هم سقطوا وهو ارتقى إلى العلياء
أحمد المالكي
في المشهد الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي وتناقلته وسائل الإعلام وكثير من الناس على صفحاتهم والذي يعرض صور ذلك الأسير المجروح من الجيش واللجان الشعبية مع مجموعة من الوحوش البشرية المجرمين من المرتزقة وهم يعذبونه ثم يطلقون عليه وابلا من الرصاص وبعد قتله بدم بارد يُلقونه من على رأس جبل شاهق في عمل إجرامي يعكس سلوك هؤلاء المجرمين الذين تجردوا من كل معاني الدين والأخلاق الإنسانية .
ويؤكد ذلك الفعل أن قتال هؤلاء المجرمين صار واجباً دينياً ووطنياً وإنسانياً ويؤكد كذلك لمن ما زال في قلبه ذرة من الشك مدى الباطل الذي يسير فيه هؤلاء المجرمون الذين يسمون أنفسهم “جيش وطني وشرعية”..
هذا المشهد المؤلم المحزن المفزع يؤكد كذلك لكثير من مرضى النفوس الذين لم يعرفوا من هم أهل الحق ومن هم أهل الباطل أن الحق هنا مع المظلومين من أبناء شعبنا اليمني العزيز الذي يُقتل كل يوم بدم بارد من قبل تحالف الإرهاب العالمي الأمريكي السعودي الصهيوني ، وإن الحق مع أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يواجهون هذه القوى الإرهابية ومرتزقتهم.
تلك الصورة التي عُرضت وهم يتعاملون مع ذلك الأسير البطل رحمة الله عليه يعكس الكثير والكثير من الصور الواضحة التي تدلل على السقوط الأخلاقي والقيمي لأولئك المجرمين وقياداتهم ومن يسير في فلكهم وعلى سمو وعلو وأخلاق المقاتل اليمني في الجيش واللجان الشعبية الذين يتعاملون مع الأسرى بكل رقي وأخلاق ووفقاً لتعاليم الشدين الإسلامي الحنيف.
والله أراد أن تكون اللقطة الأخيرة من المقطع دليلاً وبرهاناً على سقوط هؤلاء والسقوط المدوي نعم هم عذبوه وقتلوه ثم رموا به جثة هامدة من ذلك الشاهق المرتفع لكنهم بالفعل هم الذين سقطوا إلى الهاوية السحيقة في الدنيا والآخرة، والأسير الجريح الشهيد ارتفع إلى العلياء شهيداً حياً يرزق بعد أن قدر الله أن يكون سبباً وشاهداً يُسقط قتلته وقياداتهم ومن وراءهم من دول التحالف على اليمن وإلى أبد التاريخ وإلى يوم يقوم الأشهاد .