*تزامناً مع قدوم شهر رمضان:
الثورة / هيثم القعود
ما هي إلا أيام معدودة ويبدأ شهر رمضان الكريم, الذي فيه الخير والرحمة والهداية للبشر جميعا لكن هناك غصة وقلقا يشعر به كل مواطن بسبب ارتفاع أسعار الاحتياجات الأساسية للمواد الغذائية حيث للأسف الشديد مع اقتراب هذا الشهر العظيم تتزامن عادة سيئة يتبعها التجار بتصعيد أسعار السلع التموينية نظراً لزحمة وإقبال المستهلكين عليها ما جعل بعضهم يتمادى باستغلال هذه الفريضة الدينية وفرض أسعار جنونية تجعل المستهلكين في حيرة دائمة تجاه غياب دور الرقابة لمثل تلك الظواهر التي تستغل حاجيات الناس ومعيشتهم اليومية .. آراء عدة للمستهلكين حول هذه الظاهرة تجدونها في ما يلي :
مهام إضافية
(أفراح البعداني) موظفة في أحدى منشآت القطاع الخاص في مجال الالكترونيات أكدت: أن مستلزمات وحاجيات رمضان هذا العام هي الأرفع سعراً نتيجة الحصار وصعود العملة الأجنبية إلى أعلى المستويات .. فيما هناك تجار يستغلون هذا الظروف يرفع الأسعار إضعافا مضاعفة لأسباب عده منها: أن معظم التجار اليمنيين لا يقنعون بالربح المعقول وهو نتاج طبيعي لغياب الرقابة الذي سهل له وضع أسعار حسب رغباتهم اللا واعية لتصل إلى المستهلك للبحث عن بدائل لتلك المنتجات والسلع المرتفعة أسعارها بمنتجات رخيصة السعر ورديئة الصنع وأحيانا قد تكون مضرة بصحة المواطنين .. وعن رغبتها المقبلة في تبضع وشراء السلع الرمضانية. أردفت أن راتبها لا يكفي لشراء كامل احتياجات شهر رمضان , بالإضافة إلى شراء الغاز المنزلي , وإيجار المنزل الأمر الذي توجب علينا كموظفي قطاع خاص بالعمل الإضافي لساعات أكثر مقابل سد احتياجاتنا الضرورية بدون مكملات أو أشياء ترفيهية.
تسهيلات ..
حاولنا مراراً وتكرارا تسهيل بيع منتجاتنا للمواطنين لكن الظروف الاقتصادية بالبلد هي التي جعلتنا مجبرين على بيع السلعة ولو بفائدة قليلة – هكذا تحدث التاجر رائد المساوى أحد تجار الجملة للمواد الغذائية في العاصمة صنعاء حيث صرح: إن عوائق الاستيراد وصعوباته الجمة جعلتنا مجبرين لخيارين إما التوقف عن مزاولة مهنة التجارة أو الاستسلام للوضع الحالي وبمواكبة التغيرات التي حدثت للبلاد والظروف السياسية مؤخراً.
وعن أسباب الارتفاع الباهظ للسلع الغذائية أشار (محمد) إلى أن ارتفاع سعر العملة الأجنبية مقابل العملة المحلية, ومضاعفة تكاليف الجمارك أكثر من مرة, بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية استوجب علينا مواكبة التغيرات ورفع أسعار المواد السلعية بربح ضئيل لا يتجاوز قيمة المصروفات التشغيلية.
موسم سنوي
(فكري ناجي) موظف في إحدى الجهات الحكومية صرح أن المواد الغذائية وغيرها من المواد الأخرى باتت بمثل الأسهم الاستثمارية في صعود مستمر لا نزول له .. وأضاف: رغم الإمكانيات الشحيحة وانعدام المرتبات لمدة 8 أشهر متواصلة إلا أن معظم التجار أصبحوا قبل هذا الشهر الفضيل بمثابة مفخخين بالأسعار المرتفعة لا فاتحين للخير والرحمة والتعاطف مع بعضنا البعض خصوصا وأننا في شهر فضيل يستوجب منا نبذ الجشع واستغلال ظروف المواطنين خصوصا في ظل المرحلة الراهنة. وأكد على أهمية زيادة الرقابة من قبل السلطات المعنية للحد من هذه الظاهرة التي باتت للتجار بمثابة موسم سنوي لجني الربح الوفير من مستهلكين بات همهم توفير لقمة العيش وشراء الأساسيات الضرورية بعيداً عن الكماليات التي لم تلق موضعها منذ زمن طويل .
الدولار .. الهم الأول والأخير
لاشك أن أهم العوامل لارتفاع أسعار المواد الغذائية هو صعود العملة الأجنبية أمام العملة الوطنية حيث أن غالبية السلع المتوفرة في السوق المحلي مستوردة بل ويستلزم شراؤها بالعملة الصعبة مما ينعكس ذلك سلباً على قيمة العملة المحلية.. هكذا عبر (وليد الحدي) أمين عام الجمعية اليمنية لحماية المستهلك وتشجيع الإنتاج المحلي حيث تحدث : إن تكلفة الشحن من بلدان المنشأ إلى البلد تضاعفت بسبب ارتفاع كلفة التامين على الناقلات الواردة لليمن بسبب الحرب مما أضاف أعباء مالية جديدة تنعكس على السعر النهائي للسلع في السوق. (وليد الحدي) أبدى اسفه إزاء غياب الدور الرقابي الحكومي على التجار الذي شجع البعض منهم على التلاعب بالأسعار , بالإضافة على غياب الوعي الاستهلاكي حيث يحرص غالبية المستهلكين إلى المبالغة في شراء السلع أضعاف الحاجة الأمر الذي يؤدي إلى خلل في ميزان العرض والطلب مما ينتج عنه ارتفاع في أسعار المنتجات.