أبناء المحافظات الجنوبية : وعود قوى الاحتلال كاذبة ولا يأتون إلا بالخراب والقتل والتشريد وانتهاك الأعراض
*دعوا أبناء الحديدة للتصدي للغزاة والحفاظ على الأمن والاستقرار في محافظتهم
تحقيق/ حاشد مزقر
قبل ثلاثة أعوام ونيف دخلت قوات تحالف العدوان ومعهم مجموعات من المرتزقة والعملاء مدينة عدن بعد أن شنوا بعشرات الطائرات على الجيش واللجان الشعبية والأحياء السكنية مئات الغارات فدمروا كل شيء فيها.. عندها أعلنوا ما أسموه تحرير عدن وأعادوها إلى شرعيتهم المزعومة، غير أن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فمنذ أن وطأت أقدامهم عدن الباسلة تنامت الجماعات التي تحمل السلاح وعلى رأسها وفي قائمة مفتتحها تنظيم القاعدة ودخلت المدينة في دائرة الأعمال الإرهابية والتفجيرات وعمليات النهب وأصبحت الشوارع والأسواق تحت خط النيران وظهرت جرائم الاختطاف والاغتصاب، فضلا عن ممارسات الغزاة من اعتقالات واخفاءات قسرية وقتل وتغذية الصراعات، وكما قال أحد أبناء المحافظة فإن هذه الجرائم أحرمت سكانها فرحة العيد حيث يرافقهم الخوف والحذر في كل مكان ولحظة، فيما يعيش عدد من أقاربه هذه الفرحة ونعمة الأمن والاستقرار التي لا تفارقهم في العاصمة صنعاء .
نستعرض في هذه الحلقة قصصا واقعية يرويها عدد من أهالي عدن عن واقع حالهم مع العيد في ظل الاحتلال ونقارنه بواقع الحال مع آخرين يعيشون في المدن التي تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية وهم يقضون لحظات عيد الفطر المبارك في كنفها.
جرائم متعددة خلفت مئات القتلى من مختلف الأطياف والشرائح في عدن معظمهم مدنيون أبرياء منذ أن وطأت أقدام المحتلين ومرتزقتهم ارض الباسلة كشفت مدى الانفلات الأمني وحجم الجماعات الإرهابية التي تغذيها قوى الاحتلال التي لا تزال تعمل بكل قوتها لضرب السلم الاجتماعي وترويج مشروع الإرهاب..ومنذ ثلاثة أعوام ونيف وعدن تعاني من انفلات أمني تسبب في إزهاق أرواح كثيرين من أبناء المدينة من المواطنين المدنيين فضلاً عن الخوف وانعدام الأمن الذي تسبب في ظهور جرائم كالاغتصاب والاختطاف والنهب والتي تعدت أعدادها المئات منها جريمة ارتكبت في أول أيام شهر رمضان المبارك حيث عثر مواطنون على جثة مبتورة لأحد الأطفال وسط أكوام من القمامة في حي البساتين لتطفو في السطح جرائم الاتجار بالأعضاء البشرية ليس هذا فحسب فعدن تشهد أعمال قتل دامية في ظل فوضى حمل السلاح وتعدد الجماعات الإرهابية ومن أبرز هذه الجرائم مؤخراً قتل عميدة كلية التربية بجامعة عدن نجاة علي مقبل ونجلها وطفلته رميا بالرصاص.
مرارة الخوف والهلع
معاذ شمسان تجرع مرارة الخوف والهلع طيلة أيام مكوثه في عدن منذ أن وطأتها أقدام المحتلين والجماعات الإرهابية المتعددة وحتى اليوم الذي قرر الرحيل عنها بحثا عن الأمن والاستقرار ليستقر به المقام في العاصمة صنعاء بعد ثلاثة أعوام من الذعر والإرهاب ..يقول معاذ : أنا من أبناء محافظة عدن عشت فيها كل أيام عمري ومن قبلي عاش بها آبائي وأجدادي ولأني اعشق تراب مدينتي رفضت فكرة الهروب بنفسي وأسرتي خلال فترة ثلاثة أعوام منذ احتلالها حيث فضلت المغامرة بالبقاء فيها ولو كلفنا ذلك حياتنا فبعد أن دخل تحالف العدوان ومعهم المرتزقة توقعنا انتهاء المعارك واستتباب الأمن لكن تلك التوقعات كانت هباء منثورا إذ لم نلمس الأمن الذي كنا نعيشه سابقا، فالتفجيرات الإرهابية تحصد أرواح الأبرياء باستمرار والمجموعات المسلحة تهدد حياة المواطنين وتهدر دماءهم فأدركنا بذلك أن الغازي والمحتل لا يأتي إلا بالدمار والخراب لذلك قررت الذهاب إلى صنعاء بعد أن عشت أنا وأسرتي أربعة أعياد في عدن حيث كان لكل عيد فصل من فصول الألم والمعاناة والخوف وبعد وصولي صنعاء لمست الفرق بين المدينتين حيث تنعم صنعاء بالأمن والاستقرار، الأمر الذي نفتقده في مدينة عدن ومع قدوم عيد الفطر المبارك رأيت فرحة العيد ترتسم في أعين أسرتي وخصوصا الأطفال لتحل بديلة عن مشاعر الخوف والقلق التي عاشوها في الأعياد السابقة.
الموت في العيد
ومن بين مدونات المعاناة الدائمة اختار محمد أحمد عبد العليم قدره المليء بالأوجاع بعد أن وجد صفحات أقداره خالية من أي راحة ..كان محمد يعمل في مهنة حرة في محافظة عدن ومن خلال هذه المهنة كان يؤمن لقمة العيش الضرورية لأطفاله السبعة القصر اغلبهم، ويحاول صناعة بسمة العيد على وجوههم ولو تطلب الأمر حرمانه من تلك الابتسامة فهو يفضل في كل الأحوال سعادة أولاده على سعادته، ورغم المهنة القاسية التي يعمل بها إلا انه لم يفلح في الحفاظ عليها في تلك المحافظة فالموت الذي يتهدده في كل لحظة بأيادي الغزاة وعناصر تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة التابعة للعملاء والمرتزقة وتحالف العدوان اجبره على الرحيل، وكما يقول: هذه الجماعات لا تتوقف عن إراقة دماء المواطنين البسطاء ..رحل محمد إلى العاصمة صنعاء بعد عيد الأضحى الفائت مباشرة بحثا عن الأمان والعمل في آن واحد وبالفعل استطاع أن يجدهما ولو بدخل بسيط ، ويقول”سأعيش مع أسرتي فرحة العيد بكل تفاصيلها هنا في صنعاء ويكفينا نعمة الأمن التي نعيشها مع سكانها الطيبين”.
تحريرها من الحياة
محمد علي من أبناء مديرية الشيخ عثمان يعمل في صنعاء منذ سنوات في إحدى المؤسسات الحكومية ومع بدء تحالف العدوان لأولى غاراته على صنعاء تملكه بعض من هواجس الخوف فهو في كل يوم يسمع إعلام دول العدوان يتحدث عن اقترابهم من صنعاء وبأنهم سيحررونها كما حرروا عدن ففضل العودة إلى جنوب الوطن وبالتالي العمل في محافظة عدن ظنا منه أن المدينة قد استعادت أمنها واستقرارها وبعد، أن وصل إلى عدن لم يجد ما كان يتوقعه ويقول: قبل أن أصل كنت أفكر بالعمل الذي سأعمله هناك لكنني وبمجرد أن وصلت بدأت ابحث عن شيء آخر لي ولأسرتي انه الأمن والاستقرار فالعمليات الإرهابية لا تكاد تتوقف عن استهداف المواطنين المدنيين وقوات الاحتلال وجماعات هادي لا تستطيع أن تؤمن حتى نفسها بل أنها قد تحولت إلى مجموعات مسلحة تصفي من لا يقبل بأفكارها .محمد أدرك أن قرار رحيله من صنعاء كان متسرعا وغير صائب فعدن لم يجدها كما كان يتصور ويعتبر نفسه من المحظوظين بعد أن عاد إلى صنعاء مع أسرته رغم انه باع كل أثاث منزله الذي لم يؤمن تكاليف السفر، معتبرا العيد في عاصمة وطنه عيدين عيد الفطر المبارك وعيد الأمن والاستقرار.
داعيا في ذات الوقت أبناء تهامة إلى عدم الإصغاء لوسائل إعلام الغزاة ومغازلاتهم ووعودهم الرنانة أن أبناء تهامة سيعيشون في رغد العيش إذا تعاونوا معهم وأدخلوهم إلى محافظتهم.
وقال ” أنا أحد السذج ممن صدقوا تلك الوعود وكنا نعتقد أننا سننعم بالعيش الكريم والأمن والأمان في عدن ولكن الحقيقة عكس ذلك فعدن اليوم تعيش ألم القتل والتصفيات وسفك الدماء والاعتقالات وغيرها من الانتهاكات التي لم يشهد لها التاريخ مثيل، ونحن نقول لأبناء محافظة الحديدة احذروا من تلك الوعود الكاذبة وحافظوا على محافظتكم وواجهوا الغزاة والمرتزقة جنبا إلى جنب مع الجيش واللجان الشعبية وحافظوا على الأمن والاستقرار الذي تنعم به محافظة الحديدة اليوم فلو دخل الغزاة والمرتزقة الحديدة لا سمح الله ستعيشون في ذل وامتهان وانتهاك للعرض والأرض.
الغزاة وأدواته الإرهابية
عبدالسلام سلام شاب يبلغ من العمر أربعة وثلاثين عاما ورب أسرة لثلاثة أطفال ابنتان وولد اكبر بناته تبلغ من العمر 15 عاماً تدرس في الصف الثالث الإعدادي والثانية في الصف الأول الإعدادي أما الولد فما يزال في مرحلة الابتدائية ..وهو يدرك أن ابنتيه بحاجة للدراسة من جهة والعناية الأسرية من جهة ثانية ومنذ أن جاء الاحتلال الإماراتي والسعودي بكل جرائمه ومصائبه ومرتزقته الأجانب والخونة من الداخل فإنه قد عزم الرحيل إلى صنعاء خوفا على بناته .. وبحثا عن الاستقرار رحل عبدالسلام إلى صنعاء ومعه أسرته بعد أن انعدمت كل سبل الأمان من عدن ويتساءل أي تحرير يتحدث عنه هؤلاء الغزاة وقد جاؤوا بالوبال والخراب والدمار إلى عدن وقاموا بامتهان كرامة المواطنين وتجنيد أفراد القاعدة والعصابات المسلحة في ميليشياتهم وجعلهم يديرون الأمور في عدن وتسميتهم بالشرعية، ويقول :بعد دخولي صنعاء حصلت على عمل في محل صيانة تلفونات وتمكنت من إدخال بناتي في احد المدارس الحكومية القريبة من سكني كما تمكنت من توفير متطلبات الأسرة الضرورية ويأمل في آخر حديثه بالعودة إلى مدينته الأم عدن بعد أن يتم تحريرها من أيدي الغزاة و المرتزقة واصفا صنعاء بالجوهرة التي لا يمكن للعيد فيها أن يقدر بثمن.
شواهد مؤلمة
مرشد سالم من أبناء الشيخ عثمان كان في صباح أول أيام العيد في عدن وتحديدا في جولة السفينة بالقرب من الشيخ عثمان حينها حدثت اشتباكات عنيفة للغاية بين جماعتين مسلحة كل واحدة تريد أن يكون لها حظ الأسد من رضى المحتلين هذه الاشتباك لم تنته بسلام فهذه العصابات تهوى سفك الدماء في كل واقعة خبيثة تقوم بها حيث انتهت بإحراق فرحة العيد في أسرة مرشد واستبدالها بالحزن والمصيبة عندما أردته هذه العصابات قتيلا وأمام أعين أسرته.
نهب النساء
في دار سعد قصة انتهاك أخرى لا تقل بشاعة عن سابقاتها ولكن هذه المرة كان الهدف فيها مجموعة من النساء حيث تعرضن في ثاني أيام العيد إلى كمين من قبل عصابة مسلحة أجبرتهن على تسليم ما بحوزتهن حتى هواتفهن المحمولة وبعد توسلهن لأكثر من نصف ساعة لهذه العصابة سمح لهن الرحيل بأنفسهن ..عمار؛ أحد أقارب هذه النساء والذي يسكن في صنعاء وصفهن بالمحظوظات ولولا عناية الله لحدث ما لا يحمد عقباه وكما يقول كان بالقرب من هذه الحادثة بعض المواطنين وظلوا فقط يرقبون دون تدخل حتى لا يتعرضون للقتل و لذات المصير عمار وهو يصف الحادثة كان ممتعضا من الوضع التي آلت إليه عدن وليس أمامه من خيار سوى أن يغادر بباقي أسرته من عدن ويدعو الله أن تعود عدن أمنه ويتم القضاء على قوى الإجرام من المحتلين والجماعات الإرهابية التي عبثت وتعبث بدماء الناس وممتلكاتهم وأعراضهم .
443 جريمة اغتصاب
443 بلاغا عن جرائم اغتصاب في عدن أكدها مصدر أمني جنوبي موالٍ للعدوان وأوضح بأن المئات من أبناء المحافظات الجنوبية بينهم نساء وأطفال تعرضوا لاغتصابات جماعية من قبل قوات الغزو والاحتلال في مدينة عدن.
وكشف ضابط يعمل في إدارة البحث الجنائي بعدن لإحدى وسائل الإعلام الشهر الماضي أن إدارة البحث الجنائي تلقت أكثر من 443 بلاغاً عن جرائم اغتصاب ارتكبها مرتزقة الاحتلال الإماراتي السعودي بحق نساء وأطفال من أبناء المحافظة.
مشيرا إلى أن قوات الاحتلال أقدمت على تدمير مبنى إدارة البحث الجنائي بعد قيامها بإعدام رهائن في سجونها السرية خوفاً من هذه الفضيحة وانتشارها..
وبذلك يتضح جليا بأن جريمة الاغتصاب التي حدثت في مدينة الخوخة لم تكن الأولى بل هي واحدة من مئات الجرائم التي ارتكبها جحافل العدو في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم و بحسب تقارير محلية ودولية فإن هناك الكثير من عمليات الاغتصاب التي مارسها مرتزقة العدوان في المناطق الواقعة تحت سطوتهم ولعل أشهر واقعة اغتصاب تلك التي طالت عدداً من الفتيات في مدينة المخا الساحلية بمحافظة تعز في مايو العام الماضي والتي ارتكبها مرتزقة جنجويد السودان يتبعون الإمارات وكانت هذه الواقعة بعد شهر فقط من قيام المرتزقة الجنجويد باغتصاب امرأة متزوجة أمام طفلها البالغ من العمر 12 عاماً بمدينة المخا.
صورة الغزاة الحقيقية
كل هذه الجرائم القذرة التي يمارسها جرذان العدوان بحق اليمنيين تعكس مدى الانحطاط والسقوط للمحتلين والمرتزقة وكثيرون من أبناء الوطن يتمنون استعادة عدن والمحافظات الجنوبية ودحر الغزاة ومرتزقتهم كما أنهم واثقون من قدرات الجيش واللجان الشعبية وبجانبهم كل فئات الشعب على حماية مدينة الحديدة والتي يسعى الغزاة وزبانيتهم إلحاقها بالباسلة وإخراجها عن طبيعتها المستقرة كما كانت بالسابق العاصمة الاقتصادية عدن متنفس اليمن من أقصاه إلى أدناه ووجهة كل يمني يود اغتنام إجازة العيد .