*الدماء اليمنية بين بيع الضمير وشراء المواقف
استطلاع / محمد الفائق
يظل الصمت الدولي – وان كان قليله ظاهرا على صورة الاستحياء- سيد الموقف وتأشيرة دخول في ارتكاب العدوان السعودي الامريكي المزيد من المجازر والمذابح بحق أطفال ونساء اليمن، آخرها ما تعرض له أطفال ضحيان بصعدة وأطفال التحيتا بالحديدة من مذبحة جماعية بصواريخ طائرات العدوان.
“الثورة” من جديد تسلط الضوء في الحلقة الثانية من هذا الاستطلاع على دور الإعلام والنشطاء والحقوقيين في ايصال مظلومية اليمن إلى العالم، في ظل التواطؤ الدولي تجاه اليمن … إلى التفاصيل:
تحالف الشر
أكثر من 1250 يوماً من العدوان الوحشي على اليمن قتل فيها عشرات الآلاف من الاطفال والنساء والمدنيين ومثلهم جرحى ومعاقون، فضلا عن تدمير البنية التحتية لمقدرات اليمن ، كل ذلك ولا يزال تحالف العدوان يسفك المزيد من دماء الابرياء، حيث يقول رئيس التيار الوطني الحر للسلم والمصالحة الوطنية عبدالغني العزي: “إن ما تعرض ويتعرض له ابناء الشعب اليمني عامة من قتل وتدمير وإزهاق للأرواح البريئة من دول تحالف الشر والعدوان وعلى رأسهم النظام العائلي في نجد والحجاز والامارات وخاصة الاطفال الذين ذاقوا ويلات القصف بأحدث الأسلحة الفتاكة يؤكد أن هذا العدوان قد تجاوز كل القيم والمبادئ السماوية والدولية.
ويضيف: “اصرار تحالف الشر والعدوان على ارتكاب تلك المجازر البشعة ما كان لتلك الوحشية ان تستمر لولا الدعم والاسناد والتأييد من زعماء دول العالم الذي يدعي الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان زيفا وتدليسا وعلى رأسها الدول الدائمة العضوية بمجلس الامن والتي اثبتت محنة الشعب اليمني حقيقة تلك الدول وزيف دعواها وجوهر هذا العالم الاجوف المرتهن للسياسات الامريكية والصهيونية والمتمادي في بيع الوهم لشعوب العالم.
أهداف صهيونية
وأشار العزي إلى أن الاطمئنان الذي يشعر به تحالف العدوان من أي محاسبة له على جرائمه في حق الشعب اليمني ناتج عن ارتهانه غير المسبوق وتعهداته التي باتت علانية بتنفيذ الاهداف الصهيونية في المنطقة وأمواله الطائلة التي تغذي المصالح الامريكية والصهيونية هي من عوامل استمرارية هذه الوحشية التي يمارسها بحق الشعب اليمني..
وأضاف ان الصمت الدولي يعود الى شراء النظام العائلي السعودي ذمم وقيم واخلاقيات تلك المؤسسات والهيئات ولأن تلك المؤسسات والهيئات ما وجدت أصلاً إلا لرعاية اهداف الصهيونية العالمية بزعامة الولايات المتحدة الامريكية وتنفيذ خططها وبالتالي فإنه لا مقياس لأي اعتبارات أخرى مهما تكن مالم تصب في صالح تلك القوى الاستعمارية.
ووفقا للعزي فإنه لا يوجد بصيص أمل يمكن ان يعول عليه من هذا العالم للانتقام لمظلومية الشعب اليمني وأن الخيار الوحيد الذي يجب السير فيه والعمل به هو المواجهة ورد الصاع صاعين ومن هنا يمكن أن يسمع العالم جزءاً بسيطاً من أنين الشعب اليمني العظيم.
وصمة عار
ورغم فداحة الجرم الذي يرتكبه تحالف العدوان بحق الاطفال والنساء إلاّ ان العالم لا يزال أصم وأبكم باستثناء القليل جدا الذين منعوا باستحياء تزويد النظام السعودي بالأسلحة، من أجل ذلك يقول رئيس اتحاد السلطة المحلية محمد المصري: “إن جرائم العدوان البربري الغاشم تمثل وصمة عار مضافة على جبين الإنسانية جراء ما يقدم ويستمر عليه تحالف العدوان من قصف منازل وأحياء سكنية وأسواق وحافلات و مواكب تشييع متجاوزا كل القوانين و المواثيق و الاعراف الدولية والإنسانية في ظل صمت أممي مزر ومشين.
ويضيف: “إن هذه الجرائم تجسد أشنع ممارسات الانتهاك للإنسانية العالمية والتي تصنف ضمن جرائم الارهاب الدولي المنظم و الإبادة الجماعية والحرب ضد الإنسانية.
مؤكدا ان على الجميع تحمل المسؤولية الوطنية التاريخية في مواجهة هذا الصلف العدواني الغاشم ، كما يجب على كافة منظمات المجتمع المدني والفعاليات المجتمعية القيام بواجب الدور والمسؤولية الوطنية والإنسانية التاريخية والترتيب لتنفيذ وقفات احتجاجية وإيصال صوت ورسالة الشعب اليمني المعتدى عليه لكافة شعوب ودول العالم وفضح جرائم العدوان المدعوم من قوى الشر و البغي و الاستكبار العالمي أمام الإنسانية العالمية.
المجرم الصامت
وأوضح المصري ضرورة إبراز و إظهار بربرية وقائع الاجرام المشهودة الفاضحة لأدعياء الوصاية و الرعاية من منظمات وهيئات الوهم الدولي الحقوقية والانسانية الزاعمة وتوضيح حقيقة دورها المتمثل في المجرم الصامت الذي لا تعفى بدورها أمام الله والأرض والانسان من تهمة المشاركة الضمنية في هذه الجرائم من خلال ثبوت التواطؤ المتجسد باقتصار الجهد بإعرابها عن القلق وصمتها وتنصلها عن أداء الواجب المناط بها الذي لا يبرهن بكل المقاييس مجرد الفشل ولكن يؤكد خيانة أمانة الدور والتقصير والتفريط بالمسؤولية الإنسانية الموكلة اليها والمذيلة بمواقف العار والخزي المتمثلة في الدعم والمساندة الواضحة من خلال سلسلة مواقف هزلية فاضحة للتواطؤ مع المجرم وإعلان المشاركة المباشرة مؤخرا .
نفسية مرتهنة
وبشأن من يبرر للعدوان جرائمه ومجازره يؤكد الشيخ محمد المصري أن من يبرر وحشية تحالف العدوان بحق اليمنيين نشك بانتمائه وولائه الوطني لليمن وهو عبارة عن نفسية مرتهنة ارتضت ان تكون أداة بيد العدو المجرم يسيرها لقتل و استباحة دماء واعراض اخوانه ويطوعها لتحقيق اطماعها وخدمة مصالحه وتسهيل تنفيذ أعماله الإجرامية من الادوات الرخيصة التي تظل منتقصة حتى في نظر العدو ذاته و كيف لعدو ان يأمن من باع وطنه وأهله و شعبه ورضي باستباحة دمائهم والتي تظل في هذا الموقع المحتقر الرخيص مهما حاولت و اجتهدت في خدمة العدو وتصنع الوفاء دون ان تملك حق اتخاذ أي قرار حتى في خصوصياتها كونها لا تمثل في المعادلة سوى غطاء سياسي واعلامي مأجور لقوى العدوان و الاحتلال.
لافتا إلى ان جرائم العدوان كفى بها داعياً لكل من ينتسب لتراب اليمن الطاهر للوقوف موقف الشرف لتعزيز الصمود الشعبي في ميادين الشرف والكرامة بالكلمة والموقف والقلم و البندق و المال و النفس و كل ما يمتلك من امكانيات ورفد الجبهات لمواجهة و دحر قوى العمالة والاحتلال وهي الدعوة لكافة أبناء الشعب اليمني الصامد الحر الأبي إلى تحمل المسؤولية الوطنية التاريخية في مواجهة هذا الصلف صلف العدوان البربري الهمجي الغاشم.
مشيرا إلى أهمية دور الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والمكونات والفعاليات المجتمعية لما لها من دور بالغ الأهمية وفاعل الأثر يتطلب حضورها القوي لإدانة واستنكار هذه الجرائم و العمل على تسخير وتوظيف قدراتها والطاقات والامكانيات لدعم موقف اليمن واستغلال علاقاتها وارتباطاتها من خلال خصوصيتها المهنية ونوعية النشاط والمهام والجد بكل ما يمكن ان يتم عمله لخدمة الموقف انطلاقا من استشعار المسؤولية الإنسانية التي تقتضي و تحتم على كل إنسان يمني التحرك الجاد والواعي بالعمل على الاضطلاع بواجب الدور وتحمل المسؤولية الوطنية والإنسانية التاريخية العظمى حيث يرتكز أهم واجبات المنظمات في الترتيب والإعداد والتنفيذ.
عالم مادي
بدوره يقول وكيل أمانة العاصمة ابراهيم المأخذي: “يتمادى هذا الصلف في جرائمه لانه لم يحقق شيئاً في الجبهات وعجز عن ذلك رغم الحشد الهائل والمساندة التي لم يسبق لها مثيل فيلجأ الى الانتقام من المدنيين لترويع الشعب وتركيعه وهو اسلوب داعشي بامتياز الذي يتخذ من قتل الابرياء وسيلة لتخويف البقية فيخضعون له لكنه يتعامل مع شعب مليء بالكرامة وهيهات منا الذلة.
مضيفا ان الصمت لم يعد كما شهدنا مؤخرا ادانات من دول وجهات لم يسبق لها وان ادانت أي جريمة من جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان وعلينا التعامل معها بإيجابية مهما كانت أسبابها ، رغم ان العالم المادي بات يتعامل وفق مصالح مع السعودية أكثر مما هي عليه مع اليمن لا سيما في ظل تواطؤ حكومة ما تسمى بالشرعية وعدم تكليف نفسها بإدانة أي استهداف بحق المدنيين.
وأكد الماخذي قائلاً: إن من يبررون للعدوان جرائمه يجب أن لا يأخذوا منا الاخذ والرد لأن هذا سيجعلهم يبدون مهمين بينما هم ارذل مخلوقات الله وبالتأكيد تبريرهم لا يقل فداحة عن الجرم نفسه ومواقفهم مدفوعة الثمن.
كسر التعتيم
لافتا إلى أن واجب الاعلاميين والمثقفين والحقوقيين والنشطاء والاكاديميين والشخصيات الاجتماعية هو نشر جرائم العدوان وانتهاكاته على أوسع نطاق والاهتمام بالنشر خارج اليمن والتوضيح لغير اليمنيين عن أسباب الحرب واهدافها ونتائجها الكارثية، يجب ان يسمع العالم صوتنا ويعرف مظلوميتنا ونكسر التعتيم الاعلامي الذي يستخدمه العدوان.
انعدام القيم
الإعلامي محمد حسين شرف الدين يتفق مع كل من سبق قائلاً: إن سبب تمادي العدوان في ارتكاب جرائم الإبادة بحق أبناء الشعب اليمني هو عدم قبول اليمنيين ورضوخهم لكي يكونوا مجرد تابع لهذه الأنظمة التي انعدمت فيها الأخلاق والقيم الإنسانية والمبادئ.
مشيرا إلى أن من يبرر للعدوان جرائمه التي يرتكبها لا يختلف عن أولئك الذين شاركوا في العدوان ضد بلدهم بل وعملوا على تجميل قبح من شهد على نفسه بالقباحة والدناءة.
مؤكدا ان الواجب الوطني الذي يقع على عاتق الإعلاميين هو تغليب مصلحة الوطن والمواطن على ما سواها من مصالح ضيقة.
رعاة الانسانية
وهو ما يؤكده أيضاً الزميل الاعلامي ابراهيم هارون بقوله: ان تمادي العدوان في مجازره يأتي نتيجة الصمت المخزي للدول التي تدعي رعاية وحماية المبادئ الانسانية وعلى رأس تلك الدول أمريكا وبريطانيا…..إلخ، ممن يتشدقون في اعلامهم أنهم رعاة وحماة تلك المبادئ الانسانية التي تجرم وتدين مثل هذه الجرائم بحق الابرياء من المدنيين.
مشيرا إلى أن ما نشهده اليوم من جرائم ترقى لجرائم حرب تفضح وتكشف حقائق وزيف تلك الادعاءات التي تجلت في جرائم تحالف دول العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا، لتسقط كل الاقنعة من خلال هذا الصمت وأيضا من خلال تزويد دويلات تحالف العدوان بالأسلحة التي تستخدم لقتل الابرياء والاطفال والشيوخ والنساء في بلادنا.
شعارات زائفة
وأكد هارون قائلاً: إن ذلك الصمت يأتي أيضاً لكشف زيف ما تدعيه تلك الدول والمنظمات والهيئات الدولية من رعاية وحماية المبادئ الانسانية وغيرها من الشعارات الزائفة، وأيضا لإعادة رسم خارطة الشرق الاوسط من خلال استهداف وتدمير الدول العربية المؤهلة لقيادة المنطقة وإضعافها عبر تمزيقها وتجزئتها وإغراقها في أتون صراعات داخلية تجعل من التنوع المذهبي ركيزة أساسية لتلك الصراعات، بالاضافة إلى الابتزاز المالي لدول الخليج العبري وهذا بات واضحا بشكل لا يخفى على أحد حين قام الرئيس الأمريكي ترامب بزيارة رسمية للسعودية في أول زيارة خارجية له بعد توليه رئاسة أمريكا وعودته من تلك الزيارة بمليارات الدولارات 450مليار دولار كصفقة تعاون عسكري لحماية السعودية من أي اعتداءات خارجية حسب زعمهم!!!
مشيرا إلى ان من يبرر أو يشكك في ارتكاب العدوان الجرائم والمجازر التي يرتكبها منذ بداية هذا العدوان قبل ثلاثة أعوام هو مشارك في تلك الجرائم وهو لا يقل خساسة ودناءة ممن ارتكبها، هناك قلة قليلة من ابناء الوطن ممن باعوا أنفسهم للشيطان مقابل مبالغ أو نتيجة أحقاد وخلافات دينية أو سياسية وهذا ليس مبررا لأن يبيعوا ويشاركوا في سفك دماء الأبرياء من أبناء وطنهم ونقول لهم أن من يتولى المعتدين على شعبنا وأرضنا وسمائنا فهو منهم ولا يقل إجراماً عمن من قام بالاعتداء بشكل مباشر.
واجب وطني
واختتم هارون قوله أن على كل الإعلاميين والمثقفين والحقوقيين واجباً وطنياً يتمثل في كشف الحقائق من وراء هذا العدوان على بلادنا من خلال كافة الوسائل المتاحة سواء في الداخل، أو الخارج عبر اللقاءات المباشرة مع المنظمات والحكومات لمن هم خارج الوطن أو من خلال تنظيم وقفات تدين تلك الجرائم وتتضامن مع مظلومية شعبنا الصامد العظيم أو من خلال وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. فالجهاد بالكلمة وإيصال الصورة الحقيقية عن العدوان لا يقل شجاعة وشأناً ممن هم متواجدون في كل جبهات العزة والكرامة يواجهون هذا العدوان الجائر والغاشم.
Next Post
قد يعجبك ايضا