التاريخ يصنع وعينا (17): الغدير .. لماذا الزمان والمكان؟
حمود عبدالله الأهنومي
كلما حلّت بنا ذكرى (غدير خم) يوم إعلان ولاية الإمام علي للأمة، يبرز سؤال جدير بالبحث، وهو ما الأسباب التي تقف خلف اختيار ذلك المكان (غدير خم)، وذلك الزمان (18 ذي الحجة الحرام)؟ في السنة العاشرة للهجرة، وهل كان الاختيار للمكان اجتهادا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم وحيا من الله؟ وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد بلّغ بمضمون آية الولاية في علي عليه السلام في أحاديث كثيرة آحادية أو متواترة منذ أول الإسلام، فما الداعي إلى تكرار التنصيص عليه على ذلك النحو وعقب فريضة الحج التي استدعت حشد الناس من كل “فج عميق”؟، ثم لماذا لم يُعْلِنْ رسولُ الله للناس عن ولاية علي عليه السلام أثناء مناسك الحج في عرفات أو في أي مناسك الحج؟.
وقبل أن يحاول الكاتب الإجابة على هذه الفرضيات يحسن رسم ملمح جغرافي للمنطقة؛ فغدير خم يبعد من ميقات الجحفة نحو مطلع الشمس بحوالي 8 كيلو، وجنوب شرقي رابغ التي تقع على البحر الأحمر بين مكة والمدينة بما يقرب من 26 كم، وميقات الجحفة هو للشاميين ولمن ورد عليه ويقع بين مكة والمدينة.
يشير البعض أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أذاع حديث الولاية في مجمع الغدير؛ لأنه كان مفترق الطرق، ويوشك الناس حينها على التفرق إلى بلدانهم، ويذكر بعضهم عند سوقه للحادثة أن الجحفة كانت مفترق طرق الشاميين والمصريين والعراقيين.
وبالعودة إلى الخارطة الجغرافية الإسلامية العربية يوم حادثة الغدير (18 ذي الحجة السنة العاشرة للهجرة) نجد أن شبه الجزيرة العربية غدت إسلامية في مجملها كما هو معروف في السيرة، وإن ماجت في ما بعد بحركات التمرد على سلطة المدينة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صُوَرِ ردةٍ دينية أو سياسية، ومن المتوقَّع أن الحجاج قدموا للحج من مختلف المناطق وإن تركّزوا بصورة كبيرة من المدينة المنورة وما حولها كما سيأتي، غير أن طرق هؤلاء جميعا لم تكن تمُرُّ من (غدير خم) كما هو الحال بالنسبة لأهل اليمن وأهل مكة والطائف وجنوبها كخثعم وتبالة وبجيلة وبعض قبائل جنوب نجد، وبالتالي فهناك كثير من القبائل كانوا أساسا قد افترقوا عن قافلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مكة، كما أن المعلوم قطعا أن لا حجاجَ حينذاك من العراق أو مصر أو المغرب؛ لأنها لم تكن قد فتحت بعد، ولعل القائل بأن الجحفة على طريق الشاميين والمصريين والعراقيين أنه إنما أراد أنها كانت طريق التجار مِن وإلى تلك البلدان، أو أنها أصبحت في ما بعد طرقَهم وطرق الحجاج أيضا، على أنه من المستبعد جدا أن يمر حجاج أهل العراق من هنا، لا سيما وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقّت لهم (ذات عرق) ، والتي هي على طريقهم إلى الشمال الشرقي من مكة.
وسيحاول الكاتب في هذه النقاط التالية الإجابة على المشكِل المتقدم في عدد من النقاط.
أولا: اختيار توقيفي
يتبين من خلال بعض الروايات الموثوقة عن حادثة الغدير، بل وقبل ذلك مما تدل عليه الآية التي تأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتبليغ ولاية أمير المؤمنين عليه السلام أن هناك مدخلا حقيقيا لأن تكون هذه الحادثة بشخصيتها الكاملة الموضوعية والمكانية والزمانية أمرا إلهيا وقضاء ربانيا؛ فالآية الكريمة – وهي الآية الـ67 من سورة المائدة والتي تُعْتَبَرُ آخرَ سورةٍ قرآنيةٍ نزولا، تقول: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)، وقد وردت صيغة الأمر في الآية الكريمة مطلقة، وهي تدل عند جمهرة أهل العلم بذاتها على الوجوب الفوري؛ كما أن القرائن التي حفَّتها تدل دلالة واضحة على فورية المطلوب من ذلك الأمر على افتراض عدم دلالة الصيغة الأمرية على الفورية بذاتها، وهو الأمر الذي يفيد أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد كُلِّف بمهمة فورية، حيث أتبعه بصيغة تهديدية توضّح حجمَ القضية المأمورِ بتبليغها وأهميتها وأهمية التبليغ بها في ذلك الوقت، وتحضه وتحثه على إنجاز المأمور به بشكل قاطع وساخن، وتطمئنه حول ما كان يعتمل في نفسه من القلق حول ردة فعل الناس السلبية إزاء تبليغ هذه المهمة، ونفهم من الآية الكريمة حيث جعلت عدم تبليغ هذا الأمر الجلل بمثابة من لم يُبلّغ رسالة الله، أنها كانت تستحثه بالإسراع في تنفيذ هذه المهمة، وأنها مهمة جليلة لا تكمل رسالة الله إلا بها، وفي كل ذلك ما يشير إلى ما ذكرناه أعلى، ويؤيده ما رواه الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين في كتاب معرفة الله، أنه لما أنزل الله الآية الكريمة “يا أيها الرسول بلغ …” وقف صلوات الله عليه وآله، وقطع سيره، ولم يستجز أن يتقدم خطوة حتى ينفّذ ما عزم عليه في علي، فنزل تحت الدوحة مكانه، وجمع الناس، ثم قال: (أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا بلى يا رسول الله …). وفي هذا ما يدل دلالة واضحة أن اختيار الزمان والمكان كان أمرا إلهيا توقيفيا.
ثانيا: المكان جزء من أبعاد شخصية الغدير المتفرِّدة
على الرغم من كثرة الأحاديث والآيات التي تدل دلالة واضحة على ولاية أمير المؤمنين، إلا أن تبليغ الولاية على ذلك النحو وفي ذلك الجمع المشهود يأتي لكون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يعيش أشهرَه الأخيرة بين عالَمِه الذين بُعِثَ إليهم، وقد لمّح بذك صلى الله عليه وآله وسلم إلى الحجاج في خطبة الوداع بقوله :”لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا”، وهو ما يجعل المسلمين مُجْبَرين على النظر في مستقبل الأمة التي أوشك على فراقها قائدُها، وفي من سيخلفه، ولهذا فإن أيَّ أمر إلهي سيُذكَر في هذا السياق في هذا الوقت بالتحديد سيكون الحل الإلهي من الله عز وجل لهذه المعضلة وشيكة الوقوع، ولهذا أريد لحادثة الغدير أن تكون ردّا جماهيريا على مشهد الناس جميعا لما يعتمل في نفوسهم وخلجات أفكارهم، والقضية لم تُعلَن في أثناء مناسك الحج بهذا الشكل والوضوح؛ لأن الأمر الإلهي الحاسم لم يكن قد نزل بعد، وأيضا حتى تتميّز قضية الغدير بشخصيتها التاريخية والمكانية والزمانية والملابساتية عن مناسك الحج، وهذا ما يفسّر الاختيار لشخصية الحدث الغديري بأبعاده المختلفة بعد أن عاد الناس من الحج الذي يُفْتَرَض أن يعودوا منه مغفورا لهم ومتجرّدين عن علائق الدنيا وحظوظ النفس، فيكونون أكثر قبولا وقناعة بما يؤمرون به.
ثالثا: تعميق الحضور المكاني التاريخي للحدث في ذاكرة الأمة
لو بُلّغ الحدثُ في أثناء مناسك الحج أو حتى في أثناء خطبة الوداع فلن يكون الحضورُ القوي لحادثة الغدير بشخصيتها ذات الأبعاد المختلفة قويا في ذاكرة التاريخ، فربما طواها في ثنايا الوصايا الكثيرة التي وردت في الخطبة، كما يظهر من اختلاف النقَلة لها حول بعض موضوعاتها التي تتعلق بأهل البيت عليهم السلام، خصوصا لما يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما سيخبئه الزمان لوصيه الإمام علي من طيٍّ متعمد لفضائله، ونشرٍ لفضائل محاربيه وأعدائه.
قوة الحضور في الذاكرة التاريخية بسبب تموضع الحادثة على ذلك النحو يتبيّن من خلال الحملات المعادية من الدول المتعاقبة التي دانت بمعاداة علي عليه السلام، أو التقليل من شأنه وإنكار فضله وولايته، والتي لم تستطع رغم جهودٍ جبارة بُذِلت أن تزيحه من الذاكرة الدينية الإسلامية، كما هي الأخرى الذاكرة الدينية لم تسمح بانسياب موضوعٍ كهذا من قبضتها.
إن صناعة الحدث بشخصيته المتميّزة وزمانه الخاص، ومكانه الخاص، وظروفه الخاصة، وملامحه الخاصة، وترتيباته الخاصة (التعريس والتخييم في المكان، وإرجاع المتقدم وانتظار المتأخر، والاجتماع تحت هجير الشمس، والتبليغ بعد صلاة الظهر، والوقوف في مكان مرتفع حيث يراهما جميع الناس ويسمعونهما، ورفعُ يد علي حتى كان يرى بياض إبطيهما، والبدء بسؤال الناس بـ “ألست أولى بكم”، وغيرها)، كلها أعطت المشهد انطباعا توثيقيا فريدا لا يوفّر للزمن المعادي، ولا للذواكر الضعيفة أن تنساه، وهو ما لوحظ في حادثة استنشاد أمير المؤمنين للصحابة في الكوفة أيام خلافته عن هذه الحادثة كيف انبرى الحاضرون يتحدثون عن تفاصيل دقيقة حتى عن المكان والمشهد والظروف الملابسة. وهو يكشف أن الإيمان بولاية أمير المؤمنين عليه السلام لا يختص بجيل دون جيل.
رابعا: الاختصاص المكاني لأهمية الحدث
وينسحب ما تقدم على من يقول: لِمَ لمْ يبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الولاية في الجحفة؛ إذ كانت على طريق القوافل المارة بين مكة والمدينة، فلِم ذهب حوالي 8 كيلوهات جهة الشمال الشرقي في غدير خم ليبلغها؟، وإذا كان السبب هو وجود الماء في الغدير كما هو مدلول اسمه (غدير) فإن الجغرافيين (كما ينقل عنهم الدكتور صالح العلي في كتابه الحجاز في صدر الإسلام) يذكرون أن في الجحفة ماءً أيضا، غير أن القضية كانت كما ذكرنا ترتبط بصناعة حدثٍ فريد، ولها علاقة بتسجيلِه على نحوٍ توثيقيٍّ مميّز، بمكانه المتميز، وزمانه الخاص، والجحفة كانت قد أُعلِنتْ ميقاتا للحج، فلم تعد مكانا متفردا.
خامسا: الملاءمة التضاريسية للتبليغ
روى شيخنا العلامة أحمد درهم حورية المؤيد عن الشيخ حسن المالكي –فك الله أسره – أنه زار منطقة (غدير خم) ووجد مكان الحدث مناسبا لمثل ذلك الحدث، أفضل من غيره؛ لكونه من إحدى جهاته متسعا ومستويا يهيئ للجميع رؤية رسول الله، ولا شيء يواريه وعليا عليه السلام عنهم، كما أنه من الجهة الأخرى يوجد (جرْف) مقوّس يجمع الصوت نحو جهة المستمعين ولا يبدّده، وذكر الشيخ المالكي أنه جرّب الأصوات هناك فوجدها هناك تصل إلى مسافات أطول من مثلها في أماكن أخرى لتضاريسِ المكان الملائمة للتبليغ. وهو كما ترى تسبيب جميل وواقعي.
سادسا: مركز القوة والقرار
لقد كان العدد الأكبر من الحجاج مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة وممن حولها من القرى، وقد ورد أن عددهم مائة ألف أو أكثر، وقد ورد أن أناسا قدموا من مناطق أخرى ولقوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم أولئك اليمنيون الذين لقوه في المسجد الحرام في السنة العاشرة ليحكم بينهم في أمر اختلفوا فيه بحسب رواية مسند ابن حنبل، كما قدم بعضهم مع علي عليه السلام، وبعضهم مع أبي موسى الأشعري، غير أن بعضا منهم كالرهاويين أحبوا مرافقة رسول الله والهجرة معه إلى المدينة، وقد تتبعت رواة حديث الغدير من الصحابة وهم المائة والعشرة صحابيا الذين ذكرهم الشيخ الأميني في موسوعته الغدير في الكتاب والسنة والأدب، ووجدت أغلبَهم مدنيين ومن الأنصار ثم من المهاجرين ثم من القبائل التي تسكن ما وراء الغدير شمالا وحول المدينة، ومنها خزاعة وأسلم، وغِفار، وجُهينة، وغيرها، بل وجدت أن أغلبهم قد هاجروا إلى المدنية وقطنوها؛ ولهذا ورد في بعض الروايات (رواية جابر الأنصاري عند ابن عساكر) أنه كان في يوم الغدير ثمة أناسٌ من جهينة وغفار وأسلم ومزينة، ولعل المراد بإبلاغ رسول الله لهم قبل تفرقهم، أي تفرق هؤلاء القبائل فقط إلى بلدانهم، وعليه فلا غرابة في التبليغ لهؤلاء فقط؛ لأنهم كانوا هم الأغلبَ من الحجاج، ولأنه من المعروف تاريخيا أن مركز القوة السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري آنذاك كان في المدينة وما جاورها، من مهاجرين وأنصارٍ وأعراب، وكانوا هم مَن يشكلون القوة التي بيدها تنفيذُ أيِّ وصية أو أمرٍ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم مَنْ يجب أن يناط بهم أي توجيه وتكليف باعتبارهم حملة الشريعة، ونقلة الدين، ومركز صناعة القرار الإسلامي في صدر الإسلام، ولم يكن على البقية إلا الدخول في ما دخلوا فيه وأجمعوا عليه، وعليه فلا أثر سلبي في تخصيص رسول الله لهؤلاء بالبلاغ.
سابعا: العتب والأعذار عبر التاريخ
من المعروف أن أكثر من عمل على مخالفة مقتضى آية البلاغ هم أهل المدينة ثم أهل الشام، ولعل اختيار غدير خم الذي هو بجانب الجحفة التي يمر منها المدنيون إلى مكة، ويُحْرِم منها الشاميون في حجهم كان مراعيا لهذا الجانب؛ ليبقى شاهدا على مخالفتهم، ولا يزال مذكّرا لهم بفعلاتهم ضد صاحب الولاية كلما مروا من هناك.
جدير بالذكر أن (الجحفة) التي يقع بجانبها الغدير ظل المدخل الشمالي (ميقات أهل الشام ومن ورد عليه) لمكة، والمكان الذي يمر منه أغلب الحجاج المسلمين في صدر الإسلام، حيث ظلّ ميقاتَ أهلِ الشام ومصر وأفريقيا والمغرب، كما يؤكّد ذلك ياقوت الحموي (المتوفى سنة 626هـ) في معجم البلدان، ومن قبله الرحالة الفارسي ناصر خسرو (المتوفى سنة 481هـ) في كتابه (سفر نامة)، لقد كان المغاربة والمصريون المسافرون عبر البحر ينزلون في (رابغ) ثم يجتازونه شرقا إلى الجحفة ويُحرمون منه، وكانت الجحفة محط اهتمام أمراء المدينة العلويين، والأدارسة المغربيين، والفاطميين المصريين، ولهذا وجدها الرحالة الذين حجوا في أيام الفاطميين وما قبلهم مدينة عامرة وذات منبر، وحتى ياقوت الحموي المتوفي سنة 626هـ أي بعد أن لفظت الدولة الفاطمية أنفاسها سنة 567هـ وصفها بذلك الوصف، غير أنه ذكر أنها أصبحت في عهده خرابا.
بعد ذلك هُجر ميقات الجحفة واستُبدِل به ميقات آخر في جنوب رابغ يدعى جبلة، ويترجح أن مسار الحجاج عبر البحر الأحمر (من رابغ إلى الجحفة للإحرام) تحوّل إلى (رابغ للإحرام ثم إلى مكة مباشرة)، وهذا كان مسار ابن بطوطة المتوفى سنة (ت779هـ) حينما حج، وذكر أيضا في رحلته أن (رابغ) يحرم منه الحجاج المصريون والمغاربة، ويبدو أن الأمر استمر على ذلك بحجة كون الميقات الجديد موازيا للميقات القديم، ثم تطوّر الأمر إلى أن يكون ميناء جدة ومطارها لاحقا هو محل الإحرام لبعض الحجاج.
من هذا العرض لا أستبعد أن العامل السياسي والمذهبي في إرادة محوِ الذاكرة المكانية للغدير كان وراءَ هجر المنطقة والابتعاد عنها لتبرير وتسويغ الابتعاد الفكري والتاريخي عن صاحب الولاية، وربما أراد الحكام المناوئون لثقافة الغدير أن لا يمر الناس على الجحفة التي تقْرُب من الغدير، فيتذكروا أمرها وشأنها؛ لهذا فقد أغربوا عنها بعدا ومكانا، كما أغربوا عنها فكرا وسلوكا.
وبهذا يتبين:
-أن اختيار المكان والزمان لم يكن أمر مصادفة، ولا رهن اختيارٍ عابث، بل كان اختيارا ربانيا له أبعاده السياسية والاجتماعية والفكرية.
-تبين أن حدث الغدير اكتسب الشخصية الحدثية في الإسلام بجميع أبعاده الخاصة الزمنية والمكانية والموضوعية والعنصر البشري، وتوفر أعداد هائلة من النقَلة والرواة، وهي في مجموعها تعطي الحدث مقومات الاستمرار في الحجية لكل الأجيال اللاحقة؛ ولهذا كان الغدير حدثا فريدا في أحداث الإسلام التي قاومت كل أعاصير الثقافة المناوئة.