أأبكيك أم أهنئك…؟!!
ضيف الله الشامي
هل أستعيد معك ذكريات الشعاب والوديان وجذوع الأشجار التي كنا نستظل تحتها والجروف التي كنا نسكنها..؟!
هل يمكنني أن أنسى القبلة التي قبلت بها جبيني عندما أوصلت جثمان أخيك الشهيد حسن الصماد محمولا على كتفي قبل تقبيلك لجبينه مودعا له شاكرا لله على اختياره شهيدا طالبا من الله أن يلحقك به وإيانا شهداء..؟!
هل أستعيد معك ذكريات الملازم وطباعتها وتوزيعها..؟! أم الجلسات المطولة التي كنا نقضيها مع هدى الله قراءة وتدبرا وتأملا.؟!
هل أتذكر اللقاءات والتنسيقات مع زوار محافظة صعدة لاستقبالهم والحديث معهم..؟!
هل أبقى مع العمل السياسي أم الرسمي أم الجهادي أم الإجتماعي أم الثقافي ..؟!
هل أناجيك رئيسا أم أخا ..؟! ..لا.. بل أخا كما كنت تحب ذلك مني.
لماذا تركتني ورحلت وقد كنا أخوين رفيقين عشنا حلو الحياة ومرها ..؟! آهٍ كم كنت أتذوق عذب حديثك وسردك للماضي أمام إخوتنا ورفاقنا وكم كنت أسعد وأنت تقرن كلامك بالقول ( كنا والأخ ضيف..) فأزداد شرفا بك وبعظمة قيمك وأخلاقك ومرافقتك..؟!
فلماذا بخلت علي أخي بمرافقتك للقاء إخوتنا ورفاقنا من الرجال العظماء الذين سبقونا شهداء..؟!
لكن أملي فيك بعد الله كبير أن تكون شفيعا لي لديهم أن يعجلوا بالإستبشار بقدومي إليهم شهيدا عزيزا كريما كما ارتقيتم فلم يعد للحياة قيمة بغيابكم.
وعزاؤنا الكبيرفيكم أن المنهجية التي قدمتم أرواحكم في سبيلها ابتغاء رضوان الله هي راسخة رسوخ الجبال الرواسي ولن تزول حتى يبعث الله الأرض ومن عليها..
عزاؤنا أن دماءكم تحولت براكينا تلتهم الطغاة والمجرمين ولن تذهب سدى.
عزاؤنا أن مسيرتنا هي مسيرة الشهداء العظماء فكل قائد عظيم يولد أمة فهي مسيرة اختطت منهجها بدماء مؤسسها الشهيد القائد فلم نزدد بفقده وألم فراقه إلا صبرا وتجلدا
لذا نعاهد الله ونعاهدكم أننا سنبقى الأوفياء لمسيرتنا ولقائدنا ورموزنا حتى يكتب الله لنا النصر أو شرف اللحاق بكم شهداء.. لن نتوانى ،ولن نتخاذل ،ولن نتكاسل، ولن نضعف أو نهون.
فسلام الله عليك ياصديقي ومعلمي ورفيقي وأخي وسندي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم نلقاك شهداء أحياء بفضل الله.