تقرير / إبراهيم الوادعي
شيع اليمنيون في العاصمة صنعاء صباح السبت الماضي إيقونة التلاقي والتسامح في حياته وفي سدة الرئاسة عبرت معه اليمن أشد الصعاب والمخاطر، الشهيد الرئيس صالح الصماد الذي أجمعت القوى السياسية اليمنية على أنه الرئيس الذي خبر الحياة وصمد على أرضه والعالم محتشد ضد بلده ، قدم في حياته وقدم في شهادته أنموذجا ومثلا يحتذى لكل القادة والسياسيين كيف تكون القيادة وأين تكون ..
في السطور التالية شهادات لرؤساء الأحزاب السياسية وقياداتها ممن خبروا الرئيس الشهيد وقرأوا أفكاره عن قرب وتلمسوا مبادئه العظيمة.
• رئيس حزب التصحيح الناصري مجاهد القهالي :
” نعم الشهادة ونعم المجد، هذا الرجل استشهد على درب شهداء الثورة الميامين على درب من وقفوا ضد الاستعمار والوصاية على اليمن على درب الرب الرئيس إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي ولبوزة وعلى درب الأحرار ممن وقفوا في وجه العدوان حفاظا على حرية واستقلال اليمن وكرامة أبنائه”
وصل إلى موقع الرئاسة وكان رجلا يتحدث عن المستقبل والحاضر بكل ثقة ، وتلخصت في شخصه الكثير من الصفات والخصال الحميدة لم تكن إلا في الرؤساء الذين لهم ذكرى طيبة في أذهان اليمنيين ، رجل اتسم بالحوار ورجل المنطق ورجل السلام ورجل التعايش بين أبناء الشعب ، رجل بناء ، أحبه الشعب لأنه كان صادقا مع الجميع وأحببناه جميعا ،
كان يسعى إلى الوفاق في كل قضايا الخلاف وتضميد الجراح ،وبناء الدولة ، والمصالحة الوطنية خسره الشعب كل الشعب ، ولكن نقول بأن مبادئه ستبقى حية في ضمائرنا وفي أهدافنا ، لم يرحل وباقية أعماله فينا .
• حسين حازب .. وزير التعليم العالي عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام
نعزي شعبنا اليمني العظيم من أقصاه إلى أقصاه في رحيل هذا الرجل العالم المجاهد والقائد الناجح ، استهدافه من قبل العدوان ليس لشخصه وإنما لمشروعه استهدفه العدوان ، فهو استطاع في فترة قصيرة أن يلم الشتات في الوطن بعد أن أريد للوطن أن يتمزق حتى من الداخل ، كان الرجل على رأس على القيادة السياسية رجل الحكمة ورجل الإقناع ورجل الحلول ورجل الاعتدال في أي خلافات ، الرجل الذي لم تخرج من عنده يوما وأنت غير راض ، الرجل الذي لم نحس يوما بأنه يميل إلى الرئاسة أو راغب بها لبهرجتها أو لزينتها ، لكن وجدناه يحمل هم الرئاسة ولم يحمل الرئاسة همه .
وجنا يقبل الرئاسة لأجل وظيفتها الوطنية الكبرى ، وعلى هذا الأساس استطاع أن يوقد البلاد وأن يقود عملية المواجهة ضد العدوان والحصار بكفاءة علية واقتدار ، وكانت شهادته شهادة له ، فقد استشهد في جبهة القتال وهو يعد للمعركة يعد للمواجهة وللدفاع عن أرض اليمن من الاستهداف الذي صار واضحا .
الرئيس صالح الصماد “أبو الفضل” هو خسارة لليمن بكلها وليس خسارة لأنصار الله /، لكن هذه الخسارة لم تؤد إلى ما كان يصبو إليه العدو بل أدت إلى لم الشمل والى التماسك والى الوحدة ، والى الإصرار على السير على نهج هذا الرجل فيما كان يدلي به في خطابات وتوجيهاته ، وآخرها ما وجه به من مسيرة البنادق في محافظة الحديدة .
قلته ذات يوم بعد زيارة جزيرة كمران.. يا فخامة الرئيس أنت عندما تزور منطقة فعودتك تصبح مكشوفة وإذا به يقول لي إذا الله اختار لنا الشهادة فهذا خير ما نتمنى ، لم تكن الشهادة بعيدة عنه وهو كان يعرف أنه يسير في اتجاهها ، نحن ترددنا كثيراً من المسؤولين في الحكومة وفي مؤسسة الرئاسة ترددوا من زيارة بعض المناطق لكنه لم يتردد ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
بإذن الله الشعب اليمني لديه آلاف الصماد ،وهاهو قد استلم الراية أخ له ورفيق له هو الأستاذ مهدي المشاط بمباركة وموافقة من المجلس السياسي الأعلى ومجلس الدفاع الوطني وحكومة الإنقاذ والمكونات السياسية ومجلس النواب ، ومن الشعب اليمني ، إن شاء الله أن مسيرة المواجهة والصمود في مواجهة العدوان والحفاظ على الجبهة الداخلية مستمرة .
• محمد الزبيري الأمين المساعد القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي
استلم السلطة في وقت فراغ كان لابد أن يمل الفراغ مثل هذا الرجل ولهذا أنا تفاجات أنه كان يحمل مشروع الدولة اليمنية الحديثة ، آخر شعار رفعه “يد تبني ويد تحمي”، ودعا إلى بناء هذه الدولة ، هذا المشروع كان مشروع كل الوطنيين ، كثير من المسائل التي كنا نطرحها عليه مثل مسألة الشراكة مثل مسألة الوحدة ، حول كثير من الثوابت كان يدافع عنها أكثر مما ندافع نحن ، وعندما حدثت أحداث ديسمبر والتقينا به وطرحنا له بالحرف الواحد بأن المرحلة صعبة ونحتاج لمزيد من الشراكة مع القوى السياسية وقلت له أيضا المؤتمر لم يكن هو قراره السياسي بالتمرد أو الخروج ، كان قرار صالح ، ونحن نسعى إلى بناء الدولة الحديثة ، أجابنا بحضور كافة قيادات اللقاء المشترك : نحن مصممين على ما طرحت ، ونبدأ الآن بإعادة تفعيل مؤسسات الدولة وتشغيلها ، وإعادة لملمة الجراحات وكان في وعده صادقا انفتح وتعامل مع المؤتمر وغيره على أساس وطني..
اليوم رفع المصالحة الوطنية وأعاد قوات الأمن وأعاد قوات الجيش التقى القبائل ، وحد الجبهة الداخلية وتماسكها ، ولذا أصبح في مكان يجعله مستهدفا لأنه بدأ يتكلم عن المشروع الوطني الذي يحمله ونحمله جميعا .
كان متسامحا وعطوفا وشجاعا وفيه كل الصفات، كنت في الحديدة وكنت معه في موكب ، وقلت له يا أستاذ صالح قد نكون مستهدفين أمنيا ، التفت إليّ متبسما ضاحكا ، وقال : مرحبا بالشهادة.
رجل حمل كل الصفات حمل المشروع الوطني حمل كل الصفات الطيبة ، حمل هم الأمة ، حمل المشروع المقاوم ، وبالتالي عندما استشهد هو كان مشروع شهادة ، وبالقوافل ستستمر والمشروع سيستمر ، والرجل الذي كان ثانيا أضحى اليوم أولا ، والرئيس المشاط نعرفه وخبرناه رجل صاحب قرار ، وبالتالي على القوى السياسية أن تدعمه وتسانده للاستمرار في المشروع الوطني ، وتماسك الجبهة الداخلية ، والبديل في حال تخاذلنا هو أن تصطف مع الصهيونية ” إسرائيل” ونحن لن نقبل على أنفسنا كيمنيين أصل العرب أن نكون في ذلك الوضع ، صفنا مع المقاومة ، ورحم الله الشهيد رحمة الأبرار.
• حسن زيد رئيس حزب الحق
إن رحيله المبكر خسارة ليس لليمن فقط بل لكل الأحرار في المنطقة والمقاومين في العالم ، رحل واقفا مجاهدا عظيما في مرحلة هي من أعقد وأصعب مراحل اليمن ، أدى دورا عظيما في وأد الفتنة والمصالحة الوطنية ،وسيلقى الله سبحانه وقد حقن دماء الآلاف من اليمنيين بفضل جهوده العظيمة ، الصاد من الناس الذين عرفتهم حبا للخير ، شجاعة وإخلاصا وتقوى وعلما وثقافة وطاعة لله ولرسوله ولولي أمرنا علم الهدى السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
خسارة أعضاء التحالف الحاكم خسارة لا تقدر ، ونسأل الله لخلفه العون والتوفيق ، واعتقد بأن الصماد قد اختط طريقا سيحرص الأستاذ المشاط على السير به ، وهو على رأس تحالف اختاره بالإجماع وباركت الاختيار الحكومة ، والكل مدرك بأن اليمن يواجه عدوا لا يرعى فينا الا ولاذمة.
وفيما يتصل بالقضية الجنوبية ، والهم الذي حمله الرئيس الشهيد صالح الصماد إزاء المعاناة التي يعيشها أبناء الجنوب ، ما يدل على أن خسارة الجنوب للرئيس الصماد ذو خصوصية ، وتؤكده القيادات الجنوبية في حديثها عن الرئيس الشهيد:
• عبد الملك الحجري رئيس تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان –أمين عام حزب الكرامة
نتوجه بالتحية لجماهير شعبنا الصامدة ، نقول لقوى العدوان بأن اغتيال رمز السيادة اليمنية لن يمر مرور الكرام ، وسيكون الرد مزلزلاً ، ونحن في الأحزاب المناهضة للعدوان نعلن تأييدنا لكل الخطوات التي سيتوجبها هذا الرد .
• حميد عاصم الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري
اعزي الشعب اليمني باستشهاد الرئيس صالح الصماد الذي اغتالته أيادي الصهيونية العالمية والسعودية هذا الاغتيال يذكرنا باغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي في أكتوبر 1977م ، الرئيس الصماد مثل رجل المرحلة ، رجل التصالح والتسامح ، الرجل الذي قاد المرحلة قيادة لم يقدها مثله حتى الشهيد إبراهيم الحمدي لأنه لم يكن هناك عدوان ، الرئيس الصماد استطاع أن يعبر باليمن إلى بر الأمان في مرحلة شديدة التعقيد للغاية ، وأن يتجاوز أحداث ديسمبر المؤلمة ، وأن يعيد للجيش مكانته ، وأن يصنع الأسلحة التي أحدثت ردعا لدى العدو .
• اللواء خالد باراس رئيس مكون الحراك الجنوبي السلمي
الرئيس الصماد فوق الوصف ، خسرته اليمن كلها ، خسرته الجمهورية اليمنية ، الجمهورية القائمة على أرضها ، ووقفه كان واضحا على مستوى اليمن بكله ، وعلى مستوى خصوصيات المناطق ، ويلم ويعرف ويدرك ماذا يجري في الجنوب وكيف يفكر أبناء الجنوب وعنده أمان طيبة ونوايا طيبة جدا ، خسرناه وأنا متأكد وسيتأكد هذا الأمر خسرناه نحن اليمنيين في كل مكان ، وخسرناه كجنوبيين أيضا .
اعتقد أن 3 سنوات تكفي خصوصا لنا نحن الجنوبيين ، أعطوا الجنوب أحلاماً واهية على شاكلة عدن على شاكلة دبي ، وضم إلى مجلس التعاون ، كلام ولم يكن سوى الكلام ،، ومرة أخرى أقول 3 سنوات تكفي ، نعقل ، وندرك ان هذا عدوان يستهدفنا جميعا كيمنيين .
• أحمد العليي مقرر الجبهة الجنوبية لمقاومة الغزو والاحتلال
نتذكر بحرقة وبألم كلام الشهيد الرئيس الصماد عندما يتحدث بألم عما آل إليه الوضع في المحافظات الجنوبية تحت سيطرة المحتل، وكان يدعونا جميعا إلى التمسك بخيارات الوطن التي تصب جميعها باتجاه تحقيق العزة والكرامة لجميع اليمنيين.
ورسالتنا أن الشهيد الرئيس صالح الصماد قد أسس مداميك قوية من خلالها سننطلق ، ومن خلالها ستشتعل أكثر جذوة التحرر والنضال ضد المحتل الإماراتي في المحافظات الجنوبية ، ونقولها : أن دماء الشهيد الرئيس صالح الصماد ستكون لنا معلما وطريقاً نحو الحرية التي ناضل شهيدنا لأجلها .
نقول لأبناء المحافظات الجنوبية ، انه لا عذر إطلاقا أمام الجميع ، العدوان يستهدف الجميع ، يستهدف اليمنيين كانوا شماليين أو جنوبيين ، أو في أي منطقة أو نقطة على الأرض اليمنية ، نحن مستهدفون في وجودنا ومستهفون في قرارنا السياسي ، ومستهدفون في مقدراتنا ، ومستهدفون في كرامتنا ، وما يحدث في المحافظات الجنوبية شيء مؤلم طوال 3 سنوات وما يحصل في الساحل الغربي من اعتداء يطال الأعراض ، ونحن نستلهم من دم الشهيد الصماد كيف نخطو باتجاه تحرير وطنا وباتجاه مواجهة هذا العدوان الصلف ، ورغ من الألم نحن نزداد بهذه الدماء الطاهرة والزكية عزيمة وإصرارا على مواجهة العدوان والاحتلال.
• عبدالعزيز البكير الأمين العام للحزب القومي الاجتماعي عضو أحزاب التحالف الوطني
هو الرجل الصادق مع أهله وناسه ، هو الرجل المتواضع الذي لا يريد سلطة ولا يبحث عنها ، قتل واستشهد في الميدان مع عامة المواطنين مع المجاهدين ، استشهد ليكون قدوة لكل اليمنيين ، الصماد رجل نحزن لفراقه ، سنكون عوناً لخلفه الرئيس مهدي الشماط كما كنا للرئيس الصماد عونا ونحن عوناً لحكومة الإنقاذ.
نعزي شعبنا اليمني والأمة الإسلامية ، برحيل الرئيس الشهيد صالح علي الصماد ، وارتكاب العدوان لهذه الجريمة يدل على أن قوى العدوان هي من لا تريد السلام ولا تبحث عنه.
Prev Post