بالمختصر المفيد.. رسائل الجمعة

 

عبدالفتاح علي البنوس

* بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من عمر العدوان السعودي الإماراتي الأمريكو صهيوني لا يزال الكثير من خطباء المساجد يغردون خارج السرب ، ويشغلون الناس بالحديث عن مواضيع وقضايا هامشية ومسائل فقهية وتفاصيل سطحية دونما أدنى إشارة لجرائم العدوان لا من قريب ولا من بعيد ، وكأن العدوان يشن على دولة في أدغال أفريقيا أو في المحيط المتجمد الشمالي ؟! ولا نعلم متى تصحو ضمائر هؤلاء ويستشعرون المسؤولية والواجب الديني قبل الوطني تجاه ما يتعرض له شعبهم ووطنهم ؟! كلنا نعرف فوائد السواك والحبة السوداء وأهمية الصلاة والصيام ، ولكننا نريد أن نسمعهم أيضا وهم يخطبون عن حرمة النفس المسلمة ويسلطون الضوء على ما يرتكبه العدوان من مذابح ومجازر بشعة في حق الأبرياء من النساء والأطفال يندى لها جبين الإنسانية باعتبار ذلك من المسلمات الضرورية التي يجب أن تشملها وتتضمنها خطبة الجمعة .
* الثروات النفطية والغازية الهائلة المخزونة في باطن صحارى المهرة هي السبب الذي يقف وراء دخول القوات الغازية الإماراتية والسعودية للمهرة ومحاولاتها السيطرة والهيمنة وبسط النفوذ عليها ، لا حوثيون ولا انقلابيون ولا يحزنون يتواجدون في المهرة حتى يجعلون من ذلك مبررا لدخول المهرة ، ولكن الهدف هو ثروات المهرة النفطية التي تم التنقيب عنها واكتشافها ومن ثم إغلاق الآبار نتيجة ضغوطات خليجية ليبقى الشعب اليمني في حالة حيص بيص يكابد مرارة العيش والفقر ، ولا بد من صحوة وانتفاضة شعبية عارمة لإفشال مخططات الأعداء تجاه المهرة .
* وزارة التخطيط والتعاون الدولي معنية بضبط إيقاع عمل المنظمات الداعمة والمانحة العاملة في بلادنا للحد من الإنفاق على الندوات وورش العمل والإستشارات غير الضرورية ، وتوجيه الدعم والمساعدات نحو دعم النازحين والفقراء وتقديم السلل الغذائية للعاملين في السلك التربوي لضمان استمرارية العملية التعليمية والتربوية بالإضافة إلى دعم الخدمات الأساسية المرتبطة بقطاعات الصحة والمياه والبيئة والنظافة .
* من يهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر هو من جلب المدمرات والبوارج والزوارق والقطع البحرية للبحر الأحمر وحوله إلى منطقة عسكرية ومنطلقات لقصف المنشآت الحيوية والمدن والأحياء السكنية ، وعلى قوى العدوان أن تدرك بأن السواحل والمياه الإقليمية اليمنية بمثابة الخط الأحمر ولا يمكن السماح لأي قطعة بحرية معادية بانتهاك سيادتها وستكون في مرمى نيران القوات البحرية والدفاع الساحلي غير مكترثين بتخرصات وبكاء وعويل الكيان السعودي الذي أعقب عملية استهداف البارجة المعادية المسماه الدمام 816والتي مثلت ضربة موجعة له دفعت به للذهاب لإيقاف تصدير النفط عبر باب المندب في محاولة منه للضغط على القوى الإستعمارية الكبرى من أجل الدفع بها لفرض عقوبات إضافية على بلادنا وهي محاولات بائسة وخاسرة لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد ، ما دمنا في موقف الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة .
* دعوات السلام والمصالحة التي يروج لها هذه الفترة عبر وسائل التواصل الإجتماعي مثيرة للإستغراب ، حيث يشعرنا أصحاب هذه الدعوات بأننا ضد السلام والمصالحة ، وبأننا ضد إيقاف العدوان ورفع الحصار ، وكأننا الطرف المعتدي لا الطرف المعتدى عليه ، نحن الضحية ، والطرف الذي يجب أن يطالب بالسلام هو الجلاد المعتدي والأطراف اليمنية المتحالفة معه ، أما القوى الوطنية فهي ومنذ الوهلة الأولى مع السلام والمصالحة وكان للرئيس الشهيد صالح الصماد رحمه الله مواقف ومبادرات واضحة ومعلنة في هذا الجانب ، وللرئيس مهدي المشاط مبادرات تصب في ذات الإتجاه ولكن الغطرسة والتعالي السعودي الإماراتي الأمريكي يحول دون تحقيق ذلك كون مصلحتهم لا تتحقق إلا في ظل الحرب والحصار والعدوان.
بالمختصر المفيد، هناك مقولة تقول إذا أردت أن تصنع السلام فعليك أن تحمل السلاح ، ومع عدو بقبح العدو السعودي والإماراتي والأمريكي والإسرائيلي ومرتزقتهم لا مجال إلا للمواجهة والتصدي والندية بفرض معادلات جديدة للحرب لاستنزاف العدو وتقطيع أوصاله وتكبيده الخسائر الباهظة في العدة والعتاد وتجريعه الهزائم تلو الهزائم حتى يتحقق النصر بإذن الله وتوفيقه .
جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا