- غليان شعبي في المحافظات الجنوبية بسبب إنهيار العملة وتدهور الوضع المعيشي:
- سقوط قتيل وجرح اثنين برصاص قوات الأمن أثناء محاولتها تفريق جموع المتظاهرين الغاضبين في مدينة المكلا
- المتظاهرون مزقوا صور هادي وصور القيادات الاماراتية والسعودية وداسوا على علم الامارات بأرجلهم
محمد شرف الروحاني
غليان شعبي تشهده محافظات اليمن الجنوبية التي تقبع تحت الاحتلال ، ومظاهرات كبيرة شهدتها هذه المحافظات عموما نتيجة للوضع المعيشي المتردي وانهيار العملة الوطنية وموجة الغلاء، وارتفاع أسعار السلع الغذائية والمشتقات النفطية ، والذي انعكس بدوره على حياة المواطنين ، ورافق الاحتجاجات تمزيق لصور هادي وقيادات إماراتية وسعودية ، التقرير التالي يسلط الضوء على هذه المظاهرات والاحتجاجات:
قتلى وجرحى
مدينة المكلا كانت أكبر الساحات التي شهدت هذه المظاهرات حيث خرجت العديد من المظاهرات التي جابت شوارع المكلا رفضا لما تشهده اليمن عموما والمحافظات الجنوبية من انهيار للعملة الوطنية وارتفاع كبير في الأسعار ومزق محتجون صوراً دعائية كبيرة في شوارع مدينة المكلا تحمل صور قيادات إماراتية، كما داسوا على عَلم الإمارات بأرجلهم ، وخلال التظاهرة سقط قتيل وجرح اثنان آخران برصاص الأمن، الذي حاول تفريق المحتجين، في حين أخمدت سيارات الدفاع المدني الحرائق الناتجة عن إشعال إطارات سيارات ووفقاً لمصادر محلية في مدينة المكلا ، فإن الشاب محمد المحافيظ توفي بمستشفى “باشراحيل” في المكلا، بعد تعرضه لإصابة بالغة في الرقبة، في حين جرح حسين بابهيش في رجله، ومصطفى عيبان بيده، وجميعهم من أبناء حي الصيادين في المكلا ، مدينة عدن شهدت هي الأخرى مظاهرات مطالبة برحيل حكومة هادي وقوات التحالف على خلفية ارتفاع أسعار المواد الغذائية جراء انخفاض قيمة العملة المحلية بفعل طباعة مئات المليارات من الأموال بدون غطاء من النقد الأجنبي.
كما انتشرت شعارات جدارية مناهضة للإمارات وسلوكياتها في الجنوب ،وردد محتجون في ردفان بمحافظة لحج، شعارات مناوئة للملك السعودي، وأنشدوا “اخرج اخرج يا سلمان.. يا عميل الأمريكان.
الشرارة الأولى
في السياق ، عجزت حكومة هادي عن تدارك الأزمة المتفاقمة في ما تُسمى “المحافظات المحررة”، متخذة إجراءات لم تفلح في تطويق رقعة الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة على خلفية تردّي الأوضاع المعيشية وتدهور سعر صرف العملة اليمنية، وسط إغلاق المحلات التجارية أبوابها ووقف حركة البيع ، وإزاء تلك المعطيات، تظهر الاحتجاجات الشعبية في عدن ولحج وشبوة والضالع وحضرموت توازياً مع إغلاق المحالّ التجارية وقطع الشوارع والإضراب العام ، وسط تصعيد مستمر ، خصوصاً أن المشاركين فيها يؤكدون مضيهم في تحركاتهم حتى تحقيق مطالبهم، فضلاً عن أن خطواتهم ترفدها خطوات مماثلة في بقية المحافظات الجنوبية، ويرى البعض في الموجة الجديدة من الاحتجاجات “الشرارة الأولى لبداية موجة غضب ستلتهم الغزاة وتدحض مشاريعهم الهدامة” التي كانت سبباً في تدهور المعيشة وانهيار العملة اليمنية أمام العملات الأجنبية ، لكن التحركات، التي لم تأت هذه المرة استجابة لدعوات كيانات سياسية، تبدو محفوفة بخطر الالتفاف عليها من قبل التشكيلات الموالية لأبو ظبي، والتي ترتفع الأصوات المضادة لها هي الأخرى ، وعلى الرغم ما تؤكده الحقائق المتقدمة من هشاشة وتضاؤل نفوذ يضربان “المجلس الانتقالي”، إلا أن الأخير يسعى لركوب الموجة، وتزعم الاحتجاجات الشعبية في مدينة عدن بهدف تحريكها بالشكل الذي يحقق أهداف المحتل وفق ما حذرت منه قيادات في الحراك الجنوبي مشددة على ضرورة حماية المدنيين من الأخطار التي قد يواجهونها بسبب استبداد قوى المحتل وأدواته.
دعوات لانتفاضات شعبية
ناشطون جنوبيون اطلقوا على منصات التواصل الاجتماعي دعوات إلى انتفاضة شعبية في العاصمة عدن وبقية المحافظات؛ تنديدًا بتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المحافظات الجنوبية، وتصدر هاشتاق جديد على تويتر ، تحت وسم “#انتفاضة_شعبية_جنوبية” دعا ناشطون عبره إلى انتفاضة شعبية في عدن، والخروج إلى الشوارع تنديدًا بتدهور الأوضاع المعيشية والأمنية وانهيار العملة المحلية ، وفاقمت الأزمة التي يعيشها سكان عدن انهيار العملة المحلية، حيث بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي في عدن نحو 531 ريالًا، وهو أعلى سعر صرف في تاريخ العملة الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات الضرورية ورأى الكاتب والمحلل السياسي هاني مشهور في تغريدة له: أن الأمور وصلت إلى “ما لا يمكن احتماله ومع إصرار حكومة بن دغر على تعذيب الناس والتنكيل بهم عبر حرمانهم من الخدمات الأساسية تبدو عدن في طريقها لانتفاضة شعبية )
اما الناشط علي لكمح فطالب بتحسين الأوضاع المعيشية في جنوب اليمن منددًا بسياسة تعليق الفشل الحكومي على شماعة العمليات العسكرية الدائرة شمال البلاد “ليس من المقبول بأي حال من الأحوال أن نرى أهالي الجنوب يموتون جوعًا واحدًا تلو الآخر بدعوى انتظار تحرير الشمال من الحوثي ، دعونا نعيش حياتنا بكرامة.
لا تحالف بعد اليوم
مديريات محافظة حضرموت منها سيئون والقطن ومدن الوادي شهدت هي الاخرى احتجاجات عارمة ، ضد حكومة هادي ودول العدوان ، احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية وأشعلوا الإطارات فيما قام المئات من المحتجين في مدينة سيئون باقتحام المجمع الحكومي، واتهم المتظاهرون كلا من التحالف وحكومة هادي بممارسة سياسات تجويع للشعب من خلال قطع المرتبات بالتزامن مع ارتفاع الأسعار ، مصادر مطلعة لفتت إلى أن المشاركين فيها لم يَقْصروا هتافاتهم الغاضبة على جهة بعينها من بين الجهات المتصارعة على النفوذ في عدن، بل وزّعوها في أنحاء متضادة من بينها “المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي لأبو ظبي الذي يحاول ركوب موجة الاحتجاجات، وتجييرها لمصلحة تحقيق أهدافه السياسية ، كما أكدت المصادر، أن الاحتجاجات والعصيان المدني امتد إلى عدد من مدن محافظات حضرموت والضالع ولحج، مشيرة إلى أن هناك تجهيزات لتصعيد الاحتجاجات في مختلف المحافظات ، من جهته ، قال القيادي في الحراك الجنوبي حافظ نديم أن التدخل السعودي الاماراتي أوجد حالة من العبث والدمار والتفكك ، مؤكداً أن الاحتجاجات نتاج أوضاع خلفتها التدخلات العسكرية للتحالف السعودي ، مشيراً إلى أن التحالف السعودي لا يحمل أي مشروع لمستقبل اليمن ، مضيفاً أن أبناء الجنوب يطالبون برحيل الاحتلال السعودي الإماراتي.
من جهته اعلن الحراك الثوري الجنوبي ، عن رفضه الواضح والصريح للتحالف السعودي الإماراتي ، مؤكداً انطلاق ثورة شعبية هدفها بوضوح نحو الحرية الكاملة والاستقلال التام ورفض التبعية لأي كان ومهما كانت الظروف والأسباب.وشعارها ” لا تحالف بعد اليوم ، جاء ذلك في بيان للمكتب السياسي للحراك حذر فيه عدم السماح للقوى التابعة للاحتلال الجديد بركوب موجة الانتفاضة ، محذراً من حرف مسار الثورة عن هدفها الرئيسي في الحرية والاستقلال وطرد الاحتلال الجديد.