محافظ تعز يتحدث لـ “الثورة”عن توجهات الرئيس المشاط وما دار في لقائه بمحافظي المحافظات

¶ الرئيس الشهيد كان شخصية جامعة وبرنامجه “يد تحمي ويد تبني” سيكون برنامج العمل في كل أجهزة الدولة
عرضنا تنازلات للسلام ومبادرة للتوافق على إدارة مستقلة لتعز ولم نتلق رداً
حريصون على أمن وسلامة المدنيين.. وسنظل نراعي الجوانب الأخلاقية والإنسانية
استعادة دولة المؤسسات وسيادة القانون ومبدأ الثواب والعقاب ابرز توجيهات المشاط
الرئيس المشاط أكد أن أي قصور أو أخطاء لن تستمر والمحاسبة ستبدأ من مايو
عندما عُيِّنت محافظاً لتعز كانت كل المقرات الحكومية إما أُحرقت وأُتلفت وتم نهبها أو وقعت تحت سيطرة المرتزقة
المحافظ المعين من الفار هادي عمل وسط المدينة ما يشبه المنطقة الخضراء في العراق واستعان بكتائب لحراسة مقر إقامته فكيف سيوفر أمناً للمواطنين المتواجدين في تلك المناطق؟
حوار/
مجدي عقبة
أكد محافظ تعز عبده محمد الجندي ان المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية تنعم بالأمن والاستقرار بعكس المناطق التي تحت سيطرة المرتزقة والتي تعيش انفلاتا امنيا غير مسبوق ومواجهات مسلحة بين فصائل المرتزقة واعمال قتل وسفك دماء ونهب ممتلكات عامة وخاصة.
وقال الجندي في حوار مع صحيفة “الثورة” : لدى المرتزقة أكثر من قرار ونحن لدينا قرار واحد، وبالتالي علينا تسهيل انتقال المواطنين من تلك المناطق إلى مناطق سيطرة الجيش واللجان رغم أن المنافذ خاضعة لسيطرة المنافقين وهم من يمنعون المواطنين من الهروب من تلك المناطق التي تحولت إلى سجن كبير لأهالي تعز أما من جانبنا فلا يوجد أي منع ولا أي منافذ.
مؤكدا ان اليمن أمام معركة اقتصادية ومعركة إعلامية ومعركة سياسية وهي عناصر المواجهة والمعركة العسكرية ما هي إلا عنصر من هذه العناصر، وسيظل اليمنيون ثابتين ومنتصرين وسنحقق خطوات ملموسة بدعم القيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط إلى جانب كل الخيرين والشرفاء من أهالي المحافظة.
الجندي تطرق في هذا الحوار الى العديد من القضايا الهامة وكشف المستور في محافظة تعز.. نتابع:
بداية ما هي نتائج لقاء الرئيس المشاط مع المحافظين؟
– الرئيس مهدي المشاط أكد على شعار “يد تحمي ويد تبني” وشدد على مواصلة مسيرة الشهيد صالح الصماد، ولهذا استهل أول اجتماعاته بلقاء مع المحافظين وطرح انه لا يريد محافظين يقيمون في صنعاء ولا يريد محافظين غائبين أو متقاعسين بل محافظين في محافظاتهم قريبين من الناس يشعرون بآلامهم ويتلمسون احتياجاتهم ويعملون على تحقيق آمالهم.
كانت كلمته جادة ومسؤولة، فقد قال نحن نريد بناء دولة سيادة القانون وعبر عن رغبته في تفعيل القوانين والمؤسسات وقال يجب أن تستمر ويعاد لها اعتبارها، وأكد أنه إذا كان قد حصل أي قصور في فترة من الفترات فهذا لا يعني استمراره، وقال إننا قد نكون اقترفنا بعض الأخطاء سواء بقصد أو من دون قصد لكن نقول علينا أن نبدأ من الآن، وشهر مايو سيكون بداية للثواب والعقاب، لن نحاسبكم على الماضي ولكن سنبدأ من شهر مايو.
ما هي أبرز الانطباعات والدلالات التي خرجت بها ولمستها في الاجتماع؟
-كان الرئيس مهدي المشاط جادا في كلامه وكان صريحا، وجدت فيه رجلا قليل الكلام كثير العمل، ونحن بحاجة لرئيس من هذا النوع لكي يعيد للقانون هيبته وللمؤسسات اعتبارها لأنه في فترة من الفترات استخدم القانون استخداما خاطئاً وتم إفراغ القوانين من محتواها الايجابي، حتى انه عندما تقترب من المواطن وتقول له انجز معاملتك حسب القانون يقول لك ضيعت معاملتي وكأن اللا قانون أصبح هو القاعدة والقانون مجرد استثناء لأنه للأسف خلال مرحلة من المراحل كان هذا الاعتقاد هو السائد.
من المؤكد أن الرئيس مهدي المشاط يريد أن يعيد للقانون هيبته وللمؤسسات فاعليتها ويريد للمحافظين أن يعملوا ليل نهار ويعززوا صلتهم بالناس باعتبار المحافظ هو ممثل رئيس الجمهورية في محافظته وقد قال لنا ذلك بالحرف الواحد انتم رجالي في المحافظات. وقال نحن نريد أن نحاسب على الواجبات لكن مع توفير الحد الأدنى من الحقوق وهذا هو الإنصاف لأن طرح الواجبات من دون الحقوق فيه نوع من الظلم.
إجمالا.. ما هو العنوان العريض لكلمة المشاط الذي خلص إليه الاجتماع وسيتم البناء عليه؟
– كانت كلمته ذات دلالة بعيدة وذات مفاهيم ملموسة، فنحن أمام مرحلة جادة وعلينا أن نتمسك في هذه المرحلة بتوجهات وخطابات الرئيس الشهيد صالح الصماد الذي ترك لنا شعار “يد تحمي ويد تبني”، وبالتالي لا يجوز أن نهمل الدفاع عن الوطن لصالح البناء ولا أن نترك البناء بذريعة الدفاع عن الوطن الكل يجب أن يسير الدفاع والبناء بشكل متوازٍ ومتناغم.
الحقيقة إنها كانت كلمة ايجابية، بعدها تكلم وزير الإدارة المحلية نيابة عن المحافظين وقال نحن نعلن دعمنا وتأييدنا للرئيس مهدي المشاط وسنعمل على تطبيق توجيهاته. ثم تحدث رئيس الوزراء وأشاد بالمحافظين حتى لا يفهم من أن كلام الرئيس الذي ركز على الواجبات أنه يعني التقليل من دور المحافظين.
بالعكس الرئيس أشاد بالمحافظين وقال انتم رجالي في المحافظات وسنراقب وسنتابع وسنتصل بكم مبكرا. الحقيقة انه أعطى المحافظين مكانة كبيرة ومنحهم صلاحيات واسعة وقال إن القانون سيكون الحكم بيننا وبينكم، لن نتعامل معكم إلا بالقوانين لا يمكن أن نستخدم إجراءات خارج إطار القانون ولا يمكن أن نتغافل عن بعض الأعمال أو نتهاون عن من لا يضع أهمية للقوانين.
كيف ستترجم السلطة المحلية في تعز نتائج هذا الاجتماع وتوجيهاته؟
– الرئيس مهدي المشاط خلال لقائه مع المحافظين ركز على ضرورة الالتزام بالنظام والقانون، وهذا بعث لدينا ارتياحا وسننطلق من النظام والقانون وسنعمل على تفعيل تطبيق القوانين فلدينا مجموعة من القوانين المتطورة التي بإمكانها أن تساعدنا في استعادة دولة النظام والقانون لأنك لو قارنت بين المناطق التي يتمركز فيها الجيش واللجان والمناطق الخاضعة لقوى الارتزاق ستلاحظ الفرق شاسعاً.
ما هي ابرز ملامح هذا الفرق الشاسع؟
– المناطق التي تخضع لسيطرة قوى العدوان لا يوجد فيها لا أمن ولا استقرار بعكس المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش واللجان الشعبية، والتي تعيش واقعا مستقرا ويعمها الأمن والاستقرار ولا توجد فيها “قاعدة” ولا “داعش” ولا عصابات تقطع ولا يستطيع أي شخص أن ينتقم من خصمه بطريقة همجية كما يحدث في تلك المناطق الخاضعة لسيطرة المرتزقة.
كذلك أنصارهم يقولون لهم لم تستطيعوا أن توجدوا ربع الأمن الموجود في مناطق سيطرة الجيش واللجان، فإذا كان المحافظ المعين من الفار هادي عمل وسط المدينة ما يشبه المدينة الخضراء في العراق واستعان بكتائب لحراسة مقر إقامته فكيف سيوفر أمناً للمواطنين المتواجدين في تلك المناطق.
عندنا كل شيء خاضع للنظام والقانون، ولو زرت تعز وتنقلت بين أرجائها ستلاحظ الفرق لكن هذا لا يكفي إذ علينا أن نبذل الجهود لمزيد من الأمن والاستقرار، وعلينا أن نعمل على نقل هذا النموذج إلى داخل المدينة، إلى المناطق التي تخضع لسيطرة المرتزقة.
لديهم أكثر من قرار ونحن لدينا قرار واحد، وبالتالي علينا تسهيل انتقال المواطنين من تلك المناطق إلى مناطق سيطرة الجيش واللجان رغم أن المنافذ خاضعة لسيطرتهم وهم من يمنعون المواطنين من الهروب من تلك المناطق التي تحولت إلى سجن كبير لأهالي تعز أما من جانبنا فلا يوجد أي منع ولا أي منافذ.
ماذا عن تنفيذ مشروع بناء دولة المؤسسات والقانون الذي أعلنه الشهيد الرئيس الصماد وأكد عليه الرئيس المشاط.. ما هي خطة السلطة المحلية في تعز لتنفيذه، وأبرز معوقاته؟
– تعز هي أمام تحديين، التحدي الأول: هو المرتزقة ووجود جبهات في أكثر من مديرية، تقريبا معظم مديريات تعز توجد فيها جبهات لكن الجيش واللجان الشعبية يقفون لهم بالمرصاد رغم ما يملكون من سلاح وأموال ومرتزقة متعددي الجنسيات والديانات والاتجاهات وبالتالي فإن ما تبقى من مديريات ومناطق في تعز تحت أيديهم سوف تحرر.
ما هي خارطة السيطرة في تعز الآن؟
– ليس لديهم أي مديرية كاملة في الوقت الذي توجد هناك ١٣ مديرية كاملة تحت سيطرة الجيش واللجان، ومعظم المناطق الأخرى الجيش واللجان الشعبية موجودون فيها، وبالتالي هذا التحدي الأول سنحشد للجبهات، سنحشد الناس لمساندة الجيش واللجان الشعبية، لدينا من المقاتلين ما يكفي لكننا بحاجة إلى استيعاب من يريد التجنيد ضمن صفوف الجيش واللجان الشعبية وإعدادهم الإعداد الجيد ليكونوا قادرين على تحقيق الانتصارات، إذ لم يحدث أننا في تعز جندنا طفلاً واحداً، هم من يجندون الأطفال ويستخدمونهم تارة يسمونهم “صعاليك” وتارة يسمونهم “مقاومة”، أما نحن فلدينا لجان شعبية أفرادها في إطار السن القانونية المحددة للتجنيد.
إذاً سنمضي في هذا الاتجاه وسنحقق نتائج ايجابية بعون الله وبالتعاون مع قيادة المنطقة الرابعة التي يقودها اللواء الركن عبداللطيف المهدي وهو رجل يعمل بصدق وبنكران ذات لا يحب الأضواء ولا يحبذ الخطابات إطلاقا، وبالتالي سنتعاون مع هذا الرجل ومع غيره من رجالات الدولة ومع كل الشرفاء من أهالي تعز لكي نحقق الثبات في كل الجبهات ولدينا في تعز أكثر من ١٥ جبهة.
ما هو التحدي الثاني الذي يواجه مشروع دولة المؤسسات والقانون في تعز؟
– التحدي الثاني، سنعمل على بناء واستعادة مؤسسات الدولة وقد قطعنا شوطاً كبيراً في هذا الجانب لأننا عندما جئنا إلى تعز لم تكن لدينا أية مؤسسة، كل المقرات الحكومية إما أُحرقت وأُتلفت وتم نهبها أو وقعت تحت سيطرة المرتزقة. لكننا انطلقنا من تحت الأشجار، انطلقنا من بيوتنا، من بيوت أصدقائنا حتى استطعنا أن نلتقي بكل مدراء الإدارات سواء مدراء المديريات أو مدراء المكاتب التنفيذية وقطعنا شوطاً كبيراً جدا في تفعيلهم.
والآن نحن في طور الانتقال إلى تفعيل هذه المكاتب لكي تقوم بمسؤوليتها تجاه المواطن ومادام وقد تم جمع هذه الإدارات ووجدت لها مقرات بديلة عليها أن تنطلق وتقدم واجبها وفق الإمكانيات المتاحة،، سنخطو خطوات ايجابية بشكل متواز مع ثبات وانتصارات القوات المسلحة واللجان الشعبية، وبالتالي فإن المهمة أمامنا ليست بسيطة وكما طرح مهدي المشاط انه لابد علينا أن نحدد لنا برامج عمل للمهام التي سننجزها، ماذا سنقدم في هذا الجانب وفي ذاك الجانب، في مجال الكهرباء ماذا سنقدم, في مجال الصحة؟.
حدثنا عن حقيقة الأوضاع الخدمية في تعز الآن.. كيف هي وماذا تحتاج؟
– تقريبا ليس لدينا أي مستشفى حكومي، كل المستشفيات والمرافق الصحية إما سقطت في أيديهم أو دمرت ونهبت فنحن نعمل من الصفر وعلينا أن نسأل أنفسنا ماذا سنعمل في مجال التعليم ، فحتى الجامعة تحت سيطرتهم وقد عملنا على إيجاد جامعة بديلة فيها من الكليات ومن المدرسين ما جعلها أفضل من الجامعة التي تحت سيطرتهم.
أمامنا أيضا تحد وهو مجال الإدارة المحلية، مدراء المديريات المجالس المحلية والمكاتب الإيرادية، سنعمل على تفعليها لنتمكن من إيجاد إيرادات تشغيلية، سنجعلها تعمل بالتوازي مع بقية المؤسسات لتجاوز الصعوبات نحن أمام معركة اقتصادية ومعركة إعلامية ومعركة سياسية وهي عناصر المواجهة والمعركة العسكرية ما هي إلا عنصر من هذه العناصر.
نحن ثابتون ومنتصرون وسنحقق خطوات ملموسة بدعم القيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط إلى جانب كل الخيرين والشرفاء من أهالي المحافظة.
راهن البعض على جريمة اغتيال السعودية وأمريكا الرئيس الصماد.. ما هي الآثار المترتبة على هذه الجريمة برأيك؟
– اعتقد أن الذين نصحوا قوى العدوان السعودي الإماراتي وعلى رأسها القيادة الأمريكية بأن الحل هو أن تقتلوا رئيسهم صالح الصماد الذي بدأ اسمه ينتشر بين الناس، كان مخطئاً في التقدير. فقد اعتقدوا أن اغتيال صالح الصماد سيكون نهاية لمرحلة وبداية لمرحلة أخرى، نهاية لمرحلة من المقاومة والثبات والمواقف الجادة وبداية لمرحلة أخرى من الترهل والانهيار.
هم دائما يتحدثون بأن المليشيات في حالة انهيار هم يصفوننا بالمليشيات ويقولون أننا منهارون وهذا استنتاج خاطئ أكدته الأيام والأحداث ومازالت تؤكده، فشعار صالح الصماد “يد تحمي ويد تبني” قد تحول إلى برنامج عمل تردده الملايين في كل المحافظات، حتى تلك المحافظات التي تخضع لنوع من السيطرة، أنا لا أقول استعمار، فالاستعمار بشكله القديم كان مرحلة وقد انتهى نحن اليوم في عصر الديمقراطية، عصر الشعوب، عصر الحريات، وبالتالي لا يمكن للإنسان أن يعود إلى الخلف.
الملايين التي خرجت في ميدان السبعين وبقية المحافظات اكبر دليل على أن اغتيال الصماد تحول إلى زلزال يهدد هؤلاء الذين اعتقدوا أن الشعب اليمني سينتهي وسيرضخ ويستسلم ويجعلهم أمام مواجهات من نوع جديد، لذلك هم يركنون إلى ما لديهم من حماية خاصة، فقد أفصحوا أنهم الآن يستندون إلى دعم المستشارين الأمريكيين الخبراء الاستعماريين الذين أتوا بهم لحماية حدودهم.
ما دلالة هذا الإفصاح في هذا التوقيت بالذات في تقديرك؟
– أمريكا قالت على استحياء إن مستشاريها وخبراءها الاستعماريين يحمون حدود السعودية، أمريكا خجلت من أن تقول يساعدون على احتلال اليمن لأن هذا العصر لم يعد عصر الاستعمار. الاستعمار كلمة مقززة والشعوب عندما تسمع كلمة استعمار تنتفض للدفاع عن السيادة الوطنية والكرامة وكان السيد عبدالملك الحوثي قد استوعب هذه الحقيقة وقال في كلمته الأولى عند اغتيال الصماد أن جريمة اغتيال الصماد كانت وفق مخطط أمريكي.
أنا لا اعرف كيف أن الأمريكيين الذين يدعون أنهم أصحاب حضارة يفكرون هذا التفكير الضحل ويغتالون رجل السلام، فالصماد كان شخصية جامعة استطاع أن يجمع الناس كلهم وكانت له مواقف حتى في حالة الخلاف بين المؤتمر وأنصار الله كانت مواقفه محايدة ومواقف جادة وحريصة على الوحدة الوطنية، فهو لا يؤمن بقضية سجن الناس لكي يستسلموا، فلسفته تقول “نكسب الناس من خلال العفو العام وإرساء مبدأ التصالح والتسامح”.
وهذه السياسة ثبتت فاعليتها وهي كفيلة بأن تحول الأعداء إلى أصدقاء والقوى النقيضة إلى قوى متحالفة، فالصماد كان يعمل على توسيع دائرة التحالف لمواجهة القوى المعتدية التي ما برحت فعلا تستخدم كل أنواع السلاح ومع ذلك وجدت نفسها عاجزة عن تحقيق ما زعمت من أهداف، اغتيال الصماد مرحلة فاصلة وبالتالي عادت علينا بنتائج ايجابية.
السيد عبدالملك الحوثي كان قد نصح الرئيس صالح الصماد بعدم الإكثار من السفر إلى المحافظات لأن هناك رصدا جوياً وهذا دليل على بعد نظر السيد عبدالملك الحوثي ودليل على وعيه بما يقوم به الأعداء فطبيعة القائد تجعله يستوعب ما يخطط له الأعداء والسيد عبدالملك الحوثي كان حكيما عندما نصح الصماد بعدم السفر إلى الحديدة، وقد تبين لاحقا أن السيد كان على حق وعندما قال السيد هذا الكلام لصالح الصماد فهو كان ينصحه من باب الحرص عليه.
ذكرت أن جريمة اغتيال الرئيس الصماد خيبت رهان قوى العدوان وكان لها تداعيات إيجابية.. ما هي هذه التداعيات؟
– الرئيس صالح الصماد كان يمتلك من الصلاحية ما تكفي ليكون قادرا على النجاح ومن النتائج الايجابية التي ستنقلب إلى وبال على الأعداء أن الشعب السوداني بدأ يضغط على قيادته لسحب قواتها من اليمن، وقد يقول قائل إن هذا الموقف جاء متأخراً ولكن أن يأتي موقف جاد متأخر خير من ألا يأتي، وهذا فعلا نتيجة من نتائج اغتيال الصماد وكيف انقلب الرأي العام الشعبي الذي ظهر من خلال التشييع المهيب، الملايين التي خرجت تذرف الدموع وترفع الشعارات وتتحدى الغارات.
برأيك كيف استقبلت قوى العدوان التشييع المهيب للرئيس الصماد.. ماذا قرأت فيه؟
– بالله عليك المحلل المحايد عندما ينظر إلى تلك الملايين المحتشدة في ميدان السبعين وتلك الصواريخ التي كانت تسقط على رؤوس الناس وهم لا يتزحزحون من أماكنهم ثابتين ثبوت الجبال، سيجدها لوحة معبرة عن إرادة الشعب اليمني، وقد تجسدت من خلال تلك الجموع وعن التحدي لتلك الصواريخ وتلك الطائرات وتلك التكنولوجيا.. صواريخ تنهال على رؤوسهم وهم ثابتون لا يتزحزحون. شيء مثير للاستغراب لكنه مبدأ، لأن قوة المبادئ وقوة الإيمان عندما تلتقي توجد حالة من حالات الثبات والاستماتة والتحدي.
قال ترومبي وهو مؤرخ كبير ومعروف إن الحيلة هي صراع بين التحدي وبين الاستجابة. واعتبر أن إسرائيل تحدٍ للأمة العربية، واعتبر أن الأمة العربية ستلتقي كلها للاستجابة لهذا الخطر والتحدي المتمثل بإسرائيل وساق أمثلة من التاريخ بأن الحياة صراع ما بين الاستجابة والإرادة وأن الموجب ينتصر على السالب من بداية صراع الإنسان مع الأدغال مع الزواحف حتى حين قيام الحضارات فقد كانت الحضارات تقوم على التحدي.
وبالتالي فإن ما حدث في ميدان السبعين من حشود وثبات رغم الغارات يؤكد أن الشعب اليمني هزم كل التحديات، لأن التحدي إما أن يسحقك أو أن تسحقه، سيسحقك إذا أنت استسلمت وستسحقه إذا أنت صمدت وقاومت وثبت، هكذا قامت الحضارات لأنها انتصرت على كل عوامل القهر.
كيف تنظر إلى واقع محافظة تعز جراء العدوان وإرهاب الجماعات المسلحة في المحافظة؟
– تعز الخاضعة لسيطرة الجيش واللجان الشعبية أفضل من تعز الخاضعة لسيطرة المرتزقة، هناك النفس البشرية ليس لها قيمة، تزهق الأرواح لأتفه الأسباب لا يوجد أي امن،. لكن عندنا الأمن موجود والحركة موجودة وباستطاعتك التنقل في كل المناطق بأمن وأمان وحتى آخر الليل بعكس تلك المناطق التي تتوقف فيها الحركة تماما لا يوجد أي خروج ولا دخول من بعد المغرب وإذا خرجت لا تضمن حياتك.
ما الذي أخر حسم المعارك في هذه المناطق؟
– نحن حريصون في معاركنا مع الأعداء على عدم إراقة الدماء والحفاظ على النفس البشرية التي حرم الله قتلها، ولذلك فإن ابرز الأسباب في تأخير الحسم العسكري في تعز هو مراعاتنا للجانب الإنساني والمدنيين. لو كانت القضية قضية دخول مسلح واشتباك استطيع القول أنهم لن يصمدوا أمام الجيش واللجان أياما، لكننا نعمل حساب المدنيين والأطفال.
وسبق وأن قدمنا مبادرات في هذا الجانب عندما كان أبو علي الحاكم قائد المنطقة العسكرية الرابعة قلنا لهم أنه ليس لدينا مانع أن ينسحب الجميع من المدينة وتسلم لإدارة مستقلة وليس لدينا مانع أن يتولى المحافظ المعين من قبلكم إدارة المدينة بشرط أن ينسحب جميع المسلحين إلى خارج المدينة بما فيهم المسلحون التابعون للجيش واللجان الشعبية لنجنب المدينة القتال الذي يدفع ضريبته الأبرياء من المدنيين، هم رفضوا هذه المبادرة أو بمعنى أدق هم لم يقبلوها ولم يرفضوها صمتوا أمامها لأنهم لن يستطيعوا أن يرفضوها أمام الناس ولن يقبلوها في قرارة أنفسهم.
ونحن في العام الرابع للعدوان.. هل لدى السلطة المحلية في تعز احصائية نهائية بعدد ضحايا العدوان من شهداء وجرحى المحافظة ؟
هذا سيكون من ضمن مهامنا المستقبلية، فقد شكلنا لجنة لحصر أعداد الشهداء والجرحى وقمنا بإنشاء الهيئة العامة للشهداء، وقد وفرنا لهم المتطلبات لكي يقوموا بدورهم وإجراء مسح ميداني كامل للشهداء من أبناء المحافظة في كافه المناطق، وسنعمل خلال شهر رمضان على مواساة أسر الشهداء وتقديم واجب العون لهم وهذا من ضمن المهام الضرورية التي يجب أن نقوم بها. وإن شاء الله في أول لقاء قادم حين تكمل اللجان مهمتها سأجيب عن هذا السؤال.
إنسانيا، ماذا عن النازحين من أهالي محافظة تعز.. كم عددهم ؟ وما قدمت السلطة المحلية لهم ؟
النازحون من تعز كثير، معظم النازحين هم من المناطق الخاضعة لسيطرة المرتزقة وعددهم كبير، ما يقارب نصف مليون نازح من أبناء تعز موجودين في صنعاء ومثلهم أو أقل بقليل موجودين في إب. الآن إب تزدهر فأبناء تعز يعمرون المدن، سابقا كانت تعز منطقة تعمير الآن أبناء تعز يعمرون المناطق المتواجدين فيها.
على ذكر التعمير.. هل توقف في تعز، وما دور السلطة المحلية في هذا الجانب؟
– استطيع القول إن المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش واللجان يوجد فيها عمران وتطور نتيجة الأمن والاستقرار الموجود في تلك المناطق ومن خلالكم استغل الفرصة وأناشد هيئة المساحة والتخطيط العمراني بأن يسارعوا في إنزال المخطط، ستبنى مدينة جديدة لكنها للأسف ليست مخططة وبالتالي علينا أن نعمل على أن تكون مدينة حضارية حتى لا يحصل في هذه المرحلة الاستثنائية اعتداء على الشوارع وتبنى بيوت مخالفة وبالتالي ستكون إزالتها أمرا صعباً جدا.
تعز الجديدة والتي تمتد إلى مدينة القاعدة والى منطقة الهشمة، تعز الجديدة بعيدة عن هؤلاء المسلحين، الآن بعض أبناء تعز بدأوا بالعودة إلى مناطق الجيش واللجان ولكن ليس كلهم لأن معظمهم لديهم ظروف صعبة ولا يمتلكون قطع أرض في هذه المناطق وبالتالي فالنازح وضعه صعب.
هل تتابع السلطة المحلية أوضاع النازحين خارج البلاد ؟
والله نحن مشغولون بالنازحين داخل البلاد، بسبب الظروف كوننا محاصرين. لكن اقدر أقول لك إن هناك تواصلاً معهم ولكن ليس لدينا إمكانيات نقدمها لهؤلاء، وسنعمل خلال المرحلة القادمة على التواصل بهم وتقديم ما يمكن تقديمه.
لتعز شريط ساحلي طويل وعدد كبير من سكان الساحل يعتمدون على الصيد البدائي.. هل هناك حصر لحجم الأضرار التي لحقت بهذا القطاع ومن يعملون فيه جراء العدوان ؟
هؤلاء يعيشون حياة أسوأ من الموت فأحيانا تكون الحياة عقوبة عندما ينعدم فيها الحد الأدنى من مقومات العيش، وهؤلاء كانوا يعتمدون على الصيد البحري، والبحار أصبحت تحت سيطرة بوارج وسفن وطائرات الأعداء ومع ذلك نحن نضع في الاعتبار تحرير السواحل اليمنية من هؤلاء الغزاة الذين يريدون أن يعيدونا إلى القرن التاسع عشر، عهد الاستعمار، عهد القهر، لكن الشعب اليمني الذي قهر الاستعمار القديم وانتصر عليه سينتصر على هؤلاء الذين لا يمتلكون مقومات الاستعمار وهم أبشع من أي استعمار.
ماذا قدمت السلطة المحلية من مساعدات لهذه الفئة ؟
هؤلاء مشمولون بالإغاثة بمختلف أنواعها. أحيانا هناك ناس يكفلون ناس وهناك مساعدات تصلهم، وحقيقة ان هناك تعاوناً من محافظ الحديدة وكذلك محافظ إب واللذين ساهما في تقديم مساعدات لهؤلاء النازحين وإيجاد بعض احتياجاتهم، وفي ظل هذا الاهتمام يشعر النازحون بشيء من الاستقرار والطمأنينة كونه لا يوجد أي اختلاف في تلك المناطق فهم يعيشون حياة طبيعية وكأنهم في مناطقهم.
ما هي رسالتكم لأبناء تعز خاصة في هذه المرحلة؟
أبناء تعز مطالبون بأن يعودوا إلى ما كانوا عليه، تعز عاصمة للثقافة، تعز مدينه للتعايش، تعز المتواجدة في كل محافظات الجمهورية، وأن لا يكون في قلوبهم ولا عقولهم أي دعوة لأي من هذه الدعوات الهدامة، وان يعودوا إلى الاختلاف بالأقلام بدلا من الاختلاف بالبنادق، وألا يجعلوا من تعز أرضا يتنازعها الآخرون، فتعز عرفت بأنها قبلة المدنية والسلام ونصيحتي لهم أن يحافظوا على الثوابت الوطنية وان يرفضوا العمالة والخيانة.
كلنا يمنيون وكلنا مسلمون وكلنا مطالبون بأن نعيد ترتيب مواقفنا. هل العمالة والتبعية تعتبر مقاومة، هل جلب المستعمرين عمل وطني، وهل حرب المسالمين عمل وطني، وهل قتل النفس الني حرمها الله تنسجم مع مبادئ الشريعة الإسلامية.. كل هذه التصرفات دخيلة على تعز وأبناء تعز وبالتالي علينا أن نعيد ترتيب مواقفنا وفقا للثوابت الوطنية والقيم الإنسانية السليمة بعيدا عن هذه الأشياء الدخيلة على تعز وأبناء تعز.
وللشعب اليمني بشكل عام.. ماذا تقول في ختام هذا الحوار؟
بالنسبة لرسالتي لأبناء اليمن كافة، فدعوتي لهم أن يكونوا مثالا لما جاء في الدين الإسلامي الحنيف، فاليمن أرض للحكمة وأرض للسلام ومقبرة للغزاة، وأن لا يتحولوا إلى عملاء وخونة يزعمون بأنهم أبطال وأنهم مقاومون وأنهم ثوار. فالعميل والخائن لن يكون وطنياً ومن يرضخ للمغريات المادية لا يمكن أبدا أن نصفه بأنه رجل مبادئ ولا رجل قيم ولا رجل الثورة.
أين هي الثورية من هؤلاء الذين يرتهنون للخارج ويجلبون المستعمرين إلى داخل بلادهم بالطائرات والصواريخ، الطائرات لا تفرق بين يمني ويمني فكل اليمنيين ضحايا طائرات العدوان فبأي منطق وأي مبرر فأنتم فعلا تبررونه، أنتم متورطون بهذه المخططات التي دمرت اليمن وقتلت أبناءه خلال ثلاث سنوات وهذه السنة الرابعة.
ارجو أن تعودوا إلى عقولكم في السنة الرابعة لنستعيد وطنيتنا ويمنيتنا وعروبتنا، فنحن مهد للعروبة، نحن رواد لنشر الدين الإسلامي الحنيف، نحن قادة، فلماذا لا تكونون يمنيين بكل ما تعنيه كلمة اليمني وتتركون هذه الخزعبلات والانتماءات التي أعمت أبصاركم وجعلتكم مروجين لأكاذيبهم وخزعبلاتهم.

قد يعجبك ايضا