مساعد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة لـ “الثورة”:
■ أكثر من 80% من الأسلحة أصبحت منتجات يمنية خالصة
حوار/ أمل عبده الجندي
استطاعت ثورة 21 سبتمبر تغيير المعادلات وفرض توازن الرعب بين أوساط العدو الجبان من خلال تقوية ومتانة المؤسسة العسكرية وأعاد للجيش اليمني هيبته ومكانته الطبيعية وقدرته على حماية البلاد بعد أن اتجهت بعض الوحدات العسكرية إلى اتجاه آخر كاحتضان الجماعات الإرهابية محاولة منهم لإسقاط ثورة 21 سبتمبر ولكن قيادتنا الحكيمة بنت عقيدة قتالية قوامها الابتكار والإبداع والإنتاج والتطوير والتصنيع والثقة بالقدرات العسكرية الموجودة وهذا ما أشار إليه مساعد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة عزيز راشد في طي هذا الحوار..:
• بداية ثورة 21 سبتمبر أسقطت الكثير من الأقنعة ومنها تلك المنضوية تحت مظلة المؤسسة العسكرية مثال على ذلك ما يسمى بالفرقة الأولى مدرع، برأيك لماذا اتجهت بعض الوحدات العسكرية إلى اتجاه آخر كاحتضان الجماعات الإرهابية؟
– لأنها من إنتاجهم وصنيعتهم منذ بداية إعلان ما يسمى الجهاد ضد الاتحاد السوفياتي الشيوعية (الملحدة) في أفغانستان بتوجيه أمريكي وتمويل سعودي وتثقيف عقائدي وهابي باعتراف الرئيس الأسبق صالح في أحد خطاباته وكذلك تصريحات رموز الإخوان والتحريض على الجهاد وضرورة الالتحاق بمعسكرات التدريب لمواجهة المد الشيوعي الاشتراكي السوفياتي .
ولقد غادر الجمهورية اليمنية ما يقارب الـ 60 ألف عنصر ينتمون للإخوان والفكر الوهابي في اليمن وعقب انسحاب الاتحاد السوفياتي من أفغانستان عاد العرب الأفغان إلى بلدان نشأتهم ولكن بعض الحكومات رفضت استقبالهم والبعض الآخر استقبلهم كاليمن والسعودية والإمارات وقطر والسودان .
ويعود استقبالهم إلى الاستفادة منهم ومن خبراتهم القتالية لتصفية خصومهم السياسيين ولدواعي تشغيلهم في أجندات تخدم مصالح دول استعمارية .
• ما الهدف من ذلك برأيك في أن تقوم وحدة عسكرية كالفرقة أولى مدرع بتفريخ الجماعات الإرهابية؟ ولمصلحة من؟
– قيام الفرقة الأولى مدرع بتفريخ الجماعات الإرهابية لتنفيذ مخططات سرية تقوم بها الجماعة دون ان يكون لقيادة الفرقة الأولى مدرع بصمات واضحة على العمليات التي تنفذها من اغتيالات– تصفية – تفجيرات – تهديدات من أجل مصالح ومكاسب متعددة ، وكذلك استخدامهم لحفظ ولاء منتسبي الفرقة لقيادة الفرقة حيث وقد تم إدماج الجماعات في صفوف الجيش وأصبحوا ضباطاً وأفراداً.
• كيف تؤثر مثل هذه الأعمال على تماسك المؤسسة العسكرية؟
– يؤثر وجود الجماعات الإرهابية في صفوف الجيش على تماسك المؤسسة العسكرية تأثيراً امنياً بالدرجة الأولى واختراق للإسرار العسكرية وتسريبها للدول التي تشغلهم مثل أمريكا وإسرائيل وأدواتها السعودية والإمارات ونشر ثقافة التكفير وخلق عقيدة قتاليه مخالفة للعقيدة القتال المبنية على التقاليد الإسلامية الوطنية المعروفة لدى المؤسسة العسكرية اليمنية في الأكاديميات والكليات والمدارس العسكرية اليمنية .
• برأيك كيف ساهمت ثورة 21 سبتمبر على تقوية ومتانة المؤسسة العسكرية، بعد أن كانت عبارة عن كعكة محاصة وسميت بالجيش العائلي؟
– ثورة الـ21 من سبتمبر أعادت للجيش اليمني هيبته ومكانته الطبيعية وقدرته على حماية البلاد أرضا وإنسانا وبنت عقيدة قتالية قوامها الابتكار والإبداع والإنتاج والتطوير والتصنيع والثقة بالقدرات العسكرية الموجودة من أكاديميين وفنيين وخبرات عسكرية متراكمة أفضت إلى هذا الصمود التاريخي للجيش اليمني وأصبحت المؤسسة العسكرية ملكاً للشعب والأمة وليس ملكاً لعائلة أو نخبة .
• قبل ثورة 21 سبتمبر 2014 كانت أغلب ميزانية اليمن تذهب للمؤسسة العسكرية، ولكن لم نشاهد إنتاجاً عسكرياً كما نشاهده اليوم في القوة الصاروخية أو الطيران المسير، هل هذا يعود الى تحويل المؤسسة العسكرية الى غنائم وفيد من قبل تلك القيادات؟
– نعم المؤسسة العسكرية يخصص لها أكبر ميزانية ولكنها لا تذهب لما من شأنه رفع قدرات القوات المسلحة كما هو مرسوم لها من الخارج ان تظل المؤسسة العسكرية في أدنى مستوياتها.
ولقد بنت القيادات العسكرية السابقة للجيش اليمني إمبراطورية مالية كبيرة وامتلاك عقارات واسعة وبناء فلل وقصور ومزارع من خلال استغلال الوظيفة العليا لمصلحة فردية وشخصية دون محاسبة أو استجواب أو استرجاع الأموال إليها من خلال قانون الذمة المالية .
• تلك القيادات العسكرية نراها اليوم جنبا الى جنب مع الغزاة والمحتلين وتحالف العدوان بشكل عام، ألا ترى أن ثورة 21 سبتمبر كشفت أيضا الوجه الآخر من العمالة لتلك القيادات؟
– بلى، لقد كشفت ثورة الـ21من سبتمبر الوجه الآخر للقيادات العسكرية التي كانت تحكم هذه المؤسسة لعقود من الزمن ونراها اليوم تقاتل الى جانب الغزاة والمحتلين مع تشكيلات واسعة من الوحدات العسكرية التي بنت عقيدتها القتالية على أساس الولاء والخضوع والاستسلام للجنة الخاصة بالسعودية وتأثير الجماعات الإرهابية الوهابية التي أُدمجت في الجيش لهذا الغرض .
• ماذا عن الأسماء الوهمية التي كانت تصرف لها مرتبات وتعيينات شهرية في المؤسسة العسكرية وكيف استطاعت ثورة 21 سبتمبر أن توقف كل تلك العبث؟
– بالنسبة للكشوفات من الأسماء الوهمية في المؤسسة العسكرية كانت تذهب لمصالح أخرى وكذلك بنود عسكرية وهمية تخصص لها ميزانيات كبيرة بدون رقابة أو إخضاعها لتفاصيل بيانية واضحة تحت ذرائع الأمن القومي والمؤلفة قلوبهم وغيرها من الذرائع والحيل على المال العام .
ولكن ثورة الـ21 من سبتمبر وضعت إجراءات جيدة ومقبولة في انهاء هذه الظاهرة السلبية التي أصبحت ثقافة سائدة لدى بعض القيادات ولكن بتنفيذ مشروع البصمة الذي دشنه القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، سوف تضع حداً نهائياً لهذه الظاهرة السلبية ولقد استطاعت الخدمة المدنية من اكتشاف عشرات الآلاف من الأسماء الوهمية والمزدوجة التي سوف يتم شطبها والتعامل معها وفقاً للقانون.
• كيف تنظرون اليوم إلى المؤسسة العسكرية في ظل ما تواجهه من عدوان عالمي للعام الرابع توالياً؟
– تعتبر المؤسسة العسكرية في ظل مواجهة اعتى عدوان للعام الرابع بأنها معجزة عصرية أصابت قادة تحالف العدوان بالفضيحة والهزائم المتلاحقة والسخرية من تحالف العدوان من قبل أكاديميين عسكريين غربيين رغم الإمكانيات العسكرية والإعلامية والمالية الهائلة واستمرار أكبر ثمان دول غربية مزودة بأحدث الأسلحة والعتاد الحربي الاستراتيجي والتكتيكي والنوعي ولم تستطع تلك الأسلحة أن تخلق لهم انتصاراً بل صنعت لهم فضائح في ارتكاب المجازر بحق المدنيين وتدمير البنى التحتية وتعرت الولايات المتحدة الأمريكية وكثير من الدول الغربية بأنها من تقف خلف تلك الجرائم العسكرية بحق الأعيان المدنية من خلال مواقفهم وتخليهم عن كل المواثيق والاتفاقيات الإنسانية الدولية .
وبالتالي فان صمود الجيش اليمني استطاع ان يجعل الجيش السعودي والإماراتي يهرب من المواجهة المباشرة مع الجيش اليمني واللجان بل ان النظامين السعودي والإماراتي قد وقعا في مستنقع لن يخرجا منه إلا هالكالين نتيجة عقدة الاستكبار التي حملها أسلافهم من الطغاة والمجرمين مع استمرار الانتقادات الداخلية والخارجية مما شعروا بالارتياب والخوف الشديد من تزايد أعداد قتلى جنودهم وقياداتهم العسكرية فعمدوا على استجلاب مرتزقة دوليين وسودانيين ومحليين يقاتلون عن الجيشين السعودي والإماراتي بالنيابة ومع ذلك مازال يغرق ويستنزف .
والجيش اليمني ينظر إليه العالم بإعجاب وبالمعجزة أنها مفارقات ربانية مؤيدة لمشروع الحق ضد الباطل وهذه سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا.
• في الذكرى الرابعة لثورة 21 سبتمبر والتي نحتفل بها في هذه الأيام هل هناك مفاجآت تصنيعية سواء على مستوى القوة الصاروخية أو على مستوى سلاح الجو المسير؟
– نعم هناك إنتاج عدد من الأسلحة الاستراتيجية والتكتيكية بل ومعظم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة أصبحت صناعة محلية 100 % وهذا هو الإنجاز في ظل العدوان عندما تتواجد القيادة والإرادة فانه لا مستحيل على ان يتفاجأ العدوان بعمليات عسكرية قادمة سوف تثأر للشعب اليمني على المجازر التي يرتكبها العدوان وما استمرار الصواريخ اليوم على العدو في الداخل والخارج والضربات النوعية للطيران المسير إلا دليل على ان العام البالستي سوف يكون ساخناً على الأعداء وان المفاجآت سوف تكون في الزمان والمكان الذي تقرره قيادات القوات المتخصصة .
• هناك من يقول إن قواتنا المسلحة تعرضت لاستنزاف كبير خلال الأربعة الأعوام من العدوان، وأن قدرتها الدفاعية انخفضت كثيرا، ما ردكم على ذلك؟
– بطبيعة الحال في الحروب هناك استنزاف لقدرات الجيوش ولكن من يستطيع ان يحول ذلك الاستنزاف أو التراجع في القدارت كما عرف إلى تعاظم القدرات الدفاعية والهجومية فهي معجزة عسكرية تحدث عنها أكاديميون عسكريون من خارج اليمن .
وهذا يدل على ان وجود القيادة الكفؤة في تسيير العمل العسكري إلى تعاظم في القدرات والإنتاج والابتكار والاختراع والتصنيع معجزة ومعضلة حقيقية أمام تحالف العدوان والصدمات العسكرية سوف تتعاظم وستصيب العدو بالذهول والخذلان لأن إرادة الله معنا ونحن نثق بها بشكل مطلق، عكس الآخرين.
والدليل على ذلك أن قدرة مديات الصواريخ اليمنية كانت 350 كيلو متراً ومن يستطيع أن يطور المدى إلى 1500 كيلومتر دليل على أن هناك تعاظم بالقدرات بشكل كبير جداً وتقدر بأربعة أضعاف ما كانت عليه.
وكذلك لم يكن يمتلك اليمن طيراناً مسيراً فاستطاعت القوات الجوية والدفاع الجوي أن تصنع وتواكب هذه الأعجوبة التي قالها يوماً من الأيام الخائن هادي في أمريكا على أنها أعجوبة نظراً لعدم وجود قناعة لديه أو تفكير أن باستطاعة بلده صناعة مثل هذه الطائرات يوماً من الأيام وهذا يكشف مدى هشاشة تلك القيادات وغياب أي تفكير في مجال الاستراتيجيات العسكرية أو حتى المجالات التقليدية .
أما القيادة الحالية ممثلة بقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي فقد استطاعت تغيير المعادلات وفرض توازن الرعب وهو ما حصل من خلال شكاوى العدوان المقدمة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة من تعاظم قدرات القوة الصاروخية اليمنية والوصول إلى مطارات ابوظبي ودبي والرياض وما بعد الرياض.
أيضا : نريد أن نذكر الجميع بأننا محاصرون براً وجواً وبحراً ولا يوجد من يزودنا بأسلحة لا ثقيلة و لا متوسطة ولا حتى خفيفة ويعني ذلك بأننا أدركنا بأن العدو جبان وسوف يتخذ أسلوب الحصول فقررنا التصنيع وبحمد الله اليوم نستطيع ان نقول بان أكثر من 80 % من الأسلحة أصبحت منتجات يمنية خالصة.
• لماذا لم تقوموا حتى اليوم بفصل الضباط والأفراد العسكريين المتعاونين مع الغزاة والمحتلين؟
– من الطبيعي والقانوني يجب اتخاذ القرار في تنفيذ الإجراءات العسكرية في التعامل العقابي بفصل الضباط والأفراد المنتمين للمؤسسة العسكرية اليمنية الذين يقاتلون تحت إمرة الغزاة والمحتلين مع قياداتهم وفقاً للقانون العسكري رقم (67) لسنة 1992م.
وعلى الجهات المختصة في المحاكم والنيابات العسكرية رفع الدعاوى العسكرية بحق المقاتلين من المنتمين للجيش اليمني ومن ثبت تورطه بالتصريح أو بالمعلومات أو المشاركة مع الغزاة والمحتلين، وخصوصاً بعد ترك فرصة مفتوحة من القيادة السياسية والعسكرية إلى العودة إلى وحداتهم العسكرية لأنهم يقفون في المكان الخطأ وسيتم تسوية أوضاعهم بالطرق الإيجابية.
• ما رسالتك التي توجهها لقوى العدوان والمرتزقة؟
– لن تستطيعوا كسر إرادتنا وعليكم أن تيأسوا من ذلك وخصوصاَ عقب أربع سنوات من الصمود والمواجهة بكل ما تملكون من أسلحة حديثة وعصرية وأموال ودعم أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل وأدواتهم الإقليمية والمجموعات الإرهابية بشكل لم يحدث للتاريخ بأن سجل مثل هذا العار الذي تقومون به وكل هذا بفضل الله سبحانه وتعالى.
• رسالتك أيضا لأبطال الجيش واللجان في مختلف جبهات القتال؟
– عليهم سلام الله في كل المواقع والجبهات الميدانية لقد أثبتوا للعالم بأنهم القوة الصاعدة التي تكسرت وتحطمت عليها افخر الصناعات الحربية الأمريكية والإسرائيلية وأجبروا العدو على أن يعترف بمرارات الهزائم والتقطت عدسات الإعلام الحربي معجزات وآيات الله بأن الحجارة تحولت إلى قنابل وهذا تمكين من الله وتثبيت لجنوده .
فلهم التحية ونرفع القبعة العسكرية عالية على هذا الصمود والاستبسال الذي بات قادة عسكريين عالميين في الشرق والغرب يقدمون لكم التحية ويعترفون بأنكم أقوى جيش بري على مستوى العالم رغم فارق الإمكانيات العسكرية وهذا كله بفضل الله سبحانه وتعالى الذي يثبت أوليائه عند المواجهة ويريكم في أعينهم كثيراً وفي أعينكم ترونهم قليلا ويثبت أقدامكم ويمدكم بالصبر والرباط ويرمي بأياديكم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى.
فانتم اليوم فخر اليمن وأنتم حماتها وباتت المؤسسة العسكرية بكم اليوم أكثر ثقة ويقيناً بأن قوى الغزو والاحتلال سوف تهزم وتسحق.
التحية للجيش واللجان والتحية لشعب يمني يمدكم بالمال والرجال .
المجد والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والحرية للأسرى والمفقودين .