الاستعمار: التجزئة والتفكيك من بريطانيا إلى السعودية
الوحدة في فكر الحركة الوطنية اليمنية وتاريخها الممتد
الثورة/ علي حسين
في 62 مارس 5102م، تعرضت اليمن لأكبر عدوان جوي في تاريخها ، وفي مارس نفسه، ولكن قبل 78 سنة، كان اليمنيون لأول مرة، يشاهدون بذهول أسراباً من سلاح الجو البريطاني وهي تقصفهم من السماء.
62 مارس 8291م، كانت “قعطبة” و “دمت” و “الضالع” و “البيضاء”، أهدافا للغارات الجوية لطيران العدوان البريطاني.
كان العدو يقلع من “عدن” المحتلة: طائرات تقذف القنابل والقذائف ، بلا رحمة، وطائرات ترمي بمنشورات تحرض “الشوافع” على قتال “الزيود”!
وكان اليمني هو اليمني ، يبحث عن وسيلة لإعطاب الطائرة.
•هزيمة بريطانيا وانتصار الثورة في الجنوب
في الثلاثين من نوفمبر1967، صباحا وصل إلى “عدن” قادما من “جنيف”، الوفد اليمني المفاوض، وأذيع للتو إعلان الاستقلال رسميا ، وفي اليوم التالي على الاستقلال مباشرة بدأ اليوم الأول من حصار السبعين يوما على صنعاء.
غادرت وحدات الجيش البريطاني “عدن” في 30 نوفمبر، وفي اليوم ذاته أقيم في مدينة الحديدة، ويا للمفارقة! حفل توديع للقوات المصرية، وبدأ اليمنيون في شمال البلاد وجنوبها، يواجهون تحديات قدرهم بمفردهم.
استكملت القوات المدعومة سعوديا حصارها الكامل للعاصمة صنعاء، في 30 نوفمبر 67، وامتد ذلك الحصار الشديد شهرين وعشرة ايام، ثم انكسر في النهاية وانتصرت إرادة الشعب. وبذلك كان عام 1967، عاماً مفصليا في تأريخ الأمة اليمنية.
في هذا العام،وعلى الجبهتين الرئيسيتين (صنعاء وعدن) حققت الثورة اليمنية بعض أهدافها الاستراتيجية في طرد المستعمر، وإلغاء الكيانات التفكيكية.
لقد سقط المشروع البريطاني ارضا ، ولقيت 23 سلطنة ومشيخة وإمارة، على الأرض اليمنية حتفها. تلك الكيانات التي كرست التجزئة، واستهدفت الهوية الوطنية الواحدة، باتت بعد ذلك اليوم في حكم العدم. حيث انتصرت إرادة الشعب وذهبت الحركة الوطنية في كل جهات البلاد تمضي في طريق استكمال أهدافها الاستراتيجية: يمن ديمقراطي حر وموحدْ.
يجب التأكيد مرة اخرى ان الحدث العظيم لا تتحدد وتنحصر أهميته وقيمته بطرد المستعمر، ولكن القيمة الأصيلة بما تحقق على الارض، حيث كان الثوار يخوضون بالأساس حرب توحيد الكيان الوطني المجزأ.
“وهكذا انتهى الحكم البريطاني لعدن الذي دام مئة وثمانية وعشرين عاما، ولعملية الإخلاء تلك، فقد دُق جرس نعي وفاة السيادة البريطانية في الشرق الأوسط، ويختتم أيضا عصرا في تاريخ المدينة، ولمدة ألف سنة أو أكثر كانت عدن أساسا تنتمي لتجار العالم الأثرياء؛ سواء كانوا يمنيين جنوبيين أو أجانب بينما كان الناس في المناطق المحيطة يراقبون من خلف أبوابها بعيون شديدة الفقر والغيرة”(1).
لم تكن عدن مجرد مدينة او ميناء يمني محتل، وان كان ذلك من الناحية العملية صحيح، لكن في سنواتها الأخيرة، كانت عدن تتفوق على الموانئ واحدا تلو الآخر “وتصبح بحلول 1958الميناء الأكثر نشاطا في العالم بعد نيويورك”(2).
بالنسبة للتاج البريطاني، فقد تحولت عدن إلى قاعدة عسكرية من الدرجة الأولى، ففي عام 1960، أصبحت عدن مقر قيادة الشرق الأوسط ، ومن بعدها “كانت الدولة البريطانية تتعامل معها باعتبارها الركيزة الأساسية للدفاع البريطاني في الشرق الأوسط مع الدور المزدوج في الدفاع عن الثروات النفطية في الخليج”(3). وبحلول 1964 كان يوجد في عدن نحو 8000 فرد من القوات المسلحة. يقول مؤلف كتاب “عدن تحت الحكم البريطاني”، بأن القوات البريطانية في الستينات “كانت تجلجل في المدينة بأعداد لا سابق لها”.
وأمام هذه القوة العسكرية المتزايدة، كان سيل الثورة اليمنية يتعاظم كل يوم ويشتد. كانت الثورة محتدمة والقتال ضاريا في أجزاء واسعة من اليمن.
ولم يكن السلاطين والأمراء والمشائخ والإقطاعيون في جنوب اليمن هم الركيزة الداخلية الوحيدة للوجود الاستعماري ، “بل ثمة عوامل في الشمال ساعدت على بقائه أيضا”(4).وإذا كانت أحداث الثورة اليمنية مترابطة،ومتزامنة فإن اهدافها واحدة. كان الواقع السياسي والاجتماعي في جنوب الوطن أو في شماله ينمو ويتأثر وفقا لأي مستجدات أو معطيات جديدة داخلية وخارجية. كان الاستعمار قد فكفك البلاد وجزأها الى 24 جزءا، وكان وعي الحركة الوطنية، وفي كل مراحل تشكلها ونضالها مستوعبا هذه الحقائق، وبالتالي كان توحيد الوطن على رأس أولوياتها ومهامها النضالية، لأن تحرير البلاد يقتضي ضمنيا،وبالدرجة الأولى؛ القضاء على مشروع التشطير الاستعماري وتوحيد الوطن.
كان المستعمر في عدن، يخشى يمنا قويا موحدا ومستقلا، عقب رحيل الأتراك في العشرينات من القرن الماضي ، رغم الدور العظيم الذي قام به الإمام يحيى حميد الدين طيلة عقد العشرينيات في توحيد أجزاء واسعة من البلاد، أصبحت تعرف لاحقا باليمن الشمالي ، لكن بعض الحسابات لدى الحكومة الوطنية في صنعاء بقيادة الإمام يحيى حميد الدين أجلت ومددت فترة بقاء بريطانيا في عدن وكما بقي جنوب الوطن مستعمرا “تحول شماله نتيجة لضعف العمل في المؤسسات والموانئ والبنوك الى شبه مستعمرة تابعة من الوجهة الاقتصادية للاستعمار البريطاني” (5) ومارست بريطانيا نفوذا سياسيا على اليمن شمالا خلال فترة الإمامين، احمد ويحيى، أثر على سيادة الدولة ومس استقلالها.
فيما ثورة 26 سبتمبر، لم تكتف بالانقلاب على نظام الحكم الملكي من الأساس، وإقامة النظام الجمهوري الكامل، وإنما كان هدفها الأول:” التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات”*.
• قحطان الشعبي وواقع الحركة الوطنية في اليمن
في 28 مارس 1961، قدم المناضل قحطان الشعبي الى زملائه قادة المعارضة اليمنية في القاهرة**، دراسة لخص فيها واقع الحركة الوطنية في اليمن جنوبه وشماله، وما الذي يجب عمله لبناء حركة ثورية تحررية. كانت الجملة الأولى لقائد ثورة 14 أكتوبر، بالنص، هي:” التحرر من الاستبداد في الشمال والاستعمار في الجنوب”.
وانطلاقا من هذا الوعي الوطني الراسخ، تحركت الثورة اليمنية في الشمال ضد الاستبداد، وفي الجنوب ضد المستعمر ، وكانت الوحدة الوطنية هي الهدف الاستراتيجي لكلتا الثورتين بل هو استحقاق وطني وتاريخي تفرضه معادلات التاريخ والجغرافيا.
• بريطانيا وال سعود ومخططات وأد الثورة
أحدثت ثورة 26 سبتمبر، هزة قوية ليس فقط في عدن، ولكن ايضا في سائر أنحاء وجهات منطقة الجزيرة العربية بأسرها، حيث ناصبت تلك القوى المرتبطة بالاستعمار، العداء لثورة سبتمبر منذ اللحظة الأولى. ففي الوقت الذي كان فيه راجح لبوزة رفقة عشرات المقاتلين في”إب”،و”حجة”، “اتخذت بريطانيا من منطقة “بيحان” نقطة وثوب لأعداء الثورة المسلحين الذين شنوا هجومهم على مناطق الشمال عبر مارب تحت حماية سلاح الجو البريطاني.. هذا الهجوم المنسق مع الهجوم السعودي شمالا، كان يستهدف القضاء على الثورة في مهدها، أو الضغط عليها للاعتراف باتفاقية 1934، التي عقدتها المملكة المتوكلية مع بريطانيا التي تقضي بترسيم الحدود مع بريطانيا دون المطالبة بيمنية الجنوب، أو إحداث أي تغيير على هذه الحدود المصطنعة”(6).
هذا الدعم العسكري البريطاني على مستوى الجنوب، ضد الثورة، استهدف التسريع بضم عدن الى اتحاد امارات الجنوب المزيف. ولكون عدن مثلت نقطة إمداد للثورة في صنعاء بالرجال والأموال، فقد ” شرعت القوانين التي تمنع أي مواطن من المغادرة الى شمال اليمن للالتحاق بوظائف الدولة أو في الحرس الوطني التابع لسلطة الثورة في الشمال، ثم أوكلت لشريف بيحان، وزير داخلية مايسمى باتحاد الجنوب العربي، مهمة التحرك الى السعودية في رحلات سرية ليقوم بعملية التنسيق للمخطط المضاد للثورة السبتمبرية، وتحديد الادوار في الاعمال العسكرية التي تنطلق من الجنوب وتلك التي تنطلق من السعودية”(7).
ان هذا الخوف الصريح من الثورة في صنعاء، وذلك الاحتشاد ضدها في عدن المحتلة، إنما يؤكد وحدة الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ووحدة نضال الحركة الوطنية. ليس هناك حركة وطنية شمالية ولا حركة وطنية جنوبية في كل أدبيات ووثائق النضال. وإنما كان هناك تشطير وتفكيك وتجزيء وكانت هناك حركة وطنية موحدة، بدأت منذ الأربعينات، ومضت طيلة عقد الخمسينيات، تنمو بنشاط من خلال أندية واتحادات ونقابات عمالية وصحف، إلى جبهة وطنية عريضة ثم الى مؤتمر النقابات العمالية ثم إلى، حركة سياسية فاعلة ومنظمة، وصولا إلى مرحلة الثورة.
• العمال في عدن يصنعون التحول نحو اليمن المستقل والموحد
وصف مؤلف كتاب “عدن تحت الحماية البريطانية” الإضرابات العمالية التي ضربت المدينة عام 1956 بأنها “نقطة تحول بين المجتمع القديم والجديد”. ويضيف:” لقد أصبح تنظيم العمال مختلفا جدا عما كان عليه قبلها، فمن 3 نقابات عمالية سنة 1953، إلى 8 نقابات بداية عام 58، إلى 24 نقابة نهاية العام تضم 4000 عضو”(8).وهكذا تزايدت قوة الحركات النقابية، بحلول عام 1959، حيث “وصل عدد أعضائها إلى نحو 15000، وتجاوز عددهم عام 1963، الـ22000، أي أكثر من ثلث عدد السكان في سن العمل”(9).
لعبت النقابات العمالية دورا تحضيريا للثورة اليمنية، ليس فقط 14 أكتوبر، ولكن قبلها لثورة 26 سبتمبر، حيث التحق الكثير منهم بالحرس الوطني دفاعا عنها، وكانت الأموال والتبرعات التي يجمعها العمال لصالح الثورة ترسل من عدن إلى صنعاء، أو إلى جبهات الدفاع عن الثورة مباشرة. وليس غريبا ان تناصب العائلة السعودية المالكة العداء لثورتي سبتمبر وأكتوبر معا.
لقد خاضت الحركة العمالية سجالا فكريا وسياسيا متواصلا مع دعاة “الجنوب العربي”، ترافق مع نضال يومي من أجل تأكيد الهوية اليمنية الواحدة، تمثل ذلك بالدعوة الناجحة للاضرا بات ولمقاطعة انتخابات المجلس التشريعي، الذي استبعد اليمنيين الشمالين في عدن من الانتخابات، وكان ذلك أقوي إضراب شل الحركة التجارية والاقتصادية للمدينة. كانت مقاطعة انتخابات 1955، التي نجحت بنسبة كبيرة،هي التعبير والتأكيد الأقوى الرافض لمشروع تفكيك وتمزيق الهوية اليمنية. ويمكن اعتبار ذلك بأنه نقطة افتراق بين مرحلتين وبين مشروعين: بدء العد التنازلي لكيانات ودعوات التجزئة والانفصال، وأخذت حقائق المصير الواحد والنضال الواحد تزدهر وتتقوى، عبر عن نفسه بوضوح في عنوان:” الجبهة الوطنية المتحدة”.
عمدت الحركة في شكلها النقابي والعمالي أولا الى توحيد الكيانات النقابية، شيئا فشيئا “لقد التحمت قيادة مؤتمر النقابات العمالية الذي تأسس عام 1956،مع قيادة الجبهة الوطنية المتحدة، بحجة السيطرة على الحركة النقابية، لكنهم لم يتخلوا عن افكارهم وتطلعاتهم السياسية”(10). وكانت الحركة النقابية تبني دعايتها بحيويةكبيرة منذ مرحلة مبكرة، وبحلول عام 1958، كان المؤتمر العمالي في عدن قد تولى المسرح السياسي عمليا مع شريكه؛ الجبهة الوطنية المتحدة، “وأصبح البؤرة الرئيسية للوطنية الراديكالية في عدن”.
في المقابل كان الاحتلال، يركض مسرعا في محاولة منه لتأمين وجوده واستمراريته، من خلال خلق تضامن مشترك لمحمياته ومشروعه ألتفكيكي، الذي تبلورت، أخيرا، بفكرة “اتحاد الجنوب الفيدرالي”، غير أن تلك الأفكار الاستعمارية، لم تفشل فقط، وإنما أججت أكثر السخط الشعبي والعمالي ضد المستعمر وخلقت أفكارا جديدة لمقاومة هذا التوجه وإحباطه. وقد كان لتلك الردود الاحتجاجية صداها وقوتها، فقد قوبلت، الأفكار البريطانية، أيضا بالرفض الشديد من قبل حزب العمال البريطاني نفسه، الذي وإن رأى “أن دمج عدن التقدمية مع الاتحاد الإقطاعي أمر مرفوض”(11)، إلا إنه من الناحية الموضوعية والعملية سيفجر موجات غضب وطنية جديدة. وهو ما حصل بالفعل، فقد كان الضعف السياسي للاتحاد المزعوم مكشوفا كليا “وأصبح واضحا ان الأمم المتحدة لن تقبل بالاتحاد كممثل للناس في جنوب الجزيرة العربية”(12).لقد انتقلت الحركة العمالية شيئا فشيئا من وضعها النقابي، لتتم وضع، زمنيا ومكانيا، في شكل حركة سياسية وطنية بآفاق قومية وتقدمية.
توفي الإمام أحمد وتمكن الثوار من الانقلاب والثورة على البدرما يعني أن الزعامة الأكبر للاتحاد سقطت من بين جميع الحكام قد سقطت وسرت قشعريرة عبر كل جنوب غرب الجزيرة العربية”. يقولر.ج. جافن- ” لقد اهتز وضع الحكام والسادة في كل مكان وتلت ثورة اليمن ثورات صغيرة ضد السلاطين والسادة في أجزاء محددة من حضرموت وكان رجال النظام الجديد في عدن مبتهجين للغاية وبعض الذين كانوا نشطاء في عدن غادروا باتجاه صنعاء، ليصبحوا وزراء في اليمن الجمهوري، وبعضهم توجهوا إلى هناك للبدء في نشاط اقتصادي، وأولئك الذين بقوا في عدن قاموا بتقوية تصميم القضاء على الاتحاد وإزالة السيطرة البريطانية وتوحيد عدن مع جارها الثوري”(13).
ولذلك كان القرار البريطاني رفض الاعتراف بالنظام الجديد في اليمن “واصطفاف الحكومة الاتحادية مع قوات الثورة المضادة المدعومة من السعودية قد أدى إلى تعزيز هذا الاستقطاب”(14).
خلال الخريف كانت التحضيرات تجري على قدم وساق لبدء الكفاح المسلح وتحرير الإنسان والأرض اليمنية. ففي أكتوبر 1963، أعلنت الجبهة القومية الصراع الثوري، في الوقت الذي انتشرت الكلمات الثورية في عدن وفي كل أنحاء المحميات والسلطنات والمشيخات، وكان سيل منظم جدا من الأسلحة يتدفق عبر الحدود من الشمال إلى رجال القبائل في الجبال، واندلعت معارك التحرير.
في الشمال كانت المعارك شديدة في أجزاء واسعة من المناطق الشمالية الشرقية تأسست”الجبهة القومية”، في صنعاء لتحرير جنوب اليمن المحتل في 19 اغسطس 1963. واتحاد الشعب الديمقراطي الذي تأسس في اكتوبر 1961، منطلقا من عدن، هو نفسه المؤسس عبدالله باذيب صاحب امتياز صحيفة “اليقظة” التي انطلقت من تعز مطلع عام 1956ضد بريطانيا العظمى. وكذلك “الطليعة”، أو البعث العربي، الذي يعتبر من أقدم فصائل العمل الوطني، واكثرها تأثيرا داخل الحركة النقابية والعمالية.
أكدت الحركة الوطنية وفي مقدمتها حركة القوميين العرب، على صعوبة معركة التحرير من الاستعمار ، ما لم تُدعم من الشمال، وبالتالي فقد مثلت ثورة 26 سبتمبر تحولا هائلا لصالح تسريع الثورة على الاستعمار في الجنوب، وبذلك تكون اليمن جاهزة موضوعيا لبدء الثورة الكاملة.
كانت هناك حركة سياسية واحدة، تفكر وتخطط بمنطلقات وطنية راسخة. فعقب 26 سبتمبر بخمسة اشهر، وتحديدا في 24 فبراير 1963، احتضن دار السعادة بصنعاء، مؤتمرا لتحرير الجنوب المحتل وتداعى الى هذا المؤتمر التحضيري الهام 100 شخصية، يمثلون مختلف فصائل وتيارات العمل الوطني، عدا تيار وطني واحد تم استبعاده ظلما، بتأثيرات أحداث خارجية (الاتحاد الشعبي الديمقراطي).
عُقد هذا المؤتمر بمبادرة من فرع حركة القوميين العرب، وفيه تم نقاش فكرة تشكيل جبهة تحرر وطني. كان ذلك النقاش والإعداد قد استمر إلى أغسطس من نفس العام وأنجز بشكل نهائي تشكيل “الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل”. ولئن أخذت هذه التسمية، تنصرف الى الجنوب، فإن القيادة السياسية لحركة القوميين العرب بقيت شبه موحدة شمالا وجنوبا “وهو ما تؤكده حقيقة ووقائع اللقاءات والاعمال والاجتماعات المشتركة بين الطرفين – الحركة والفرع، والحركة والمركز، والجبهة القومية، على ان الهوية السياسية والكفاحية الجبهوية الجديدة تحت تسمية الجبهة القومية جعلت من الضروري مراعاة ذلك سياسيا ، وعمليا، وتنظيميا”(15).
المراجع والمصادر:
(1)ر.ج. جافن- عدن تحت الحكم البريطاني (1839-1967)،ترجمة محمد محسن محمد العمري، دار جامعة عدن للطباعة والنشر- الطبعة الثانية 2014، ص411-421
(2)المرجع نفسه ص:376
(3)المرجع نفسه ص:409
(4)دز محمد علي الشهاري- طريق الثورة والوحدة- دار الفارابي ص:47
(5)المرجع السابق ص: 48
(*) الهدف الأول من أهداف ثورة 26 سبتمبر 1962م
(**) الدراسة قدمها قحطان الشعبي الى: النعمان والزبيري ومحسن العيني واحمد المعلمي وحسن السحولي في القاهرة.. المصدر صحيفة 14 اكتوبر . العدد (..)
(6)راشد محمد ثابت – ثورة 14 اكتوبر اليمنية من الانطلاق حتى الاستقلال ص: 161
(7)المرجع نفسه ص: 162
(8)ر.ج. جافن- “عدن تحت الحكم البريطاني” ص: 376
(9)نفسه ص: 377
(10)نفسه ص: 388
(11) ص: 389
(12) ص: 391
(13) ص: 406
(14)ص: 407
(15) قادري أحمد حيدر، الأحزاب القومية في اليمن(النشأة، التطور، المصائر)، الطبعة الثانية ص: 246.
Prev Post
Next Post