إن فكرة التنمية لم تكن أكثر من تلبية لاحتياجات النظام الرأسمالي في تهيئة أسواق تستوعب منتجاته والحصول على الأيادي العاملة الرخيصة في هذه الدول من جهة ومن جهة أخرى لا تعدو التنمية في النهاية كونها زيادة في إيجاد حالة من التبعية للمركز الرأسمالي حيث يستخدم مدخل التنمية عبر منح القروض الربوية والمساعدات المالية تحت يافطة خطط صندوق النقد والبنك الدوليين لتحقيق حالة من التبعية الاقتصادية والسياسية للمركز الرأسمالي كي لا يسمح لأي دولة أن تستقل ذاتياً، وفي خضم ذلك يشير الشهيد القائد إلى أن التنمية من منظار الدول الرأسمالية لا تخرج عن استراتيجية أن تبقى الشعوب مستهلكة ومتى ما نمت فتتحول إلى أياد عاملة في مصانعهم.. ويقول السيد القائد “لا تخرج تنميتهم عن استراتيجية بقاء الشعوب مستهلكة ومتى ما نمت فلتتحول إلى أيد عاملة داخل مصانعهم في بلداننا لإنتاج ماركتهم داخل بلداننا ونمنحها عناوين وطنية (إنتاج محلي) والمصنع أمريكي، المصنع يهودي، المواد الأولية من عندهم وحتى الأغلفة من عندهم، ويعزز الشهيد القائد ذلك بالقول” التنمية من منظار الآخرين هي تحويلنا إلى أيد عاملة لمنتجاتهم، وفي مصانعهم، تحويل الأمة إلى سوق مستهلكة لمنتجاتهم، أن لا نرى الأمة، أن لا يرى أحد، وليس الأمة أن لا يرى أحد من الناس نفسه قادراً على أن يستغني عنهم في قوته، ملابسه، حاجاته كلها من تحت أيديهم” ليتساءل بعد ذلك “هل هذه تنمية”.
ويرمي الشهيد القائد إلى القول: إن القروض الربوية والمساعدات المالية التي تمنحها الدول الرأسمالية عبر صندوق النقد والبند الدوليين تحت يافطة مشاريع أسواق وتجمعات استهلاكية غير منتجة لا سيما وأن حقيقة تلك القروض الربوية يتم استخدامها لتنفيذ مشاريع هامشية وغير إنتاجية أو صناعية بما يعزز من حالة التبعية، ويقول “القروض التي يعطوننا قروض منهكة مثقلة” ويشير قائلاً “وإن كانت هناك تنمية فهي مقابل أعمال ثقيلة تجعلنا عبيداً للآخرين، ومستعمرين أشد من الاستعمار الذي كانت تعاني منه الشعوب قبل عقود من الزمن”، ويؤكد ذلك بالقول “يقولون لنا بأن التنمية هي كل شيء ويريدون التنمية ولتكن التنمية بأي وسيلة وبأي ثمن! ويضيف: انظر كم سيطلبون من القروض من دول أخرى، هذه القروض أنظر كم ستترتب عليها من فوائد ربوية ثم انظر في الأخير ماذا سيحصل؟ لا شيء، لا شيء” وفي ضوء ذلك يمكن استعراض تشخيص الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه للهيمنة الاقتصادية بعباءة التنمية، وبيان أسبابها ومظاهرها والتي تتجلى بنحو سلبي داخل الأمة العربية والإسلامية.
الكاتب والباحث/ أحمد الديلمي