الثورة/ حاشد مزقر
الدمار الواسع والموت الرخيص عنوان لحكاية تروي الحقد الأسود موتا ودماء بلونه الأحمر المفجع وعلى جثث الضحايا المجندلة هنا وهناك آثام الضالين وما يفعلون ، فلم تنج من جرائم العدوان حتى سيارات المسافرين..أطفال ونساء بعثرت جثثهم صواريخ الإجرام السعودي..تفاصيل أكثر في السطور التالية :
قامت طائرات العدوان السعودي وتحالفه في يوم الجمعة الموافق 17 نوفمبر 2017م بشن غارتين على الطريق العام في منطقة الخميس الواقعة في مديرية الزهرة والتابعة لمحافظة الحديدة، مستهدفة في الغارة الأولى حافلة تقل مسافرين ما أدى إلى استشهادهم جميعاً وحرقهم حتى تفحمت أجسادهم، قام بعدها سكان المنطقة بمحاولة إخماد الحريق في الحافلة من أجل إنقاذ من يمكن إنقاذه، لكن طائرات العدوان عاودت القصف بغارة أخرى مستهدفة المسعفين أثناء مرور سيارة مدنية في الطريق نوع “هيلوكس” وقد أدت الغارتين إلى استشهاد 9 مدنيين وإصابة 3 آخرين.
وفي جريمة أخرى لا تقل بشاعة نفذتها طائرات العدوان السعودي وتحالفه في الساعة السابعة من مساء يوم الاثنين الموافق 20 نوفمبر 2017م بشن غارة جوية مستهدفة شاحنة للمواطن/ فهمي احمد كليب في الطريق العام بمنطقة موشح الواقعة في مديرية الخوخة محافظة الحديدة لتسفر عن استشهاد 9 أشخاص بينهم مالك الشاحنة وقد بقي الطيران محلقاً في سماء المنطقة لحوالي 4 ساعات متتالية مانعاً أي أحد للوصول إلى الضحايا من أجل إنقاذ من يمكن إنقاذه.
جريمة مشابهة لسابقاتها نفذها طيران العدوان السعودي في 15 ديسمبر 2017م وتحديدا في الساعة الواحدة والنصف بعد ظهيرة يوم الاثنين، وأثناء ما كان المواطن عباس سعيد حفظو من أبناء مديرية المخا وبالتحديد منطقة المحجر في طريق عودته من التسوق من سوق حيس الواقع في مديرية حيس – محافظة الحديدة ومعه ابنه آدم البالغ من العمر 20 عاماً بالإضافة إلى 8 أشخاص من المتسوقين ومعهم الأشياء التي كانوا قد اشتروها لأسرهم وأطفالهم من مواد غذائية وغيرها وحينما وصلوا إلى جسر وادي ضمين فاجأهم طيران العدوان بشن غارة جوية عليهم استهدفتهم مباشرة ما أدى إلى استشهاد 8 أشخاص من المدنيين المتسوقين الذين كانوا على متن السيارة بالإضافة إلى إصابة سائق السيارة وابنه بإصابات بالغة، وقد ظل الشهداء والجرحى مرميين في الطريق العام ولم يجرؤ أحد من سكان المنطقة التي حدثت فيها الواقعة أن يذهب ويساعد في إسعاف الجرحى خوفاً من أن يقوم الطيران التابع للعدوان السعودي باستهدافهم وهم يقومون بعملية الإسعاف كما جرت عادته في استهداف المسعفين، وبعد حوالي نصف ساعة وهدأت أصوات تحليق الطائرات هرع المواطنين لمساعدة الجرحى وجمع جثث الشهداء، أما السيارة فقد تدمرت وتحولت إلى كومة من الفحم.
استهداف مجموعة من النساء
ولم تأب آلة القتل والدمار العسكرية التابعة لتحالف العدوان السعودي إلا أن تحول الأفراح والمناسبات في اليمن إلى أوجاع وألم، ففي ليل يوم السبت الموافق 16 ديسمبر 2017م أقدمت الطائرات الحربية التابعة للتحالف السعودي على استهداف مجموعة من النساء والأطفال أثناء عودتهن من حضور حفل زفاف في منطقة بني هيسان التابعة لمديرية حريب القراميش – محافظة مأرب ما أدى إلى استشهاد عشر نساء أغلبهن لم يتجاوزن سن الخامسة عشرة، في انتهاك خطير لكل مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة وانتهاك صارخ لجميع قوانين حقوق الإنسان.
شاهد عيان
عبدالكريم العربي مواطن من محافظة إب وبالتحديد من أهالي العدين قادته الأقدار لأن يكون شاهدا عيانا على جرائم دولية ترتكب بحق الشعب اليمني.. كان يسكن في مدينة المخا حيث كان مقر عمله، وظل صابرا على صلف العدوان حتى نفد صبره ولم يجد له من سبيل ، أضف إلى ذلك أن أسرته التي يعولها والمكونة من زوجته وثلاثة أبناء وبنت واحدة لم تعد تعرف النوم المعهود بسبب كثافة القصف ، حينها فقط قرر الرجل أن يرحل إلى مسقط رأسه إب ، قبل ذلك كان الرجل يقدم في كل يوم على تنفيذ قرار الرحيل إلا أن خوفه من استهداف طيران التحالف للطرق العامة التي تربط المحافظات منعه من ذلك ، أما الآن وقد حل العناء فلا بد من تنفيذ القرار وهو ما تم بالفعل ، كان توجسه وخوفه من القصف لا يغيب عن باله فهو ـ كما يقول ــ يتوقعه بين الفينة والأخرى إلا أنه لم يكن ليظهر ذلك على أطفاله حتى لا يداخلهم الرعب فضل يلوح بابتسامته المعهوده كلما سنح له النظر إلى عيون أطفاله وزوجته.. الخوف الذي أخفاه الرجل عن أسرته أظهرته طائرات العدوان وبأقصى حدود الخوف الذي لم يكن حتى ليخطر على بال ، فبينما كانت السيارة على بعد بضعة كيلو مترات عن مدينة الحديدة إذ حل الدمار والخوف وتقاطيع الفجيعة في وقت واحد حيث طيران العدوان يستهدف المارة هناك ويدمر الطريق ـ حيث وقع الصاروخ ـ بما فيها من مركبات ليخلف شهداء وجرحى ، أسرة عبدالكريم لم يكونوا ضمن عداد الشهداء أو الجرحى لأنهم كانوا على بعد من المكان غير أن الرؤية كانت واضحة للجميع ولم يستطع أن يغمض عيون أطفاله حتى لا يكونوا موتى من الخوف ، ومن حينها أعلن الرجل حالة الطوارئ القصوى بعد أن أصيبت زوجته بحالة هلع كبيرة أدت إلى دخولها في إغماء طويل لم تفق منه إلا بعد ساعات من وصولها إلى المستشفى ، اما ابنه الأكبر محمد فقد أصيب بالتشنج رغم أخذه لجرعات العلاج.
وديع عبدالحميد كان من ضمن جرحى استهداف ذات الطريق وقد أحب الشاب أن يروي التفاصيل بنفسه فقال ” لم أكن من المسافرين فقد كنت مارا بالقرب من الطريق الرئيس وحينما تم القصف تطايرت الشظايا التي نلت أنا إحداها وكانت إصابتي في الفخذ ، وقد سلم الله أنها لم تكن في مكان آخر يمكن أن يودي بحياتي ” ويضيف ” قبل الضرب بلحظات كان الشارع لا يخلو من السيارات المارة ، وهو ما أدى إلى وقوع ضحايا على طريقة الفارين من قصف العدوان.
حالات عديدة
أما محمد الكناني ناشط حقوقي يقول ” عملت خلال الفترة الماضية على موضوع الرقابة على ضحايا العدوان من المدنيين ، وقد سجلت حالات عدة منها شهداء وجرحى لعدد من الأطفال النساء ، وكان من بين هؤلاء من استهدفتهم طائرات التحالف أثناء مرورهم بالطرق التي تربط بين المحافظات وكان أخرها طريق في محافظة صعدة قبل أيام وقد راح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء المدنيين ، من جهة أخرى أصيب الكثير من الأطفال والنساء بحالات نفسية صعبة.
استهداف 3 آلاف و757 سيارة
استهدف العدوان السعودي وتحالفه 3 آلاف و757 سيارة منذ شنه لأولى غاراته الإجرامية على اليمن..اغلبها سيارات مسافرين مدنيين راح ضحيتها الكثير الأطفال والنساء في جرائم تعد من جرائم الحرب والإبادة التي يجرمها القانون الدولي.