من وحي حدث السبعين الوطني الكبير

محمد المنصور
تشييع شعبي ورسمي كبير لفقيد الوطن الكبير الرئيس الشهيد صالح الصماد رضوان الله عليه، أكد حضور الدولة بتقاليدها المدنية والعسكرية، وبمشاركة كبار رجالات الدولة – مدنيين وعسكريين – يتقدمهم الرؤساء الثلاثة المشاط والراعي وابن حبتور ورئيس مجلس القضاء ، والعلماء والمثقفون وجماهير غفيرة من معظم محافظات الوطن مثلت جميعها أبعاد صورة الراهن الوطني ومآلاته المستقبلية
حسن التنظيم للفعالية وغيرها من المؤشرات لا شك بأنها مما تقر به عيون الرئيس الشهيد في دار الخلود ،
بالمقابل فإن المشهد السبعيني الوطني بدلالاته الواسعة لهو مما يبعث اليأس والإحباط لدى تحالف الشر والعدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته .
كان مشهد الجثامين الطاهرة للرئيس الشهيد صالح الصماد ورفاقه ملفوفة بالعلم الجمهوري تحملها آليات عسكرية وبمصاحبة الموسيقى الجنائزية العسكرية اليمنية ، ذا دلاله على محورية الجيش الوطني والقوات المسلحة كواحدة من أهم مؤسسات الدولة في الحاضر والمستقبل والتي كان للرئيس الصماد دور كبير في إعادة تنظيمها وتفعيلها، وكان حريصا طيلة العامين المنصرمين على حضور حفلات تخرج الدفعات المتخصصة في كافة التخصصات وفي شتى المناطق العسكرية .
حضور كبار ضباط الجيش من كافة الرتب العسكرية لمراسم التشييع، ومشاركة وحدات رمزية من الطيران والبحرية والمشاة تؤكد الاعتزاز بدور القوات المسلحة وتضحياتها في معركة التصدي للعدوان السعودي الأمريكي إلى جانب اللجان الشعبية وأبناء القبائل الأحرار.
حاول العدوان من خلال صواريخه وقنابله التي استهدفت العاصمة أمس واليوم خلال التشييع تعكير المناسبة ، وتخويف المشاركين وإحداث ارتباك ما، كان ليتم توظيفه في بروبجندا الدعاية السوداء، لكنه فشل بحمد الله وتوفيقه.
لقد وجه اليمنيون رسالة تحد مدوية للعدوان ومرتزقته تعبر عن روحية ومواقف الشهيد الصماد رضوان الله عليه القوية والثابتة في مواجهة العدوان والصلف والاستكبار،
ووجهت فعالية السبعين رسالة يمنية حضارية للعالم تعكس الأصالة الوطنية والاعتزاز برموز الوطن وقياداته الوطنية وشهدائه الأبرار، وتؤكد مجددا تمسك الشعب اليمني بحريته وكرامته واستقلاله وهي القيم التي حملها الرئيس الشهيد صالح الصماد.
وكان استهداف القوة العسكرية الصاروخية البطلة لأهداف محددة في جيزان وبالتزامن مع فعالية التشييع للرئيس الشهيد ومرافقيه ذا مدلولات سياسية وعسكرية استراتيجية ونفسية واضحة بتعاظم نهج التصدي للعدوان السعودي الأمريكي والضرب في عمق العدو ليذوق وبال عدوانه المجرم وحصاره الظالم على اليمن .
عديدة هي الرسائل التي عبر عنها الحضور الرسمي والشعبي الكبير في ميدان السبعين ، لعل أهمها فشل العدوان السعودي الأمريكي في استثمار جريمة اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد ، ونستطيع القول بأن حضور الدولة في الواقع الوطني سوف يتعزز ويتنامى بذلك الالتفاف الشعبي الكبير في ظل قيادة الرئيس مهدي المشاط ، الذي أكد في خطاب القسم بمجلس النواب على استمرار نهج الشراكة والتعاون مع كل مؤسسات الدولة واستمرار العمل على تحقيق مشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد تحت شعار يد تحمي ويد تبني .
رحم الله شهيد اليمن الكبير الرئيس الشهيد صالح الصماد وكل شهداء اليمن الأبرار، فلقد حاز من الحب والاحترام لدى غالبية الشعب اليمني ما هو خليق بمثله، رغم أنه حكم اليمن في ظل عدوان وحصار ، وخزينة فارغة وتربص ومؤامرات وتعقيدات داخلية عويصة نجح في العبور باليمن خلالها بأقل الخسائر .

قد يعجبك ايضا