الضغط الدولي والمال السعودي

 

سارة المقطري

أن توفر فرص عمل لـ 6000 عامل فهذا أمر جلي، خاصة إذا كانت في واحدة من المناطق الأكثر تضرّرا اقتصاديا في بلدك.
وأن تمنحهم فرصة ليأكلوا من عرق جبينهم، ولقمة عيش مشرفة مادام سبب بطالتهم مشرفا فهذا شرف أعظم، لكن أن تمنح كل ذلك الشرف والعطاء لعمالك مقابل أن يبنوا الركام والدمار والقتل على رؤوس مدنيين واجساد أطفال فهذا عار كبير لن يغفره لك التاريخ.
هذا ما قام به رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز عندما تراجع عن إلغاء صفقة أسلحة بعد ان اعلن مطلع الشهر إلغاء صفقة تصدّر بموجبها 400 قنبلة عالية الدقة للسعودية مقابل أكثر من تسعة ملايين يورو.
ربما كان الوضع محرجا لإسبانيا خاصة أنها كانت مخيرة إمّا قطع علاقاتها التجارية والاقتصادية والسياسية مع السعودية، أو تنفيذ عقد وقّعته الحكومة السابقة معها.
الحكومة الاسبانية كانت (ستخاطر) بخلق صورة تفيد بأنها تعيد النظر بكامل علاقتها بالسعودية حال عدم تسليم القنابل، فخرج الرئيس الاسباني (بيدرو سانشيز) ليعلن صراحة أنه أراد إلغاء الصفقة لأسباب إنسانية تتعلق بالحرب على اليمن والعدوان علية.
لكن المال السعودي كان أكبر من إنسانيته وأكثر إغراء من إنصافه، خاصة أن إلغاء بلاده عقداً لشراء 5 سفن “كورفيت، كانت بقيمة 1.8 مليار يورو أي 2.1 مليار دولار يعد كارثة بالنسبة لإسبانيا ولـ6 آلاف عامل كما ذكرنا سابقا .
لم نعد نستغرب كثيرا … فليست المرة الأولى التي تشتري فيها السعودية ذمماً , فقد اشترت قبل ذلك الكثير والكثير حيث لم تمكُثْ السعودية في القائمة السوداء للأُمَم المتحدة لمنتهكي حقوق الأطفال إلا ثلاثة أيام على الرغم من تأكيد الأمم المتحدة عن مسؤولية العدوان مقتل من 785 طفلاً و1168 قاصراً سقطوا العام الماضي في اليمن.
عندما اتخذت اسبانيا قرارها بإلغاء الصفقة استبشرنا خيرا بأن هذا العالم صحا ضميره واصبح يتابع ما يجري في اليمن وعلى الأقل يمارس جزءاً من مسؤوليته الأخلاقية تجاه الأطفال والمدنيين، لكن كالعادة خذلنا …. ضحكنا كثيرا , ضحكنا على كل الكذب الذي يقوله هذا العالم ويدعي إنسانيته وعدالته لكنه سقط امام 28 مليوناً .
شكرا لك سيد سانشيز , كنت تستطيع الحصول على سبب قانوني كي لا تبيع الأسلحة فدستور بلادك لا اعتقد انه يسمح ببيع الأسلحة لدول أخرى عندما تكون هناك دلائل على انها ستستخدم ضد حياة شعوب أخرى , لكنك للأسف لم تفعل .
نامي يا اوجاع وطني فأنتِ أكبر من أخلاق هذا العالم.

قد يعجبك ايضا