية‮ ‬‮ ‬لكننا لم نستطيع‮ ‬وذلك لانعدام الإحصائيات لدى وزارة الصحة‮.‬
وبحسب إحصائيات مركز الحروق والتجميل بالمستشفى الجمهوري‮ ‬بصنعاء فقد استقبل المركز‮ “‬15‮” ‬حالة خلال أيام العيد مصابة بحروق خطيرة وفي‮ ‬أماكن مختلفة من الجسم‮.. ‬وأشار الدكتور محمد الشريف إلى أن هذه الحالات التي‮ ‬وردت إلى المركز من سكان أمانة العاصمة‮ .. ‬كما أن هذه الحالات تعد الأخطر من بين الحالات التي‮ ‬وصلت من أمانة العاصمة‮ ‬لأن هناك الكثير من الحالات‮ ‬يتم نقلها إلى مستشفيات عادية‮ ‬بينما الأكثر ضرراٍ‮ ‬يتم إسعافها إلى المركز‮.‬
ورغم مطالبة الإدارة العامة لأمن الأمانة‮ ‬قبل أيام العيد‮ ‬أولياء الأمور وعقال الحارات وأعضاء المجالس المحلية وأقسام الشرطة بمنع الأطفال من استخدام الألعاب النارية عبر تصريحات صحفية‭ ‬لكنها‮ ‬لم تجد اِذاناٍ‮ ‬صاغية وأيادي‮ ‬منفذة‮.. ‬إذ استقبلت عمليات أمن أمانة العاصمة بلاغاٍ‮. ‬حول إطلاق الألعاب النارية خلال أيام العيد في‮ ‬أمانة العاصمة‮ ‬وهذا ما تم الإبلاغ‮ ‬عنها فقط‮.‬
هذه الإحصائيات ليست إلا من مستشفى واحد وعمليات أمن العاصمة فقط‮ ‬ولو هناك إحصائيات رسمية ودقيقة لوزارة الصحة لعدد المصابين‮ ‬لوجدنا عدداٍ‮ ‬هائلاٍ‮ ‬للضحايا وربما كارثياٍ‮.‬
السؤال الذي‮ ‬يطرح نفسه ولم تخجل منه الجهات المعنية حين تردده على وسائل الإعلام عند نشر تصريحات الجهات المختصة‮ ‬هو أيهما أفضل للحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الداخلية وغيره‮ ‬منع التجار من استيرادها وتداول بيعها في‮ ‬المحلات التجارية¿‮! ‬أم مطالبة وحث أولياء الأمور على منع أبنائهم من استخدام هذه الألعاب النارية.¿‮!!!‬
أخيرا
يجب على وزارة الداخلية والجهات ذات العلاقة‮ ‬القيام بمهامها الملقاة على عاتقها بأكمل وجه‮ ‬وأن تجعل تصريحاتها الصحفية حول الإنجازات التي‮ ‬تحققها في‮ ‬ضبط كميات كبيرة من الألعاب النارية‮ ‬ومنع التجار من بيعها واستيرادها‮ ‬بدلا من تقديم النصائح للأطفال‮.. ‬كما‮ ‬يحب أيضا على وزارة الداخلية خلق حلقة تواصل حقيقية على أرض الواقع بينها وبين جميع المستشفيات الحكومية والخاصة‮ ‬حتى تقوم بدورها في‮ ‬إيجاد سجل طبي‮ ‬صحيح‮ ‬يبين عدد المصابين للحوادث الأمنية‮.‬

قد يعجبك ايضا