*(يد تحمي ويد تبني) مشروع لبناء دولة المؤسسات وعلى الجميع تحمل مسؤولياته
الثورة/ محمد مطير
خلف الرئيس الشهيد صالح علي الصماد مصفوفة واضحة وعلى مدى فترة قيادته للمجلس السياسي الأعلى نقل البلد إلى حال بناء دولة المؤسسات تحت شعار ” يد تحمي , ويد تبني ” ايمانا منه بأهمية بناء الدولة وفق الأطر المؤسسية ، وهو ما أكد عليه ايضا الرئيس مهدي المشاط أن انطلاقته ستكون من وحي هذا الشعار وهذا المشروع .. حول أهمية هذا المشروع في هذه المرحلة وإمكانياته وتحدياته وغير ذلك .. استطلعت (الثورة) آراء أكاديميين وسياسيين ..في ما يلي التفاصيل:
* كانت البداية مع الدكتور عبد السلام المداني – نائب وزير الصحة- الذي استهل حديثه بالقول: أولا نقول سلام الله على الشهيد وعلى الأسرة التي أنجبت هذا القائد والعالم المفكر والشاعر والأب والأخ والأمين والحر والصادق الوعد إنه الشهيد العظيم أبو الفضل, وصاحب الشعار والمقولة والخطة ((يد تحمي ويد تبني)), نعم فقد بدأ بيد تحمي لأنه كان يعرف أننا نواجه عدواً يتربص بنا ويخطط ويعمل على هدم كل مقومات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية لليمن, عدو يريد لليمن أن تكون حديقة خلفية يتصدق عليها ببعض فضلاته التي ينهبها بالاتفاق مع الشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل..
والجميع يتذكر الشهيد إبراهيم الحمدي عندما أراد أن يخرج اليمن من تحت الوصاية السعودية تم التخلص منه بواسطة العملاء, وعادت اليمن إلى أحضان مملكة الشر, لأنه لم تكن هناك يد تحمي, نحن الآن وبفضل الله وبفضل المسيرة القرآنية وبوجود القائد العلم السيد عبد الملك الحوثي, تمكن شعبنا العظيم من أن يكون اليد التي تحمي البلاد والعباد لذلك علينا أن نتجه للبناء والتعمير وهنا نحتاج إلى تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، مبدأ الشفافية والمحاسبة. نحتاج للابتعاد عن تعيين الأشخاص لانتماءاتهم المناطقية أو الحزبية أو المذهبية ، يجب أن تعطى الفرصة لمن عرف بالنزاهة والحركة والعمل لخدمة الأمة، لمن يستطيعون النهوض باليمن لتلحق بمن سبقها في مجالات التصنيع والاختراعات المفيدة للبشرية..
وأضاف المداني: ” في الوضع الراهن نحتاج لجميع الأيادي لبناء يمن العدالة والتنمية والحرية، يمن تعم فيه الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية جميع أنحاء الوطن ، يمن من أجله قدم الشهداء والجرحى أنفسهم, وطن فيه الناس سواسية أمام القانون والقضاء, وطن قدم رئيسه نفسه وروحه فداء للوطن لينعم الناس فيه بالعزة والكرامة والحرية والرخاء.
وأكد أن ذلك لن يتم ما لم يكن جميع أبناء الشعب في خندق واحد ضد قوى الطغيان والعدوان ، لذلك حري بالشعب اليمني التحرك في مجال حماية وبناء اليمن العزيز القوي كما كان أيام الملكة بلقيس ( نحن أولو قوة وأولو باس شديد) هذه مكانتنا الصحيحة بين الأمم ، وليست التبعية كما يعمل العملاء والمرتزقة هذه الأيام والذين باعوا أعراضهم وأرضهم بقليل من حطام الدنيا..
ستكون شرارة
من جانبه أكد الدكتور سامي الوزير – باحث تاريخي في الهيئة العامة للآثار والمتاحف, متحف التراث الشعبي, صنعاء- أن الرئيس الصماد جسد على أرض الواقع شعار ((يد تبني ويد تحمي)) , ورحيله يعد خسارة للوطن ولجميع اليمنيين الأحرار , كان رجلا نادرا عمل بكل جد وإخلاص في سبيل عزة وكرامة الوطن, فكان رجلا لا يتوانى في زيارة جبهات الحدود وشد أزر المقاتلين وكان لعلاقاته المتميزة مع زعماء القبائل دور كبير في رفد جبهات القتال بالمقاتلين الأشداء, كما جسد الرئيس الشهيد الصماد روح التسامح والتنسيق مع مختلف القوى الوطنية المناهضة للعدوان السعودي الإماراتي في الداخل, وكان كل همه الحفاظ على الجبهة الداخلية موحدة ومتماسكة في وجه العدوان الخارجي الغاشم وكان يرفع شعار بناء الدولة اليمنية الحديثة, وقد جسد سلوك القائد المتواضع مع جميع أبناء الشعب اليمني وقد استطاع أن يثبت على أرض الواقع انه رئيس وقائد لكل اليمنيين فلم يكن يفرق بين أحد منهم فكل اليمنيين كانوا عنده سواء و كان رجلا قويا فكما كان رجل حرب وقائدا محنكا في الجبهات فقد كان أيضا رجل سلام كان يدعو للسلام لا الاستسلام من خلال مبادراته إلى وقف العدوان الغاشم والحرب العبثية الظالمة على الجمهورية اليمنية..
وأشار الوزير إلى أن العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي قد ارتكب جريمة نكراء باستهداف حياة الرئيس الشهيد صالح الصماد, وأن استشهاده سيكون الشرارة لانطلاق حرب مفتوحة, وستكون العمليات نوعية أكثر داخل عمق العدو ليس للثأر للرئيس الشهيد الصماد فقط ، وإنما للثأر لدماء كل الشهداء الأبرياء الذين سقطوا بسبب تعنت وإجرام دول معتدية دون وجه حق على اليمن أرضا وإنسانا رحم الله الشهيد الرئيس الصماد وكل شهداء الوطن والمجد والنصر إن شاء الله للجمهورية اليمنية .
النفير
عندما نتكلم عن مؤسس هذا الشعار وغارسة والذي سقى غرسة بذرته بدمه الطاهر, فإن من يحيد عن هذا المشروع يجب أن ينزع من الأرض اليمنية كما تنزع الأعشاب الضارة من حول الأشجار النافعة وإلا سنخون تلك الدماء وذلك النهج ومن يخن ذلك سينال سخطا من الله في الدنيا والآخرة.
بهذه العبارات استهل الدكتور يوسف الحاضري –باحث ومحلل سياسي- حديثه مواصلا القول: لكي نتوفق في يد تبني يجب أن نبتر تلك الأيادي التي تحارب الأمن والاستقرار ، وتعيق حركة الحماية سواء بفمها أو بحركتها والجميع من أبناء اليمن معني بذلك أيضا معني بالحركة الجهادية سواء بالنفير لمعسكرات التدريب والتأهيل والاستعداد لأي احتياج للقتال أو للتجنيد لنشكل جيشا يمنيا حقيقيا مبنيا على أساس ديني حقيقي ، أما مشروع البناء فاليد التي يجب أن تكون ضمن البناء تمتلك مواصفات الطهر والنظافة, والخالية من الفساد كما كانت يد الرئيس الشهيد -سلام الله عليه- ثم يجب بتر كل الأيدي التي ترفض أن تؤمن بهذا المشروع من الفاسدين هنا أو هناك غير مبالين بما يقدمه الإنسان اليمني من تضحيات لأجل اليمن أرضا وإنسانا ..
معركة مشروع بناء الدولة
وبعد برهة صمت بسيطة بدأت الدكتورة نجيبة محمد مطهر حديثها بالتساؤل: ماذا نقول على الشهيد الرئيس الصماد؟ وتجيب وعلى لسانها الآية الكريمة قال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون), فهذه الآية هي أعظم قول يستحقه الشهيد الصماد ، البطل الذي ضحى بدمه، وبذل روحه رخيصةً وهو يتلمس احتياجات المواطنين ويزور مواقع المجاهدين وسيصبح جسده منارة تضيء الطريق لكل المجاهدين من أبناء اليمن ، لتوقد في نفوسهم العزيمة والهمة لمتابعة طريقك .
مؤكدة أن استهداف الرئيس الشهيد لا يعد علامة شجاعة للعدوان ولا دليل قوة، وإنما جريمة جديدة تُضاف لسجل الجرائم التي لن يلغيها الصمت الدولي المدفوع لها من الأموال الخليجية، وستبقى تلاحق مرتكبيها، وستنتقم أرواح الضحايا منهم مهما طال الزمن…
موضحة ان استهداف العدوان لهذه الشخصية البارزة دليل واضح على فشلها وعجزها في الميدان.. وأن هذه الجريمة تستوجب القصاص والرد بالمثل فالنفس بالنفس والرئيس سيكون القصاص له من أمراء وقادة العدوان.
ولفتت إلى أن الشهيد الصماد أثبت قدرته وجدارته منذ تحمله مسؤولية إدارة شؤون البلاد ومعركة الدفاع عن الوطن في ظل ظروف بالغة التعقيد جراء الحرب والحصار السعودي الأمريكي الإماراتي ونقل البنك المركزي إلى عدن وإيقاف صرف مرتبات موظفي الدولة وتوقف الإنتاج المحلي جراء العدوان والحصار وكذا توقف التجارة الخارجية والمساعدات والقروض الأجنبية. ومع ذلك تمكن الشهيد الصماد مع زملائه في المجلس السياسي والحكومة من مواجهة التحديات والتغلب على الصعوبات وبذل جهود متواصلة في اتجاه وحدة وصمود الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان والحصار ودعم الجبهات وإعادة بناء مؤسسات الدولة واستئناف نشاطها وتفعيل دورها.
مبينة أن معركة الرئيس الشهيد الصماد الأخيرة كانت هي معركة مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة في الشعار الذي رفعه قبل أقل من شهر على استشهاده ( يد تحمي ويد تبني ) واستنفد في سبيل ذلك كل طاقاته وقدراته , حتى سقط شهيدا في ميدان الجهاد, تلك كانت وصيته إلى شعبه(يد تحمي و يد تبني) وأكيد أن كل اليمنيين سيحرصون على تنفيذها والعمل بها ..
وأضافت: لن ننكسر ولن نهزم نفسياً باستشهاد الصماد بل سنقهر العدوان لن نكون إلا صابرين وصامدين ، فالرئيس الصماد لم يقتل وهو على موقف باطل بل استشهد وهو يخوض معركة متعددة الصراع في مختلف المجالات السياسية والإعلامية والمؤسسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية .. وسنجعل من شهادته جسراً نصنع منه النصر على العدوان وسنجعل العدوان يندم حين أقدم على هذه الخطوة ونحن قادرون على ذلك بثقتنا بالله وبالمضي على نفس المشروع الذي سلكه الصماد حتى صار شهيداً..
واختتمت حديثها بالقول: ينبغي أن نكون أقوياء لدرجة لا نجعل العدو يفرح بحزننا فينعكس استشهاد الصماد علينا سلباً بل يجب أن ينعكس علينا إيجابا وعزماً وصموداً وإرادة لا تلين في مواجهة هذا العدوان الظالم.. ينبغي أن نكون أقوياء بقوة السيد عبد الملك فهو أكثر إنسان متألم على الشهيد الصماد لأنه فقد رجلاً من أبرز رجاله الصادقين لكنه لن يهزم نفسياً بل سيحتسب ذلك قربانا عند الله ويستمر في المضي قدماً .. أما العدو الذي سولت له نفسه قتل الصماد فعليه أن لا يفرح كثيراً وسنواصل المشوار حتى لو سقطنا جميعاً شهداء.